قنبله موقوته تهدد إثيوبيا وحرق الكنائس
تفتح الاضطرابات الأخيرة في إثيوبيا والتي راح ضحيتها نحو 90 شخصا باب التساؤل حول واقع المجتمع الإثيوبي خلال الفترة الأخيرة خاصة وأنها الأكثر استقرار بالنسبة لكثير من الإثيوبيين رغم اختلاف أعراقهم.
وتقول شبكة "سي بي ان نيوز" الأمريكية، إنه خلال العامين الماضيين ومنذ وصول آبي أحمد لمنصب رئيس الحكومة تم الاعتداء على أكثر من 30 كنيسة، كما تم حرق عدد كبير منهم وتدميرهم ، إضافة إلى ذلك قتل عدد من رجال الدين والعاملين بالكنيسة والكهنة أثناء الدفاع عن المباني ضد هجمات نفذها متشددون لعرقيتهم.
وتشير الشبكة إلى أن الكنائس المستهدفة جميعها خاضعة للكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية التي لها تاريخ طويل في افريقيا وينتمي لها نصف الشعب الإثيوبي تقريبا.
ونقلت عن الصحفي إلياس جبريسيلاسي المقيم في أديس أبابا قوله إن عددا من أتباع الكنيسة يشعرون أنهم في حالة حصار، مؤكدا أن استمرار مسلسل حرق الكنائس قد يؤدي إلى انعدام الثقة داخل المجتمع وهو بمثابة "قنبلة موقوتة".
وأوضحت أن ما يقرب من 50 مليون اثيوبي من اصل 100 مليون ينتمون للكنيسة الارتوذكسية، فيما يمثل المسلمون نحو 35% وتتوزع النسبة الباقية بين البروتستانت والكاثوليك وأديان قبلية، مشيرة إلى أن الصراع العرقي له جذور تاريخية متأصلة وليس بالجديد على المجتمع الإثيوبي.
وفي الوقت الراهن بشكل عام يعيش المسلمون والمسيحيون في وئام كما يقيم كل منهما الأعياد بكل حرية دون مضايقات، إلا أن الأحداث الأخيرة أثارت قلق الاثيوبيين، حيث أعلن رئيس الحكومة آبي أحمد عن مقتل نحو 90 شخصا خلال أياك الاحتجاجات التي اندلعت ضده مؤخرا ثم تحولت إلى اضطرابات عرقية ودينية في بعض المناطق.
وتقول الشبكة إن نحو 2.9 مليون اثيوبي نزحوا من البلاد خلال العام الماضي، فيما انقسم البعض حول سبب تزايد استهداف الكنائس على مدار الأعوام الماضية، خاصة وأن الصراع العرقي متأصل في المجتمع منذ زمن، ورغم ذلك يتعايش المسلمون والمسيحيون بشكل طبيعي،
وبينما يشير البعض إلى خطر التطرف والإرهاب، يرى ويليام دافيسون ، كبير المحللين في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات في إثيوبيا أن الهجمات قد لا تكون من جانب متطرفين دينيين ، ولكن من آخرين لأسباب سياسية في بلد مكون من عدة مجموعات عرقية متنوعة.
وأشارت الإذاعة في تقريرها إلى عدم رضاء البعض عن أداء الحكومة تجاه الاحتجاجات الأخيرة وعدم تقديم خطة لحماية الكنائس، لكن رغم ذلك يحافظ المجتمع الإثيوبي على طبيعته الخاصة وحلم الاستقرار والسلام، ففي احتفالية دينية مؤخرا بالعاصمة أديس أبابا هتف نحو نصف مليون شخص "قد يكون هناك سلام السلام لإثيوبيا".
هذا الخبر منقول من : صدى البلد