رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مشيئة الله تسديد احتياجاتنا
أعلن إبراهيم في العهد القديم الاسم العظيم للرب الذى هو "يهوه يرأه" (تك22: 14)، وذلك عنـــدما ســـأل إسحق إبراهيم "أيــن الخـــروف للمحــرقة" (تك22: 7) فأجـــاب إبراهيم بكلمة نبوية "الله يـــرى له الخروف للمحـــرقة" (تك22: 8). وبالفعل أعطى الرب إبراهيم الكبش واصعده محرقة عوضاً عن ابنه. فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع "يهوه يرأه" (تك22: 13-14). وهكذا فإن احتياجاتنا التي لا نعرف كيف ستُسدد يعرفها الرب ويقدر أن يسددها. نعم فالرب لا يريد لشعبه أن يفتقر أو يعوزه الخير. ولو أردنا أن نعلم من أين جاء الغراب باللحم و الخبز ليطعم إيليا لن يكون هناك جواب يقينى إلا أن الرب وحده يستطيع أن يدبر بعنّايته الفائقة احتياجات أولاًده حتى دون أن ندرى مصدر تسديد الاحتياج في العالم المنظور يرنـــم المرنم فى المزامير للرب فيقول " من ثمر أعمالك تشبع الأرض" (مز104: 13). والأرض ترمز لحياتنا وقلوبنا كما يعلمنا مثل الزارع. ويقول الحكيم في سفر الأمثال أن " الــرب لا يُجيع نفس الصـــديق" . ام10: 3 وهذا أيضاً ما تؤكده قصة الأرملة التي ذهب إليها إيليا النبي وكان لها قليل من الدقيق و قليل من الزيت، وطلب إيليا منها أن تصنع له كعكة صغيرة أولاً فكانت إجابتها هي أن ما تبقّى إنما هو ملء كف من الدقيق وقليل من الزيت لها ولابنها ليأكلاهما ثم يموتا من العوز والجوع. ولكن تكلم إيليا لها بإيمان أن "كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص" (1مل17: 14). كان من الممكن لهذه المرأة ألا تصدق كلام إيليا أو تتمسك بوعد الرب إلا إنها غامرت بإيمان وطرحت الخوف من العوز جانباً وصنعت لإيليا الكعكة الصغيرة أولاً فانتصرت على الاحتياج وتمتعت بغنى الرب وتسديده لاحتياجها إن هذا الكلام ليس للأرملة في الماضي فقط، "لأن كل ما سبق فكُتب كُتب لأجل تعليمنا" (رو15: 4)، وإنما لأجل حياتنا لكي نحيا بالإيمان ونغامر فننتصر على الاحتياج. وهل تذكر الأرملة زوجة أحد الأنبياء؟ التي كان لديها دهنة زيت وكان زوجها قد اقترض من مرابياً ولم يسدد دينه حتى موته وجاء المرابي ليأخذ ابنيها مقابل أمواله والعظيم في القصة هو أنه على الرغم من أن زوجها النبي لم يتغلب على الضيقة المالية في بدايتها، فاقترض مالاً من المرابي، ولم يتغلب مرة أخرى على هذه الضيقة ليسدد ما قد اقترضه أثناء حياته، فأتت زوجته من بعده وانتصرت بالإيمان في هذه الموقعة بل وصنعت نقلة في حياتها ومعيشتها اليومية. لم تستسلم لكنها ذهبت لإليشع فقال لها استعيري لنفسك أوعية كثيرة ولا تقللي واغلقي بابك عليك وعلى أولاًدك وصّبى الدهن في جميع الأوعية وبالفعل امتلأت كل الأوعية بالزيت وتوقّف الزيت بعد أن امتلأت كل الأوعية (2مل4: 6). لقد سددت هذه المرأة كل ديونها بالدهنة، وحدثت المعجزة داخل بيتها بإيمانها بالرب. ونحن لدينا دهنة زيت أو قليل من الدقيق و الزيت أو خمسة خبزات وسمكتين، أو وزنة واحدة، فلا نذهب ونطمر هذه الأشياء كما فعل صاحب الوزنة الواحدة بل نثق أن الرب يبارك في الوزنة الواحدة وأنه يملأ الأواني والاحتياجات الكثيرة التى في حياتنا بالقليل عندما يكون مصحوباً ببركة الرب التي تُغني لذا وبناء على قصة هذه الأرملة التي استطاعت تسديد ديونها بإيمانها بعمل بركة الرب في القليل الذى لديها، فأنت أيضاً لو كان عليك ديون ولا تقدر على سدادها بامكاناتك الخاصة، فإني أدعوك للثقة في أمانة الرب وقدرته فهو يستطيع بدهنة زيت بسيطة عندك أن يجعلك تتخطى هذا العوز وتنتصر على هذه التجربة حتى لو لم تكن أنت المتسبب في الدين، لأنه عند السيد الرب توجد مخارج مهما كان حجم التجربة وحجم الدين لنؤمن أنه إن كان البشر وهم أشرار يعرفون أن يعطوا أولاًدهم عطايا جيدة فكم بالحرى الآب السماوي يهب خيرات للذين يسألونه (مت7: 11). وفي موقع آخر يذكر الكتاب أنه يهب الروح القدس للذين يسألونه (لو11: 13). إذن فعطاء الله هو بلا حدود وهو أيضاً يهب بركات وخيرات الروح القدس الروحية وأيضاً المادية لمن يطلب، حسب المكتوب "لأنه اشبع نفساً مشتهية وملأ نفساً جائعة خيراً" (مز107: 9). كما يخبرنا سفر التثنية عن غنى حياتنا فيقــــول عنها "أرض ليس بالمسكنة تأكل فيها خبزاً ولا يعوزك فيها شئ" (تث8: 9). ويذكر الوحى هذه البركة عن صهيون التى ترمز للكنيسة فى العهد الجديد "طعامها أُبارك بركة مساكينها أُشبع خبزاً " (مز132: 15). ليتنا إذاً ما ندرك أن مشيئة الله نحونا هي البركة والنجاح وتسديد كل احتياج لا العوز والفقر أودّ هنا أن أوضّح أن وجود بعض المؤمنين فقراء ومعوزين واحتياجاتهم غير مُسدّده فهذا لا يعني أن مشيئة الله الصالحة نحوهم هي الفقر والعوز، إنما يعني أنهم لم يصلوا لاختبار هذه المشيئة الإلهية في حياتهم، والتي هي بكل تأكيد تسديد الاحتياج، وذلك لعدة أسباب أهمها عدم الإيمان مهما كانت أسبابه. ومثال لذلك وجود بعض المؤمنين مرضى بأمراض مزمنه، فهذا لا يلغي أن مشيئة الله نحوهم هي الشفاء، بل بكل تأكيد إن مشيئته هي الشفاء لأن اسمه "أنا الرب شافيك" . خر15: 26 أما وجود مؤمنين ليسوا أغنياء واحتياجاتهم مسدّدة من الـــرب فهذا ليس من الخطأ أو عدم الإيمان. وذلك لأنهم وثقوا في الرب الذى يملأ الاحتياجات بحسب غناه في المجد (فى4: 19). وهكذا ينتصر المؤمنين في جميع أحوالهم المادية على العوز رغم أن دخلهم قد يكون منخفضاً كما انتصر التلاميذ والجموع على الجوع عندما استودعوا القليل الذى لديهم في يد الرب فأشبعهم بل وفاض عنهم الخبز وأذكرك قارئي العزيز بآية يعرفها الكثيرون: "من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدّة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري..." (رو8: 35)، وهنا نرى أن الجوع والعري هما عدوّان لنا ولكنهما لم ينتصرا علينا لأن مشيئة الله التي تتحقق في حياة المؤمن الذى يسلك في الروح هي تسديد الاحتياج |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يؤكد المسيح أن الله يعلم احتياجاتنا، فلا يفيد التكرار في شىء |
اتحدت مشيئة الله مع مشيئة القديسة العذراء |
الله يشبع احتياجاتنا |
الله يعرف احتياجاتنا |
الله يعرف احتياجاتنا |