وارتفع الصليب
وسط أشدّ الظّلمات وأسوأها، وسط رياح الصّراعات الهوجاء، وأمواج الأزمات العاتية، وسط السّواد القاتم... يرتفع الصّليب.
يرتفع ليرفعنا عن كلّ ما يهدّدنا ويضعف عزيمتنا، فصليبنا صامد بوجه الصّعاب، لا حربٌ قادرة على إسقاطه ولا أزمات...
به انتصر إلهنا على الموت، وبه ننتصر على كلّ شرّ، هو مرجعنا الذي منه نستمد القوّة والصّرامة مهما اشتدّت الصّعاب...
رمز للموت كان، فأصبح سلاحًا يحصّننا ضدّ أسوء التّجارب، هو الذي بقيامة المسيح بات رمزًا للجبروت والقوّة...
شعار المسيحيّة، فخر المسيحيّين، جزء من هويتنا ورمز من رموز الإيمان، صليب يبارك كلّ من يرسم شارته...
به غُلب الموت بالموت، وعلى خشبته قُدّم الفداء، بارتفاعه خلُصت البشريّة، وبصموده تحقّق المجد...
فمهما أثقلت الأزمات كاهل مجتمعاتنا، ومهما اشتاقت بيوتنا إلى الدّفء والأمان... مهما بكى شرقنا شهداء، ومهما هدّدت الصّراعات موطننا... سيبقى الأمل بالغد كبير، وسيقوى الرّجاء، فبالرّغم من كلّ الأزمات صليبنا مرتفع لا محالة!