رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير
إنجيل القدّيس لوقا 12/ 22 – 32 قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون. فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس. تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟ وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟ فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟ تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟ فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا، فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه. بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم. لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت. التأمل: “لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير…” القلق هو المرض الأكثر انتشاراً والأكثر فتكاً الذي يصيب النفوس في هذه الأيام، خصوصاً في ظل الأزمة المعيشية الخانقة التي نزلت على المواطنين كجرف سيلٍ هادر أخذ معه الطمأنينة وراحة البال. تتحدث التقارير اليومية الواردة في الصحف والمواقع الاخبارية الإلكترونية عن ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الفئة الشابة العاملة فبلغ عدد المتعطلين عن العمل حوالي ثلاثمائة ألف شخص، وبالتالي إنخفضت قدرة العائلات على مواجهة حدة ارتفاع أسعار السلع الأساسية. ومع بلوغ الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والنقدية ذروتها، يرتفع مؤشر القلق على المستقبل القريب والبعيد، وكيفية تأمين المأكل والملبس وأقساط المدارس والجامعات ودفع الفواتير اليومية والالتزامات تجاه المصارف والشركات والدكاكين والصيدليات والمستشفيات، كل ذلك يقض مضاجع المواطن الذي بات فريسة القلق والخوف والانهيار. في ظل هذه المأساة المفروضة علينا نسمع صوت الرب يطمئن النفوس القلقة قائلاً:”لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون …. وَلا تَقْلَقُوا…” قد يظن البعض أن في ذلك دعوة إلى الاستسلام أو الكسل والخمول وتنمية الروح الاتكالية!! فمن المؤكد أن المسيح لا يدعونا إلى البطالة بل إلى العمل والمتاجرة بالوزنات تحت ناظريه ودون أي خوف من النتيجة. حين نجد في المسيح الضمانة الحقيقية لنا ولمستقبلنا وليس أي شخص آخر، وفي القديسين شبكة أمان لحياتنا لا يخترقها حتى الموت، نعمل في أمان ونبدع في عملنا. لأننا سنكون مقتنعين ان يد الرب معنا لا تفلتنا أبداً مهما كانت الظروف هو “الإله .. ملجأ والأذرع الأبدية من تحت” (تث 33: 27). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ |
الوَيلُ لكم أَيُّها الفِرِّيسِيُّونَ |
فقالَ لهم: أَيُّها المُراؤون |
ما أشدَّها قوة قيامتك! |
لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير |