قصّة طفل حكم المجتمع عليه بالموت
كانت المرّة الأولى التي يولد فيها طفل كأنطوني في إحدى المستشفيات اللبنانية.
“هذا الصّبي سيموت!” قال الفريق الطّبي في المستشفى. عبارة قالها الأطباء صراحة وهمس بها الآلاف ممن رؤوا أنطوني.
قبل ان يطفئ شمعته الثالثة سأل انطوني والده إن كان سيحصل على يدين ولرجلين عندما يكبر!
إجابة الوالد كانت ستطفئ الأمل من قلب الطّفل لو لم يحسن اختيار عباراته.
والد انطوني كان يدرك جيّدًا انه هو وحده القادر إمّا على دفع ابنه قدمًا او عزله عن المجتمع وعن الحياة ككل.
“لن يكون لك لا يدين ولا رجلين. لكن فيما لكل انسان آخر يدين اثنتين ورجلين اثنتين سأكون أنا يديك ورجليك وأمك هي يديك ورجليك وخالتك وكل من سيلتقي بك ويحبّك سيكون يديك ورجليك. أي فيما لكل انسان يدين اثنتين ورجلين اثنتين سيكون لك 6000 رجل و6000 يد.”
حكمة الوالدين وإصرار أنطوني على تخطّي كل ما قد يصبهم العالم من عوائق دفعا بالشّاب اللبناني إلى تحقيق نفسه ومتابعة دراساته الجامعية.
“الإعاقة ليست إعاقة إلا لتحولها أنت لإعاقة” هي الجملة التي طالما رددها انطوني الذي خلق مبتور الأطراف الأربع. بإرادة وعزيمة صلبة شقّ انطوني طريق النجاح ليصبح قدوة للكثير من الشّبان والشّابات. ما يراه البعض نقصًا لدى انطوني هو ليس إلا تميّز واختلاف عن غيره وهو قوة تدفع به لتحقيق ما يعجز الكثيرون عن الوصول إليه.