رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لهم: أَيُّها المُراؤون، أحسَنَ أَشَعْيا في نُبُوءتِه عَنكم، كما وَرَدَ في الكِتاب: هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي جاء العهد الجديد الذي يعطي تعليما جذريا في هذا الشأن "الوَيلُ لكم أَيُّها الفِرِّيسِيُّونَ، فإِنَّكم تُؤَدُّونَ عُشْرَ النَّعنَعِ والسَّذابِ وسائِرِ البُقول، وتُهمِلونَ العَدلَ ومحبَّةَ الله. فهذا ما كانَ يَجبُ أَن تَعمَلوا بِه مِن دونِ أَن تُهمِلوا ذاك" (لوقا 11: 42). إن الفِرِّيسِيِّينَ كانوا مُخْطئين في نظر يسوع، لأنهم كانوا يعتقدون أنهم يُقبلون عند الله لأنهم أنقياء من الخارج. لذا هاجم السيد المسيح تمسكهم بالشكليات القاتلة تحت ستار الحفاظ على التقليد. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "يلزم أن يكون اهتمامنا بسلوكنا عظيمًا، لماذا؟ لأنه يجب ألا يكون اجتماعنا المستمر هنا مجرد اجتماع ندخل إليه، وإنما يلزم أن نحمل بعض الثمار على الدوام. فإن أتيتم وخرجتم بلا ثمر يكون دخولكم بلا نفع... إن كنتم تشتركون في الترنم بمزمورين أو ثلاثة وتمارسون الصلوات كيفما كان، فهل تظنون أن هذا كافٍ لخلاصكم؟". ما الفائدة من عبادة لا نضع قلبنا فيها؟ ويُعلق القدّيس بيّو من بييتريلشينا "ينقصك أن تتوجّه إلى الرّب يسوع متكلّمًا من قلبك، لا من شفتيك فقط" (Une pensée, 23). فما يهمّ الله لا الظاهر بل القلب، لا الشرائع بل الحبّ، لا الطقوس بل الرحمة، كما يؤكد ذلك يعقوب الرسول " إِنَّ التَّدَيُّنَ الطَّاهِرَ النَّقِيَّ عِندَ اللهِ الآب هو العِنايَةُ بالأَيتامِ والأَرامِلِ في شِدَّتِهِم وصِيانَةُ الإِنسانِ نَفْسَه مِنَ دَنَسِ العالَم" (يعقوب 1: 27). ويُعلق القديس أوغسطينوس " فإذا كانت شريعة الله مكتوبة على قلبك فإنّها لا تولّد الخوف كما حصل على جبل سيناء إنّما تفيض في نفسك عذوبة سرّية" (العظة 150). |
|