رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا شكَّ أنَّ الرب قام بنفس الجسد الذي أخذه من العذراء مريم، والذي عاش به على الأرض، والذي احتمل الآلام بأنواعها ورُفِعَ على الصليب، وبعد موته أُنزِلَ إلى قبرٍ جديد ليوسف الرامي، ولُفَّ بالأكفان ووُضِعَ عليه أطياب وحنوط، وبَقِيَ في القبر من بعد عصر الجمعة حتى فجر الأحد. ووجود الأكفان فارغة شاهدٌ أنَّ الجسد الذي قام هو الذي كان في القبر، حتى أن يوحنا، الذي جـاء إلى القـبر أولاً وانحنى فنظر الأكفـان موضوعة كالقالب المتماسِك بغير جسد، لم يَحْتَج إلى أكثر من ذلك «فرأى وآمن» أنَّ الرب قام (لو 24: 12؛ يو 20: 3-8). وإن لم يكن جسد الرب الذي قام هو هو جسده الذي مات، فلا تكون هذه قيامة. فالقيامة تقتضي أنَّ الجسد الذي مات هو الذي قام. أما إن كان جسد القيامة جسداً جديداً، فهذه لا تكون قيامة، ولا يكون قد غُلِبَ الموت ولا تمَّ خلاص. والأحـداث التي صـاحَبَت قيامـة الرب وظهوراتـه تُلقي ضوءاً أكثر على طبيعة جسد الرب القائم من الموت، وفيما اختلف عمَّا يعرفه المُحيطون به قبل الصليب والموت، وأيضاً عمَّا طرأ على علاقة الرب بتلاميذه بعد القيامة. فالمُلاحَظ أنَّ الرب لم يَقُم متداعياً خائر القُوَى بعد محنة يـوم الجمعة بما فيها خيانة مَن أحبهم، واللطمـات والبَصْـق والتعـييرات والمُحاكمات الظالمة، والجلدات وإكليل الشوك وحَمْل الصليب في الطريق الصاعد إلى الجلجثة، ثم تثبيت الجسد المكدود إلى الصليب بالمسامير، ونَزْف الدم خـلال معانـاة الساعات الثلاث على الصليب، إضافـةً إلى الأثقال النفسية الهائلة بتحمُّل خطايا البشر وهـو البار مـن أجل الأَثَمَة، حتى أَسْلَم الروح. فـالرب وصل إلى القـبر جثةً مُشوَّهة مُثخنة بالجراح «لا صورة له ولا جمال». بعد القيامة، كان الفارق ساطعاً. كان الرب بهيّاً نَضِراً يشـعُّ بـالنور والمهابـة والجلال والقوة(4). وبينما بَقِيَت له سماته الإنسانية، لكن مجده أَضفى عليه بهاءً فائقاً عمَّا كان له بصورةٍ عامة. كما أن تغييراً نفسيّاً جرى لتلاميذه وتابعيه الذين حطَّمهم الحزن («ينوحون ويبكون» - مر 16: 10) وسادهم إحساس أقرب إلى اليقين أنَّ موتـه هـو النهايـة مع استبعاد رؤيته حيّاً مرة أخرى. فالمريمات لما رأَيْنَ القبر الفارغ «خرجْنَ سريعاً وهربْنَ، لأن الرِّعْدة والحَيْرَة أخذتاهُنَّ... لأَنهُنَّ كُنَّ خائفات» (مر 16: 7)، والتلاميذ لا يُصدِّقون الذين نظروه قد قام حتى أنَّ الرب لمَّا التقاهُم «وبَّخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم» (مر 16: 14). فهُم يَرَوْنَه بعيونهم أمامهم، ولكن الذهن لا يُصدِّق: + فمريم المجدلية رأته بشراً، ورغم أنه تكلَّم معها يسألها عن سبب بُكائها، فهي ظنَّت أنه البستاني وتكلَّمت معه، ولم تعلم أنه يسوع إلاَّ عندما قال لها: «يا مريم»، فتنبَّهت إلى صوته وندائه الذي تعرفه (يو 20: 14-16). فهي جاءت تبحث عن ”جثة“ وتسأل: «إنْ كنتَ قد حملته فقُلْ لي أين وضعته، وأنا آخُذُه». فلما ناداها، أخرجها من مجال الموت الذي انحصرت فيه، وأقـامها لترى واهـب الحياة الذي غلب الموت. |
01 - 05 - 2016, 10:23 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: طبيعة جسد قيامة الرب
ميرسي للموضوع الجميل
ربنا يعوضك |
||||
01 - 05 - 2016, 11:22 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: طبيعة جسد قيامة الرب
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
02 - 05 - 2016, 12:45 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: طبيعة جسد قيامة الرب
ميرسي على مرورك الغالى مارى
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يعطي الرب يسوع طبيعة إلهية |
إن الرب أراد أن يُعلن لمريم اختلاف طبيعة ارتباطهم به |
أخذ الرب يسوع من العذراء طبيعة بشرية كاملة |
إن قيامة الرب يسوع قيامة حقيقية ومادية |
قيامة مجيدة..طبيعة جديدة |