السيدة العذراء تخبر البابا ثاؤفيلس بأنه لا يمكن لأحد أن يتعرض أو يُغّير هذا المذبح
نقلت بتصرف من بعض المخطوطات الاثرية... كنيسة السيدة العذراء مريم بدير المحرق بجبل قسقام .
كما أخبر بذلك البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية ، إذ قال أنه لما ذهب إلى البيعة المذكورة بدير المحرق ومكث بها أياماً ، أراد أن يبني كاتدرائية على اسم السيدة العذراء وقد كان مفكراً في ذلك من قبل . فقصد وقت المساء إلى المقصورة حيث كانت السيدة العذراء ساكنه مع ابنها حين هروبها من أمام وجه هيرودس الطاغية فشاهد نوراً عظيماً أسطع من نور الشمس ، فتعجب لذلك المنظر الغريب ! وإذ بامرأة ملتحفة بثياب بيضاء كالثلج وقالت له ياثاؤفيلس لماذا أنت قلق بأفكارك؟ فقال لها من أنت يا سيدتي؟ فقالت له أنا أم الرحمة مريم الذي هذا المكان على اسمها . فسجد على الأرض قائلاً وأنا اسجد للذي تجسد منك وهو يسوع رب كل البريّة .
فأقامت السيدة العذراء البابا ثاؤفيلس وباركت عليه بيدها الطاهرة ، وأخبرته بأن هذه البيعة وهذا المذبح كرسّها السيد المسيح بيده الإلهية وتلاميذه الأطهار . وذلك أنه لما كانت السيدة العذراء في بعض الأيام جالسة في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس والتلاميذ مجتمعون يتحدثون بالآم السيد المسيح له المجد وقيامته ، تألمت السيدة العذراء ألما عظيماً ، فإذا بالسيد المسيح له المجد آتياً على سحابة نورانية فسجدوا له جميعاً وكانت تتبعه ملائكته النورانيون . فقال لهم السلام لكم ، ثم التفت إلى أمه العذراء وعزّاها ووعدها بأن المكان الذي مكثت فيه معها سيكرسه بيده الإلهية قبل تكريس كل بيعة على الأرض وسيدعى اسمها على هذا المكان وللوقت حملتهم جميعاً سحابة نورانية ووضعتهم في هذه البيعة وكان ذلك في ثالث ساعة من هذا اليوم الذي هو السادس من شهر هاتور .
وكان نهاراً عظيما حيث دشن الرب هذه البيعة بيمينه العالية . وأمر بإقامة القداس وتذكار الذين رقدوا ، فلما ذكروا أجتمعوا للوقت بالجسد ، وتناول الجميع من الأسرار المقدسة . وقال الرب لتلاميذه " أن هذا اليوم تذكاراً لهذه البيعة إلى ابد الآبدين" وأمرهم أن يذكروا جماعة المسيحيون في الأمانة في كل قداس وصلاة ، عند ذلك سجد التلاميذ للمخلص وصعد عنهم إلى السماء بمجد عظيم .
وقد أخبرت السيدة العذراء البابا ثاؤفيلس بأنه لا يمكن لأحد أن يتعرض أو يُغّير هذا المذبح فانه موضوع من ابنها الحبيب بيده ، وهو يدوم إلى الأبد . وقالت له : أهتم بهذ اليوم تذكار لذلك التكريس وأنني اسأل ابني الحبيب للذين يحضرون إليه الثبات على الإيمان إلى النفس الأخير .
وعند ذلك أختفت السيدة العذراء عن البابا ثاؤفيلس فنزل حينئذ من المقصورة وأخبر جماعة الرهبان بذلك وكان عددهم في ذلك الوقت ثلثمائة راهب يعيشون في المحبة المسيحية وفى حياة الشركة الباخومية .
فيجب علينا أن نعيّيد هذا اليوم عيداً روحياً ، ونصعد الشكر والمجد والوقار لربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي ينبغى لعظمته المجد والإكرام والسجود إلى الأبد آمين .