|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك حيوان لم يكن القديس فرنسيس يحبه
حتى القديس الشفيع لم يكن يحب هذه المخلوقة الصغيرة معروف عن القديس فرنسيس الأسيزي أن من محبي الحيوانات. كان يعظ العصافير وتصادق مع الذئب وكان يتحدث الى أي حيوان مستعد لسماعه. ولكن وبحسب سيرة حياة من القرن الرابع بعنوان “زهور القديس فرنسيس” كان هناك حيوان بالتحديد لا يحبه القديس فرنسيس. وانطلق الكاتب من مبدأ أساسي في الروحانية الفرنسيسكانية والذي مضمونه أن “نأخذ العبرة من الحيوانات ومن العصافير التي تفرح عندما تحصل على الطعام وتبحث فقط عن حاجتها من ساعة لساعة. وكذلك الانسان، عليه أن يفرح بما يكفيه ويلبي حاجاته لا غير”. ويتابع الكاتب شارحاً: “قال الأخ إيجيديو أن القديس فرنسيس كان يحب النمل أقل من سائر الحيوانات كلها، لأن النمل يضع مجهوداً كبيراً كل الصيف ليخزّن مؤونة للشتاء، وانه كان يحب العصافير لانها لم تكن تخزّن من يوم لآخر”. بالطبع من وجهة النظر الفرنسيسكانية، لا بد للإنسان من أن يتبع ما قاله يسوع للرسل: ” لذلك أقول لكم: لا تهتموا بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس؟ أنظروا الى طيور السماء: غنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن وألوكم السماوي يقوتها. أليتم أنتم بالحري افضل منها؟” (متى ٥: ٢٥-٢٦) بالطبع ما هو الأهم بالنسبة لراهب فرنسيسكاني سلم ذاته كلياً للرب حتى في تأمين وجبته التالية، لا يمكن ان يكون عملياً بالنسبة لعائلة عليها ان تضمن الغذاء اللازم لأولادها. الرب يشجعنا على العمل ومن الجيد والمبجل ان نعمل جاهدين لكسب المال لنعيل عائلتنا. رسالة يسوع الأساسية هنا تكمن في الثقة بالرب، وخاصة في وقت المحن عندما نفقد عملاً أو مالاً على سبيل المثال. فهو يحبنا ويهبنا كل ما نحتاج إليه. هذا لا يعني انه لا يجب أن نخزن لوقت الحاجة، بل فقط للتذكير بان الرب حاضر وأنه سيد كل شيء. كاتب السيرة يضيف درسا روحياً مثيراً للاهتمام يمكننا ان نتعلمه من النمل ويقول: “النملة مثال لنا لكي لا نبقى من دون عمل طوال صيف حياتنا لكي لا نكون فارغين دون ثمر في شتاء الدينونة الأخيرة”. حتى وإن لم يكن القديس فرنسيس يحب النمل كسائر الحيوانات، فهي بكل الأحوال من خلائق الله ويمكنها ان تعلمنا الكثير من الدروس المهمة. لم يقل يوماً ان يكره النمل بل كان يقدر لها دورها في الطبيعة. |
|