رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا مات يسوع ؟ موت يسوع هو خطة الله لخلاص البشر من خطاياهم وقد أوحى الله بها للأنبياء فى العهد القديم مثل موسى وداود وأشعياء وغيرهم. وقد قال يسوع أنه يموت من أجلنا، وهذا يعنى انه مات بدلا عنا، وذلك لأنه يحبنا ولايريد ان نُعاقب بسبب الخطايا والآثام التى تستحق الموت، وذهاب يسوع للصلب بدلا عنا يعنى انه صُلب كفارة لأجلنا، وبعد قيامته من الأموات قال لتلميذى من تلاميذه: "ايها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء. أما كان ينبغي ان المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده، ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لوقا 24: 25-27). فمن أجل محبته لنا جميعا أسلم ذاته فدية عنا. والفدية هى الثمن الذى يُشترى به العبد، ليُطلق سراحه فيما بعد، كذلك المسيح دفع الفدية بدمه على الصليب، لكى يعتقنا من الخطية والذنب والعبودية والخوف. الحرية من الخطية وذلك وان كنا نشعر بأننا خطاة أم لا، فاننا فى الحقيقة جميعنا خطاة أمام الله لأننا كم أخطأنا اليه بالفكر والقول والفعل حيث تعدينا على وصايا الله المقدسة. و "أجرة الخطية هى موت" (رومية 6: 23)، والمقصود هنا هو الموت الروحى أى الإنفصال التام عن الله الحى، وهى عقوبة نستحقها جميعا. ولكن يسوع تحمل هذه العقوبة عنا وهكذا نقف أمام الله وكأننا بدون خطية، وذلك على حساب دم يسوع. الحرية من العبودية قال يسوع: "الحق الحق اقول لكم ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية." (يوحنا 8: 34)، ولقد مات المسيح عنا ليُحررنا من هذه العبودية القاسية، لذلك قال يسوع: " فان حرركم الابن (أى يسوع) فبالحقيقة تكونون احرارا." (يوحنا 8: 36). الحرية من الخوف لقد جاء يسوع الى عالمنا لكى "يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس ويعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية." (عبرانيين 2: 14)، فالآن لانخاف الموت. فالذين حررهم يسوع لا تنتهى حياتهم بالموت بل ينتقلوا الى ملكوت الله فى السماء. ويسوع الذى حررنا من عبودية الخوف من الموت قادر ان يحررنا أيضا من كل المخاوف الأخرى. القدرات الجديدة وعندما ترك يسوع عالمنا هذا ترك لنا الروح القدس المُعزى، وكل من يسأل يسوع ان يدخل حياته وقلبه وان يحل فيه بروحه القدوس فهو يستجيب له ويعطيه الحرية والقدرات التالية القدرة على معرفة الله بسبب الخطية، ينشأ حاجز يفصلنا عن الله، فالكتاب المقدس يقول: "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع." (اشعياء 59: 2)، وعندما مات يسوع على الصليب تمزق هذا الحاجز بين الله وبيننا حتى انه يمكننا من خلال يسوع ان نأتى الى الله وتكون لنا معه علاقة حية، بل وأيضا يجعلنا الله من خلال الإيمان بيسوع أبناءا له. ومن خلال الروح القدس أى روح الله الحى تكون لنا ثقة فى الله وهو يساعدنا أيضا على التعمق فى العلاقة مع الله، وهو يعلمنا كيف نصلى الى الله وكيف نفهم كلمته المقدسة أى الكتاب المقدس. القدرة على محبة الآخرين يعلمنا الإنجيل أنه: "نحن نحبه (أى الله) لانه هو احبنا اولا. ان قال احد اني احب الله وابغض اخاه فهو كاذب.لان من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره." (1 يوحنا 4: 19)، ونحن عندما نرى الصليب نعرف مدى محبة الله لنا، وعندما يحل الروح القدس فى قلوبنا تحل هذه المحبة أيضا فينا، حتى اننا نصبح قادرين على محبة الله ومحبة الآخرين أيضا. عندها نصبح قادرين على حياة جديدة ملؤها المحبة وبعيدة عن التمحور حول الذات ورغباتها وشهواتها. القدرة على التغيير فهناك من يدّعى انه من المستحيل تغير البشر، ولكن عندما يحل الروح القدس فى حياة الإنسان فإنه يعطيه القدرة على تغيير حياته للأفضل، فيعلمنا بولس الرسول فى الإنجيل المقدس ان " ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف." (غلاطية 5: 22)، فهذه الصفات الطيبة تنمو فينا بحلول الروح القدس فينا حتى ان الخطاة والزوانى والقتلة والمجرمين ومدمنى المخدرات والكحوليات وغيرهم يتحولون الى قديسين بفعل الروح القدس فى حياتهم. ماذا إذن ؟ ان الله يعرض علينا مجانا هذه الحرية وهذه القدرات، فروح الله القدوس يريد ان يدخل حياة كل فرد منا، وذلك كهدية مجانية بدون مقابل. وكل فرد يستطيع ان يقبل الهدية ويفرح بها أو يرفضها ويبقى حزينا. وللأسف نجد العديد من الأشخاص الذين يرفضون عطية الله المجانية، واليك بعض الأمثلة البعض يدّعى انه لايحتاج الى الله: فالبعض يقول انه سعيد بدون الله، وينسى ان السعادة الحقيقية هى فى الحصول على الغفران من الله وحياة السلام معه. البعض يقول انه لابد وان يتخلى عن أشياء معينة: فهناك العديد من الأشياء فى حياة كل منا والتى لاتُرضى الله القدوس والتى تعطل كل علاقة حية معه، والتى يجب ان نتخلى عنها. ويجب علينا الا ننسى ان الله قبل كل شئ يحبنا جدا ولا يرضى لنا الضرر، فالأب الذى يمنع ابنه حبيبه من اللعب بالكبريت مثلا، لايريد غير مصلحة هذا الإبن الذى يحبه. ويجب ايضا الا ننسى ان ما نتخلى عنه لايُقارن بما نحصل عليه من الله. البعض لايصدق ان الله يهبنا شيئا بالمجان: فمن خلال التربية والعادات والتقاليد لايتصور البعض ان الله يحب البشر ويريد ان يمنحهم الخلاص بالمجان، ويحاول البعض ان يرضى الله بأعماله الصالحة أولا، وهذا ما يؤدى به للفشل. البعض يؤجل الرجوع الى الله: وهذه هى الأغلبية العظمى والتى تؤجل دائما للغد بحجة عدم الإستعداد، ولايوجد انسان فى عالمنا هذا يضمن حياته لحظة واحدة على الأرض، فقد تكون هذه الدقائق هى آخر دقائق فى عمرى، فمن يدرى. والآن ؟ ان الله يريد ان يتقابل معك اليوم شخصيا فاتحا يديه بهديته المجانية لك، فهل تقبلها ام تردها ممتنعا ؟ قد تبدو هذه الأمور غريبة عليك، فأنت لم تعرف من قبل ماهية العلاقة الشخصية بينك وبين الله، وكيف سيكون المستقبل، ولكن هذا القرار هو قرارك الشخصى وبمحض ارادتك، ولا يستطيع احد ان يتخذ هذا القرار بدلا عنك. فإن عرفت ان الحياة مع يسوع هى الحياة الحقيقية، فما عليك غير ان تخبر الله انك من الآن تريد ان تحيا تبعا لمشيئته المقدسة فى حياتك، وتتسائل كيف يتم ذلك، أقول لك فى ثلاث خطوات اطلب من الله ان يغفر لك ذنوبك وخطاياك التى تُخجلك وتُثقل ضميرك، واذا تذكرت الآن خطية معينة اذكرها أمام الله حتى يغفرها لك، والكتاب المقدس يُسمى هذه الخطوة باسم "التوبة" وهى ليست ممارسات جسدية لمعاقبة الذات ولكن هو الرجوع القلبى لله. اشكر الله لأن المسيح مات عنك على الصليب دافعا عنك الفدية، اشكره من أجل هذه الهدية والعطية المجانية التى منحت لك الغفران والمصالحة مع الله. اطلب من الله ان يأتى ليحل فى قلبك بالإيمان، فالله لايُرغم أحدا على شئ، ولكن هذه هى إرادته ان يشاركك فى حياتك اليوميه، فادعوه الآن لكى يأتى ويتولى قيادة حياتك. واليك مثال بسيط عن صلاة قصيرة بها يُمكنك التعبير عما سبق وقلته يارب انا أخجل من انى فعلت فى الماضى كل ما يروق لى متعديا وصاياك المقدسة وجلبت على نفسى أجرة الخطية وهى الموت والإنفصال عنك، فسامحنى من أجل يسوع الذى مات عنى على الصليب. يالله انى أقبل عطيتك المجانية بالغفران وأشكرك عليها من كل قلبى. واشكرك على انك دبرت لى هذا الغفران العجيب من خلال موت يسوع المسيح عنى. أرجوك يارب تعال من خلال روحك القدوس وحل فىّ وقُد دفة حياتى التى أُسلمها لك الآن، وابقى معى دائما، آمين. |
|