محكمة العار 4
حَاكِمُوا أُمَّكُمْ حَاكِمُوا، لأَنَّهَا لَيْسَتِ امْرَأَتِي وَأَنَا لَسْتُ رَجُلَهَا,,
أشار كبيرهم الى أحدهم معاتبا إياه بان الجو كئيب في المحكمة ويجب الترفيه عنه وعن الحضور؛ ولم يمض وقت طويل حتى سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا. التفت الجميع الى الوراء مهللين حين رأوا الزَّوْجَةُ الْفَاسِقَةُ تدخل من الباب وَصَوْتُ جُمْهُورٍ مُتَرَفِّهِينَ مَعَهَا، مَعَ أُنَاسٍ مِنْ رَعَاعِ الْخَلْقِ.
خلفها، كن بناتها يَتَشَامَخْنَ، وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ، وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ، وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ، وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ. همس أحدهم لجاره:" انظر، كم صَخَّابَةٌ هِيَ وَجَامِحَةٌ!
كان الجمع مبهورا بالقرمز الذي يغطي جسدها، وبريق الذهب قد اعمى ابصارهم حتى لم يقدروا ان يرفعوا رؤوسهم من كثرة لمعانه.
أما هو، ذاك الذي أحبها، نظر اليها وتذكر كيف مر بها و اذ زمنها زمن الحب، فناداها قائلا: الا تذكري كيف َبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، ..، فَصِرْتِ لِي. ؟
فأجابته بوقاحة: بَاطِلٌ! لاَ! لأَنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ الْغُرَبَاءَ وَوَرَاءَهُمْ أَذْهَبُ!
حاول أن يخاطب قلبها، بأن يعيد ذكريات المحبة أمام عينيها، فناداها مرة أخرى: ألا تذكرين مَحَبَّةَ خِطْبَتِكِ، ذِهَابَكِ وَرَائِي فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ؟
ابتسمت بخبث وقالت: هذا كان من زمان، أما الان فأنا أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي، صُوفِي وَكَتَّانِي، زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي.
ما أسهل الخيانة! مَا أَمْرَضَ قَلْبَكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِذْ فَعَلْتِ كُلَّ هذَا فِعْلَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ سَلِيطَةٍ.
لم تعر انتباها او اذانا صاغية، فقد كانت مشغولة بنفسها تنظر في المرآة جمالها، وتكحل عينيها حتى يراها محبوها، لأنهم كثر!
أَيَّتُهَا الْخَرِبَةُ، مَاذَا تَعْمَلِينَ؟ إِذَا لَبِسْتِ قِرْمِزًا، إِذَا تَزَيَّنْتِ بِزِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، إِذَا كَحَّلْتِ بِالأُثْمُدِ عَيْنَيْكِ، فَبَاطِلاً تُحَسِّنِينَ ذَاتَكِ، فَقَدْ رَذَلَكِ الْعَاشِقُونَ.
انشغل الجميع معها بالرقص والطرب ونحوه حولوا الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ، أما هو فنظر اليها وَبَكَى عَلَيْهَا لأنها لم تعلم ما هو لسلامها ولم تعرف زمن افتقادها.
هل من أمل لهذه الزَّوْجَةُ الْفَاسِقَةُ، تلك التي تَأْخُذُ أَجْنَبِيِّينَ مَكَانَ زَوْجِهَا؟ هل من رجاء لكِ أنتِ التي حتى مبغضاتك يَخْجَلْنَ مِنْ طَرِيقِكِ الرَّذِيلَةِ؟