يوميات شهر آذار_ شهر مار يوسف
اليوم العاشر
تامل في القديس يوسف النجار
لقد تاملنا حتى الان في امجاد مار يوسف وعلائقه بالاقانيم الالهية الثلاثة وبابن الله الصائر انسانا وبمريم العذراء الكلية القداسة اما اليوم فلنتامل في صفة مار يوسف اعني في حالته الفقرية ان يوسف كان بعرق جبينه يكسب قوت يومه ولكن ما اسمى حالته تلك في نظر الايمان انه كان من ذرية داود وقد ورث عن اجداده كل حقوق الملوكية ومع ذلك فقد ولد فقيرا وتعلم حرفة النجارة وزاولها طول حياته ولم تكن تلك الحرفة لكسب قوته فقط بل كانت ايضا لاعاشة مخلص العالم لقد احتقر المخلص رفاهية العيش وظواهر الحياة واراد ان تكمل مهمته تحت ستر الفقر وما بين الاتعاب لذلك حتم ان يكون مربيه والمحسوب لذى الناس اباه من الطبقة الوضيعة يشاطر محنه ومرائر عيشه لذلك فكان اليهود يحتقرون يسوع واباه بقولهم اننا نعرف اباه حق المعرف اليس هو ابن يوسف النجار نعم ان القديس يوسف رجل الله والوصي على ابن الله وخطيب والدة المسيح كان نجارا يكد ويتعب لكسب قوت عائلته وهو فرح ومسرور بحالته بما جعلته شبيها بابن الله الذي انتخب الفقر نصيبا له والضعة حصته لنتصور البيت المبارك حيث كانت تسكن العائلة المقدسة بعيدة عن ضوضاء العالم ان هذا البيت رغم صغره وحقارته كان من اعظم القصور وافخمها لانه كان ياوي الله ملك الملوك وملكة الملائكة وامين خزائن الله طغمات الملائكة كانت تحيط به كحرس الشرف ومن اعلى عرشه كان الله يرمقه بحنان وسرور عظيمين لعمري ماذا في هذا البيت الحقير هل كانت عجائب وخوارق كلا هل كان هنالك الكلمة المتجسد يفيض على سكانه فيوض علمه الغزيرة وانوار حكمته الازلية كلا ليس هنالك سوى فقر وصلاة وشغل ليس في ذلك البيت الحقير سوى ام مهتمة باشغال البيت واب يحصل بكد يمينه وبعرق جبينه قوت يومه وابن يسمع ويطيع وهذا كله ما كان في ذلك البيت قدس الاقداس نعم ان هذا كان خفيا عن اعين البشر الكليلة التى لا ترى سوى خارج الاشياء ولكن الله كان يرى هناك اعجب واجمل ما صنعته يمينه القديرة في ذلك البيت الايمان كان يرى عظائم الرحمة التي تعهدت ان تصالح السماء مع الارض وتمنح الجنس البشري مخلصه المنتظر منذ اربعة الاف سنة وذلك المخلص المنتظر كان الطفل الصغير المهتم بخدمة امه كان ذلك الصبي الخاضع لنجار مسكين يشاطره اشغاله الشاقة هو الذي انشا العالم من العدم هو الذي بيذه القديرتين ملا الفضاء معجزات وعجائب يايوسف النجار هل من شرف يضاهي شرفك لقد علمت ابن الله حرفة النجارة لقد اخضعت لشريعة الشغل المكفرة عن الخطيئة ذلك الذي صار ضحية خطايا العالم ما اعظمك في تواضعك ما اهيبك في مهنتك الحقيرة ما اوقرك في حانوت يخدمك فيه ابن الله ويخضع لاوامرك ويتعلم منك
خبر
نقل احد الكهنة الورعين الخبر التالى عن رجل في خورنيته قال كان في خورنيتي رجل غير مؤمن وعنيد فاتحته مرارا بامر رجوعه الى حضن الكنيسة ولكن دون جدوى ففي شهر اب سنة 1871 اصيب ذلك المسكين بمرض عضال عجز نطس الاطباء عن شفائه فاستدعاني اهله لافاتحه ايضا بامر خلاص نفسه لكنه انكر على الكلام ورفض المباحثة بهذا الشان فقصدت ان اقدم الذبيحة الالهية على نيته وحرضت عائلته على الاشتراك معي بالصلاة الى القديس يوسف فاوقدت الشموع امام صورته ووعدته بان اذيع خبر هذه النعمة اذا نالها لي من مراحم الله فكان كما اردت لاني عندما رجعت ثانية رايت المريض مستعدا لاقتبال نصائحي والعمل بها فجحد ضلاله وكل ما كان يعتقد به من مبادئ فاسدة وتعاليم كاذبة وقبل اسرار الكنيسة بقلب منسحق بالندامة وبعد اثنتي عشر ساعة اسلم روحه بيد خالقها فالشكر للقديس يوسف الذي اوعب قلوبنا فرحا بهذا الحادث العجائبي
اكرام
لا تغتم ان كنت من اصل وضيع او في حالة فقيرة او ملتزما باشغال شاقة لكسب قوت عائلتك بل تذكر نجار الناصرة ومنه تعلم ان تشكر الله وتقدم له اتعابك وصل لاجل الفعلة والفقراء
صلاة
يا نجارا ارفع قدرا من الملوك يا من صار له الحظ الفريد بان يقيت باري البرايا ومقيتها يليق بكل البشر بل يجب عليهم ان يقدموا لك ايات الشكر والحمد على الاتعاب التي قاسيتها حبا ليسوع المسيح مخلصنا ولمريم العذراء امنا الحنونة ليت لي السنة الملائكة والبشر لاعرب لك عن حاسيات معرفة جميلهم وليت لي قلوبهم لاقدم لك عواطف حبهم لاننا مدينون لك بعد مريم بالدم الثمين الذي اريق على الصليب لاجل افتدائنا فلا تسمح ان يكون ذلك الدم الثمين مهرقا من اجلنا سدى بل استمد لنا ان نستقي من جروحات يسوع النعم الفعالة لخلاصنا فنستحق ان نشكر لك يوما في السماء مع يسوع ومريم على جميع اتعابك واوجاعك التي احتملتها في سبيلهما وان نعظمك مع الملائكة والقديسين الى الابد الابدين امين