رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [11] الله الكلمة ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت 12 – الله الكلمة صار إنساناً . يقول بولس الإلهي وهو ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت كما أنه ليس إنساناً حصل على المساواة وكرامة وسلطان الله الكلمة حسب زعم البعض . [ عظيم هو سر التقوى ] (1تيموثاوس 3: 16) وهذا حقيقي لأن الله الكلمة ظهر في الجسد . و [ تبرر في الروح ] لأننا لم نرى فيه أي خضوع لضعفاتنا رغم أنه لأجلنا صار إنساناً إلا أنه بلا خطية . [ وشاهدته الملائكة ] فهم لم يجهلوا ميلاده حسب الجسد . و [ كُرز به للأمم ] كإله صار إنساناً . وهو عينه [ أؤمن به في العالم ] وهذا ما برهنه بولس الإلهي وكتبه [ أذكروا أنكم أنتم الأمم قبلاً حسب الجسد المدعوين غير المختونين من قِبَل المختونين (الإسرائيليين) في الجسد والمصنوع باليد ، أنكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن جنسية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد . بلا رجاء وبلا إله في العالم ] (أفسس 2: 11، 12) فالأمم إذن كانوا بلا إله في العالم عندما كانوا بدون المسيح ولكن عندما عرفوا ( المسيح ) أنه هو بالحقيقة وبالطبيعة الله اعترف هو بهم بدوره كمعترفين بالإيمان وهو رُفع بمجد [ أي بمجد إلهي ] لأن داود المبارك يُنشد [ صعد الله بفرح ] (مزمور 67: 5) لأنه بالحقيقة صعد بالجسد وليس باللاهوت وحده لأن الله تجسد ( ولذلك يُمكن أن يُقال عنه أنه صعد ) . كما أننا نؤمن أنه ليس إنساناً مثلنا قد تشرف بنعمة اللاهوت لئلا نقع في جريمة عبادة إنسان . وإنما نؤمن بالرب الذي ظهر في شكل العبد والذي صار مثلنا بالحقيقة بطبيعة بشرية ولكنه ظل الله . لأن الله الكلمة عندما أخذ جسداً لم يفقد خواصه ( الإلهية ) بل ظل في نفس الوقت هو نفسه الله المتجسد . هذا هو الإيمان الأرثوذكسي ( الصحيح ) . وإذا قال أحد : أي ضرر يحدث إذا اعتقدنا أن إنساناً مثلنا قد حصل على الألوهة وليس الله هو الذي تجسد ؟ وسوف نُجيب بأنه يوجد ألف دليل ضد هذا ( الرأي ) وكل هذه الأدلة تؤكد لنا أنه علينا أن نُجاهد بثبات ضد هذا الرأي الذي نرفضه . وقبل أي شيء آخر فلندرس التدبير الخاص بالتجسد ونفحص حالتنا جيداً . لقد تعرضت البشرية للخطر وهوت إلى أدنى حالات المرض أي اللعنة والموت وزيادة على ذلك تدنست بقذارة الخطية وضلت وصارت في الظلام حتى أنها لم تعرفه وهو الله الحقيقي وعبدت المخلوقات دون الخالق . فكيف كان من الممكن أن تتحرر من فساد مثل هذا ؟ هل بأن تُعطى لها الألوهة ؟ كيف وهي لا تعرف على وجه الإطلاق ما هي كرامة وسمو الألوهة ؟ ... ألم تكن ( البشرية ) مقيدة بعدم المعرفة وفي الظلام بل ومدنسة بلطخة الخطية ؟ ... فكيف كان من الممكن أن ترتفع إلى الطبيعة الكلية النقاء وتحصل على هذا المجد الذي لا يستطيع أحد أن يحصل عليه إلا إذا وُهِبَ له ؟ . دعونا نفترض أنه بالمعرفة مثلاً أو بالتعليم يُمكن الحصول على الألوهة . فمن ذا الذي سيُعلمها عن المجد الإلهي ؟ !!! لأنه كيف يؤمنوا إن لم يسمعوا ؟ (رومية 10: 14) . ولذلك فأنه غير ممكن لأي من الناس أن يرتقي إلى مجد الألوهة ولكن من اللائق بل من المعقول أن نعتقد أن الله الكلمة الذي به خُلقت كل الأشياء أشتهى أن يخلص ما قد هلك فنزل إلينا ونزل إلى ما دون مستواه حتى يرفع الطبيعة البشرية إلى ما هو فوق مستواها أي ترتفع إلى أمجاد اللاهوت بسبب الاتحاد به . لذلك كان ارتفاع الطبيعة البشرية إلى فوق بسبب التجسد مقبولاً ومعقولاً عن أن ترتفع الطبيعة البشرية إلى أمجاد اللاهوت بدون التجسد وأن تنال عدم التغير الخاص بالله دون أن ينزل الله إليها . ومن اللائق أن ينزل غير الفاسد إلى الطبيعة المستعبدة للفساد حتى يُحررها من الفساد . وكان من اللائق أن الذي لم يعرف خطية يصبح مثل الذين تحت الخطية ليبطل الخطية . ففي النور تُصبح الظلمة بلا عمل . وحيث يوجد عدم الفساد يهرب الفساد . لأن الذي لم يعرف خطية ( الله ) جعل الذي تحت الخطية ( الجسد ) خاصاً به حتى تصير الخطية إلى عدم . |
01 - 07 - 2012, 08:51 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [1] ما معنى كلمة مسيح ليس لفظ [ المسيح ] قوة تعريف ولا يوضح جوهر شيء ما كما أن كلمة [ رجل ] أو [ حصان ] ... أسماء لا توضح شيئاً عن جوهر حامليها بل تُشير إليهم فقط . واسم [ المسيح ] يعلن عن شيء سوف نفحصه . في القديم حسب مسرة الله مسح البعض بالزيت وكانت المسحة علامة لهم على المملكة . والأنبياء أيضاً مُسحوا روحياً بالروح القدس ولذلك دُعوا [ مسحاء ] لأن داود النبي المبارك ينشد مُعبراً عن الله نفسه فيقول : [ لا تمسوا مُسحائي ولا تؤذوا أنبيائي ] (مزمور 105: 15) وحبقوق النبي يقول أيضاً : [ خرجت لخلاص شعبك لخلاص مسحائك ] (حب 3: 15) . لكن بالنسبة للمسيح مُخلص الكل فقد مُسح ليس بصورة رمزية مثل الذي مُسحوا بالزيت ولم يُمسح لكي ينال نعمة وظيفة النبي ولا مُسح مثل الذين أختارهم الله لتنفيذ تدبيره أي مثل قورش الذي ملك على الفارسيين والماديين وقاد جيشاً ليستولى على أرض البابليين حسبما حركه الله ضابط الكل ولذلك قيل عنه : [ هكذا يقول الرب لقورش مسيحي الذي أنا أمسك بيده اليُمنى ] (أشعياء 45: 1) . ولا يجب أن ننسى أن الرجل ( قورش ) كان وثنياً إلا أنه دُعيَّ [ مسيحاً ] كما لو كان الأمر السمائي قد مسحه ملكاً لأنه بسبق معرفة الله قد نال قوة لقهر بلاد البابليين . أن ما نُريد أن نقوله بخصوص معنى كلمة [ مسيح ] هو ما سيأتي : بسبب تعدي آدم [ ملكت الخطيئة على الكل ] ( رومية 5: 14 ) . وفارق الروح القدس الطبيعة البشرية التي صارت مريضة في كل البشر ولكي تعود الطبيعة البشرية من جديد إلى حالتها الأولى احتاجت إلى رحمة الله لكي تُحسب بموجب رحمة الله مستحقة الروح القدس . لذلك صار الابن الوحيد كلمة الله إنساناً وظهر للذين على الأرض بجسد من الأرض ولكنه خال من الخطيئة حتى فيه وحده تتوَّج الطبيعة البشرية بمجد عدم الخطية . وتغتني بالروح القدس وتتجدد بالعودة إلى الله بالقداسة . لأنه هكذا تصل إلينا النعمة التي بدايتها المسيح البكر بيننا . ولهذا السبب يُعلمنا داود النبي المبارك أن نرتل للابن : [ أنت أحببت البر وأبغضت الإثم لذلك مسحك الله إلهك بزيت البهجة ] ( مزمور 45: 7 ) . فكأن الابن قد مُسح كإنسان بمديح عدم الخطيئة . وكما قلت أن الطبيعة البشرية قد مُجدت فيه وصارت فيه مستحقه للحصول على الروح القدس الذي لن يُفارقها كما حدث في البدء بل صارت مسرته (الروح القدس) أن يسكن فينا . لذلك أيضاً كُتب أن الروح القدس حل بسرعة على المسيح واستقرّ عليه ( يوحنا 1: 32) . فالمسيح هو كلمة الله الذي لأجلنا صار مثلنا وفي صورة العبد ومُسح كإنسان حسب الجسد ولكنه كإله يمسح بروحه الذين يؤمنون به . |
||||
01 - 07 - 2012, 08:52 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [2] كيف يجب أن نفهم عمانوئيل الله الكلمة دُعيَّ [ عمانوئيل ] لأنه أمسك بنسل إبراهيم (عبرانيين 2: 16) ومثلنا [ شاركنا في اللحم والدم ] (عبرانيين 2: 14) وعمانوئيل تعني [ معنا الله ] . ونحن نعترف بأن الكلمة الله هو معنا دون أن يكون محصوراً في مكان ما . لأنه أي مكان لا يوجد فيه الله الذي يملأ كل الأشياء ؟! وهو ليس معنا كما لو كان قد جاء لمساعدتنا مثلما قيل ليشوع [ كما كنت مع موسى سوف أكون معك أنت أيضاً ] (يشوع 1: 5) . ولكنه معنا لأنه صار مثلنا أي أخذ طبيعة بشرية دون أن يفقد طبيعته (الإلهية) لأن كلمة الله غير متغير بطبيعته . ولماذا لم يُدع الله [ عمانوئيل ] رغم أنه قيل ليشوع [ كما كنت مع موسى سأكون معك ] ولم يُدعى الله عمانوئيل رغم أنه كان مع كل القديسين ؟ والسبب هو أن الله الكلمة أصبح معنا في الوقت الذي تحدث عنه باروخ [ هو أظهر ذاته على الأرض ، وتحدث مع الناس ، وأسس كل طرق التعليم ، وأعطاه ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه ، لأنه هو إلهنا وليس آخر سواه ] (باروخ 3: 35 – 37) . وكما يليق بطبيعته الإلهية لم يكن [ معنا ] بالمعنى الذي تحدث عنه باروخ . لأن الفروق بين اللاهوت والناسوت لا تسمح بالمقارنة بينهما فما أعظم الفرق بين الطبيعتين . ولذلك يتكلم داود الإلهي عن العلاقة السرية التي كانت قبل التجسد بين الله الكلمة وبيننا ويقول بالروح [ لماذا تركتنا يا رب ، لماذا تحتقرنا في أزمنة الضيق ] (مزمور 10: 1) . أما الآن فهو لا يتركنا بل هو معنا عندما صار مثلنا دون أن يفقد ما له لأنه أمسك بنسل إبراهيم كما قلت بل أخذ صورة العبد ورآه البشر كإنسان يمشي على الأرض . إن عمانوئيل و [ المسيح ] يخصان الابن الواحد نفسه فهو المسيح لأنه مُسح مثلنا كبشر وأخذ الروح للبشرية لأنه الأول وبداية الجنس البشري الجديد . وبالمثل هو نفسه كإله يَمسح بالروح القدس كل الذين يؤمنون به . وهو عمانوئيل لأنه صار معنا على النحو الذي شرحته والذي يخبرنا به أشعياء [ هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويُدعى اسمه عمانوئيل ] (أشعياء 7: 14) . لأن العذراء القديسة حبلت بالروح القدس وولدت حسب الجسد ابناً عند ذلك فقط دُعيَّ المولود عمانوئيل . لأن غير المتجسد أصبح [ معنا ] عندما ولد . وقد حدث هذا طبقاً لما ذكره داود [ سيظهر الله إلهنا ولن يسكت ] (مزمور 50: 2 ،3) وهو أيضاً ما أؤمن أن أشعياء أشار غليه [ أنا هو الذي يتكلم ، هاأنذا آتي ] (أشعياء 53: 6) . لأن الكلمة قبل أن يتجسد تحدث من خلال الأنبياء ولكنه صار معنا متجسداً . |
||||
01 - 07 - 2012, 08:53 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [3] من هو يســــــــــوع أن تتابع تأملنا يُلزمنا أن نتحدث عن الواحد ابن الله فالمسيح وعمانوئيل ويسوع شخص واحد . والاسم [ يسوع ] جاء من الحقيقة [ أنه سيُخلص شعبه من خطاياهم ] (مت1: 21) . لأنه كما أن الاسم عمانوئيل يعني أن كلمة الله بسبب ميلاده من امرأة صار معنا . والمسيح دُعي كذلك لأنه مُسح مثلنا كبشر هكذا أيضاً يسوع [ لأنه خلصنا نحن شعبه ] وهذا الاسم يوضح أنه الله بالحقيقة ورب الكل بالطبيعة . لأنه لا يليق أن تكون الخليقة ملك لإنسان بل من اللائق أن نقول أن كل الأشياء هي للابن الوحيد حتى وهو في الجسد . وربما اعترض البعض وقال أن شعب إسرائيل دُعيَّ شعب موسى . على هذا نُجيب أن شعب إسرائيل دُعيَّ شعب الله وهذا حقيقي . ولكن عندما تمردوا على الله وصنعوا العجل في البرية حُرِموا من كرامة الانتساب لله ورفض أن يدعوهم شعبه بل تركهم لرعاية بشر . وهذا لا ينطبق علينا نحن خاصة يسوع لأنه الله الذي به خُلقت كل الأشياء . وعن هذا قال داود [ هو صنعنا وليس نحن . ونحن شعبه وغنم رعيته ] (مزمور 100: 3) وهو نفسه يقول عنا [ خرافي تسمع صوتي وتتبعني ] وأيضاً [ لي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة ... ليكون الكل رعية واحدة لراعٍ واحد ] (يوحنا 10: 26 و27) . وهو أيضاً أوصى المبارك بطرس [ سمعان ابن يونا أتحبني ؟ أرع حملاني ] (يوحنا 21: 15) . |
||||
01 - 07 - 2012, 08:53 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [4] لماذا دُعيَّ كلمة الله إنساناً ؟ الكلمة الذي من الله الآب ( المولود من الآب قبل كل الدهور ) دُعيَّ إنساناً رغم كونه بالطبيعة الله لأنه اشترك في الدم واللحم مثلنا (عبرانيين 2: 14) وهذا جعل الذين على الأرض قادرين على مشاهدته . وعندما حدث ذلك (أي التجسد ) لم يفقد شيئاً مما له ( أي ألوهيته ) . وإذ أخذ طبيعة بشرية مثلنا لكنها كاملة ظل أيضاً الله ورب الكل لأنه هو هكذا فعلاً وبطبيعته وبالحق مولود من الله الآب رغم تجسده . وهذا ما يُرينا إياه بوضوح كافِ الحكيم بولس الرسول عندما يقول [ الإنسان الأول أرضي من الأرض ، والإنسان الثاني الرب من السماء ] (1كورنثوس 15: 47) . ورغم أن العذراء مريم ولدت الهيكل ( أي الناسوت ) المتحد بالكلمة إلا أن عمانوئيل قيل عنه وهذا حق [ من السماء ] لأنه من فوق ومولود من جوهر الآب . وأن كان قد نزل إلينا عندما صار إنساناً إلا أنه من فوق . وعن هذا شهد يوحنا [ الذي يأتي من فوق هو فوق الكل ] (يوحنا 3: 31) . والمسيح نفسه قال لشعب اليهود [ أنتم من أسفل وأما أنا فمن فوق ] (يوحنا 8: 23) وأيضاً [ أنا لست من هذا العالم ] رغم أنه كإنسان هو في العالم . إلا أنه أيضاً فوق العالم كالله . ونحن نذكر أنه قال علانية [ وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان .. ] (يوحنا 3: 13) . ولذلك نقول أن ابن الإنسان نزل من السماء وهذا تدبير الاتحاد . لأن الكلمة وهب لجسده كل صفات مجده وكل ما هو فائق وخاص بالله . |
||||
01 - 07 - 2012, 08:54 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [5] كيف قيل أن الكلمة أخلى أو أفرغ ذاته ؟ إن الله الكلمة بطبيعته كامل من كل الوجوه ومن ملئه يوزع عطاياه للخلائق . ونحن نقول عنه أنه أفرغ ذاته دون أن يمس هذا بطبيعته لأنه عندما أفرغ ذاته لم يتغير إلى طبيعة أخرى ولم يصبح أقل مما كان عليه لأنه لم ينقص شيئاً . هو غير متغير مثل الذي ولده (الآب) ومثله تماماً غير عرضه لأهواء . ولكن عندما صار جسداً أي إنساناً جعل فقر الطبيعة الإنسانية فقره ولذا قال [ سأسكب من روحي على كل جسد ] (يوئيل 2: 28) ولقد تم هذا : أولاً : لأنه صار إنساناً رغم أنه ظل الله ثانياً : أخذ صورة العبد وهو بطبيعته حُرّ كابن . وفي نفس الوقت هو نفسه رب المجد ولكنه قيل أنه تمجد لأجلنا . هو نفسه الحياة ولكن قيل عنه أنه أُحيى أي أُقيم من الأموات . وأعطى سلطاناً على كل شيء وهو نفسه ملك كل الأشياء مع الله الآب . أطاع الآب وتألم وما إليه ... هذه الأشياء تخص الطبيعة البشرية ولكنه جعلها له عندما تجسد لكي يكمل التدبير ويبقى كما هو . وهذا ما تقصده الأسفار المقدسة بإفراغ الذات . |
||||
01 - 07 - 2012, 08:55 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [6] كيف يكون المسيـــــح واحد ؟ يكتب بولس الإلهي [ رغم أنه يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون في السماء وعلى الأرض ، ولكن لنا إله واحد الآب الذي به كل الأشياء ونحن منه ، ورب واحد يسوع المسيح الذي به كل الأشياء ونحن به ] (1كورنثوس 5: 5و 6) . وأيضاً يقول يوحنا الحكيم عن الله الكلمة [ كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان ] (يوحنا 1: 3) . وجبرائيل المبارك يعلن البشارة المفرحة للعذراء القديسة قائل اً [ ها أنتِ ستحبلين وتلدين أبناً وتدعين اسمه يسوع ] (لوقا 1: 31) . فبولس الرسول الإلهي يعلن أن كل الأشياء خُلقت بيسوع المسيح . والإنجيلي الإلهي يؤكد قوة التعبير نفسه ويُبشر أنه هو الله خالق كل الأشياء وهذا نطق حق . وصوت الملاك أيضاً يُشير إلى أن يسوع المسيح وُلِدَ حقاً من العذراء القديسة . ونحن لا نقول أن يسوع المسيح كان مجرد إنسان ولا نعتقد بالله الكلمة بدون طبيعته الإنسانية . بل نقول أنه واحد من أثنين أي الإله المتجسد . هو نفسه وُلِدَ إلهياً من الآب لأنه الكلمة وإنسانياً من امرأة كإنسان . وهذا لا يعني أنه وُلِدَ مرة ثانية عندما قيل أنه وُلِدَ حسب الجسد فهو مولود قبل كل الدهور . ولكن عندما جاء الوقت لكي يكمل التدبير وُلِدَ من امرأة حسب الجسد . وكما ذكرنا من قبل كثيرون قد دعوا مُسحاء ولكن يوجد واحد فقط يسوع المسيح الذي به خُلقت كل الأشياء . وهذا لا يعني بالمرة أن إنساناً صار خالق كل الأشياء بل يعني أن الله الكلمة الذي به خُلقت كل الأشياء صار مثلنا واشترك في الدم واللحم (عبرانيين 2: 14) ودُعي إنساناً دون أن يفقد ماله (ألوهيته) لأنه وأن كان قد صار جسداً لكنه بالحقيقة خالق الكل . |
||||
01 - 07 - 2012, 08:56 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [7] كيف يكون عمانوئيل واحـــــــــد ؟ قيل عن الله الكلمة مرة واحدة وإلى الأبد وفي آخر الدهور أنه صار إنساناً كما يقول بولس [ ظهر بذبيحة نفسه ] (عبرانيين 9: 26) وما هي هذه الذبيحة ؟ هي جسده الذي قدمه كرائحة بخور ذكية لله الآب . فقد دخل مرة واحدة إلى القدس ليس بدم ماعز وتيوس بل بدم ذاته (عبرانيين 9: 12) . وهكذا حصل للذين يؤمنون به فداء أبدياً . وكثيرون قبله كانوا قديسين ولكن ليس لواحد منهم دُعيَّ [ عمانوئيل ] لماذا ؟ لأن الوقت لم يكن قد حان بعد ليكون هو معنا أي أن يجيء إلى طبيعتنا عندما يتجسد وذلك لأنه أسمى من كل المخلوقات . واحد إذاً هو عمانوئيل لأنه هو الابن الوحيد الذي صار إنساناً عندما وُلِدَ جسدياً من العذراء القديسة . لقد قيل ليشوع [ سأكون معك ] (يشوع 1: 5) ولكن (الله) لم يُدعى في ذلك الوقت عمانوئيل . وكان قبل ذلك مع موسى ولم يُدعى عمانوئيل . لذلك عندما نسمع (اسم) عمانوئيل [ معنا الله ] الذي أُعطيَّ للابن فلنعتقد بحكمة أنه ليس معنا كما كان في الأزمنة السابقة مع القديسين لأنه كان معهم كمُعين فقط ولكن هو معنا لأنه صار مثلنا دون أن يفقد طبيعته لأنه الله غير المتغير . |
||||
01 - 07 - 2012, 08:56 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [8] ما هو هذا الاتحاد [ بين اللاهوت والناسوت ] ؟ بطرق مختلفة يحدث اتحاد . فالبعض إذ يفترقون بسبب الاختلاف في الطبع والفكر يقال عنهم أنهم اتحدوا باتفاق الصداقة (وهذا يعني) ترك الأشياء التي اختلفوا عليها . وأحياناً نقول عن أشياء معينة أنها اتحدت عندما تجمعت معاً أو اتصلت بطرق مختلفة مثل وضعها معاً جنباً إلى جنب أو مزجها أو تركيبها . لكن عندما نقول أن كلمة الله اتحد بطبيعتنا فأن كيفية هذا الاتحاد هي فوق فهم البشر . وهذا الاتحاد مختلف تماماً عن الأنواع الأخرى التي أشرنا إليها . فهو اتحاد لا يوصف وغير معروف لأي من الناس سوى الله وحده الذي يعرف كل شيء . وأي غرابة في أن يفوق ( اتحاد اللاهوت بالناسوت ) إدراك ( العقل ) ؟ فنحن عندما نبحث بدقة أمورنا ونحاول إدراك كنهها نعترف أنها تفوق مقدرة الفهم الذي فينا . فما هي كيفية اتحاد نفس الإنسان بجسده ؟ من يُمكنه أن يخبرنا ؟!!! ونحن بصعوبة نفهم وبقليل نتحدث عن اتحاد النفس بالجسد . لكن إذا طُلب منا أن نُحدد كيفية اتحاد اللاهوت بالناسوت وهو أمر يفوق كل فهم بل صعب جداً نقول أنه من اللائق أن نعتقد أن اتحاد اللاهوت بالناسوت في عمانوئيل هو مثل اتحاد نفس الإنسان بجسده – وهذا ليس خطأ – لأن الحق الذي نتحدث عنه هنا تعجز عن وصفه كلماتنا والنفس تجعل الأشياء التي للجسد هي لها رغم أنها ( النفس ) بطبيعتها لا تُشارك الجسد آلامه المادية الطبيعية أو الآلام التي تسببها للجسد الأشياء التي هي خارج الجسد . لأن الجسد عندما يتحرك مدفوعاً نحو رغباته الطبيعية ( الجسدية ) فأن النفس التي فيه تعرف هذه الرغبات بسبب اتحاد النفس بالجسد . لكنها ( النفس ) لا تُشارك الجسد رغباته ومع ذلك تعتبر أن تحقيق الرغبة هو تحقيق لرغباتها هي . فإذا ضُرب الجسد أو جُرح بالحديد مثلاً فأن النفس تحزن مع جسدها ولكن بطبيعتها لا تتألم بالآلام المادية التي تقع على الجسد [ ولنلاحظ في هذه الفقرة أن القديس كيرلس يستخدم هذا التشبيه لكي يؤكد أن اللاهوت لم يتألم عندما صُلب ربنا يسوع ولكن اللاهوت كان يعرف ماذا يحدث لجسده وسوف نرى في متابعه كلام القديس كيرلس أن كل التعبيرات قاصرة على التوضيح الدقيق ] ومع هذا يلزم أن نقول أن الاتحاد في عمانوئيل هو أسمى من أن يُشبه باتحاد النفس بالجسد . لأن النفس المتحدة بجسدها تحزن مع جسدها وهذا حتمي حتى أنها عندما تقبل الهوان تتعلم كيف تخضع لطاعة الله . أما بخصوص الله الكلمة فأنه من الحماقة أن نقول أنه كان يشعر – بلاهوته – بالإهانات لأن اللاهوت لا يشعر بما نشعر به نحن البشر . وعندما اتحد بجسد له نفس عاقلة وتألم لم ينفعل – اللاهوت – بما تألم به لكنه كان يعرف ما يحدث له . وأباد كإله ضعفات الجسد رغم أنه جعلها ضعفاته هو فهي تخص جسده . لذلك ( بسبب الاتحاد ) قيل أنه عطش وتعب وتألم لأجلنا [ هنا يوضح القديس كيرلس أن المتألم هو ربنا الواحد ، وليس لاهوته ، ورغم أن الآلام تخص جسده إلا أنها تُنسب له كشخص واحد غير منقسم- فلا يجوز أن نقسم المسيح بعد الاتحاد للاهوت أو لناسوت ] ولذلك فأن اتحاد الكلمة بطبيعتنا البشرية يُمكن على وجه ما أن يُقارن باتحاد النفس بالجسد لأنه كما أن الجسد من طبيعة مختلفة عن النفس لكن الإنسان واحد من أثنين ( النفس والجسد ) هكذا المسيح واحد من الأقنوم الكامل لله الكلمة ومن الناسوت الكامل والألوهة نفسها والناسوت نفسه في الواحد بعينه الأقنوم الواحد . وكما قلت أن الكلمة يجعل آلام جسده آلامه هو لأن الجسد هو جسده وليس جسد أحدٌ آخر سواه . هكذا يمنح الكلمة جسده كل ما يخص لاهوته من قوة حتى أن جسده قادر على أن يُقيم الموتى ويُبرئ المرضى . وإذ يليق بنا في هذا المجال أن نستخرج تشابيه من الكتب الموحى بها من الله لكي نوضح بعدة أمثلة كيفية الاتحاد لذلك دعونا نتكلم من الكتب حسب طاقتنا . |
||||
01 - 07 - 2012, 08:57 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [9] من أمثلة الاتحاد - مثال الجمرة قال النبي أشعياء [ وجاء إلىَّ أحد السيرافيم وفي يده جمرة متقدة أخذها من على المذبح بملقط وقال لي هذه ستلمس شفتيك لكي تنزع أثمك وتطهرك من خطاياك ] ( 6: 6 – 7) ونحن نقول أن الجمرة المتقدة هي مثال وصورة للكلمة المتجسد لأنه عندما يلمس شفاهنا أي عندما نعترف بالإيمان به فأنه يُنقينا من كل خطية ويُحررنا من اللوم القديم الذي ضدنا . ويُمكننا أن نرى أيضاً الجمرة مثالاً لكلمة الله المتحد بالطبيعة البشرية دون أن يفقد خواصه بل حول ما أخذه ( الطبيعة البشرية ) وجعله متحداً به بل بمجده وبعمله . لأن النار عندما تتصل بالخشب تستحوذ عليه لكن الخشب يظل خشباً ... فقط يتغير لشكل النار وقوتها بل يصبح له كل صفات النار وطاقتها ويعتبر واحداً معها . هكذا أيضاً يجب أن يكون اعتقادنا في المسيح لأن الله اتحد بالإنسانية بطريقة لا يُنطق بها ولكنه أبقى على خواص الناسوت على النحو الذي نعرفه وهو نفسه لم يفقد خواص اللاهوت عندما اتحد به ( بالناسوت ) بل جعله واحداً معه وجعل خواص ( الناسوت ) خواصه بل هو نفسه قام بكل أعمال اللاهوت فيه ( في الناسوت ) |
||||
|