<h2 align="center" class="post-txt">فى العاشر من سبتمبرمن كل عام، تحتفل منظمات عالمية ومحلية، باليوم العالمى لمنع الانتحار، فى الوقت الذى أصبحت مصر تعانى من الظاهرة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة بسبب أزمات نفسية ومالية، إذ وجد البعض أن مترو الأنفاق الحل الأمثل والأسرع للتخلص من الأزمات والمشكلات التي تؤرق حياتهم، والسؤال المطروح هنا: "كيف تُوقف مصر مسلسل الانتحار أسفل عجلات المترو؟". وزير النقل هشام عرفات أرجع السبب فى زيادة حالات الانتحار تحت عجلات المترو، إلى المشاكل الاجتماعية، وأردف: حالات الانتحار بالمترو في مصر ليست فريدة، والأشخاص في معظم دول العالم يلجؤون للمترو للانتحار، مناشدا المواطنين عدم الانتحار مهما كانت الضغوط. وأضاف عرفات: "عندما تشاهد الكاميرات لمراجعة حالات الانتحار تجد تماسك وتعاون الشعب المصري فيما بينهم لمنع الشخص الذي يريد الانتحار". غياب الوازع الدينى إيهاب السلاب، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الدفاع بالبرلمان، قال إن عمليات الانتحار بالمترو ليست قصرًا على مصر فقط، إنما هى موجودة فى العديد من الدول الأوربية، وتحدث فى أمريكا، ولكي نتصدى لها لا بد من تضافر الجهود من قبل جميع الوزارات والهيئات المعنية بهذا الأمر عن طريق توعية الشباب من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وأضاف السلاب لـ"التحرير": "على رجال الدين متمثلين فى أئمة وزارة الأوقاف والأزهر دوركبيرفى هذه القضية، من خلال التعريف بحرمانية الانتحار، وضرورة التقرب إلى الله، والتعريف بصحيح الإسلام الوسطى، لأن من يقدم على الانتحار متغيب عقليا، وبعيد عن الله". وتابع: "بكل تأكيد هناك قصور كبير من الدولة فى الكثيرمن الجوانب، لن يقوم أى شخص بالتضحية بحياته من فراغ، إلا إذا تعرض لمجموعة من الضغوط، نحن لا نبرر لهم أفعالهم، إنما زيادة حالات الانتحار ترجع إلى غياب الوازع الدينى لدى البعض". وحذر "السلاب" من خطر تداول الشائعات على المجتمع فى وسائل الإعلام، ووصفها بأنها خطرعلى الأمن القومى المصرى، وطالب بأن يكون هناك رؤية مستقبلية للسلبيات التى تعانى منها مصر من أجل العمل على حلها. وردا على سؤال حول إمكانية سن قوانين، أو اتخاذ قرارات من قبل وزارة النقل تحول دون انتحار الشباب فى المترو، قال "السلاب" لا يوجد قانون يحول بين العبد وربه، مهما كان الأمر، مؤكدا صعوبة التصدى لهذه الظاهرة. أسوار إلكترونية النائب محمد الكورانى، عضو لجنة النقل بالبرلمان، قل إن أزمة الانتحار بالمترو التى انتشرت فى الفترة الأخيرة بشكل كبير، أصبحت أمرا خطيرا، مضيفًا: فى العديد من الدول الأوروبية يتم العمل بنظام تركيب أسوار إلكترونية على رصيف خطوط المترو لتنظيم حركة الركاب على الأرصفة، وهو أمر غير قابل للتطبيق فى مصر. وأرجع الكورانى، السبب فى عدم صلاحية هذا النظام إلى التطبيقن لأن الخطوط المصرية بها الكثير من المحطات لا تقع تحت الأرض مثل الخط الأول "المرج ــ حلوان"، وهو ما يجعلها غير ذات جدوى، ولن تستطيع أن تمنع الشباب من الانتحار. كما استنكراقتراح البعض بأن تتم زيادة عدد رجال الأمن فى المحطات لمنع المنتحرين من إلقاء أنفسهم، مستبعدا أن يكون هذا حلًا للأزمة. كمال عامر، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، قال إن القضاء على ظاهرة انتحارالشباب يبدأ من خلال علاج الأسباب، وعلى الأسرة دور كبير فى ذلك، لأن الأمراض النفسية التى يتعرض لها المنتحر تنشأ من الأسرة، وإن لم يتم احتواء الشاب يكون الانتحار هو السبيل الوحيد لهم. وأضاف "عامر" فى حديثه لـ"التحرير": "إصلاح العملية التعليمية والمنظومات السلوكية للشباب، له دور كبير فى تغييرثقافة المجتمع، كذلك توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين سوف يسهم فى الحد بشكل كبير من عمليات الانتحار، لأن الحالة الاقتصادية الصعبة لها عامل كبير فى حالات الانتحار التى شهدتها مصر مؤخرا".