فمن هو هذا حتّى يأمر الرّياح نفسها والمياه فتطيعه؟
إنجيل القدّيس لوقا 8 / 22 – 25 في أَحَدِ الأَيَّامِ رَكِبَ يَسُوعُ سَفِينَةً هُوَ وَتَلامِيذُهُ، وَقَالَ لَهُم: «لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البُحَيْرَة». فَأَقْلَعُوا.وَفِيما هُمْ مُبْحِرُون، نَامَ يَسُوع. وَهَبَّتْ عَاصِفَةُ رِيحٍ عَلى البُحَيْرَة، وَكادَتِ المِيَاهُ تَغْمُرُهُم، وَصَارُوا في خَطَر.فَدَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، يَا مُعَلِّم،نَحْنُ نَهْلِك!». فَٱسْتَيْقَظَ يَسُوع، وَزَجَرَ الرِّيحَ وَالأَمْواجَ فَسَكنَتْ، وَحَدَثَ هُدُوء.ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَيْنَ إِيْمَانُكُم؟». فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا، وَقالَ بَعْضُهُم لِبَعْض: «فَمَنْ هُوَ هذَا، حَتَّى يَأْمُرَ الرِّيَاحَ نَفْسَهَا وَالمِيَاهَ فَتُطيعَهُ؟».
التأمل: «يَأْمُرَ الرِّيَاحَ نَفْسَهَا وَالمِيَاهَ فَتُطيعَهُ؟…»
شبّه القديس أغوسطينوس نوم يسوع في السفينة بنوم إيماننا في داخلنا وفِي قُلُوبنا، فعندما يفتر الايمان أو يضعف، ترتفع الامواج وتهدد حياتنا، هنا تصبح الحاجة ملحة الى إيقاظه من خلال إحياء كلمته في حياتنا وإعادة تركيزها على صخرة الايمان…
لم يستطع التلاميذ اجتياز البحيرة دون يسوع، ونحن أيضاً لا نستطيع اجتياز هذا العالم دون يسوع…
أثناء المحن والتجارب نشعر أن الرب بعيداً عنا وكأنه نائمٌ أو لا يهتم لأمرنا فنخاف ونضطرب… أليس هذا هو المأزق الخطير الذي يصيب المؤمن؟؟!!! لذلك صرخ يسوع بوجه تلاميذه قائلاً لهم : “يا قليلي الإيمان”
نعم يا رب نحن نخاف ساعة التجارب، نخاف المرض، نخاف الخسارة، نخاف الفشل، نخاف الموت… لا نعرف كيف نثبت، كيف نصبر، كيف ننتصر من دونك؟؟!!
ثبّت يا رب إيماننا، أعد لنا الهدوء والسكينة عندما تشتد وتعصف بِنَا وفينا رياح الشك والتذمر والنقمة والخيانة واللامبلاة… فأنت معنا، إلهنا الذي لا ينعس، لا ينام، لا نخشى الغرق، لا نخشى العواصف، لا نخشى الامواج مهما كانت عاتية…