أنتبهوا يا أحباء الله العلي ولا تصدقوا كل روح أو تسيروا وراء كل تعليم حتى لو بدى رائع ومقنع للغاية وخارج من فم خدام أو حتى ناس ذات رتبة في الكنيسة، لأننا نخضع لأبي الأنوار وليس للناس مهما ما بدى شكلهم قديسين ووظيفتهم رفيعة، لأن الله لم يتركنا بدون إنجيل معلن فيه إرادته ومشيئته وينبغي أن يخضع لها الجميع بلا استثناء.
فلا تنخدعوا بمنطقية الكلمات بحسب كلام الإنسانية المقنع، لأن هناك فرق عظيم جداً ما بين محبة الله للخطاة والأثمة، وبين قبول الخطية وتبريرها، فالمسيح الرب كرازته هي: "توبوا وآمنوا بالإنجيل؛ أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"
فالمسيح الرب كان يجلس مع العشارين والخطاة لأنه اتى ليُخلِّص ويشفي النفوس، وهو قادر أن يُغير القلب ويطهر الضمير فعلياً، ويشفي كل من تسلط عليهم إبليس حينما يرفضون الخطية (حتى ولو لم يقوى أحد فيهم على الانفكاك منها)، فالمسيح الرب طبيب شافي حقيقي للنفس والجسد معاً ويعطي قوة تطهير وغسيل للدنسين، فكل من يأتي إليه تعبان يرتاح فعلاً لو آمن به إيمان صادق، لكن كل من تمسك بالخطية وحاول يبررها أو يجعلها شيء عادي وكأنها طبيعية في الإنسان وليس فيها عيب، فهو يقلب الحقائق لأنه ضال عن الطريق وليس الحق فيه، وينطبق عليه المكتوب (ده لو كان خادم وبيخدم بهذه الطريقة المشوشة):
+ وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْراًوَلِلْخَيْرِ شَرّاً، الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُوراًوَالنُّورَ ظَلاَماً، الْجَاعِلِينَ الْمُرَّ حُلْواًوَالْحُلْوَ مُرّاً (أشعياء 5: 20)
واعلموا أنه بدون القداسة لا يُعاين أحد الرب، فاتحدى واحد عايش في الدنس ويُبرر الخطية ولا يُريد أن يتوب، ويستطيع أن يُعاين مجد الله الحي أو يستشعر حضوره، بل ما سيحركه هو الشعور العاطفي والنفسي، لكنه لن يرى شيء أو يشعر بأي شعور روحي حقيقي أو حتى يُميزه، أو حتى يستوعب سرّ الإنجيل الحي، لأن الإنجيل بشارة فرح لكل نفس متعبه تأتي للمسيح الرب الحي تطلب قوة شفاء منه لتنال نعمة وتجد راحة.
+ وحقاً حينما نعرف الحق حسب الفكر نظل مقيدين بضعفاتنا ونحيا في السقوط، ومهما ما خدمنا وتكلمنا عنه، سنظل خادعين أنفسنا ولا نقدم الحق على مستوى الحرية وسينطبق المكتوب علينا: واعدين إياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد، لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً (2بطرس 2: 19)
++ أما أن عرفنا الحق شخص المسيح الرب فأننا نتحرر بالحقيقة وننفك من رباطات الموت التي تقيدنا بأهواء الجسد وميوله الغير منضبطة:
+ أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية؛ كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً، والخطية هي التعدي؛ من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يُخطئ، لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس؛ وتعرفون الحق والحق يُحرركم؛ فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً (يوحنا 8: 34؛ 1يوحنا 3: 4؛ 1يوحنا 3: 8؛ يوحنا 8: 32؛ 36)
فمن يعرف الحق فعلاً، فأنه يدخل في الحرية ويثبت فيها:
+ رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ؛ فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ؛ فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً؛ وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ؛ هَكَذَا تَكَلَّمُوا وَهَكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ؛ كَأَحْرَارٍ، وَلَيْسَ كَالَّذِينَ الْحُرِّيَّةُ عِنْدَهُمْ سُتْرَةٌ لِلشَّرِّ، بَلْ كَعَبِيدِ اللهِ (لوقا 4: 18؛ غلاطية 5: 1؛ غلاطية 5: 13؛ يعقوب 1: 25؛ 2: 12؛ 1بطرس 2: 16)