قصة حقيقية حدثت بالفعل
منقولة عن أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بباريس
يوم ٢٣ يناير اللى فات فى قداس بإحدى الكنايس ،
الأب الكاهن راعى الكنيسه كان بيقرأ الورق اللى على المذبح ،
فا لقى ورقه مكتوب فيها كلمتين ...
" نفسى أفرح "
طُلبه غريبه ومختصره جداً ، لأنه متعود انه يشوف الورق مليان طُلبات ..
كان أول مره يشوف طُلبه كدا ..
العجيب مش فى كده بس ..
العجيب ان الورقه دى فضل يشوفها يومياً محطوطه على المذبح فى كل قداس ..
الورقه كانت مميزه ، لأنها كانت مطبوع عليها اسم اليوم والتاريخ ،
وكل ورقه توصله بيكون عليها تاريخ اليوم ..
وده اللى ساعد الأب الكاهن انه كل يوم يدور على الورقه المميزه دى ،
ويفتحها بشغف كبير عشان يشوف صاحب الورقه ربنا إستجاب لطلبته ولا لسه ..
يومياً ولمدة ست شهور الأب الكاهن كانت بتجيله الورقه وبنفس الطُلبه ..
لغاية يوم ١ يونيو .. والكلام اللى فى الورقه أتغير ..
انت فين من الظُلم اللى انا بعانى منه ، ليه شايف وساكت ،
ليه مش عاوز تنقذنى ،
انا مش جاى هنا تانى انت مش سامعنى ...
أضايق قوى الأب الكاهن من الكلام المكتوب ،
وجه فى أخر القداس مسك الميكرفون ومسك الورقه من ضهرها بحيث ان الكلام
اللى فيها ماحدش يشوفه ، لكن ضهر الورقه كان له لون مميز ،وقال ...
صاحب الورقه دى يجينى عاوزه ..
أستنى الأب الكاهن فى الكنيسه لغاية مافضيت خالص لكن صاحب الرساله أختفى تماماً ..
فضل الأب الكاهن كل يوم بعد القداس يرفع الورقه ويقول صاحب الورقه
دى يجينى ويستنى لغاية ما الكنيسه تفضى وبردو مايلقاش حد ..
لغاية يوم ١٠ يونيو ، الورقه جات من جديد على المذبح لكن المرادى
كان فيها حاجه غريبه مكتوبه ..
المر الذى تختاره لى خيراً من الشهد الذى أختاره لنفسى، أنا أسف يارب ماكنتش فاهم..
فرح جدا الأب الكاهن بالرساله دى ، وجه فى أخر القداس رفع الورقه
وقال عاوز أقابل صاحب الورقه دى ، ضرورى ..
جاله شاب فى عمر التلاتين ، مسكه الكاهن وقاله انت ايه حكايتك ؟؟
أبتسم الشاب وقاله ..
انا فى شغلى اتنقل عندى مدير جديد بس صعب جدا جدا ، كان بيضغط عليا
فى الشغل بأسلوب قاسى ، وكلام محبط ، وماكنش فى تقدير منه لشغلى
ولا تشجيع ، كان بيقف على أصغر حاجه ويعمل منها مشكله كبيره ..
الشغل أصبح بالنسبالى جهنم ، ماكنش عندى واسطه فى الشغل
عشان اتنقل مكان تانى بعيد عن المدير ده ..
كنت بتجنب انى أعمل مشاكل معاه لأنى ماعنديش مصدر دخل تانى،
و انا مُلزم بمصاريف كل شهر ...
ماكنش قدامى حل غير انى اجى هنا واطلب من ربنا يفرحنى ،
بجد كان نفسى أفرح ..
ست شهور عايش فى عذاب مع المدير ده لغاية ما جه يوم وتعبت قوى
وحسيت ان مافيش امل ، زعلت جدا من ربنا لانى حسيت انه مش سامعنى ..
لغاية امبارح حصلت مفجأه ماكنتش متوقعها ..
كان فى مؤتمر فى الشركه عندنا ،
و طلع المدير ده على المنصه وأعلن أسمى بالترقيه ..
ولما سألته أشمعنى انا اللى أختارتنى قالى ..
لأنك الوحيد اللى قدرت تشتغل تحت ضغطى .. مبروك
مع العلم الشركه اللى انا فيها من الصعب جدا حد يترقى فيها
ولازم يكون معاك واسطه كبيره قوى ..
عشان كده جيت انهرده واعتذرت لربنا على سوء فهمى لحكمته وفعلاً ...
المر اللى بيختاره ربنا لينا احسن بكتير من الشهد اللى بنختاره لنفوسنا ...
العبرة
أقتباس كتابي
"لَكَ يَا رَبُّ صَبَرْتُ، أَنْتَ تَسْتَجِيبُ يَا رَبُّ إِلهِي" (سفر المزامير 38: 15)
و أخيراً من كلمات خالدة لذهبي الفم أبينا فداسة البابا شنودة الثالث
" الذين تركوا كل شئ فى يد الله اعتادوا ان يروا يد الله فى كل شئ "