رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا أسس يسوع الإفخارستيا
إن تغذيّة الجسد وجه أساسي من أوجه المسيحيّة – من أعجوبة يسوع في قانا الجليل وصولاً الى تكاثر الخبز والسمك. لكن، يسوع بنفسه حذرنا من عدم الاكتفاء بهذا القدر. فعندما طلب منه الشيطان تحويل الحجارة الى أرغفة خبز، رفض قائلاً: “ليس بالخبز وحده يحيا الانسان” كما وأوصانا بعدم العمل من أجل الخبز الفاني بل الخبز الذي يدوم للأبد. كانت الأم تيريزا تعرف جيداً الجوع. فقالت: “أعتقد ان يكون المرء غير مرغوب به وغير محبوب، لا يهتم به أحد ومنسي من الجميع هو جوعٌ وفقرٌ أعظم من عدم امتلاك الفرد لما يأكله.” وقد تكون حالات انتحار الأغنياء في هذا العالم خير دليل على ذلك! ويشير المجمع الفاتيكاني الثاني الى أنه عندما يغوص المرء في عمق واقعه، يدخل داخل قلبه حيث ينتظره اللّه فيميّز مصيره ويدركه تحت نظر اللّه.” إن السبيل الوحيد لإشباع جوعنا الثاني هو في الغوص في الأعماق. ولذلك، أسس يسوع الإفخارستيا – ليُظهر لنا بوضوح أنه يريد دخول حياتنا وملئها من حياته. ويقول التعليم المسيحي إن أثر الإفخارستيا على حياتنا الروحيّة هو شبيه بأثر الطعام على جسدنا. أي وبكلمات أخرى، تغمرنا بالحب وتسمح لنا بتجديد أنفسنا تحقيقاً لمشيئة اللّه فينا. تستطيع الإفخارستيا إحداث المعجزات فينا في حال تناولنا جسد الحياة لا في الفم وحسب بل في القلب والحياة. قال لنا يسوع: “أنا هو خبز الحياة. من يقبل إليّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا”. نعرف اننا جيّاع. نعرف أين هو الخبز. ونحن مدعوون الى الوليمة. فلما نتأخر؟ |
|