منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 08 - 2012, 01:29 PM
الصورة الرمزية magdy-f
 
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magdy-f غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

*مقدمة*

قال ميخا النبي في نبوءته عن ميلاد السيد المسيح له المجد في مدينة بيت لحم: «وأنت يا بيت لحم أفراتة، لست الصغرى بين مدن يهودا فمنك يخرج… المخلص» - ميخا ١،٥

نبوءة ميخا النبي هذه والتي أطلقها بشأن بيت لحم، أصغر مدن فلسطين، تنطبق اليوم على أرض فلسطين بكاملها، حيث أنّها من حيث المساحة تكاد لا تذكر إذ تبلغ مساحتها ١٥٦٤٠ كم. مربعاً فقط.

نعم! إنّ الأرض المقدسة لهي أرض صغيرة، مساحتها تكاد لا تذكر مقارنة ببلدان العالم عموما والشرق خصوصا لكنّها، وبسبب ما جرت فيها من أحداث على الصعيد الديني والتاريخي والجغرافي، استقطبت ولا تزال تستقطب أنظار العالم أجمع فيقصدها السياح والحجاج يتبركون بمقدساتها ويتمتعون بزيارتها.


أسماؤها:

أطلق على المنطقة التي وقعت فيها الأحداث الكتابية (الكتاب المقدس) عدّة أسماء لكلّ منها معنى وغرض مختلفين.



إسرائيل:

وهو الاسم الذي أطلق على يعقوب حفيد إبراهيم، فسمي إسرائيل، وهو الجدّ الأكبر لقبائل إسرائيل الاثنتي عشر. وهذا الاسم يدلّ على المنطقة التي احتلّتها هذه القبائل في زمن القضاة وخلال ملك داود وسليمان. بعد وفاة سليمان أطلق هذا الاسم على مملكة الشمال فقط والذي قطنته القبائل الشمالية.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


فلسطين:

مصدر هذا الاسم هو الفلسطينيون وقد اشتهر في الحقبة الرومانية للدلالة على الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن استكمالا لفينيقية.




الأرض المقدسة:

وهو الاسم الأكثر استعمالا وذيوعا حيث يستعمله المسيحيون للدلالة على الأحداث الكتابية العظمى التي وقعت فيها. وهو يستعمل خصوصا لتجنب استعمال أي اسم آخر قد يكون له طابع أو دلالة سياسية.

أما الأهمية التي تقدمها الأرض المقدسة للمسيحي الذي يزورها فهي اهمية تاريخيّة من حيث هي «تاريخ مقدّس» وهو الأمر الذي نسير إليه في كل توجّه لنا في هذا الكتاب. فقد نبعت أهمية الأرض المقدّسة في التاريخ السحيق من عاملين أساسيين أولهما موقعها الجغرافي بالنسبة للحضارات العريقة القديمة وثانيهما أنّها كانت مهبط الرسالة السماوية التي نشرها اﻟﻠﻪ في العالم عن طريق أنبيائه. ولا أقول الرسالات السماوية وذلك لأنّ اﻟﻠﻪ واحد ولا بدّ أن تكون رسالته واحدة، ولكنّها تمّت على فترات مختلفة بحسب استعداد الإنسان لقبولها وفهمها واستيعابها ومن ثمّ الإيمان بها والعمل بموجب أحكامها.

لدى تحديد الموقع الجغرافي للديار المقدسة لن نلقي بالا للأوضاع السياسية القائمة في أيامنا هذه. فالأرض التي نتحدّث عنها في عرف الكتاب المقدس والتي تعودنا تسميتها «الأراضي المقدسة» هي عبارة عن مستطيل مساحته ١٥٦٤٠ كم مربعا تقريبا تمتد من الصحراء ونهر الأردن في الشرق إلى البحر الأبيض المتوسط (البحر الكبير في لغة الكتاب المقدس) في الغرب. ومن سلسلة جبال حرمون في الشمال وحتى صحراء النقب في الجنوب. أما فلسطين الكتاب المقدس فتمتد من دان في الشمال إلى بئر السبع في الجنوب وهي عبارة عن أرض تبلغ مساحتها ٢٤٠ كم طولا و ٦٥ كم عرضا.
تنبع أهمّية الأرض المقدّسة الجغرافية والسياسيّة من سببين إثنين هما:


توسّطها بين حضارات العالم القديم:

هذه الأرض تتوسط الحضارات العريقة التي سادت في العصور القديمة مثل الحضارة المصرية في الجنوب والبابلية والأشورية والفارسية في الشرق واليونانية والرومانية في الغرب. فكانت فلسطين حلقة الوصل والممر الواجب عبوره للحركة من الشمال إلى الجنوب أو من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا.

ماذا يجري حين تتجاور شعوب كبيرة؟ إنّها تتحارب. والقتال يعني التلاقي او الزحف على الآخر، ولا بدّ لذلك من المرور بالممرّ الضيّق الذي يفصل البحر المتوسط عن صحراء جزيرة العرب.

والسّيئة الوحيدة أنّ الأرض التي نهتمّ بها والشعب الذي يعيش فيها يقعان في هذا الممرّ! ففي الماضي كانت فلسطين المحطة التي لا بد لكل حضارة من السيطرة عليها من أجل الاستمرار في تقدمها نحو احتلال الحضارة الأخرى. فهي الجزء الجنوبي الغربي من الهلال الخصيب والذي أنتج الحضارات الأسيوية الأشورية والبابلية والفارسية. في الجنوب فلسطين وهي الأرض الخصبة الأولى التي يجدها في طريقه من ترك النيل وحضارته المصرية الفرعونية العريقة قاطعا صحراء سيناء متجها شمالا. ولا ننسى أنّها أيضا أرض خصبة جداً خصوصا في نصفها الشمالي وذلك لاتّصالها بنهر الأردن وبحيرة طبريا وكثرة ينابيع المياه. وهي أيضا مركز هام لوقوعها على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. كما ولا يسعنا أن ننسى البحر الميت وأهميته السياحية خصوصا الفوائد الطبيّة التي يسعى السياح للاستمتاع بها والاستفادة منها.


وقوعها على طرق العالم القديم الرئيسيّة:

كانت في الماضي طريقان أساسيتان مشهورتان للسفر والتنقل في تلك المنطقة. الأولى: طريق البحر (Via Maris) والثانية: طريق الملوك (Via Regis) وكانت هاتان الطريقان تنقلان المسافرين من الشمال الغربي والشرق إلى الجنوب.

ا - طريق البحر كانت تهبط من لبنان مؤسسة القلعة تلو الأخرى على طول الأراضي الفلسطينية الخصبة متجهة نحو مصر.

ب - كانت طريق الملوك تنتقل من الهلال الخصيب إلى أطراف الصحراء الشرقية وضفاف نهر الأردن معتمدة على الآبار المنتشرة هنا وهناك حتّى تصل إلى الخليج العربي ومن هناك تنقسم إلى فرعين، أحدهما يؤدي إلى مصر عبر شبه جزيرة سيناء، والآخر إلى قلب الجزيرة العربيّة بحثا عن البخور والأحجار الكريمة وغيرها.


لمحة تاريخية:

قبل العصر المسيحي بخمسة عشر قرنا، بلغت فلسطين مستوى حضارياّ راقيا، إذ كانت بمثابة تقاطع يربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. ولذلك، كما ذكرنا سابقا، ظلّت فريسة أطماع الحضارات القويّة المجاورة لها.

وصل إبراهيم الخليل إلى ارض كنعان ١٨٥٠ ق.م. قادما من ضفاف نهر الفرات. وكان يعيش كالبدو متنقِّلا في البلاد مع ماشيته.

وعند وفاته، دفن في الخليل (حبرون). وكان له حفيد اسمه يعقوب، دعي اسرائيل (ويسمى الاسرائيليون باسمه)، وقد انجب اثني عشر ولدا. كان احدهم يوسف، الذي باعه اخوته عبداً، فاقتيد الى مصر، حيث حالفه الحظ، وارتقى الى مركز عال. وبعد بضع سنوات، هبط يعقوب بأسرته الى مصر، بسبب القحط الذي حلّ بفلسطين.

ظلَّ بنو اسرائيل في مصر ما يناهز٤٣٠ عاماً، فازداد عددهم الى ان جُعلوا عبيداً للفراعنة. ثم جاء موسى النبي فحررهم وقادهم بعد عبورهم البحر الاحمر، الى شرقي نهر الاردن.
وبعد وفاته في تلك المنطقة، على جبل نيبو، قاد يشوع الاسرائيليين غربي النهر نحو سنة ١٢٠٠ق.م. فاحتلوا البلاد رويدا رويدا، بعد ان قهروا الكنعانيين والفلسطينيين الذين سميت البلاد باسمهم، ثم وحّدها داود تحت إدارة واحدة سنة ١٠٠٠ق.م. وجعل عاصمتها اورشليم. وبعد وفاة ابنه الملك سليمان انقسمت مملكته على نفسها: اسرائيل شمالا، ويهوذا جنوبا.

دامت مملكة اسرائيل من سنة ٩٣٠ حتى سنة ٧٢١ق.م. حين سقطت السامرة، عاصمتها، بأيدي أعدائها فدمرت، ونفي اهلها. بينما بقيت مملكة يهوذا حتى دُمرت اورشليم عاصمتها، وسبي اهلها الى بابل سنة ٥٨٧ق.م.

في عام ٥٣٨ق.م. عاد بعض المنفيين الى اورشليم، واخذوا يعيدون بناء الهيكل، في حين أخذت السلطة تنتقل الى أيدي الكهنة.

وعندما اجتاح الاسكندر الكبير شرقي البحر المتوسط، بما فيه فلسطين، عمل اتباعه البطالسة على دفع اليهود الى العبادة الوثنية. وعلى أثر ذلك بدأت حروب المكابيين سنة ١٦٧ق.م.

وفي سنة ٦٣ق.م. احتل الرومان البلاد بقيادة بومبيوس، ثم أقيم هيرودس الكبير ملكاً عليها تحت رعاية روما، سنة ٣٧ وحتى سنة ٤ق.م. كان هيرودس هذا قاسيا وعنيفا، رغم أنه اعاد بناء الهيكل، وشيّد في المنطقة قصورا فخمة. كان عربيا بسبب امه، ورومانيا بحكم الضرورة، يهودياً بزواجه، ويونانياً بثقافته. لقد حرر شعبه من جميع الطغاة إلا من طغيانه وطغيان روما. وفي آخر عهده، ولد يسوع في بيت لحم.

بعدئذ تعاقب في حكم البلاد وكلاء رومان. وكان احدهم بيلاطس البنطي، الذي حكم على الرب يسوع بالموت، يوم الجمعة في ٧ نيسان سنة ٣٠م. وفي سنة ٦٦م تمرّد اليهود على روما، لكنهم قُهروا سنة ٧٠م. ودُمر الهيكل. وتمردوا مرة ثانية سنة ١٣٢م-١٣٥م، بقيادة بار كوزبا، فقضى عليهم عندئذ الامبراطور ادريانو. وبذلك انتهت الامة اليهودية سياسيا، لكنها استمرت تعيش روحيا.

في القرون اللاحقة نعمت البلاد بالسلام. وفي عهد الامبراطور قسطنطين اصبحت الديانة المسيحية دين الدولة، وفلسطين محط انظار الحجاج. ومنذ ذلك الحين ما فتئت تجتذب اليها الناس من جميع اقطار العالم، لتكريم الاماكن التي قدّسها الرب يسوع اثناء حياته فيها.

في وسط هذا التاريخ المتشابك المتلاحم، وعلى هذه الأرض التي كانت مسرحا لتقلبات الزمن وانكسار الجبابرة وانقلاب الإمبراطوريات، اختار الله أن يبدأ رسالته باختياره شعباً يوحي ذاته من خلاله ويحضّر العالم لمجيء ابنه لخلاص العالم. فكانت الأحداث الكتابية وتتالى الانبياء وتتابعت الأحداث وأصبح كل حجر في هذه الديار يحدّث بتاريخ هذه الأراضي ويشهد على أمر جلل استقطب أنظار العالم وجذب الحجاج والسياح من كل أنحاء المعمورة.

يهدف هذا الدليل إلى عرض الأماكن المقدسة التي يقوم الحجاج والسياح بزيارتها وذكر الأحداث الرئيسيّة التي وقعت فيها فيكون خير معين للذين يقصدون التبرّك بمقدّساتها ومعايشة الأحداث الكتابيّة والإنجيليّة في الأماكن التي جرت فيها تاريخيّاً وجغرافيّاً.


رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 01:35 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

*القدس*

مقدمة :

(بالعبرية أورشليم وأساس اللفظ كنعاني ويعني الإله شليم أي آلهة السلام)
هيا إلى بيت الرب
المزمور ١٢٢ - نشيد المراقي
فرحت حين قيل لي: «لنذهب إلى بيت الرب».
توقّفت أقدامنا في أبوابك يا أورشليم.
أورشليم المبنية كمدينة في وحدة متماسكة.
إلى هناك صعدت الأسباط أسباط الرب
عملا بسنّة في إسرائيل لكي يحمدوا اسم الرب.
هناك نصبت عروش للقضاء عروش بيت داود.
أطلبوا السلام لأورشليم. السكينة للذين يحبونك!
السلام في أسوراك والسكينة في قصورك!
لأجل إخوتي وأخلائي لأدعونّ لك بالسلام
لأجل بيت الربّ إلهنا ألتمس لك السعادة.



*القدس - طبيعة المدينة*


مقدمة :

مدينة القدس ذات أهمية بالغة انطلاقا من الشهادات الأثرية الكثيرة التي تقدمها.

يحد المدينة واديان أساسيان هما وادي جيهنوم إلى الجنوب الغربي ووادي قدرون إلى الشرق. وهي تقع على جبلين هما غارب إلى الغرب وصهيون إلى الشرق وهو يتألف من ثلاث مرتفعات بيزيتا وموريا وأوفيل.

يفصل وادي جيهنوم بين جبل صهيون في الأعلى ومدينة داود وأوفيل في الأسفل عن جبل المكبر في الجنوب الذي يسمّى أيضا «جبل المشورة السيئة». وادي قدرون، ويقال له أيضا وادي يوشفاط، كان مقبرة طيلة الأزمنة. وهناك نبعان في الجزء الجنوبي منه هما: نبع جيحون ونبع روچل. وينطلق وادي قدرون من ثنايا جبل سكوپس وينزل إلى الجنوب قاطعا: فيفصل المدينة عن جبل الزيتون.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


نظرة على التاريخ :

ترتبط أهمية القدس بالأحداث التاريخية الدينية التي جرت فيها. أما الموقع ذاته فلا يتمتع بأية صفة خاصة تجعله هاما كأن يكون به ميناء أو نهر أو شيء آخر من هذا القبيل.





أصل المدينة ضائع في الزمن :

الألف الثالث: أوائل استيطان الإنسان تشهد عليه الموجودات الأثرية. وأولى هذه الشهادات التاريخية تعود إلى الألف الثاني ق.م. في تلك الحقبة كانت المنطقة منقسمة إلى عدة دويلات كنعانية. أول إشارة للمدينة نجدها في مخطوط مصري.

كثرة تدمير المدينة وإعادة بنائها أضاع كلّ فرصة للتعرف على أساساتها الأصلية. أكثر الآثار وضوحا تعود للحقبة الرومانية والهيرودية.





الحقبة الكتابية :

تك ١٤، ١٨ إثْر هزيمة ملوك الشرق الأربعة الذين دمروا صادوم وعامورة، قابل إبراهيم ولوط «ملكيصادق ملك شاليم» الذي قدم لهما خبزا وخمرا. وكان ملكيصادق هذا «كاهن الله العلي».

القرن السابع عشر - الخامس عشر ق.م. أيّام السلالة الثامنة عشرة كان الفراعنة يعملون على تأمين حدودهم ويقيمون الفرق العسكرية. وقد اكتشفت في تل العمارنة مجموعة من الرسائل التي تبادلها فرعون مصر مع ملك القدس وتدل على أهمية المدينة في تلك الحقبة.

يشوع ١٠، ١؛ ١٢، ١٠ في تقارير الحملات التي قام بها يشوع يأتي ذكر ملك أورشليم على لائحة الملوك الذين هزمهم يشوع ولكن لا يأتي الحديث على ذكر احتلال القدس. ولكن بعد وفاة يشوع، هاجم أبناء يشوع القدس فأخذوها وأحرقوها». الواقع هو أنهم حرقوا المدينة ليس إلا وقد استمر الجبوسيون بالعيش فيها.

٢ صم ٥، ٦ كان أول اهتمام لداود (١٠٠٠ ق.م) بعد أن اعتلى عرش إسرائيل هو احتلال القدس التي اختارها عاصمة لمملكته. تسلل جنوده إلى المدينة ليلا ربما عبر نبع جيحون الذي يؤدي إلى داخل المدينة. واتخذت القلعة المحتلة (صهيون) اسم قلعة داود. وبعد أن نقل إليها تابوت العهد أصبحت القدس أيضا العاصمة الدينية لمملكته (٢ صم ٦، ١٧).

١ ملوك ٦ سليمان ابنه وخليفته جعل من القدس مدينة خلابة وبنى فيها هيكلا كبيرا وهو الهيكل الوحيد المقام للإله الحق.

١ ملوك ٧ بنى سليمان أيضا مجموعة من الأبنية لمليكته حتّى إنّ الكتاب المقدس يصفها كأنّها مدينة داخل المدينة. وقد كان موت سليمان بداية انحطاط القدس. استمرت المدينة لتكون عاصمة ولكن لسبط يهوذا فقط (١ ملوك ١٢). وحرم الانفصال السياسي المدينة من الاستمتاع بفوائد التجارة التي ازدهرت أيام سليمان. زادت العداوة بين المملكتين الأمر سوءا.

٢ ملوك ١٥ السلام الذي عقد بين المملكتين (٧٨٥-٧٤٢) في ايام عوزيا كان فاتحة حقبة جديدة من الازدهار. أعاد الملك احتلال المنفذ إلى البحر وبنى إيلات وأعاد ضمها إلى يهوذا وفتح طرق التجارة البحرية (٢ أخبار ٢٦) وقام أيضا بتحصين مدينته. هذا الازدهار أدى إلى نوع من الخمول الديني في المدينة الذي هبّ الأنبياء لمحاربته.

٢ ملوك ١٧ أدى دمار السامرة عاصمة مملكة الشمال (٧٢١) إلى جعل القدس العاصمة الوحيدة للأمة والعاصمة والهيكل الوحيدين لشعب ا$. كانت هذه من أهم حقبات تاريخ المدينة التي عاشت فترة من الانتعاش الديني (٧١٥-٦٨٧) استجابة لجهود الملك حزقيا والتي دعمتها شخصية أشعيا القوية (٢ ملوك ١٨).

٢ لوك ١٨، ٩ بينما كان حزقيا يؤمن الحماية للمدينة، ويحصنها (٧٠١)، والنبي أشعيا يعظ بالعودة إلى الله، وضرورة تبني سياسة مؤسسة على العهد مع الله، قام الملك سنحاريب الأشوري بمحاولة فاشلة لاحتلال القدس. وهذا الفشل أعطى الشعب إحساسا بالطمأنينة الكاذبة وجعلهم يعتقدون أن القدس مدينة لا يمكن اختراقها. هذا الشعور نجده أيضا في المزامير.






رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين






جبل صهيون هو مسكن الله :

مز ٤٨، ٢-٦
الربّ عظيم وجدير بالتسبيح الكثير في مدينة إلهنا، جبل قدسه

البهيّ الطلعة، بهجة الأرض كلّها.
جبل صهيون، أقاصي الشمال مدينة الملك العظيم.
الله في قصورها أظهر نفسه حصنا.
هوذا الملوك قد تحالفوا ومجتمعين زحفوا
رأوا فبهتوا، ذعروا فهربوا.

٢ ملوك ٢٢ الاصلاح الديني (٦٤٠-٦٠٩) الذي عاد بعد موت حزقيا اتخذ دافعا أقوى من سابقه مع الملك الطيب يوشيا الذي قال عنه الكتاب المقدس أنه «لم يكن قبله ملك مثله، لأنه أقبل إلى الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل قدرته... ولا قام بعده مثله» (٢ ملوك ٢٢، ٢٥).

إرميا ١، ٢؛ ملوك ٢٢، ٣ في هذه الفترة بدأت رسالة النبي إرميا. أهم حدث في حياة الملك كان اكتشاف درج الشريعة في الهيكل وعلى أساسه تم إجراء الاصلاح الديني.

وقد قام يوشيا بتوسيع حدود مملكته إلى حدود مملكة داود مستغلا الظروف السياسية (٢ ملوك ٢٣، ٢٨) فمع سقوط نينوى عام ٦١٢ انتهت الامبراطورية الأشورية بينما كانت مصر وبابل تستعدان لأخذ مكانها.

٢ ملوك ٢٤، ٨ عند اعتلاء بابل القمة السياسية، كانت مملكة يهوذا تحت حكم يواكيم قد أصبحت دولة إقطاعية (٦٠٢) فسبى نبوخذنصر أعيان المدينة وأفضل مهندسيها وصنّاعها. ولما قامت الثورة ضد بابل بعد بضعة أعوام احتل نبوخذنصر القدس ودمرها عن بكرة أبيها وسبى أهلها. وأصبحت القدس مدينة مهجورة.

«جميع أبوابها مهجورة»
مراثي ١، ١. ٤-٥

كيف جلست وحدها المدينة الآهلة بالشعب؟
صارت كأرملة، العظيمة في الأمم، السيّدة في البلدان صارت تحت الجزية.
طرق صهيون نائحة لعدم القادمين إلى الأعياد وجميع أبوابها مقفرة.
كهنتها متنهدون وعذاراها متحسرات
وهي في مرارة. مضايقوها تغلبوا عليها. وأعداؤها مطمئنون.
لأنّ الربّ آلمها لكثرة معاصيها.
أطفالها ساروا مسبيين أمام وجه المضايق.

عزرا ١، ١-٤ بعد خمسين عاما، احتل قورش بابل وتبنى سياسة تحررية نحو الشعوب الخاضعة، فسمح تشريع جديد أصدره الملك لليهود بالعودة إلى وطنهم، كان أول اهتمام لهم هو إعادة بناء الهيكل. لكن المدينة التي أعادوا بناءها كانت بعيدة كل البعد عن الآمال التي زرعها الأنبياء في قلوب الشعب. فتحولت آمالهم لا إلى مدينة يبنونها اليوم بل إلى الزمن المسياني، وهكذا تولدت عملية روحية بطيئة ستؤدي أخيرا مع سفر الرؤيا إلى فكرة «أورشليم السماوية».

«إنهضي يا قدس والبسي النور»
أشعيا ٦٠، ١٩-٢١

لا تكون الشمس من بعد نورا لك في النهار
ولا ينيرك القمر بضيائه في الليل
بل الرب يكون لك نورا أبديّا وإلهك يكون جلالك.
لا تغرب شمسك من بعد وقمرك لا ينقص.
لأنّ الرب يكون لك نورا أبديّا وتكون أيّام مناحتك قد انقضت
ويكون شعبك كلّه أبرارا وللأبد يرث الأرض.
وهو فرع غرسي وعمل يدي وبه أتمجد.

نحميا ٢، ١١ استمر تدفق اليهود العائدين من المنفى بعد الموجة الأولى. وصل نحميا إلى القدس وكان عاملا في البلاط الفارسي وتولى زمام الأمور في المدينة (٤٤٥ ق.م.). وهو الذي قام ببناء الأسوار التي انتهوا من العمل فيها خلال ٢٥ يوما.

بعد هذه الفترة فقدت القدس أهميتها السياسية ولم يتبق لها سوى الرسالة الروحية التي راحت تزيد أهمية بالتدريج.

خلال سيطرة اسكندر المقدوني على البلاد قام بنشر ثقافة جديدة في الشرق الأوسط كله. وكانت اليهودية هي المنطقة الوحيدة التي قاومت هذا التيار الجديد بصرامة. ولما احتل السلاجقة القدس أراد أنتيوخس الرابع أن يحطم هذه العزلة فاحتل القدس ودنس الهيكل (١٦٤ ق.م.) وجعل منه معبدا وثنيا. فكانت هذه الأعمال هي الشرارة التي أشعلت ثورة المكابيين (٢ مكابيين ٢، ٥). وتمكن يهودا المكابي من احتلال تلة الهيكل فطهرها وأعاد عبادة يهوى. ولما مات يهوذا خلفه أخوه يونتان الذي استعاد باقي المدينة وبناها وحصنها.

٦٣ ق.م. الحروب التي دارت رحاها بين الأزمونيين دفعت الرومان إلى احتلال القدس وتدميرها وحرقها على يد پومپيوس. ٣٧ لمّا عيّن هيرودس ملكا لليهودية من قبل المجلس الروماني احتل المدينة وبنى فيها القلعة الأنطونية قرب الهيكل وجمّلها بالمباني اليونانية الأسلوب.

٤ ق.م. ترميم الهيكل كان أهمّ أعماله (٦ بعد المسيح). وبعد موته سلّمت المدينة لحاكم روماني يتولّى شؤونها. وكان هذا بيلاطس البنطي الذي في أيامه تمت أحداث حياة يسوع العلنية وموته وقيامته.



القدس في أيام يسوع :

القدس في الأناجيل تحتل مركزاً عظيماً. ولوقا يركز على هذه الحقيقة حيث يبدأ إنجيله في الهيكل (١، ٨-٩) بإعلان ولادة يوحنا المعمدان ويختمه بمشهد الرسل الذين يصلون في الهيكل (لو ٢٤، ٥٣).
القدس في الواقع هي المدينة التي حضَّر لها العهد القديم تاريخيا لتستقبل المسيح وقد تذمر المسيح كثيرا بسبب رفض اليهود هذا الواقع.

يسوع يبكي على أُورشليم :

لوقا ١٩، ٤١-٤٤
ولما اقترب فرأى المدينة بكى عليها وقال: «ليتك عرفت أنت أيضا في هذا اليوم طريق السلام! ولكنّه حجب عن عينيك. فسوف تأتيك أيام يلفّك أعداؤك بالمتاريس، ويحاصرونك ويضيّقون عليك الخناق من كلّ جهة، ويدمّرونك وأبناءك فيك، ولا يتركون فيك حجرا على حجر، لأنّك لم تعرفي وقت افتقاد الله لك».

القدس هي موقع ذبيحة يسوع وقيامته وصعوده إلى السماء. ومن القدس انطلق الرسل بحسب أمر يسوع ليعلنوا إلى العالم كلّه البشارة التي بدأ ا$ بتحقيقها في وعده بالخلاص.
«لقد اقتربتم من جبل صهيون، ومن مدينة الله الحي، أورشليم السماوية» (عبر ١٢، ٢٢).

«أمّا أورشليم السماوية فهي حرّة وهي أمّنا» (غلا ٤، ٢٦).
المدينة المقدسة التي اختارها الله مكانا لسكناه لها قيمة رمزية لدى الحجاج الذين يقصدونها طالبين ذلك الجو الروحاني الذي عاش فيه الفادي.

٤١-٤٤ م. آخر لحظات الاستقلال النسبي للقدس كانت حقبة الملك أچريبا الذي استشهد خلال حكمه يعقوب الرسول أخو يوحنا الإنجيلي. اضطهاد أچريبا أجبر مسؤولي الجماعة المسيحية حديثة الولادة على ترك القدس التي لم يعد لها منذئذ أهميّة للإيمان الجديد.

٤٤ م. مات أچريبا واشتدت الكراهية للاحتلال.
٦٦-٧٠ م. الثورة اليهودية الأولى هي التي وضعت الخاتمة للهيكل الذي دمره تيطس نهائيا.

١٣٢-١٣٥ م. محاولة أدريانوس خنق روح الوطنية اليهودية أشعل نيران الثورة اليهودية الثانية. وبنى الامبراطور فوق ركام المدينة المدمرة مدينة جديدة أسماها إيليا كاپيتولينا (إيلياء).





  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 01:38 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

*القدس - الحقبة البيزنطية*


رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


مدينة القدس ذات أهمية بالغة انطلاقا من الشهادات الأثرية الكثيرة التي تقدمها.

٣١٣ م. حرية العبادة التي منحها قسطنطين للمسيحيين سمحت لهم بالسكن رسميا في المدينة المقدسة. برعاية قسطنطين وأمّه هيلانة تمّ بناء أولى الكنائس المسيحية فوق قبر الخلاص (٦٢٣). وكانت هذه فترة ازدهار للحياة النسكية في فلسطين.

٤٣٥ م. بَنَتْ أودوتشا زوجة الامبراطور ثيودوسيوس الثاني كنيسة القديس اسطفانوس والدير المرافق لها.

٤٥١ م. خلع مجمع خلقيدونية عن قيصرية كرسي القدس الرسولي وحولها إلى بطريركية مستقلة.

٦١٤ م. الغزو الفارسي الذي قاده كورش أدى إلى دمار جميع الأماكن المقدسة في المدينة.

٦٢٦ بعد فترة قصيرة حرر الملك هرقل القدس وبدأت على الفور أعمال ترميم المباني المقدسة المدمرة.



*القدس - الحقبة العربية*

رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

٦٣٨ م. دخل الخليفة عمر القدس. كان الحكم الاسلامي في بداية عهده سموحا مع المسيحيين واليهود وقد منحت للجميع حرية التردد على أماكنهم المقدسة. وأصبحت باحة الهيكل التي كانت مهجورة منذ زمن طويل مكانا مقدسا للمسلمين، أمّا اليهود فلم يتبق لهم سوى حائط المبكى.

٦٨٧ م. بنى أحد الخلفاء وهو عبد الملك قبة الصخرة المدعوة مسجد عمر. عام ٧٨٠ م. بني المسجد الأقصى وفي هذه الفترة بدأ المسلمون يمارسون التمييز السياسي مع «غير المؤمنين» وأغلقت الكثير من فنادق الحجاج.

٨٠٠ م. تدخُّل كارل العظيم حقق فترة من السكينة والازدهار للأعمال المسيحية.

١٠٠٩ م. تعصب الحاكم بأمر الله الفاطمي المدعو «السلطان المجنون» كان بداية فترة من التشدد الديني المتزمت الذي أدى إلى تدمير الأماكن المقدسة المسيحية بما في ذلك كنيسة القيامة.



*القدس - الحقبة الصليبية*

رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


١٠٩٩ م. احتل الصليبيون القدس وباشروا أعمال ترميم الأماكن المقدسة وإنشاء الكنائس والأديرة الجديدة ودور الحجاج وغيرها. وبدأت بذلك المملكة اللاتينية في القدس والتي عاشت المدينة خلالها فترة ازدهار عظيمة.

١١٨٧ م. هزم صلاح الدين الأيوبي سلطان مصر الصليبيين في معركة حطين واحتل القدس بعد ذلك بشهرين.

١٢٢٩ م. استعاد الإمبراطور فردريك الثاني مدينة القدس من صلاح الدين مبرما معه اتفاقية سلمية مدتها عشر سنوات.

١٢٤٩ م. اغتصب المماليك السيادة على المدينة وباشروا حكمهم بأعمال الترميم والمحافظة على الفنون والتراث، فأعادوا بناء الأسوار المتهدمة وجمّلت المدينة بالأبنية الجديدة وأصلحت باحة الهيكل.

١٢٩١ م. نهاية المملكة اللاتينية في القدس بسقوط عكا آخر معقل للصليبيين في فلسطين.


*القدس - الحقبة التركية والمعاصرة*



رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


١٥١٦ م. خضعت القدس للحكم التركي تحت إمرة السلطان سليم الأول وخلفه ابنه سليمان الثاني المدعو سليمان «العظيم». وقد بنى الأسوار الحالية التي تحيط بالبلدة القديمة في القدس وبنى أيضا القلعة. وكان باب العامود من اروع اعماله فقد بقي أحد اجمل الأنصبة المقامة والتي تمثل الفن العثماني. خلال القرون التالية دخلت المدينة في فترة انحطاط تدريجي وانحلال بطيء متواصل.

١٨٣٨ م. أرسلت القوى السياسية العظمى سفراءها إلى القدس وأوكل إليهم عام ١٨٥٠ أمر حماية الأماكن المقدسة.

١٨٥٢ م. بعد تزايد الصراع على أهم الأماكن المقدسة في المدينة أصدر الحاكم العثماني وثيقة «الأمر الواقع» «Status Quo».

١٩١٧ م. دخلت القوات البريطانية فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى وبهذا وضعت النهاية للحكم العثماني في البلاد. ومنحت الأمم المتحدة بريطانيا السيطرة على فلسطين.

١٩٤٨ م. أعلنت بريطانيا انهاء سيطرتها على فلسطين واندلعت الحرب العربية الإسرائيلية التي انتهت بتقسيم القدس إلى قسمين: البلدة القديمة بأيدي الفلسطينيين والجديدة بأيدي اليهود.

١٩٦٧ في نهاية حرب الأيام الستة احتلت القوات الإسرائيلية البلدة العربية وضمتها إلى الدولة العبرية.


رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


أسوار المدينة المختلفة أيام يسوع :

لا يقدّم لنا الكتاب المقدس توضيحا جليا لحالة الأسوار أما مصدرنا الوحيد فهو يوسف فلاڤيوس وكتابه «الحرب العبرية».

فيقول فلاڤيوس أنه لكي تحتل الجيوش الرومانية المدينة كان لا بد لها من اجتياز ثلاثة أسوار محصنة (لا يتعلق الأمر بثلاثة أسوار واحد تلو الآخر وإنما هي على الأرجح أسوار أقيمت لتسمح بضم الأحياء السكنية الجديدة التي كانت تقوم خارج الأسوار القديمة). لم تسمح كثافة السكان والبيوت في المنطقة بالقيام بالحفريات الأثرية اللازمة ولذلك سنقدم فيما يلي أهم النظريات المتعلقة بالموضوع.

١. السور الأول: يعود تاريخه إلى بداية حقبة الملوك. وينطلق من القلعة الحالية إلى أن يبلغ حائط المبكى شاملا وادي تيروپيون.

٢. السور الثاني: بني أيام حزقيال حوالي عام ٧٠٠ ق.م. ويحدد لنا فلاڤيوس نقطة إنطلاقه من باب الحدائق حتى يبلغ برج أنطونيا.

٣. السور الثالث: بناه هيرودس أچريبا الأول بين عامي ٤١-٤٤ ب.م. لكنه لم يكتمل بسبب معارضة الامبراطور الروماني. فَظَلَّ السور على حاله حتى قيام الثورة اليهودية الأولى عام ٦٦ ب.م. عندها سارع اليهود إلى إنهائه ليستخدموه ضد الرومان.

هنالك نظريتان بخصوص موقع السور الثالث. الأولى تحدده إلى الشمال من موقع السور الحالي حيث كان يقوم المستشفى الإيطالي سابقا. أما النظرية الثانية وهي الأقرب إلى الصواب فتحدد مكانه عند آثار السور الشمالي الحالي.



  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 01:41 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

*القدس - زيارة المدينة*

البلدة القديمة :


سننطلق في زيارتنا للبلدة القديمة من باب الخليل فننزل إلى البلدة القديمة حتى نبلغ حائط المبكى ومن هناك إلى ساحة الهيكل أي الحرم القدسي الشريف فنزور المساجد هناك ومن ثم نخرج من الجانب الشمالي قرب موقع برج أنطونيا. ومن هناك سنتتبع آثار طريق الآلام التي ستؤدي بنا إلى كنيسة القيامة.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين




الحي في الجنوب الغربي :

١. باب الخليل - هو أحد أبواب المدينة الرئيسية. فهو نقطة اتصال البلدة القديمة بالبلدة الجديدة كما إنه يؤدي إلى الخليل عبر بيت لحم.

٢. القلعة - هذا البناء الحالي هو من أعمال سليمان الثاني (العظيم) عام ١٥٣٢. كان في الموقع أيام المسيح ثلاثة أبراج من صنع هيرودس. وقد نجت هذه الأبراج من الدمار عندما احتل تيطس المدينة بعد الثورة اليهودية الأولى ولكنها لم تنج من الخراب الذي حمله أدريانوس بعد الثورة اليهودية الثانية عام ١٣٥ ب.م. ولم يتبق منها غير أساساتها.

اعتقد حجاج القرون التالية أنها برج داود الذي وضع فيه سفر المزامير. بنى الصليبيون فيها قلعة دمرها المسلمون عندما عادوا إلى المدينة. ولما جاء سليمان الثاني بنى فوق الأطلال القلعة القائمة اليوم. وهي توفر لنا منظرا رائعا للقدس كما ويمكن الانطلاق من هناك للسير على أسوار المدينة حتى باب صهيون أو باب المغاربة. وفي القلعة أيضا متحف لتاريخ القدس.

٣. مركز المعلومات المسيحي(Christian Information Center) (عام ١٩٧٣) يفيد للاستفسار والاستعلام عن الليتورجيا والصلوات في مختلف الكنائس والمزارات في القدس وضواحيها ويصدر نشرة شهرية عن النشاطات المسيحية في الأراضي المقدسة. والمركز هو من أعمال حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية.

٤. قصر هيرودس - كان مكانه حيث يقوم اليوم مركز الشرطة وقد استخدمه الحجّاج الرومانيون بعد وفاته عندما كانوا ينزلون من قيصرية البحرية إلى القدس أيام الأعياد اليهودية الكبرى وذلك للاضطلاع عن كثب على مجريات الأمور والاحتفالات الدينية. إعتمادا على هذا الواقع يعتقد البعض أن محاكمة يسوع جرت في هذا المكان.

٥. حارة الأرمن - نسير من القلعة بجانب مركز الشرطة حتى نصل حارة الأرمن. بعد القوس نجد إلى اليمين حدائق بطريركية الأرمن وإلى اليسار دير الأرمن. الحارة أشبه بالقلعة الحصينة داخل المدينة وهناك يعيش البطريرك ومعه حوالي ٢٠٠ راهب مع عائلاتهم. كرست كنيسة البطريركية للقديس يعقوب الكبير وهي تحيي ذكرى استشهاده.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين




استشهاد القديس يعقوب :

أعمال ١٢، ١-٣
في ذلك الوقت قبض الملك هيرودس على بعض أهل الكنيسة ليوقع بهم الشرّ، فقتل بحدّ السيف يعقوب أخا يوحنا. فلما رأى أنّ ذلك يرضي اليهود، قبض أيضا على بطرس، وكانت تلك الأيام أيّام الفطير.

ترجع الكنيسة الحالية في أساساتها إلى زمن الصليبيين وهي مبنية فوق كنيسة جورجانية من القرن التاسع.في الخورس هناك كرسي قديم يقال له كرسي القديس يعقوب الذي يكرمه المؤمنون على أنه الكرسي الذي كان القديس يعقوب يعظ منه جماعة المؤمنين الأوائل. وتتجاوب السكرستيا مع الكنيسة البيزنطية القديمة.

عندما نعود أدراجنا في الطريق التي تؤدي إلى باب الخليل نجد بعد القوس مباشرة طريقا إلى اليمين اسمها طريق مار يعقوب والتي تؤدي بنا إلى تقاطع شارع أرارات مع شارع الأرمن.

في داخل أحد البيوت نجد شجرة زيتون قديمة يعتقد الأهلون أن يسوع كبل عليها خلال محاكمته عند حنان. وقد اعتبرت الكنيسة الملاصقة لها منذ القرن الرابع عشر موقع دار حنان عظيم الأحبار الذي يذكره إنجيل يوحنا (١٨، ١٢-٤٢). كان حنان هذا مسؤولاً عن إدانة يسوع وهو حمو قيافا عظيم الأحبار من سنة ١٨ إلى ٣٦.

نعود إلى تقاطع طريقي أرارات وبعد قرابة مائتي متر نبلغ كنيسة القديس مرقص وهي مكرسة لمرقص الإنجيلي حيث يعتقد أن بيته كان هناك. والكنيسة تابعة للسريان ولهم فيها مكتبة تذخر بالمخطوطات السريانية.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين




حبس بطرس :

أعمال ١٢، ١١-١٧
بعد أن قتل هيرودس أچريبا القديس يعقوب، اعتقل بطرس الرسول. لكن الملاك حرره من أسره واقتاده خارج السجن. فرجع بطرس إلى نفسه فقال: «الآن أيقنت أن الرب أرسل ملاكه فأنقذني من يد هيرودس ومن كلّ ما يتوقع شعب اليهود». ثمّ تحقّق أمره فمضى إلى بيت مريم أمّ يوحنا الملقب مرقص.

وكانت هناك جماعة من الناس تصلّي. فقرع باب الدهليز فأقبلت جارية اسمها روضة تتسمع. فعرفت صوت بطرس، فلم تفتح الباب من فرحها، بل أسرعت إلى الداخل وأخبرتهم بأن بطرس واقف على الباب. فقالوا لها: «قد جننت».

فأكّدت لهم أنّ الأمر كما ذكرت. فقالوا لها: «هذا ملاكه» أمّا بطرس فظلّ يقرع. فلمّا فتحوا رأوه فدهشوا. فأشار لهم بيده أن يسكتوا. ثمّ أخذ يروي لهم كيف أخرجه الربّ من السجن، ثمّ قال: «أخبروا يعقوب والإخوة بهذه الأمور». وخرج فذهب إلى مكان آخر.

حال خروجنا من الكنيسة نترك طريق القديس مرقص على طريق أرارات ونسلك طريق «حداد» الجديدة والتي تسير متوازية مع حارة اليهود التي هي مركز الحياة اليهودية منذ ٨٠٠ عام. من هذين الطريقين تنساب الطريق الرومانية القديمة «الكاردو».

والكاردو هو الطريق الرومانية (١٣٥-٣٣٠) التي تقسم القدس قسمين حيث ينطلق من الشمال (باب العامود) إلى الجنوب (قرب باب صهيون الحالي). وتدلنا الفسيفساء التي عثر عليها في مادبا أنّ هذه الطريق كانت قائمة في القرن الرابع.





  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

*القدس - الهيكل*

الهيكل الأول كان منذ تشييده مركز إيمان الشعب اليهودي ومربط وحدتهم لأنه كان محور أعيادهم الدينية ومناسباتهم الاجتماعية والوطنية. ولذلك ترك في كتاباتهم لمسة تاريخية لها أثرها الواضح.


رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


نظرة تاريخية :

٢ صم ٥ - يبدأ تاريخ الهيكل بالملك داود. فلما احتل القدس نقل إليها تابوت العهد ومن ثم عقد العزم على بناء هيكل للرب. «إني ساكن في بيت من أرزٍ وتابوت الرب ساكن في داخل خيمة» (٢ صم ٧، ٢). ولما منعه ناتان النبي من بناء بيت للرب، أقام هيكلا لله محددا بذلك موقع الهيكل الذي سيبنيه.

فلما مات داود (١ ملوك ٥، ١٥) قرر سليمان توسيع العاصمة وبناء هيكل يستحق أن يقيم الله فيه. ودامت الأعمال التي بدأت عام ٩٥٩ ق.م. تقريبا طيلة سبعة أعوام.

٢ ملوك ٢٤، ١٣ - جاء جنود نبوخذنصر عام ٥٩٧ ق.م. فحرقوا القدس وتضرر الهيكل كثيرا.

٢ ملوك ٢٥، ١٣ ما لبث أن عاد الغزو البابلي ليحتل المدينة مدمرا الهيكل تماما. فانهدم الهيكل واختفى منذئذ تابوت العهد.





الهيكل الثاني والهيكل الهيرودي :

عزرا ١، ٢ - سمح قورش بمرسوم أصدره عام ٥٣٨ ق.م. بعودة العبرانيين إلى وطنهم حاملين معهم الأواني الذهبية والفضية التي نهبها البابليون.

عزرا ٣، ٣ - ما أن عاد المسبيون إلى وطنهم حتى راحوا يفكرون في بناء الهيكل.

عزرا ٦، ١٥ - بعد ١٨ عاما باشروا أعمال البناء التي دامت ٥ سنوات.

عام ٢٠ ق.م. قرر هيرودس توسيع الهيكل. فقام بالأعمال وكانت النتيجة هيكلا رائعا.

وكان لا بد لنبوءة يسوع القائلة أنه «ستأتي أيام لا يبق فيه حجر على حجر» أن تتم. فهدم الرومان الهيكل وحرقوه عام ٧٠ للميلاد وكانت تلك نهاية تقدمة الذبائح إلى اليوم.

بعد القضاء على الثورة اليهودية عام ١٣٥ م. تحولت القدس «إيلياء» إلى مدينة وثنية وبني فوق موضع الهيكل معبدان لأدريانوس ويوناس.

مع مقدم الفتح العربي أصبح الهيكل موقعا إسلاميا مقدسا يكرمه المسلمون لذكرى إسراء النبي إلى القدس ومعراجه إلى السماء كما يعتقدون . تقوم على زواياه أربعة مجامع. تقوم مئذنة المغاربة إلى الجنوب الغربي وقد بنيت عام ١٢٧٨ بفن عربي أصيل. ومئذنة باب السلسلة التي بنيت عام ١٣٦٧. أما المئذنة الثالثة على الزاوية الشمالية الغربية فقد بنيت في عهد المماليك ودعيت بغير حقّ مئذنة عمر. وأقيمت الرابعة بجانب الحائط الشرقي عام ١٣٦٧ في عهد السلطان المالك.

كانت سدة البابين الشمالي والغربي تستخدم كمدارس ومكاتب حكومية أما اليوم فهي مقابر لبعض الشخصيات الاسلامية البارزة منها الملك حسين بن علي ومحمد علي. ‬




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين



ذبيحة إسحق :

تك ٢٢، ١-١٤
وكان بعد هذه الأحداث أنّ الله امتحن إبراهيم فقال له: «يا إبراهيم». قال: «هأنذا». قال: «خذ ابنك وحيدك الذي تحبه، إسحق، وامض إلى أرض الموريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أريك».

فبكّر إبراهيم في الصباح وشدّ على حماره وأخذ معه إثنين من خدمه وإسحق ابنه وشقّق حطبا للمحرقة، وقام ومضى إلى المكان الذي أراه الله إيّاه. وفي اليوم الثالث، رفع إبراهيم عينيه فرأى المكان من بعيد. فقال إبراهيم لخادميه: «أمكثا أنتما ههنا مع الحمار، وأنا والصبيّ نمضي إلى هناك فنسجد ونعود إليكما».

وأخذ إبراهيم حطب المحرقة وجعله على إسحق ابنه، وأخذ بيده النار والسكين وذهبا كلاهما معا. فكلّم إسحق إبراهيم أباه قال: «يا أبتِ». قال: «هأنذا، يا بني». قال: «هذه النار والحطب، فأين الحمل للمحرقة؟». فقال إبراهيم: «الله يرى لنفسه الحمل للمحرقة، يا بني».

ومضيا كلاهما معا. فلمّا وصلا إلى المكان الذي أراه الله إيّاه، بنى إبراهيم هناك المذبح ورتّب الحطب وربط إسحق ابنه وجعله على المذبح فوق الحطب. ومدّ إبراهيم يده فأخذ السكين ليذبح ابنه. فناداه ملاك الربّ من السماء قائلا: «إبراهيم إبراهيم!» قال: «هانذا». قال: «لا تمدّ يدك إلى الصبي ولا تفعل به شيئا، فإنّي الآن عرفت أنّك متّق لله، فلم تمسك عنّي ابنك وحيدك». فرفع إبراهيم عينيه ونظر، فإذا بكبش واحد عالق بقرنيه في دغل. فعمد إبراهيم إلى الكبش وأخذه وأصعد محرقة بدل ابنه. وسمى ابراهيم ذلك المكان «الرب يرى»، ولذلك يقال اليوم: «في الجبل، الرب يرى».

يصعب حاليا تحديد إذا ما كانت الصخرة جزءا من الهيكل إذ يقول البعض أنّها موضع قدس الأقداس والبعض الآخر يقول أنها موقع هيكل الذبيحة. ولكن الجدير بالذكر أن هذه الصخرة أصبحت مكرمة في العصر الإسلامي وأصبحت تكرم على مثال الحجر الأسود في مكة.





باب أوريا :

هو الباب الذي إلى الشرق وله قوسان. ولو لم يكن مسدودا كما هو حاله اليوم لأمكننا الدخول إلى الهيكل مباشرة تماما كما كان يدخل القادمون من جبل الزيتون أيام السيد المسيح. وما زال الباب يحوي عناصر من زمن هيرودس.

ربط البيزنطيون هذا الباب بمعجزة القديس بطرس الذي جعل الكسيح يمشي صحيحا قرب باب الهيكل الذي يقال له «الحَسَنْ» (أع ٣، ١-٨). لا أحد يعلم سبب إغلاق هذا الباب. لربما أغلق أيام الحروب الصليبية لأسباب أمنية أو ربما أغلقه الأتراك بعد أن أعاد سليمان العظيم بناء الأسوار عام ١٥٣٩.

ويقول البعض أن السبب قد يكون دينيا بحتا مؤسسا على الكتاب المقدس. إذ يسود الاعتقاد بأن الدينونة الأخيرة ستتم عند هذا الباب بالذات. كان اليهود الأتقياء في القرون الوسطى يصلون عند هذا الباب لا عند حائط المبكى. وربط المسيحيون منذ القرن السابع هذا الباب بدورة الشعانين الأحد السابق للفصح وبالتالي بمجيء يسوع الثاني لإدانة العالم. والمسلمون يحبون دفن موتاهم قربه لأنّهم يعتقدون أيضا أن الحكم النهائي سيكون هنا.



رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


يوم الرب :

الكثير مما نقوله عن اليوم الأخير مرتكز على أساس من الكتاب المقدس الذي يرمز إلى مجيء المسيح حيث يصفه «بيوم الرب».

زكريا ١٤، ٤-٥
وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قبالة أورشليم إلى الشرق، فينشق جبل الزيتون من نصفه نحو الشرق ونحو الغرب واديا عظيما جدا، وينفصل نصف الجبل إلى الشمال ونصفه إلى الجنوب ... ويأتي الربّ إلهي وجميع القديسين معه.

تصف هذه الفقرة دخول الرب إلى المدينة، وكأنه سيكون من الشرق وربما عبر هذا الباب.

يوئيل ٣، ٣-٤؛ ٤، ٢
وأجعل الآيات في السماء وعلى الأرض دما ونارا وأعمدة دخان. فتنقلب الشمس ظلاما والقمر دما قبل أن يأتي يوم الربّ العظيم الرهيب... أجمع جميع الأمم وأنزلهم إلى وادي يوشفاط وأحاكمهم هناك في شأن شعبي وميراثي إسرائيل...

يوشفاط ليس اسم أحد ملوك الإسرائيليين وحسب بل ويعني أيضا «الرب يقضي» وربما يعني «وادي القضاء» وهو اسم آخر لوادي قدرون الذي يفصل جبل الزيتون إلى الشرق عن القدس. حسب سفر يوئيل فإن الرب سيجمع الأمم في واد شرقي القدس ليحاسبهم. كانت المحاكم في العادة تقوم عند أبواب المدينة ولهذا يفترض الأنبياء أنّ الله سيحاكم الشعوب عند باب القدس الشرقي لأنه أقربها إلى الهيكل.



دخول يسوع الاحتفالي: مجيء الرب :

ندرك مما سبق لماذا ركز الإنجيليون الأربعة على يوم الأحد الذي دخل فيه يسوع إلى المدينة المقدسة. وقع هذا الحدث في الأحد السابق للفصح على الأرجح من خلال الباب الشرقي المؤدي إلى الهيكل مباشرة.

لوقا ١٩، ٣٧؛ مرقص ١١، ١١
ولما قرب من محضر جبل الزيتون، أخذ جماعة التلاميذ كلها، وقد استولى عليهم الفرح، يسبحون الله بأعلى أصواتهم على جميع ما شاهدوه من المعجزات، فكانوا يقولون: «تبارك الآتي، الملك باسم الرب! السلام في السماء والمجد في العلى!».

ودخل أورشليم فالهيكل، وأجال طرفه في كلّ شيء فيه. وكان المساء قد أقبل، فخرج إلى بيت عنيا ومعه الإثنا عشر.

عندما غزا الفرس المدينة عام ٦١٤ م، دمروا القدس البيزنطية.
ولما استعادها المسيحيون تحت قيادة الامبراطور هرقل استعادوا أيضا الصليب الحقيقي وأعادوه إلى كنيسة القيامة في ٢١ آذار ٦٢٩ م. باحتفال مهيب عبر باب أوريا.


حي بيت حسدا (الآرامية: بيت الرحمة) :

كنيسة القديسة حنة وبركة بيت حسدا تقعان على يمين الداخل من باب ستنا مريم أو باب اسطفانوس إلى الزاوية الشمالية الشرقية من الهيكل حيث كانت أسوار المدينة أيام يسوع. وملكية الموقع في يدي فرنسا وهو موكول لعناية الآباء البيض.

ويدعى الباب باسم القديس اسطفانوس لأن اليهود قادوه عنده ورجموه هناك. وهو أيضا باب ستنا مريم لقربه من بيت أبي مريم العذراء المشار إليه بكنيسة القديسة حنة. وله اسم ثالث وهو باب الأسود وذلك لأن الظاهر بيبرس نقش فوق مدخله رسما لأربعة أسود. واسم الباب باليونانية «باب الخراف» ولذلك دعيت البركة «بركة باب الخراف» لقربها منه.

هذه البركة هي التي يصفها القديس يوحنا بأروقتها الخمسة. وبها حوضان يفصل بينهما رواق. ويضع القديس يوحنا عند أطراف هذه البركة العميقة أول معجزة ليسوع في إنجيله التي صنعها الآب ليشهد لابنه.



شفاء المقعد :


يوحنا ٥، ١-٩
كان أحد أعياد اليهود، فصعد يسوع إلى أورشليم. وفي أورشليم بركة عند باب الغنم، يقال لها بالعبرية بيت ذاتا، ولها خمسة أروقة، يضطجع فيها جمهور من المرضى بين عميان وعرج وكسحان وكان هناك رجل عليل منذ ثمان وثلاثين سنة.

فرآه يسوع مضطجعا، فعلم أنّ له مدّة طويلة على هذه الحال. فقال له: «أتريد أن تشفى؟» أجابه العليل: «يا رب، ليس من يلقيني في البركة عندما يفور الماء. فبينما أنا ذاهب إليها ينزل قبلي آخر». فقال له يسوع: «قم واحمل فراشك وامشِ». فشفي الرجل لوقته، فحمل فراشه ومشى. وكان ذلك اليوم يوم السبت.

في القرن الخامس بنى البيزنطيون كنيسة فوق المعبد الوثني الذي بناه أدريانو لآلهة الشفاء وكرسها للعذراء. في الواقع، يروي أحد التقاليد المذكورة في إنجيل القديس يعقوب المنحول أن يواكيم وحنة: أبوي العذراء كانا يسكنان قرب الهيكل. دمر الفرس الكنيسة عام ٦١٤ م. وأعاد الصليبيون تشييد كنيسة صغيرة لذكرى معجزة الرب.

وتقوم في الموقع كنيسة القديسة حنة الصليبية وهي من أكثر المعالم الصليبية المحفوظة إلى يومنا هذا. ويفترض أنها مبنية فوق موقع ولادة السيدة العذراء.

بعد سقوط المملكة اللاتينية، حول صلاح الدين الموقع إلى مدرسة للشريعة الإسلامية ونجد فوق مدخل الكنيسة حجرا نقشت عليه كتابة تروي الحدث. في الباحة اليمنى نجد سلما يقودنا إلى مغارة يقول الصليبيون أنها موقع بيت يواقيم وحنة.


  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 01:49 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

*القدس - قلعة أنطونيا ودرب الصليب*

مقدمة :

على الطريق التي تؤدي بنا من كنيسة القديسة حنة إلى مركز البلدة القديمة نجد مجموعة من الأبنية التي تحدد بداية درب الصليب لكثرة الإشارات الإنجيلية التي تذكرها. وقد حدد التقليد المسيحي في هذا المكان بداية الدرب التي سار فيها المسيح إثر الحكم عليه بالموت والذي أدى به إلى الجلجلة.

هذا الموقع هو برج أنطونيا. إلى اليمين نجد كنيسة الجلد الفرنسيسكانية وحبس المسيح. في الدير مركز لدراسة الكتاب المقدس. وإلى اليسار نجد المدرسة العمرية و منها تنطلق رياضة درب الصليب نحو الجلجلة.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين





قلعة أنطونيا :

سرعان ما تبين أن الموقع الذي اختير لبناء الهيكل كان أضعف الأماكن وأكثرها عرضة للاختراق خلال الحروب ولذلك قرر بناء برج حماية. فبني جانب الهيكل هذا البرج لحماية المدينة من الغزوات. نجد إشارة إلى هذا الحدث في سفر إرميا

٣١، ٣٨ ها إنّها تأتي أيام، يقول الربّ، تبنى فيها المدينة للرب من برج حننئيل إلى باب الزاوية.

نحميا ٣، ١ يبدو أن هذا البرج قد بني خلال إصلاح المدينة الذي نفذه نحميا.

عامي ٣٧-٣٥ ق.م. بنى هيرودس في الموقع قلعة حصينة استخدمها قصرا لسكناه وسماها «قلعة أنطونيا». وبعد موت هيرودس استعملها الحكام الرومانيون للإشراف على الاحتفالات الدينية اليهودية ولذلك يروي الإنجيل أنّه بعد محاكمة قيافا ليسوع أخذوه إلى بيت الحاكم حيث كان بيلاطس.



كنيسة الجلد الفرنسيسكانية :

يقوم الدير بالقرب من موقع قلعة أنطونيا ويضم معهدا لدراسة الكتاب المقدس وهو مدرسة لإعداد معلّمي العلوم الكتابية. لدى دخولنا باحة الدير نجد إلى يميننا كنيسة الجلد.

وكان في الموقع كنيسة من العصور الوسطى تحولت إلى اسطبل للحيوانات ومن ثمّ حانوتا للحياكة. عام ١٨٣٦ م. منحها إبراهيم باشا للفرنسيسكان الذين باشروا أعمال الترميم وافتتحوا الكنيسة للعبادة. وتحيي الكنيسة ذكرى جلد يسوع بالسياط قبل الحكم عليه بالموت.

مقابل كنيسة الجلد، في الجهة الأخرى من الباحة، تقوم كنيسة الحكم التي بناها الفرنسيسكان في بداية هذا القرن والتي تحافظ على نمط الكنيسة البيزنطية القديمة. تمثل الرسوم ملائكة يحملون أدوات العذاب وصورة بيلاطس يغسل يديه وأخيرا يسوع وقد حمّلوه الصليب.

عندما نخرج من الموقع ونسير إلى اليمين بضع خطوات، نجد إلى اليسار سلما يؤدي بنا إلى مدرسة إسلامية هي «المدرسة العمرية» وتقوم مكان برج أنطونيا ومن هناك تبدأ رياضة درب الصليب.

عندما نتابع سيرنا في الطريق نجد نصف قوس يدعى «قوس هوذا الرجل».


رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين





«هوذا الرجل» :


بعد دمار القدس إثر القضاء على الثورة اليهودية الثانية عام ١٣٥ م. بنى الامبراطور أدريانوس مدينة جديدة مكان القدس المدمرة أسماها إيليا كاپيتولينا.

بعد إزالة أنقاض قلعة أنطونيا، بنى أدريانوس قوس نصر ثلاثياً كنصب تذكاري لدخوله المدينة. نجد بقية القوس الذي يظهر جزء منه في الطريق في باقي المباني المحيطة به من الجانبين. وقد أطلق عليه اسم «هوذا الرجل» في الحقبة الصليبية، تذكارا لكلمات بيلاطس التي يذكرها يوحنا ١٩، ٤-٥

وخرج بيلاطس ثانية وقال لهم: «ها إنّي أخرجه إليكم لتعلموا أنّي لا أجد فيه سببا لاتّهامه». فخرج يسوع وعليه إكليل الشوك والرداء الأرجواني، فقال لهم بيلاطس «ها هوذا الرجل!».



درب الصليب :


أخذ التقليد المسيحي منذ القرن الثاني عشر يمارس رياضة درب الصليب قرب موضع قلعة أنطونيا تتبعا لخطوات يسوع في دربه المؤدية إلى الجلجلة.

بدأت ممارسة درب الصليب بشكلها الحالي على أربع عشرة مرحلة في القرن الخامس عشر بهدف تتبع رحلات الحج المختلفة روحيا إلى الأراضي المقدسة. وانتقلت رياضة درب الصليب من إسپانيا إلى إيطاليا حتى وصلت إلى القدس على أيدي الفرنسيسكان متخذة من قلعة أنطونيا مرحلتها الأولى ومن كنيسة القيامة مرحلتها الأخيرة . يدل اسم الطريق على أن هذه هي الدرب التي سلكها المسيح في رحلة عذابه الأخيرة نحو الجلجلة وقد تمّ تعيين المراحل المختلفة على طول الطريق.

- المرحلة الأولى - الحكم على يسوع بالموت - تقع في ساحة المدرسة العمرية الإسلامية.

- المرحلة الثانية - يسوع يحمل صليبه - تقع المرحلة على الحائط الخارجي لكنيسة الحكم على يسوع

نتابع سيرنا في الطريق إلى أن نبلغ مفترق الطريق القادمة من باب العامود فنتجه إلى اليسار

- المرحلة الثالثة - يسوع يقع تحت الصليب - تقوم في المكان كنيسة صغيرة لذكرى هذه الحادثة.

بعد هذه المرحلة نجد كنيسة الأرمن الكاثوليك التي تقوم على أساسات كنيسة بيزنطية من القرن الخامس.

- المرحلة الرابعة - يسوع يلتقي أمه مريم - يشير إلى الموقع قنديل موضوع فوق باب يؤدي إلى مصلى صغير للأرمن.

ثم نتابع سيرنا ونستدير إلى اليمين عند أول الطريق الصاعدة إلى أعلى.

- المرحلة الخامسة - سمعان القيرواني يساعد يسوع على حمل الصليب - تشير إلى الموضع كتابة على باب الكنيسة الفرنسيسكانية الصغيرة التي تحيي ذكرى الحدث.

نتابع الصعود في الطريق قرابة خمسين مترا.

- المرحلة السادسة - ڤيرونيكا تمسح وجه يسوع بمنديل - تشير إلى الموقع لافتة كتب عليها «المرحلة السادسة»
(VI Stazione) موضوعة على باب كنيسة للروم الكاثوليك وفيها دير لأخوات يسوع الصغيرات.
الطريق الصاعدة تلتقي بالطريق القادمة من باب العامود فنجد المرحلة السابعة في مواجهتنا مباشرة.

- المرحلة السابعة - يسوع يقع للمرة الثانية - تحيي ذكرى الحدث كنيسة فرنسيسكانية صغيرة يحتفظ فيها بعامود روماني يعود إلى مدينة أدريانو على الأرجح.
نسير إلى اليمين قليلا ونصعد في الطريق الصاعدة إلى اليسار قرابة عشرة أمتار.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين






- المرحلة الثامنة - يسوع يلتقي بنات أورشليم - تشير للموقع علامة سوداء على الحائط الخارجي لدير الروم الأرثوذكس والذي يقطع علينا الطريق التي سار فيها يسوع.
نعود أدراجنا من حيث أتينا ونتابع سيرنا في الطريق يميناً إلى أن نبلغ دَرَجاً يصعد بنا إلى اليمين ويؤدي إلى دير الأقباط.

- المرحلة التاسعة - يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة - العامود الذي يشير إلى المرحلة مثبت في الحائط قرب باب دير الأقباط. نحن على بعد مسافة قصيرة من المرحلة الثامنة التي تقع مباشرة خلف حائط كنيسة القيامة.
نعود أدراجنا من المرحلة التاسعة إلى السوق التي تركناها ونتابع سيرنا يميناً ومن ثمّ أيضا إلى اليمين حتى نبلغ طريقا طويلة في آخرها باب صغير نلج منه إلى ساحة كنيسة القيامة.
يمكننا أيضا أن نطلب الإذن من الرهبان الأقباط فنمر عبر ديرهم وننزل مباشرة إلى ساحة كنيسة القيامة. آخر مراحل درب الصليب تقع داخل الكنيسة ذاتها.

- المرحلة العاشرة - يسوع معرّى من ثيابه - هذه المرحلة والتالية تقعان على الجلجلة فيما يسمى بكنيسة الصلب.

- المرحلة الحادية عشرة - يسوع مسمّرٌ على الصليب - فاقتادوا يسوع إلى المكان المسمّى الجلجلة وقدموا له خمرا ممزوجة بمرارة لكنه لم يشرب. ومن ثمّ صلبوه واقتسموا ثيابه واقترعوا عليها. كانت الساعة التاسعة صباحا عندما صلبوه.
ووضعت حجة الصلب على لافتة فوق الصليب كتب فيها: ملك اليهود. وصلبوا معه لصين أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره. وكان المارة يشتمونه ويهزّون الرؤوس قائلين: «أنت قلت أنك تهدم الهيكل وتبنيه في ثلاثة أيام فخلص نفسك وانزل عن الصليب!».

- المرحلة الثانية عشرة - يسوع ميت على الصليب - يحيي ذكرى الحدث هيكل على الجلجلة. علم يسوع أنّ ساعته قد حانت فقال متمما الكتب: «أنا عطشان». وكان هناك إناء فيه خل فوضعوا في الإناء إسفنجة وقربوها من فمه. فلما ذاق الخل قال: «قد تم». وأحنى رأسه وأسلم الروح.

- المرحلة الثالثة عشرة - يسوع يُنزَل عن الصليب - يحيي ذكرى المكان حجر التحنيط. فلما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف وكان قد أصبح تلميذا ليسوع. فذهب هذا إلى بيلاطس وسأله أن يأخذ جسد يسوع فأمر بيلاطس بتسليمه إياه.
وأخذ يوسف جسد يسوع ولفّه بقماش أبيض ووضعه في قبر جديد كان قد حفره في الصخر ووضع على باب القبر حجرا مستديرا ضخما ومضى. وكانت عند القبر مريم المجدلية ومريم الأخرى.

- المرحلة الرابعة عشرة - الدفن والقيامة - تنتهي درب الصليب في القبر المقدس. عند الصباح الباكر، أول يوم بعد السبت، جاءت النسوة إلى القبر عند الفجر. فدخلن القبر ورأين فتى جالسا إلى اليمين مرتديا ملابسا ناصعة فخفن. فقال لهنّ: «لا تخفن! أنتنّ تبحثن عن يسوع الناصري المصلوب. لقد قام ليس هو هنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه».




  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 01:52 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

<b>*القدس - كنيسة القيامة - والقبر المقدس*

مقدمة :

يقدّم لنا الإنجيليون المعلومات التّالية عن موضع الجلجلة. كان مكانا قريبا جدا من مدخل المدينة ويقع على طريق يرتادها الناس بكثرة غير بعيد عن حديقة كان فيها قبر جديد.


ويقول الإنجيل أيضا أنّ المكان كان يدعى الجمجمة (بالآرامية جلجثة). والاسم يقدّم لنا أحد تفسيرين. الأول أن الموقع كان مكان إعدام للمجرمين وسمي بالجمجمة بسبب جماجم القتلى. والثاني بكل بساطة لأنّ التلّ يشبه شكل الجمجمة أو الرأس البشري. .


رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين



نظرة على التاريخ :

كان موقع صلب يسوع ودفنه مكرّمين دون انقطاع منذ أوائل الزمان من قبل الجماعة المسيحية المقيمة في القدس. وكان اليهود من جهتهم يهتمون جدا بقبور الشخصيات الهامة.

بين عامي ٤١ و٤٤ بني السور الثالث الذي شمل ضمن حدود المدينة أيضا موضع الجلجلة. بعد القضاء على الثورة اليهودية عام ١٣٥ م.، عانت القدس من تغيير جذري، فقد طُرد اليهود والسامريون والمسيحيون ومنعوا من العودة. وعقد أدريانوس العزم على مسح كلّ ذكر للديانة اليهودية التي كانت تثير الشغب والثورات. فدمر كلّ أماكن العبادة. لكن الخبرة الدينية المرتبطة بتلك الأماكن كانت متأصلة وجذرية ولم يكن من السهل محوها.

كان موت يسوع موضوعا للتأمّلات منذ أوّل الأزمان. وسرعان ما برزت الكتابات التي حاولت إظهار كيف أن هذا الموت حقّق الفداء للعالم. أجمع من هذه الكتابات «مغارة الكنوز» و«صراع آدم» و«إنجيل برتلماوس» وغيرها. وجُعلت الجلجلة في مركز هذه القصص ووضعوا هناك آدم أيضا وحياة التوبة التي عاشها بعد طرده من الجنة ومن ثمّ موته.

تحت الجلجلة إلى الجانب الشرقي منها نجد مغارة يعتقد الكتّاب أنّها موضع قبر آدم. وأشير إليها أيضا على أنّها موضع الجحيم الذي نزل إليه يسوع بعد موته ليحرر الأنفس. هذه الأفكار التي حامت حول موضع الجلجلة تعود لليهود المتنصرين. ومن ثمّ قام أدريانوس ببناء قبة على ستّة أعمدة فوق الجلجلة وكرسها لڤينوس عشتار (وهي الآلهة التي نزلت إلى الجحيم للبحث عن الإله تموز لتحرره) في محاولة منه للقضاء على فكرة نزول المسيح إلى الجحيم في هذا الموضع بالذات.

كانت المغارة موضع زيارة منذ القرن الخامس كما يشهد على ذلك الحاج روفينو الذي توفي عام ٤١٠. وبنى أدريانوس فوق القبر هيكلا آخرا للآلهة الوثنية.

ولم يتبقّ في القدس سوى جماعة مسيحيّة من أصل وثني نعرف منها اسم مطرانها مرقص. رغم أنّها كانت تكرم أماكن مقدسة كثيرة لكن هذه الجماعة لم تفكر في تبديل موضع قبر المسيح وذلك لأنها كانت تكرم تلك التي غطتها في ذلك الحين هياكل أدريانوس وبقيت تلك الذكرى إلى وقت قسطنطين.

خلال عقد المجمع المسكوني الأول (نيقيا ٣٢٥) دعا أسقف القدس مكاريوس الإمبراطور قسطنطين إلى تدمير الهيكل الوثني في المدينة المقدسة للبحث عن قبر المسيح. وهكذا فإن الهيكل الذي كان يهدف إلى القضاء على موقع القبر أدّى في حقيقة الأمر إلى الحفاظ عليه. ولم يبن قسطنطين شيئا فوق الجلجلة. في القرن الثامن فقط تمّ بناء كنيسة سميت كنيسة الجلجلة. أمّا القبر المقدس فنظف من الأتربة وبنى قسطنطين فوقه بازيليك القيامة وقد باشرت الأعمال أمه القديسة هيلانة.

أضر الغزو الفارسي عام ٦١٤ م. كثيرا بالأماكن المقدسة التي أعاد موديستو الناسك والذي صار فيما بعد بطريركا للقدس إصلاحها وترميمها. يذكر الحاج أركولفو الذي زار القدس عام ٦٧٠ م.، أي بعد دخول العرب إلى المدينة، كيف أن الحجر الذي سدّ به باب القبر قد تحطم أجزاء كثيرة إثر الغزو الفارسي. وقد بنيت فوق الجلجة كنيسة وكرست المغارة تحت الجلجلة لآدم وراح يصور لنا بتعابيره الرائعة كيف مدّد إبراهيم ابنه اسحق على خشبة ليذبحه تقدمة للرب.

لم يمس الفتح العربي عام ٦٣٨ القبر المقدس بسوء وتمتع المسيحيون بالحرية الدينية التي كانت تتخللها بعض أعمال العنف. أما عام ١٠٠٩ فقد أمر السلطان الحاكم بأمر الله بتدمير كنيسة القيامة. عام ١٠٤٨ نال الإمبراطور البيزنطي الإذن بإجراء بعض التصليحات.

في ١٥ تموز (يوليو) ١٠٩٩ دخل الصليبيون مدينة القدس وقرروا إعادة بناء الكنائس القديمة المتهدمة بل وإنشاء مبنى ضخم يحوي داخله جميع الأبنية الأساسية وهي موضع موت (الجلجة) وقيامة (القبر) يسوع المسيح.

عام ١٨٠٨ شبّ حريق ودمّر القبة تماما فأصلحها الروم بإذن من الحاكم التركي فبنيت بشكلها الذي نراه اليوم. هدد زلزال عام ١٩٢٧ قبة الكنيسة الأرثوذكسية الكاثوليكون بالدمار ولما لم يستطع الحاكم الإنجليزي الحصول على موافقة الطوائف الثلاث التي ترعى الكنيسة قام بإجراء بعض أعمال التقوية والدعم التي لم ترتكز على أساس جيد.

في كانون أول (ديسمبر) عام ١٩٩٤ اتفق رؤساء الطوائف الثلاث على القيام بأعمال الترميم في القبة التي فوق القبر المقدس. أعدّ التصاميم الفنان الأمريكي آرا نورمارت، وقد تولّت «البعثة البابوية في سبيل فلسطين» الاشراف على الأعمال حيث حازت على ثقة الطوائف الثلاث بفضل عدم محاباتها واحترامها للجميع.

الرسم يمثل الشمس التي تسطع في منتصف القبة من الفتحة التي في القمة ونبع عنها اثنا عشر شعاعا، والدلالة واضحة إلى يسوع القائم كبزوغ فجر يوم جديد وإلى الاثني عشر رسولا: إشعاع الإيمان في الأرض. وقد تم تدشين القبة في احتفال مهيب في الثاني من شهر كانون الثاني (يناير) عام ١٩٩٧.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


زيارة البازيليك :

١. عندما نقف في الباحة في مواجهة الكنيسة، نجد إلى اليمين دير مار إبراهيم للروم الأرثوذكس وقد سمي بهذا الاسم تيمنا بالتقليد المسيحي الذي يقول بأن أبانا إبراهيم جاء إلى هذه الصخرة يقدّم ابنه ذبيحة. نجد في الكنيسة مذبحا وشجرة زيتون علق الجدي بفروعها. يمكن زيارة البئر العظيمة تحت الدير والتي تبدو كنيسة تحت الأرض. وهناك إلى اليمين كنيسة مار يعقوب للأرمن والقديس ميخائيل للأقباط. إلى اليسار هناك ثلاث كنائس مكرسة للقديس يعقوب والقديس يوحنا والشهداء الأربعين.

٢. الواجهة. يسيطر عليها برج الأجراس الصليبي وقد تهدم الجزء العلوي منه في القرن السادس عشر واستبدل في القرن التالي بغطاء من القرميد (الطوب). واستبدلت الأجراس الصليبية التي فككها صلاح الدين وذوبها بأجراس أخرى في القرن الماضي. تقدم لنا الواجهة التي بناها الصليبيون مدخلين سدّ أحدهما في أيام صلاح الدين. كانت البازيليك حتى بداية القرن الماضي تفتح أبوابها في الأعياد الاحتفالية فقط، أما اليوم فهي مفتوحة كل يوم.

٣. كنيسة الإفرنج - الدرج الذي إلى اليمين قبل الدخول إلى الكنيسة يؤدي بنا إلى معبد «سيدة الأوجاع» ويقال له أيضا كنيسة الإفرنج وهي للآباء الفرنسيسكان الذين يحتفلون فيها بالقداس الإلهي كل يوم. تحت هذه الكنيسة تقوم كنيسة أخرى مكرسة للقديسة مريم المصرية.

٤. الجلجلة - عند دخولنا بازيليك القيامة نجد إلى اليمين سلما يحملنا إلى كنيسة الجلجلة على ارتفاع خمسة أمتار عن أرض الكنيسة. وتنقسم إلى كنيستين صغيرتين. الأولى وتدعى كنيسة الصلب، نجد فيها المرحلتين العاشرة (تعرية يسوع من ثيابه) والحادية عشرة (صلب يسوع).

فوق الهيكل الذي في صدر الكنيسة نجد فسيفساء تمثل مشهد الصلب. إلى اليمين نافذة كانت المدخل المباشر إلى الجلجة أيام الصليبيين. حول هذه النافذة نجد فسيفساء تمثل ذبيحة اسحق.
يفصل هذه الكنيسة عن كنيسة الجلجلة هيكل صغير للعذراء أم الأوجاع وعمودان ضخمان. في واجهة الكنيسة هيكل وفوقه صورة ليسوع المصلوب وعلى جانبيه القديس يوحنا والعذراء أمّه. وتحت الهيكل نجد قرصا مفتوحا يشير إلى الموقع حيث وضع صليب يسوع. وتسمح لنا الفتحة بإدخال اليد ولمس الصخرة مباشرة. يذكر هذا الموقع المرحلة الثانية عشرة من درب الصليب.





مرقص ١٥، ٣٣
ولمّا كان الظهر، خيّم الظلام على الأرض كلّها حتّى الساعة الثالثة. وفي الساعة الثالثة صرخ يسوع صرخة شديدة قال: «إلوي، إلوي، لمّا شبقتني؟» أي: إلهي إلهي، لماذا تركتني؟ فسمع بعض الحاضرين فقالوا: «ها إنّه يدعو إيليا!» فأسرع بعضهم إلى إسفنجة وبللها بالخل وجعلها على طرف قصبة وسقاه، وهو يقول: «دعونا ننظر هل يأتي إيليا فينزله. وصرخ يسوع صرخة شديدة ولفظ الروح.

فانشقّ حجاب المقدس شطرين من الأعلى إلى الأسفل. فلمّا رأى قائد المائة الواقف تجاهه أنّه لفظ الروح هكذا، قال: «كان هذا الرجل ابن الله حقّا!».




٥. حجر الطيب ننزل من كنيسة الجلجلة عن طريق الدرج المقابل. وعندما نبلغ أرض الكنيسة نلتفت إلى اليسار فيواجهنا حجر من الجير الأحمر مزين بالشمعدانات والمصابيح. هذا الحجر مقام لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا بعد موت المسيح.





يوحنا ١٩، ٣٨
وبعد ذلك جاء يوسف الرامي، وكان تلميذا ليسوع يخفي أمره خوفا من اليهود، فسأل بيلاطس أن يأخذ جثمان يسوع، فأذن له بيلاطس. فجاء فأخذ جثمانه. وجاء نيقوديموس أيضا، وهو الذي ذهب إلى يسوع ليلا من قبل، وكان معه خليط من المرّ والعود مقداره نحو مائة درهم. فحملوا جثمان يسوع ولفّوه بلفائف مع الطيب، كما جرت عادة اليهود في دفن موتاهم.


رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


٦. حجر الثلاث مريمات - نتابع سيرنا نحو الفسيفساء الضخم الذي على الواجهة حيث نجد بالقرب منه سلّما صغيرا يؤدي إلى دير الأرمن حيث هناك قبّة صغيرة تغطي حجرا مستديرا هو حجر الثلاث مريمات الذي أقيم لذكرى المريمات اللواتي ساعدن يسوع المحتضر. متى ٢٧، ٥٥ وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد، وهنّ اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه، منهنّ مريم المجدلية ومريم أمّ يعقوب ويوسف، وأمّ ابني زبدى.

نسير إلى اليمين ونمرّ بين عمودين ضخمين فنبلغ إلى قبة القبر المقدس وتُدعى (ANASTASI). بناؤها الأساسي يعود إلى حقبة قسطنطين وتعرضت على مر الأجيال للعديد من أعمال الترميم. انتهى العمل في ترميم القبة فوق القبر عام ١٩٩٧.

٧. قبر الخلاص - يقوم القبر في منتصف البناء تزينه الشمعدانات الضخمة. دمرت القبة بسبب حريق شب عام ١٨٠٨ وأعاد الروم بناءه عام ١٨١٠. هذا هو موقع المرحلة الرابعة عشرة من مراحل درب الصليب حيث وضع يسوع في القبر.


يوحنا ١٩، ٤١
وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان، وفي البستان قبر جديد لم يكن قد وضع فيه أحد. وكان القبر قريبا فوضعوا فيه يسوع بسبب تهيئة السبت عند اليهود.

ينقسم البناء من الداخل إلى غرفتين، الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعداد الميت ويقال لها كنيسة الملاك. أما المدخل الصغير المغطّى بالرخام فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي والذي تمّ إغلاقه بحجر إثر موت المسيح كما يقول الإنجيل.


متى ٢٨، ١-٦
- ولما انقضى السبت وطلع فجر يوم الأحد، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى تنظران القبر. فإذا زلزال شديد قد حدث. ذلك بأنّ ملاك الربّ نزل من السماء وجاء إلى الحجر فدحرجه وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فارتعد الحرس خوفا منه وصاروا كالأموات. فقال الملاك للمرأتين: «لا تخافا أنتما*. ‬أنا أعلم أنكما تطلبان* ‬يسوع المصلوب*. ‬إنّه ليس ههنا،* ‬فقد قام كما قال*. ‬تعاليا فانظرا الموضع الذي* ‬كان قد وُضع فيه.

في* ‬وسط الدهليز نجد عمودا قصيرا* ‬يحمي* ‬تحت الزجاج قطعة أصلية من الحجر المستدير الذي* ‬سدّ* ‬باب القبر*. ‬ويقودنا إلى القبر باب ضيق*. ‬فنجد إلى اليمين مقعدا من الرخام* ‬يغطي* ‬الصخرة الأصلية التي* ‬وضع عليها جسد* ‬يسوع من مساء الجمعة وحتّى صباح الفصح.

٨. خورس الروم الأرثوذكس* ‬ويقع مقابل القبر المقدس ويحتل الجزء المركزي* ‬من البازيليك كلها*. ‬وكان في* ‬الماضي* ‬خورس الآباء القانونيين أيّام الصليبيين*. ‬وعثر تحته على المارتيريون الذي

٩. كنيسة الأقباط* - ‬تقع خلف القبر المقدس في* ‬مؤخرته حيث حفر فيه هيكل*. ‬كانت أيّام الصليبيين هيكلا للرعية أمّا اليوم فيحتفل فيه الأقباط بليت

١٠. كنيسة السريان الأرثوذكس - في آخر الرواق مقابل هيكل الأقباط هنالك ممر ضيق بين العمودين يؤدي بنا إلى قبر محفور في الصخر يعود إلى أيّام المسيح. يدل هذا الأمر على أن المنطقة، التي ضمها السور الذي بني عام ٤٣-٤٧ فأصبحت جزءا من المدينة، كانت في حقيقة الأمر مقبرة. وكونها مقبرة لهو دليل قاطع على أنّها كانت أيام يسوع خارج سور المدينة بحسب رواية الأناجيل. ويسمى هذا القبر «قبر يوسف الرامي».

١١. كنيسة القربان الأقدس - إلى يمين الناظر إلى القبر المقدس، خلف العمدان نجد باحة هي موقع كنيسة ودير الآباء الفرنسيسكان. الهيكل الذي في ظهر العمود مقابل كرسي الاعتراف يحيي ذكرى ظهور القائم للمجدلية. أما في الواجهة فنجد بابا برونزيا يؤدي إلى كنيسة القربان الأقدس والتي تحيي ذكرى ظهور يسوع الفصحي للعذراء مريم. هذا الظهور لا نجد له ذكرا في النصوص الإنجيلية بل في الأناجيل المنحولة منها كتاب «قيامة المسيح» (من وضع برنابا الرسول*) ‬وغيره*. ‬في* ‬الجهة اليمنى نجد عمودا في* ‬الحائط* ‬يعتقد أنه جزء من العمود الذي* ‬جلد عليه يسوع.

.١٢* ‬سجن المسيح* - ‬نتابع زيارتنا للبازيليك وندخل في* ‬الرواق الذي* ‬إلى* ‬يسار الخارج من كنيسة القربان الأقدس خلف هيكل المجدلية*. ‬في* ‬نهاية الرواق نجد مغارة اعتاد تقليد من القرن السابع تسميتها باسم حبس المسيح حيث* ‬يقول التقليد أنهم سجنوا* ‬يسوع هناك ريثما أحضروا الصلبان المعدة للصلب.

١٣. بعد هذه المغارة نجد إلى اليسار ثلاثة هياكل. الأول يدعى كنيسة لونجينوس. ولونجينوس هذا هو الاسم التقليدي للجندي الذي أراد التحقق من موت يسوع فطعنه بحربة في جنبه فخرج لوقته دم وماء (يو ١٩، ٣٤) الهيكل الثاني سمي كنيسة إقتسام الثياب، وهي مقامة لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا حيث يقول: «وأمّا الجنود فبعدما صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربع حصص، لكل جندي حصة. وأخذوا القميص أيضا وكان غير مخيط، منسوجا كله من أعلاه إلى أسفله. فقال بعضهم لبعض: «لا نشقه، بل نقترع عليه، فنرى لمن يكون» (يوحنا* ‬٢٣،* ‬١٩)

١٤. كنيسة القديسة هيلانة - ننزل الدرج إلى يسارنا فنبلغ كنيسة القديسة هيلانة التي تحتوي عناصر هندسية بيزنطية. حيث كرس الهيكل الرئيسي للقديسة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين وكرس الهيكل الذي إلى اليمين للقديس ديزما وهو اسم لص اليمين الذي صلب مع المسيح (لو ٢٣، ٤٣) .

وإلى اليمين نجد سلما آخر يؤدي بنا إلى مغارة «العثور على الصلبان». كان هذا المكان بئرا مهجورة من العصر الروماني وتقول رواية أوسيبيوس أن هيلانة أمرت بالتنقيب في المكان بحثا عن صليب يسوع فوجدت في هذه البئر الصلبان الثلاثة ومن بينها صليب يسوع.

١٦. «كنيسة الإهانات» - نعود إلى الدهليز الذي كنا فيه فنبلغ «كنيسة الإهانات» وهي* ‬المكان الذي* ‬يشير فيه التقليد إلى الإهانات التي* ‬وجهت ليسوع المصلوب.

مرقص ١٥، ٢٩
وكان المارّة يشتمونه ... وكذلك كان عظماء الكهنة والكتبة يسخرون فيقول بعضهم لبعض: «خلّص غيره من الناس، ولم يقدر أن يخلّص نفسه! فلينزل الآن المسيح ملك إسرائيل عن الصليب، لنرى ونؤمن».
على بعد بضع خطوات إلى الأمام نبلغ* ‬حجرة فيها لوح زجاجي* ‬يسمح لنا بمشاهدة صخرة الجلجلة*. ‬ويظهر فيها شرخ عمودي* ‬غير طبيعي* ‬يقول التقليد الذي* ‬يعود للقرن الرابع أنه حدث من جرّاء الزلزال الذي* ‬وقع عند موت المسيح.

متى ٢٧، ٤٥
وبعد موت يسوع خيّم الظلام على الأرض كلها ... وإذا حجاب المقدس قد انشقّ شقّين من الأعلى إلى الأسفل، وزلزلت الأرض وتصدعت الصخور، وتفتّحت القبور، فقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته.
ويقول اعتقاد قديم يرجع إلى اليهود المتنصرين بأن هذا هو مكان دفن آدم. والمغزى اللاهوتي جلي وواضح حيث يرمز إلى أن دم يسوع الميت على الصليب نزل في الصخر وطهّر البشرية الممثّلة في آدم من إثم الخطيئة الأصلية. وكان لهذا الاعتقاد أثره الفعال في الفن المسيحي حيث نجد في العديد من الرسومات التي تمثل مشهد الصلب جمجمة إنسان مرسومة أسفل الصليب هي جمجمة آدم.

على جانبي الممر الذي يخرج بنا من الحجرة قبران فارغان هما قبرا چوفريدو وبلدوين الأول وهما أول ملوك مملكة القدس اللاتينية الصليبية.

عندما نخرج من كنيسة القيامة نجد قبالتنا مباشرة مسجدا بني عام ١٢١٦ على أيدي صلاح الدين الأيوبي وقد أقيم لذكرى صلاة عمر بن الخطاب في هذا الموقع قرب كنيسة القيامة إثر دخوله المدينة وزيارته للكنيسة.
فيقول الكتاب إنّه خلال زيارة عمر للكنيسة حان موعد الصلاة فخرج من الكنيسة وصلى على مبعدة منها وعاد. ولمّا سأله البطريرك صوفرونيوس عن السبب أجابه أنّه لو صلّى في الكنيسة لاستولى عليها المسلمون من بعده ليجعلوها مسجدا يحيي ذكرى صلاته فيها.



</b>
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 02:01 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

<b>*القدس - جبل الزيتون*

مقدمة :

سمي الجبل بهذا الاسم لأنّ قممه كانت مكسوّة بأشجار الزيتون. ويسميه المحليون أيضا «الطور» وهو اسم عام يطلقه العرب عادة على جبل سيناء وجريزيم وطابور وجبل الزيتون. والاسم أصله آرامي ويعني الجبل.



رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

نظرة على التاريخ :

في الكتاب المقدس
٢ صم ١٥، ٣٠ - ذكر المكان أيام الملك داود كمكان للعبادة. ولما هرب من وجه ابنه أبشالوم «صعد داود مرتٍى الزيتون وكان يصعدُ باكيا ورأسه مغطى وهو يمشي حافيا» وبلغ «قمة الجبل حيث يسجد للرب».

١ ملوك ١١، ٧ - في آخر أيام حياته، تنازل سليمان وقام ببناء هياكل وثنية لآلهة زوجته الغريبة: «حينئذ بنى مشرفا لكاموش ... في الجبل الذي شرقي أورشليم، ولمولك ... وكذلك صنع لجميع نسائه الغريبات اللواتي كنّ يحرقن البخور ويذبحن لآلهتهن». ٢ ملوك ٢٣، ١٥ - دمر يوشيا الملك هذه المشارف جميعها أيام الإصلاح الديني.

حزقيال ١١، ٢٢ - وفيما كان النبي حزقيال يعلن حكم الله على القدس، مكان الأوثان والجور والقتل، وضعه بصورة رؤية فقال: «وصعد مجد الرب عن وسط المدينة ووقف على الجبل الذي عن شرق المدينة». كان هذا حكما بالقضاء: الله يتخلى عن مدينته الجاحدة.

زكريا ١٤، ٤ في وصفه لمعركة الله الحاسمة ضد الأمم التي تضطهد شعب الله، يقدم النبي زكريا الله بتشبيه بليغ في صورة محارب مقدام: «تقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قبالة أورشليم إلى الشرق، فينشق الجبل من نصفه...»

يحتمل أن القديس لوقا، حينما حدد مكان صعود الرب إلى السماء من جبل الزيتون، كان يفكر في نبوءة حزقيال النبي المذكورة أعلاه.



رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


صعود يسوع إلى السماء :

أعمال ١، ٣-١٢
وأظهر لهم يسوع نفسه حيا بعد آلامه بكثير من الأدله، إذ تراءى لهم مدّة أربعين يوما، وكلّمهم على ملكوت الله. وبينما هو مجتمع بهم، أوصاهم ألا يغادروا أورشليم ... كانوا إذن مجتمعين فسألوه: «يا رب، أفي هذا الزمن تعيد الملك إلى إسرائيل؟» فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي حددها الآب بذات سلطانه. ولكنّ الروح القدس ينزل عليكم فتنالون قوّة وتكونون لي شهودا في أورشليم وكلّ اليهودية والسامرة، حتّى أقاصي الأرض.

ولما قال ذلك، رفع بمرأى منهم، ثمّ حجبه غمام عن أبصارهم. وبينما عيونهم شاخصة إلى السماء وهو ذاهب، إذا رجلان قد مثلا لهم في ثياب بيض وقالا: «أيها الجليليون، ما لكم قائمين تنظرون إلى السماء؟ فيسوع هذا الذي رُفع عنكم إلى السماء سيأتي كما رأيتموه ذاهبا إلى السماء». فرجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يقال له جبل الزيتون، وهو قريب من أورشليم على مسيرة سبت منها.

وارتبط جبل الزيتون بذكرى يسوع الذي كان يمر منه مع تلاميذه باستمرار في ذهابه وإيابه من القدس إلى أريحا وبيت عنيا. وتدل الشهادات على أن معظم الجبل كان مليئا بالكنائس والأديرة منذ القرن الخامس.

أول مكان أقيم على جبل الزيتون وهو أهمها كان كنيسة «غابة الزيتون» (In Eleona) وكانت هذه إحدى الكنائس الثلاث التي شيدتها هيلانة أيام قسطنطين فوق المغارات الثلاث المقدسة، مغارة الميلاد والقبر المقدس وهذه المغارة فوق جبل الزيتون التي تكرم الموقع الذي يشير إليه أوسابيوس على أن «يسوع أخذ يعلم تلاميذه الأسرار المقدسة» فيه. قامت إحدى الثريات واسمها پومينيا عام ٣٧٨ م. ببناء كنيسة أخرى على موقع عال لذكرى صعود يسوع إلى السماء. وكتبت الحاجة إيجيريا التي زارت البلاد حوالي عام ٣٨٠ م. أنّ هذه الكنيسة سميت (Ibomon) أي «على القمة».

في ذلك الحين شفيت القديسة ميلانيا بصورة عجائبية من مرض عضال كان قد أصابها فقررت على إثره أن تتخلّى مع زوجها عن كلّ ما تملك لتعيش معه الفقر الإنجيلي. فجاءا إلى القدس في بداية القرن الخامس وبنيا فوق جبل الزيتون ديرا أسمته (Apostolion) قرب مغارة «غابة الزيتون». وبنت أيضا كنيسة صغيرة قرب كنيسة الصعود. ووصف لنا أركولفو أسقف چاليا الذي أقام في الأرض المقدسة طيلة ستة شهور عام ٦٧٠ الكنيسة كبناء مستدير مفتوح السقف وكأني به يشير للجميع إلى الطريق للسماء. وفي وسطها برج على ارتفاع الإنسان يحفظ في داخله التراب الذي داس عليه المخلص في صعوده .

دمرت جميع هذه الأبنية مع مقدم الفرس عام ٦١٤. وأعاد المسيحيون بناءها، لكن أعاد المسلمون دكّها عند اقتراب الصليبيين. ولما استولى الصليبيون على القدس شيّدوا بناءً ضخما ضمّ جميع هذه الأبنية وحصنوه بالأبراج. واستعملوا الكثير من مواد الكنائس البيزنطية وبنوا كنيسة مثمنة الأضلاع فوق موضع الصعود. بعد عودة المسلمين إلى المدينة لم يتبق لهذا البناء من أثر اللهمّ إلا الجزء العلوي الذي ما زال يحتفظ بالأساسات الصليبية المثمنة الأضلاع والقبة الوسطى التي تمّ تغطيها وحوّلت إلى جامع.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين



زيارة الأماكن المقدسة :

١. كنيسة (Viri Galilei) «أيّها الرجال الجليليون». يشمل الاسم الكنيسة وكل المنطقة المحيطة التابعة للروم الأثوذكس. يرجع الاسم إلى نص أعمال الرسل الذي يقول «أيّها الجليليون ما بالكم قائمين تنظرون إلى السماء» (أع ١، ١١). وهذه الكنيسة مكرسة لظهور يسوع القائم للأحد عشر. نجد داخل السور كنيسة بيزنطية تحيي مشهداً نجده في إنجيل منحول للملاك جبرائيل الذي يعلن للعذراء موعد انتقالها إلى السماء.

٢. دير الروس هو منسك للراهبات الروسيات ويحتفظ بذكرى موقع الصعود بحسب التقليد الأرثوذكسي. يرجع البناء إلى عام ١٨٧٠ ويمكن مشاهدة بقايا دير أرمني من القرن السادس به فسيفساء رائعة.

٣. قبة الصعود يقوم السور الذي يحوي بداخله مزار الصعود فوق بقايا البناء الصليبي وهو على شكل مثمن الأضلاع. ومزار الصعود عينه مزدان بعناصر معمارية مدعومة بأعمدة وأقواس بسيطة وهو من العهد الصليبي. وقد تحول مسجدا بعد مقدم صلاح الدين. كان هذا المزار يقع في منتصف البناء الصليبي الضخم الذي بنوه وقبته مفتوحة نحو السماء. وقد أغلقت القبة عام ١٢٠٠ على النحو الذي نراه اليوم. يكرم التقليد المسيحي والإسلامي حجرا معزولا في الأرضية نرى عليه آثار قدم يسوع اليسرى.
خير ما نذكره في هذا الموضع هي كلمة يسوع القائل: «هاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم» (متى ٢٨، ٢٠).

٤. غابة الزيتون والأبنية التي حول أطلال كنيسة «غابة الزيتون» البيزنطية. يحتوي البناء على كنيسة مكرسة للقلب الأقدس ودير لراهبات الكرمل ومنسك «أبانا الذي» المقام لذكرى تعليم يسوع الصلاة الربيـّة. وفيه مغارة. يبدو أنّ الموقع تحول في الحقبة البيزنطية إلى مدفن لدفن الشخصيات المرموقة فنجد قبر القديس كيريلوس بطريرك القدس (٣٨٦ م.).
بدأت الأبنية تقام في هذا الموقع في نهاية القرن الماضي وأضيف إليه عام ١٨٧٥ م. رواق «أبانا الذي». تحوي الأروقة على ٣٦ حجرا نقشت عليها الصلاة الربيّة بمختلف اللغات.
ننزل إلى المغارة من خلال سور عريض هو ما تبقى من كنيسة «غابة الزيتون» القديمة.

٥. مشهد القدس - عندما نخرج من كنيسة «غابة الزيتون» ننزل في الطريق إلى اليسار إلى أن نبلغ شبه هضبة صغيرة مستوية. هذا هو المكان الذي بنى فيه سليمان المشارف لزوجاته الوثنيات بحسب التقليد (١ ملوك ١١، ٤). وهو يقدم لنا منظرا من أروع مناظر القدس. نرى إلى اليسار قليلا غابة من الصنوبر، كان هذا مكان معهد السريان الكاثوليك أما اليوم فهو مُلك الإغاثة الكاثوليكية الفرنسية ويضم بيتا للحجاج يدعى بيت أبينا إبراهيم.

٧. كنيسة بكاء الرب - قبل بلوغ هذا الموقع إلى اليمين نجد درجاً شديد الانحدار. يؤدي بنا هذا الدّرج والطريق التي تليه إلى كنيسة بكاء الرب وهو مترجم عن اللاتينية (Dominus Flevit) أي الرب يبكي. وهو مرتبط بالتقليد المسيحي العائد إلى القرن السادس عشر والذي حدد في هذا موقع بكاء يسوع على مدينة القدس.




بكاء يسوع على القدس :

لوقا ١٩، ٤١-٤٤
ولمّا اقترب فرأى المدينة بكى عليها وقال: «ليتك عرفتِ أنتِ أيضا في هذا اليوم طريق السلام! ولكنّه حُجب عن عينيك. فسوف تأتيك أيّام يلفّكِ أعداؤكِ بالمتاريس ويحاصرونكِ ويضيّقون عليكِ الخناق من كلّ جهة، ويدمّرونكِ وأبناءَكِ فيكِ، ولا يتركون فيكِ حجرا على حجر، لأنّكِ لم تعرفي وقتَ افتقاد الله لك».

بنيت الكنيسة عام ١٩٥٥ على بقايا كنيسة بيزنطية ما زال يحتفظ ببعض فسيفسائها في المغارة الحالية التي تعود للقرن السابع. وهنالك كتابة من القرن عينه مكرسة للنبية حنة التي يذكرها القديس لوقا (٢، ٣٦-٣٨).

وقد كشفت الأبحاث الأثرية عن عدة قبور من الحقبة الرومانية والبيزنطية وعن قبور من الألف الثاني ق.م. أيام الهكسوس. وتشير هذه الأمور إلى أن الموقع كان في القديم مقبرة القدس اليبوسية.

نتابع نزولنا في الطريق نحو وادي قدرون ونلاحظ إلى اليمين قبب كنيسة مريم المجدلية الروسية الذهبية والتي بناها القيصر ألكسندر الثالث في القرن الماضي.

</b>
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 02:09 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

*القدس - وادي قدرون*

مقدمة :


اسم قدرون في العبرية يعني «العميق» لأنه كان أعمق بكثير مما هو عليه اليوم. وفي موسم الأمطار كانت تجتاحه المياه الموحلة. تحول اسم الوادي إلى وادي يوشفاط في القرن السادس ق.م. وهو الاسم الذي نجده في سفر يوئيل ٤، ٢-٢١ عند الحديث عن القضاء الأخير. لم يعد قدرون اليوم نهر ماء إنما هو وادٍ مقحل لا تجري فيه المياه إلا في موسم الأمطار. ويبدأ الوادي في الجزء العلوي باسم وادي الجوز وفي الجزء السفلي باسم وادي النار ومن ثم يغوص في صحراء اليهودية. في الموضع كنائس عديدة.


رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


١. كنيسة القديس اسطفانوس - نجد الكنيسة الأرثوذكسية بين الجسمانية وسور المدينة العالي وهي حديثة البناء (١٩٥٧م.) وتقوم في الموضع حيث يروي تقليد قديم أنّ استشهاد القديس اسطفانوس تمّ قرب صخرة هناك. تسبّب تشتُّت اليهود المتنصرين وضياع شهاداتهم وكتاباتهم في فقدان التقاليد المرتبطة بحادثة اسطفانوس وغيرها من الأماكن المقدسة.
خلال أعمال الحفريات تمّ العثور على بضع درجات هي جزء من الطريق الذي كان يصعد من وادي قدرون إلى الهيكل، الأمر الذي جعل إمكانية استشهاد اسطفانوس في هذا المكان محتملة.




استشهاد اسطفانوس :

أع ٧، ٥٥-٨، ١
فحدّق إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله. فقال: «ها إنّي أرى السماوات متفتّحة، وابنَ الإنسانِ قائماً عن يمينِ الله». فصاحوا صياحا شديدا، وسدّوا آذانهم وهجموا عليه هجمة رجل واحد، فدفعوه إلى خارج المدينة وأخذوا يرجمونه. أمّا الشهود فخلعوا ثيابهم عند قدمي شابٍ يدعى شاول. ورجموا اسطفانوس وهو يدعو فيقول: «ربِّ يسوع، تقبّل روحي». ثمّ جثا وصاح بأعلى صوته: «يا رب، لا تحسب عليهم هذه الخطيئة». وما إن قال هذا حتّى رقد. وكان شاول موافقا على قتله. وفي ذلك اليوم وقع اضطهاد شديد على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتتوا جميعا، ما عدا الرسل، في نواحي اليهودية والسامرة.
٢. قبر العذراء - إلى يسار الشارع نجد درجاً ينزل إلى ساحة محاطة بالأسوار العالية. في آخر الباحة ترتفع كنيسة مكرسة لانتقال العذراء. هذه الكنيسة كانت ملكا للفرنسيسكان منذ عام ١٣٦٣م. وأخذها الروم عام ١٧٥٧م. في الكتاب المقدس


رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


أع ١، ١٤ - آخر إشارة للعذراء في العهد الجديد نجدها في سفر أعمال الرسل حيث يروي أنّه بعد صعود يسوع إلى السماء عاد الرسل إلى علية صهيون حيث «كانوا يواظبون جميعا على الصلاة بقلب واحد، مع بعض النسوة ومريم أم يسوع ومع إخوته».

أمّا أخبار موت وانتقال مريم العذراء فنجدها في كتاب منحول يدعى «انتقال العذراء» أو «نياحة مريم» الذي يجمع كاتبه تقاليد الحقبة الرسولية ومعظمها أصله يهودي متنصر ولذلك تمّ تجنبها خشية الهرطقة وتمّ نسيان الموقع معها.

ويشهد الكتّاب أن الموقع كان مكرما منذ القرن الثاني للميلاد ومن ثمّ تحول إلى كنيسة. وقد كرسها للعذراء والدة الله يوڤينال بطريرك القدس في وقت لاحق بعد مجمع خلقيدونية (٤٣١). بنى الامبراطور ماوريتسيو كنيسة فوق الكنيسة القديمة وذلك عام ٤٩٠ وهي الكنيسة التي تحمي القبر المكرم. ٣. الجسمانية ومعناه بالعبرية معصرة الزيتون. وهو اسم ضيعة عند سفح جبل الزيتون.



نظرة على التاريخ :

لو ٢٢، ٣٩ تروي لنا الأناجيل أنّ يسوع خرج من علية صهيون ليلة الخميس المقدس بعد العشاء الأخير ومضى إلى جبل الزيتون حيث كان يعتاد الذهاب إلى ضيعة تدعى الجسمانية (متى ٢٦، ٣٦). ولما بلغ هناك ترك تلاميذه في مغارة (متى ٢٦، ٣٨) وقال لهم: «أمكثوا ههنا ريثما أمضي وأصلّي هناك» (لو ٢٢، ٤١). واصطحب معه بطرس ويعقوب ويوحنا وتنحى جانبا في البستان وقال لهم: «أمكثوا هنا واسهروا معي». ثمّ ابتعد عنهم مقدار رمية حجر أي حوالي ٣٠ مترا وبقي هناك يصلّي وحيدا ويتأمل سرّ عذاباته. ولما حانت الساعة عاد إلى تلاميذه لأن الخائن أوشك على الوصول.
في الجسمانية موقعان مقدسان هما مغارة الاعتقال (مغارة المعصرة) وصخرة العذاب التي تقوم في كنيسة الجسمانية قرب بستان الزيتون.

حفظت لنا التقاليد موقع مغارة المعصرة وذلك لأنّها كانت مكانا للصلاة تشهد عليه مختلف الكتابات التي عثر عليها منقوشة على الجدران. وأخذ المؤمنون في القرن الرابع والخامس يكرمون «صخرة العذاب» ربما استنادا إلى ما جاء في إنجيل لوقا: «فابتعد عنهم مقدار رمية حجر». وبنوا فوق الصخرة كنيسة في القرن الرابع بين أشجار الزيتون.

في كتاباته عام ٣٣٠، ذكر القديس أوسيبيوس القيصري أنّ الناس كانوا يصلون في الموقع الذي صلّي فيه يسوع قبل موته ولكنه لم يأتِ على ذكر وجود كنيسة في المكان. عام ٣٨٦ كتب القديس هيرونيموس يقول: أنّه قد بنيت في أيامه كنيسة في ذلك الموضع. وروت إيجريا التي جاءت في نفس الفترة تقريبا عن الكنيسة الجميلة التي بنيت حيث صلّى يسوع وذكرت أيضا المغارة حيث قبض الجند عليه وهي مغارة الجسمانية.

دمر الفرس هذه الكنيسة وأعيد بناء كنيسة متواضعة. ولما جاء الصليبيون أشادوا كنيسة ضخمة ولكنها للأسف لم تدم طويلا بعد رحيلهم إذ دمرها صلاح الدين عام ١١٨٧.
اشترى الآباء الفرنسيسكان عام ١٦٦٦م. حقل زيتون حول أطلال الكنيسة الصليبية كان الناس يكرمون فيه ثماني شجرات زيتون قديمة. وتمت أعمال التنظيفات في مغارة الاعتقال وعثر على فسيفساء من القرن الرابع والسادس وبقايا هيكل. والمغارة مفتوحة اليوم تحت رعاية الآباء الفرنسيسكان.


رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين






إعتقال يسوع :

مرقص ١٤، ٤٣-٥٢
وبينما هو يتكلّم، إذ وصل يهوذا أحد الإثني عشر، ومعه عصابة تحمل السيوف والعصي، أرسلها عظماء الكهنة والكتبة والشيوخ. وكان الّذي يسلّمه قد جعل لهم علامة إذ قال: «هو ذاك الّذي أقبّله، فأمسكوه وسوقوه محفوظا». وما إن وصل حتّى دنا منه فقال له: «ربّي!» وقبّله. فبسطوا أيديهم إليه وأمسكوه.

فاستلّ أحد الحاضرين سيفه، وضرب خادم عظيم الكهنة فقطع أذنه. فقال لهم يسوع: «أعلى لصّ خرجتم تحملون السيوف والعصي لتقبضوا عليه؟ كنت كلّ يوم بينكم أعلّم بينكم فلم تمسكوني، وإنّما حدث هذا لتتمّ الكتب». فتركوه كلّهم وهربوا. وتبعه شابّ يستر عريه بإزارٍ فأمسكوه. فتخلّى عن الإزار وهرب عريانا.

بنى الآباء الفرنسيسكان كنيسة الجسمانية عام ١٩١٩-١٩٢٤م. فوق أطلال الكنيسة البيزنطية القديمة. ويمكننا مشاهدة أجزاء من الفسيفساء القديمة تحت ألواح من الكريستال في أرضية الكنيسة. الفسيفساء الرئيسة التي في الصدر تمثل مشهد عذاب يسوع في بستان الزيتون أما الجوانب فتمثل قبلة يهوذا ومشهد القبض على يسوع. ويمكننا مشاهدة صخرة العذاب في وسط الكنيسة أمام الهيكل.

زيارة المكان تؤثر كثيرا في نفس الزائر. ففي هذا المكان بدأ يسوع بوعي وحرية رحلة عذابه الأليم من أجل تحريرنا من الشر والخطيئة.





يسوع في الجسمانية :

لو٢٢، ٣٩-٤٦
ثمّ خرج فذهب على عادته إلى جبل الزيتون، وتبعه تلاميذه. ولمّا وصل إلى ذلك المكان قال لهم: «صلّوا لئلا تقعوا في التجربة». ثمّ ابتعد عنهم مقدار رمية حجر وجثا يصلّي فيقول: «يا أبتِ، إن شئت فاصرف عني هذه الكأس...

ولكن لا مشيئتي، بل مشيئتك!» وتراءى له ملاك من السماء يشدّد عزيمته. وأخذه الجهد فأمعن في الصلاة، وصار عرقه كقطرات دمٍ متخثّرٍ تتساقطُ على الأرض. ثمّ قام عن الصلاة فرجع إلى تلاميذه، فوجدهم نائمين من الحزن. فقال لهم: «ما بالكم نائمين؟ قوموا فصلّوا لئلا تقعوا في التجربة».




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين





وادي قدرون في الكتاب المقدس :

٢ صم ١٥، ٢٣ خلال ثورة أبشالوم تخلى داود عن أورشليم خوفا من أن يسبب ابنه الأذى للمدينة ومضى بصحبة بعض رفاقه. «كان الشعب كلهم يعبرون وادي قدرون ثمّ عبر الملك وجاز الشعب كله وأخذ في طريق البرية».

١ ملوك ١٥، ١٣ الملك آسا، وهو أحد قلائل ملوك يهوذا الذين قال عنهم الكتاب المقدس إنهم صنعوا ما هو قويم في عيني الرب. قام بالقضاء على الأوثان التي أدخلها أبوه وأمه إلى إسرائيل. «وعن مَعكَةَ جَدَّتِهِ نَزعَ لقب الملكة الأم لأنّها صنعت فظاعة لِوَتَدٍ مقدس فَحَطَّمَ آسا فظاعتها وأحرقها في وادي قدرون».

٢ أخبار ٢، ١ - حقق يوشفاط ملك يهوذا نصرا مبينا على الموآبيين والعمونيين. ومن المحتمل أنّه إثر هذا النصر أُطلق اسمه على وادي قدرون لذكرى تدخل الله العجيب ضدّ أعداء شعبه.

٢ أخبار ٢٩، ١٦ - خلال إصلاحات حزقيّا ويوشيا الدينية، ألقوا بأغراض الأوثان في مجرى قدرون وأحرقوها فيه (٢ ملوك ٢٣، ٤).

إرميا ٣١، ٣٨ - خلال مواعظه للشعب حول العهد الجديد الذي يبرمه الله مع شعبه، يصف النبي إرميا المدينة التي سيبنيها الله خلابة فوق الأطلال ويضع حدودها من وادي جهنم إلى نهر قدرون، ويقصد بذلك أنّ الأماكن التي كانت مكرسة للممارسات الوثنية سيحمل الله الخلاص إليها. واكتسب الوادي بهذه النبوة معنى التطهير والعدل.

يوئيل ٤، ٢ - ويشير يوئيل النبي إلى هذه النبوءة التي تحدد حكم الله النهائي (في تلك الأيام) على الشعوب التي شتّتت شعبه وحملت إليه العبادات الوثنية. «لتنهض الأمم وتصعد إلى وادي يوشفاط فإنّي هناك أجلس لأدين جميع الأمم من كلّ ناحية» (٤، ١٢).

من كنيسة الجسمانية ننزل في الوادي عبر منحدر شديد نحو الضرائح القديمة قرب المقابر المسيحية والإسلامية.



رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين



٤. الضرائح القديمة -
هذه الأنصبة تسمى عادة مقابر ولكنها في الواقع عبارة عن مدافن محفورة في الصخر مكونة من غرف للدفن ويُظهر شكل بعضها الهرمي مدى التأثير المصري في المنطقة.
كانت هذه القبور قائمة أيام يسوع ويسهل قراءة إشارة يسوع إليها عندما قال معنّفا مراءاة الفريسيين:
الويل لكم أيّها الكتبة والفريسيّون المراؤون، فإنّكم تبنون قبور الأنبياء وتزيّنون ضرائح الصدّيقين وتقولون: لو عشنا في أيّام آبائنا، لما شاركناهم في دم الأنبياء. فأنتم تشهدون على أنفسكم بأنّكم أبناء قتلة الأنبياء (متى ٢٣، ٢٩).
تحوي كلمات يسوع سخرية مريرة. فهم عندما يبنون للأنبياء قبورا وأنصبة فإنّ الفريسيين يقصدون تكريمهم، ولكنهم عندما يعاملون يسوع بالجفاء وكذلك الأمر مع الصالحين في الهيكل، فإنّهم يتخذون جانب أولئك الذين قتلوا الأنبياء. نجد في الموقع قبر أبشالوم وقبر يوشفاط وقبر القديس يعقوب وزكريا.
٥. قرية سلوان - تقوم القرية على جوانب جبل الفضيحة. التنزه في شوارع القرية يوفر لنا الفرصة لمشاهدة مناظر البلدة القديمة وصهيون والحرم الشريف. سكن العديد من النساك الذين كانوا يقطنون الكهوف المنطقة في العهد البيزنطي. وما زالت الكتابات على الجدران تثبت وجودهم إلى اليوم. حوالي عام ١٥٠٠ سكنت الكهوف بعض العائلات العربية الفقيرة وابتدأت بذلك القرية الحالية. في هذه القرية نجد أقدم القبور التي ترجع إلى ما قبل السبي إلى بابل.

٦. نبع جيحون - يعني الاسم «النبع/الأصل» وهو أيضا اسم أحد أنهار الجنة الأربعة (تك ٢، ١٣) وقد اعتاد المسيحيون تسميته «نبع ستنا مريم» أما المسلمون فيسمونه أمّ الدرج.
ننزل عبر قوس ١٢٠ درجة فنبلغ بابا حديديا مغلقا يمنعنا من بلوغ النبع الحقيقي. في تلك المنطقة يبدأ الجزء الأقدم من السلم والذي يأخذ في الضيق حتى يحملنا إلى بركة مهترئة بفعل الزمن والرطوبة. كان هذا النبع الشاهد الوحيد على تلك المدينة التي بنيت أسوارها فوق نبع الماء تاركة إياه خارج أسوار المدينة. ولكي يمنعوا ولوج الأعداء منه خلال الحرب قام سكان الألف الثاني ق.م. بحفر بئر تسمح لهم بانتشال المياه من النبع مباشرة وأغلقوا مدخله.


في التاريخ الكتابي :

ما أن اختير داود ملكا لإسرائيل حتى وضع نصب عينيه مدينة اليبوسيين كمكان مثالي لعاصمته. لكن المدينة التي بنيت على حفة الصخر كانت شامخة لا يستطيع أحد اقتحامها.

١ أخبار ١١، ٦ - فتحدّى داود جنوده وقال: «الذي يضرب اليبوسيين أوّلا يصبح قائدا وأميرا». فتسلل يوآب في الظلمة إلى داخل المدينة ربّما عن طريق البئر السري الذي يؤدي إلى نبع جيحون. فكافأه داود وجعله قائد جيشه.
١ ملوك ١، ٣٨ - تمّ تعيين سليمان ملكا في أظلم مضايق النبع بحسب أمر أبيه داود «نزل صادوق الكاهن وناتان النبي ... فوضعوا سليمان على جحش داود وحملوه إلى جيحون. وتناول صادوق قرن الزيت من الخيمة ومسح سليمان على صوت نفيخ البوق. وصاح الحاضرون: «يحيا الملك سليمان!».

تمّ في أوائل الحقبة الملكية حفر قناة تحمل المياه إلى بساتين الملك وسميت قناة الملك آحاز. كانت هذه القناة عديمة الفائدة في الحروب بل كان الأعداء يستخدمونها لراحتهم. ٢ ملوك ٢٠، ٢٠ لهذا قام الملك حزقيا بإغلاقها وحفر بدلا منها نفقا داخليا يحمل المياه من النبع إلى المدينة مباشرة ليصب في بركة سلوان.

إذا ما نزلنا في الطريق التي تؤدي إلى بركة سلوان نشاهد بعد نبع جيحون الصخرة التي قامت عليها مدينة داود. عند نهاية الصخرة تصعد بنا الطريق التي إلى اليمين نحو بركة سلوان نجد فتحة «قناة آحاز» التي حملت المياه إلى بساتين الملك وقد تمّ تحديد نبوءة العذراء الوالدة في هذا المكان.

أشعيا ٧، ١٠-١٤
وعاد الرب فكلّم آحاز قائلا: «سل لنفسك آية من عند الربّ إلهك، سلها إمّا في العمق وإما في العلاء من فوق». فقال آحاز: «لا أسأل ولا أجرّب الرب». فقال أشعيا: «إسمعوا يا بيت داود. أقليل عندكم أن تُسئموا الناس حتّى تُسئموا الرب أيضا. فلذلك يؤتيكم السيّد نفسه آية: ها إنّ الصبيّة تحمل فتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل.
٨. بركة سلوان - تقع عند التقاء وادي تيروبيون بوادي قدرون. تأتيها المياه من نبع جيحون الذي حفره حزقيّا. طول النفق ٥٥٠ متراً ويمكن السير فيه.
نترك الطريق في قاع الوادي لنصعد نحو بركة سلوان. إلى اليمين تقوم زاوية صخرة أوفيل (الحرم الشريف) الذي قامت عليه أسوار المدينة القديمة. حال انتهاء صخرة أوفيل نبلغ باب البركة.



رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين





يروي الإنجيل في هذا المكان معجزة شفاء الأعمى :

شفاء الأعمى (يو ٩، ١-١٤)
وبينما هو سائر رأى رجلا أعمى منذ مولده. فسأله تلاميذه: «ربّي، من خطئ، أهذا أم والداه، حتى وُلد أعمى؟». أجاب يسوع: «لا هذ خطئ ولا والداه، ولكن كان ذلك لتظهر فيه أعمال الله. يجب علينا، ما دام النهار، أن نعمل أعمال الذي أرسلني. فالليل آتٍ، وفيه لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دمتُ في العالم، فأنا نور العالم». قال هذا وتفل في الأرض، فجبل من تفاله طينا، وطلى به عيني الأعمى، ثمّ قال له: «إذهب فاغتسل في بركة سلوام»، أي الرسول. فذهب فاغتسل فعاد بصيرا.

فقال الجيران والذين كانوا يرونه من قبل، لأنّه كان شحاذا: «أليس هو ذاك الذي كان يقعد فيستعطي؟» وقال آخرون: «إنّه هو». وقال غيرهم: «لا، بل يشبهه». أمّا هو فكان يقول: «أنا هو». فقالوا له: «فكيف انفتحت عيناك؟». فأجاب: «إنّ الرجل الذي يقال له يسوع جبل طينا فطلى به عينيّ وقال لي: إذهب إلى سلوام فاغتسل. فذهبت فاغتسلت فأبصرت». فقالوا له: «أين هو؟» قال: لا أعلم». فذهبوا إلى الفريسيين بذاك الذي كان من قبل أعمى. وكان اليوم الذي فيه جبل يسوع طينا وفتح عينيّ الأعمى يوم سبت.

كانت تنزل إلى هذه البركة طريق ودرجات تنطلق من جانب الهيكل عبر وادي تيروپيون. وكان الكهنة والشعب في عيد المظال يمضون باحتفال مهيب إلى البركة لنشل المياه بكأس ذهبية يسكبونها فيما بعد على الهيكل. هذا العمل يرمز إلى المياة العجيبة التي جعلها موسى تنبع من الصخر في الصحراء (خر ١٧، ٣؛ عدد ٢٠، ٧). وأخذ يسوع من هذا الاحتفال الدافع للحديث عن «الماء الحي».



الماء الحي (يو ٧، ٣٧-٣٩) :

وفي آخر يوم من العيد وهو أعظم أيّامه، وقف يسوع ورفع صوته قال: «إن عطش أحد فليقبل إليّ ومن آمن بي فليشرب كما ورد في الكتاب: ستجري من جوفه أنهار من الماء الحي». وأراد بقوله الروح الذي سيناله المؤمنين به، فلم يكن هناك بعد من روح، لأنّ يسوع لم يكن قد مُجّد.



أوفيل ومدينة داود :

يطلق اسم أوفيل على المنطقة الواقعة بين حائط الهيكل في الشمال وبركة سلوان في الجنوب أي على الهضبة التي تقع جنوب الهيكل حيث كانت تقوم المدينة اليبوسية المدعوة قلعة صهيون وفيما بعد مدينة داود. وتصعد الطريق من بركة سلوان إلى القدس القديمة عبر باب المغاربة.



  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

<b>*القدس - جبل صهيون*

مقدمة :


كان اسم صهيون في الأصل يطلق على قدس اليبوسيين التي احتلها داود وجعلها عاصمة مملكته فأصبح اسمها «مدينة داود». أمّا الاسم صهيون فأخذ يكتسب على مرّ العصور معنى رمزيا في الروحانية اليهودية. فكان مسبيّو بابل يضعون كلّ آمالهم في إعادة بناء صهيون. ولما لم تتحقق آمالهم بعد عودتهم من السبي اكتسب الاسم معنى رمزيا وهو شعب الله.

بدأت المسيحية بالانتشار في القدس وكان مركزها الأول في علية صهيون وكانت لديها القناعة بأنّها الآن شعب الله الجديد فسمّوا أوّل كنيسة باسم صهيون المقدسة. وهكذا تحول اسم صهيون من مدينة داود في سلوان إلى المنطقة التي تقوم عليها العلية.

صهيون من أهم الأماكن المقدسة المسيحية. ففي العلية تأسست الإفخارستيا وفيها ظهر يسوع لتلاميذه بعد القيامة وفيها حلّ الروح القدس على التلاميذ في العنصرة فابتدأت حياة الكنيسة. وفي صهيون أيضا نجد بيت قيافا وكنيسة صياح الديك وكنيسة نياحة العذارء.



رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين




١. كنيسة صياح الديك :

أطلق الاسم عليها إشارة إلى حادثة نكران بطرس للمسيح.

مرقص ١٤، ٥٣-٥٤؛ ٦٦-٧٢
وذهبوا بيسوع إلى عظيم الكهنة، فاجتمع عظماء الكهنة والشيوخ والكتبة كلّهم، وتبعه بطرس عن بُعدٍ إلى دار عظيم الكهنة فدخلها. وجلس مع الخدم يستدفئ.

وبينما بطرس في الأسفل، في ساحة الدار، جاءت جارية من جواري عظيم الكهنة، فرأت بطرس يستدفئ فتفرّست فيه وقالت: «أنت أيضا كنت مع الناصري، مع يسوع». فأنكر قال: «لا أدري ولا أفهم ما تقولين». ومضى إلى خارج الدار نحو الدهليز، فرأته الجارية فأخذت تقول ثانيا للحاضرين: «هذا منهم!» فأنكر ثانيا. وبعد قليل، قال الحاضرون أيضا لبطرس: «حقّا أنت منهم لأنّك جليلي». فأخذ يلعن ويحلف: «إنّي لا أعرف هذا الرجل الذي تعنونه». فصاح الديك عندئذ مرّة ثانية، فتذكر بطرس الكلمة التي قالها له يسوع: «قبل أن يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرّات». فخرج على عجل وأخذ يبكي.



رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


يفترض أنّ الكنيسة مبنية بالقرب من موقع بيت قيافا حيث اقتيد يسوع ليلة القبض عليه. وقد قام الآباء الأسومسيونيست الذين يمتلكون المكان بالكشف عن أجزاء من الأحياء اليهودية والرومانية الواقعة في ممتلكاتهم. وفي أسفل الكنيسة يمكن زيارة مجموعة مغر كانت جزءا من الأحياء السكنية أيام المسيح. لإحدى هذه المغر صفات السجن ويعتقد البعض أنّ يسوع قد وُضع فيها بعد أن حكم عليه حنان وقيافا في انتظار بزوغ فجر اليوم التالي.

كانت صهيون أيام المسيح الجزء المأهول بالسكان من المدينة. وفي الحقبة البيزنطية بنيت في المكان كنيسة مكرسة لدموع الندم التي سكبها بطرس بعد الخيانة. وقد تمّ العثور حول الكنيسة على درج طويل من الحقبة الرومانية كان ينزل من الهيكل والحي العلوي من المدينة إلى وادي قدرون. وكان هذا الدرج موجودا أيام المسيح ولذلك يمكننا تأمل يسوع نازلا مع تلاميذه ليلة خميس الأسرار إلى بستان الجسمانية ليصلي.







٢. علية صهيون :

اسم المكان باللاتينية (Coenaculum) ويعني المكان المعد لتناول الطعام، ويعني أيضا بمعنى أوسع الطابق العلوي من البيت. وهو في النص الإنجيلي يعني الطابق العلوي.




الإعداد للفصح :

مرقص ١٤، ١٢-١٦
وفي أوّل يوم من الفطير، وفيه يُذبحُ حمل الفصح، قال له تلاميذه: «إلى أين تريد أن نمضي فنعدّ لك لتأكل الفصح؟» فأرسل إثنين من تلاميذه وقال لهما: «إذهبا إلى المدينة، فيلقاكما رجل يحمل جرّة ماءٍ فاتبعاه، وحيثما دخل فقولا لربّ البيت: يقول المعلّم: أين غرفتي التي آكل فيها الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما عليّة كبيرة مفروشة مهيّأة، فأعدّاه لنا هناك». فذهب التلميذان وأتيا المدينة، فوجدا كما قال لهما وأعدّا الفصح.

التقليد المسيحي الذي يشهد على صحة المكان قديم جدا. فيروي القديس إبيفانيو وهو فلسطيني مات عام ٤٠٣ أن الإمبراطور أدريانو زار فلسطين ووجد القدس كما تركها تيطس بعد الدمار (٧٠ ب.م.) فيما عدا بضعة بيوت «من بينها الكنيسة الصغيرة التي قامت فوق الموضع حيث كان الرسل ينتظرون العنصرة». ويشير للموضع أيضا القديس كيريلوس في حديثه عن «كنيسة الرسل». ووصفت الحاجة إيجيريا بعد بضعة أعوام الاحتفالات الدينية التي كانت تجري في «الكنيسة التي على جبل صهيون» في ذكرى ظهورات الرب والعنصرة.

يبدو أنّه تمّ في هذه الفترة ترميم الكنيسة من قبل يوحنا الثاني مطران القدس. واتخذت منذئذ اسم «صهيون المقدسة». وكانوا يكرّمون في الموضع بضع رفات مقدسة ويحتفلون بذكرى القديس يعقوب والملك داود الذي يكرمون قبره تحت العلية.
دمرت جيوش كسرى الكنيسة وأعاد مديستو الناسك بناءها لكن المسلمين دمروها مرة أخرى.



رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين





لما جاء الصليبيون لم يجدوا سوى الكنيسة العليا فبنوا بناء ضخما شمل أيضا موضع «نياحة العذراء». وبعد سقوط المملكة الصليبية حافظ المسيحيون على العلية ولكن الكنيسة أخذت تتهدّم.

مع قدوم الآباء الفرنسيسكان قاموا أولا بترميم علية صهيون وبنوا بعد بضعة أعوام ديراً صغيراً ما زال قائما حتى اليوم. بعد قرن من الزمان قام المسلمون بتحريض من اليهود بالاستيلاء على القاعات التي تحت علية صهيون مغتصبين «قبر النبي داود». وصدرت وثيقة عن حاكم القسطنطينية عام ١٥٢٤م حرمت الفرنسيسكان من «الغرفة العليا» وأجبرتهم الاضطهادات والمضايقات على هجر الدير عام ١٥٥١م. فتحولت العلية إلى مسجد ومنع المسيحيون من ارتيادها منعا باتا.

وفي القرن الماضي سمح للميسحيين بزيارة المكان ولكن بدون الاحتفال بالذبيحة الإلهية. وبني فيه محراب وأصبح المكان مسجدا رسميا.

أما قبر داود وحقيقة كونه مدفوناً في هذا الموقع فما هي إلا قصة خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة. فكما هو معروف أن الملك داود دفن في مدينته صهيون. فكما رأينا مما سبق، كانت صهيون مدينة داود في حي سلوان أي أسفل صهيون الحالية. ولكن عندما تحول اسم صهيون مع الحقبة المسيحية عن تلك المنطقة وأصبح يدل على منطقة علية صهيون انتقل معه نص العهد القديم (١ ملوك ٢، ١٠) الذي يحدد موقع قبر داود في مدينة داود وأصبح يشير إلى صهيون الجديدة. وقد كشفت الآثار عن مجمع-كنيسة لليهود المتنصرين ونعلم من شهادة أپيفانيو ان كنيسة مسيحية كانت في المكان وعليه فإنّ قبر داود المزعوم ليس إلا كنيسة مسيحية. وقد عرفت دائرة الآثار الإسرائيلية هذا الأمر ولكنها تحفّظت عليه لأغراض خاصة.

تتطابق الحجرة المؤدية للقبر المزعوم مع الكنيسة القديمة المكرسة لذكرى غسل الأرجل.



غسل الأرجل :

يو ١٣، ٤-١٧
فقام عن العشاء فخلع ثيابه، وأخذ منديلا وأتزر به، ثمّ صبّ ماء في مطهرةٍ وأخذ يغسل أقدام التلاميذ، ويمسحها بالمنديل الذي ائتزر به. فجاء إلى سمعان بطرس فقال له: «أأنت، يا ربّ، تغسل قدميّ؟» أجابه يسوع: «ما أنا فاعل، أنت لا تعرفه الآن، ولكنّك ستدركه بعد حين» قال له بطرس: «لن تغسل قدميّ أبدا». أجابه يسوع: «إذ لم أغسلك فلا نصيب لك معي». فقال له سمعان بطرس: «يا رب، لا قدميّ فقط، بل يديّ ورأسي أيضا». فقال له يسوع: «من استحمّ لا يحتاج إلا إلى غسل قدميه، فهو كلّه طاهر.

وأنتم أيضا أطهار، ولكن لا كلّكم». فقد كان يعرف من سيسلمه، ولذلك قال: لستم جميعكم أطهارا. فلمّا غسل أقدامهم، لبس ثيابه وعاد إلى المائدة فقال لهم: «أتفهمون ما صنعت إليكم؟ أنتم تدعونني «المعلّم والرب» وأصبتم فيما تقولون، فهكذا أنا. فإذا كنت أنا الرب والمعلّم قد غسلت أقدامكم فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض. فقد جعلت لكم من نفسي قدوة لتصنعوا أنتم أيضا كما صنعت إليكم. الحقّ الحقّ أقول لكم: ما كان الخادم أعظم من سيّده ولا كان الرسول أعظم من مرسله. أمّا وقد علمتم هذا فطوبى لكم إذا عملتم به.

العلية مرتبطة بثلاث ذكريات إنجيلية هامة وهي تأسيس الإفخارستيا وظهور المسيح القائم من بين الأموات وحلول الروح القدس. وفي هذا المكان اختارت الكنيسة الرسولية متيا وفيه كرسي الرسل والمجمع المسكوني الأول.



تأسيس الافخارستيا :

مرقص ١٤، ٢٢-٢٥
وبينما هم يأكلون، أخذ خبزا وبارك ثمّ كسره وناولهم وقال: «خذوا، هذا هو جسدي». ثمّ أخذ كأسا وشكر وناولهم، فشربوا منها كلّهم وقال لهم: «هذا هو دمي، دم العهد يراق من أجل جماعة الناس. الحقّ أقول لكم: لن أشرب بعد الآن من عصير الكرمة، حتّى ذلك اليوم الذي فيه أشربه جديدا في ملكوت الله».




ظهور القائم من بين الأموات :

يو ٢٠، ١٩-٢٣
وفي مساء ذلك اليوم، يوم الأحد، كان التلاميذ في دار أغلقت أبوابها خوفا من اليهود، فجاء يسوع ووقف بينهم وقال لهم: «السلام عليكم!» قال ذلك، وأراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ لمشاهدتهم الرب. فقال لهم ثانية: «السلام عليكم! كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضا». قال هذا ونفخ فيهم وقال لهم: «خذوا الروح القدس. من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم، ومن أمسكتم عليهم الغفران يمسك عليهم».‬



حلول الروح القدس :

أع ٢، ١-١٢
ولمّا أتى اليوم الخمسون، كانوا مجتمعين كلّهم في مكان واحد، فانطلق من السماء بغتة دويّ كريح عاصفة، فملأ جوانب البيت الذي كانوا فيه، وظهرت لهم ألسنة كأنها من نار وقد انقسمت فوقف على كلّ منهم لسان، فامتلأوا جميعا من الروح القدس، وأخذوا يتكلّمون بلغات غيرِ لغتهم، على ما وهب لهم الروح القدس أن يتكلّموا. وكان يقيم في أورشليم يهود أتقياء من كلّ أمّة تحت السماء.

فلمّا انطلق ذلك الصوت، تجمهر الناس وقد أخذتهم الحيرة لأنّ كلا منهم كان يسمعهم يتكلّمون بلغة بلده. فدهشوا وتعجّبوا وقالوا: «أليس هؤلاء المتكلّمون جليليين بأجمعهم؟ فكيف يسمعهم كلّ منّا بلغة بلده بين فرثيّين وميديين وعيلاميين وسكان الجزيرة من النهرين واليهودية وقبدوقية وبنس وآسيا وفريجية وبنفيليا ومصر ونواحي ليبيا المتاخمة لقيرين، ورومانيين نزلاء ههنا من يهود ودخلاء وكريتيين وعرب؟ فإنّنا نسمعهم يحدثون بعجائب الله بلغاتنا». وكانوا كلّهم دهشين حائرين يقول بعضهم لبعض: «ما معنى هذا؟».




كنيسة «علية صهيون» :

حال خروجنا من علية صهيون، نسير إلى اليمين. بعد حوالي مائة متر نجد إلى اليمين بوابة من الحديد عليها صليب حراسة الأراضي المقدسة. تدخلنا البوابة إلى حديقة واسعة وتحتل الكنيسة الحالية جزءاً من الكنيسة التي بنيت في القرن الرابع. وعندما نخرج من الكنيسة ونتجه إلى اليسار في طريق علية صهيون، ندخل يميناً في أول طريق تواجهنا فنبلغ كنيسة «نياحة العذراء».

عديدة هي النصوص التي تذكر موت العذراء والتي تستند إلى أقدم كتاب منحول ويدعى «نياحة مريم». وتحدد إحدى الروايات مشهد النياحة على جبل صهيون ويقول الكاتب أنّه سمع هذا النبأ من يوحنا عينه. حيث علمت العذراء برؤيا أنّ موعد انتقالها قد حان فجمعت التلاميذ من حولها وأتى يسوع نفسه ليسندها. فتسلّم روحها وأمر بدفن الجسد. وعند الدفن ظهر يسوع مرّة أخرى فتوسّل إليه التلاميذ أن يحييها. وكشف ملاك القبر وخرجت منه مريم ونُقلت إلى السماء.

في أواخر القرن الماضي منح السلطان التركي عبد الحميد موضع النياحة للامبراطور الألماني جوليو الثاني وتولّت جمعية «من أجل فلسطين» الألمانية بناء الكنيسة الحالية ورعاية المكان.



</b></b>
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الكنيسة تجدد رفضها تهويد وتدويل القدس هي عاصمة فلسطين
الآلاف يتظاهرون أمام الأزهر «القدس عاصمة فلسطين»
رحلة العائلة المقدسة إلى مصر
فيلم الرحلة المقدسة خطوات رحلة العائلة المقدسة فى مصر
مدينه القدس في فلسطين


الساعة الآن 09:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024