يوميات شهر اذار _ شهر مار يوسف
اليوم الخامس
القديس يوسف مثال الآباء
انه لأمر خطير جداً ان يدعو الله رجلاً ليكون اباً لأعضاء عائلة، دعوا إلى الخدمة في هذا العالم، والى السعادة في العالم الآخر، وان وظيفة الأبوة السامية الجديرة بالاحترام، تخسر شرفها وسموها ان لم تكن وفقاً لإرادة الله وحسب مشيئته القدوسة، ومثال الابوة السامي لمن يرغبون في ان يكونوا اباء حقيقيين، هو القديس يوسف، فانه وان لم يكن ابا طبيعياً ليسوع المسيح المولود من مريم العذراء بقوة الروح القدس، فقد كان له ملء السلطة الأبوية عليه، مع مريم العذراء، ويسوع المسيح لم ينكر عليه هذا الحق بل قد دعاه به مراراً عديدة، وبهذا الاسم عرفه الجمهور، فكانوا يدعونه ابن النجار، وبهذه الصفة كان يوسف يأمر يسوع، ويسوع يلبي الاوامر سريعاً، كان القديس يوسف يكسب ليسوع الخبز اليومي بعرق جبينه، ويسوع كان يساعده في اشغاله، في صناعة النجارة، فلو كان الآباء يسيرون حسب مثال يوسف وينهجون نهجه لكانوا جميعاً سعداء في الدارين.
اما الاب الذي يترك ولده وشأنه، غير مكترث لأمر تثقيفه وخلاصه، ويدعه يعاشر من يشاء، يخرج من البيت ويعود اليه متى اراد فهو يجني على ولده وعلى نفسه، ان الطفل هو تلك الوديعة الثمينة التي اودعه الباري اياها ليعتني بها، واي وديعة ياترى اثمن من وديعة الطفل؟ انها تحتاج إلى سهر والى عناية والى بذل متواصل إلى ان يبلغ الطفل نضجه الانساني والروحي.
واننا نأسف اسفاً كبيراً لوجود عدد كبير من الوالدين، في ايامنا يتمشون مع اولادهم على خط منحرف، فلا يبدون أدنى اهتمام بفلذات اكبادهم خاسرين بذلك شرف الوظيفة التي انتخبهم الله اليها، ليفهموا انهم آباء وان من واجباتهم ليس فقط الاهتمام بحاجيات ابنائهم الزمنية، وتأمين مستقبلهم، بل عليهم من باب الاولوية ان يعتنوا بأمر خلاصهم الابدي، ويكونوا قدوة صالحة لهم بحسن ادابهم واعمالهم.
فيا ايها القديس، أبتهل إلى ابنك يسوع بشأن الوالدين والأولاد الذين يستاقهم العدو في طريق الهلاك، واطلب لهم القوة كي يتنسى لهم النجاه.
خبر
اخبر الاب يوحنا دالوزا، في كتابه عن ( محبة القديس يوسف)، ان احد الفرسان كان صادق العبادة لهذا القديس الجليل، وكان يحتفل بعيده كل سنه على ما عظم من الورع، وكان لهذا الفارس ثلاثة صبيان، فحدث ان مات أحدهم يوم عيد القديس يوسف، ثم مات الثاني في السنة التالية يوم العيد نفسه، فحزن هذا الرجل جداً وهرب من بيته إلى البرية، وهو في قلبه يلوم القديس يوسف على هذا التصرف معه، وكان يخشى ان يلحق الثالث اخويه في السنه المقبلة، وفيما هو سائر في القفر، رأى شجرة معلقاً بها شابان مشنوقان فتفرس بهما فعرف فيهما هيئة ولديه، وفيما هو متحير ظهر له ملاك الرب، وقال له ( لو عاش ابناك الى هذا السن لماتا مشنوقين، وكانا عاراً لبيتك وهلكا الى الأبد فبشفاعة القديس يوسف خطفهما الله قبل الأوان لئلا يغير الشر عقلهما، فواظب على عباده القديس يوسف وعلى التعييد له، وكن متيقناً ان كل ما يأتيك من الله بشفاعته يعود لخيرك وخير عائلتك)
اكرام
اعتمد كل الاعتماد على حماية القديس يوسف
نافذة
يا مار يوسف، مثال الاباء وحارس البنين، صل لاجلنا