إعلاميو «ماسبيرو» ينتفضون ضد أبو حفيظة
فجر الإعلامي أكرم حسني الشهير بـ"سيد أبوحفيظة" أزمة عنيفة في الوسط الإعلامي، عندما سخر من التليفزيون المصري والمحتوى الإعلامي الذي يقدمه من خلال برنامجه "أسعد الله مساءكم" على قناة "إم بي سي مصر"، حيث قدم أغنية بعنوان "التليفزيون المصري" تشير إلى تدني مستوى ما يتم بثه من برامج وأفلام، فيما اعتبر البعض ذلك بالتهكم غير المقبول على إعلام الدولة من قناة سعودية.
واستطلعت "التحرير" آراء عدد من الإعلاميين الكبار حول ما قدمه أكرم حسني في برنامجه الذي آثار جدلًا واسعًا، وكانت هذه آراؤهم..
قالت الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة، ما رأيته في برنامج "أبو حفيظة" يحزن أي مصري، ولكني لا أستغربه فمع حالة الانفلات الإعلامي الموجودة حاليًا من الممكن أن نتوقع ما هو أسوأ من ذلك، خاصة في ظل فوضى الإعلام الخاص.
وأشارت إلى أن ما حدث لا يجوز وغير مقبول، لأنه في كل موقع ومجال وبلد يوجد العديد من السلبيات التي تستحق السخرية، ولكن ليس معنى ذلك أن تكون السخرية هي أسلوب التخاطب في الإعلام وبين القنوات.
وأكدت شرف الدين أن هناك طرقًا كثيرة لابد أن تنفذ وتتبع للإصلاح الحقيقي لإعلام الدولة الذي من المفترض ان يقف في وجه الاعلام الخاص، ولن يحدث ذلك الا بوجود رؤية وقناعة بان تواجده لابد أن يكون بشكل قوي.
وقالت الإعلامية سناء منصور رئيس قطاع القنوات الفضائية المصرية السابقة، ما قام به أكرم حسني في برنامجه اختيار غير موفق منه، فمهما كانت درجة الإعياء التي وصل لها التليفزيون المصري، فما فعله يندرج تحت شعار العيب وغير اللائق، فطوال مشواري الإعلامي لم أشاهد مذيعًا عربيًّا يسخر من إعلام بلده بهذه الطريقة، ولكن للأسف فهذا نوع من أنواع الفوضى الإعلامية الموجودة على الساحة.
وأشارت إلى أن إعلاميي ماسبيرو ليسوا في حاجة إلى سخرية "أبو حفيظة" لكي يحسنوا من أوضاعه، فالموضوع أكبر من سخريته واستخفافه وما قدمه ليس خفة دم كما يظن، موضحة أن أبناء ماسبيرو يبذلون قصارى جهدهم ليقدموا أفضل ما لديهم بأقل الإمكانيات.
وتساءلت منصور: من هو أكرم حسني أو سيد أبو حفيظة، وما هى الخبرة التي يمتلكها لكي يسخر من إعلام بلده في هذه الأوقات الحرجة؟، مؤكدة أن هذا التوقيت غير مناسب بالمرة للسخرية، وأن من يدعي أن الأمر يهمه من المفترض أن يتقدم بأفكار جديدة أو نصيحة لا بالهدم، وهذا التصرف هو أقل حقوق بلده عليه.
وأضافت: للأسف هذه طفيليات ظهرت على السطح الإعلامي، فمعظم العاملين في الحقل الإعلامي ليس لهم صله به، وحتى إن كان هناك صلة فتنقصهم الخبرة والتدريب والاحترام المهني.
وكان لأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق رأيًّا مغايرًا، حيث قال "التليفزيون المصري ملك لجميع المصريين، ومن حق أكرم حسني أو غيره أن ينتقده أو يمدحه، ودائمًا إذا تحدث شخص ما عن شىء وتناوله بالنقد يعني أن له أهمية".
وأوضح أن الكوميديا والسخرية دائمًا ما تبحث عن شيء مهم ومؤثر في المجتمع وتتناوله، ودائمًا ما تكون الطريقة فجة أو صارخة حتى تظهر وتلفت الأنظار وتحقق الغرض من انتقادها إما بالاصلاح أو التغيير، ولا ننسى في هذا المجال تقليد محمد صبحي للرئيس الأسبق حسني مبارك أو سخرية عادل إمام من الإوضاع السياسية ورجال الحكومة.
وأكد الشيخ أن قناة "إم بي سي" مصر ليس لها أى ذنب في هذا الانتقاد، لأن المذيع والمحتوى والقائمين على البرنامج مصريون، ولا دخل للسعودية بهذا، وليس من المعقول أن تطلب من القائمين على البرنامج السخرية من تليفزيونهم، لأنه لو كان الأمر كذلك لتحول لقضية وطنية ورفضها القائمون على البرنامج، وإذا كان النقد جارحًا فالأدعى أن نعاتب القائمين عليه.
وأضاف "عندما توليت رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، كان هناك برنامج داخل التليفزيون المصري بعنوان "حكومة شو" وكان يسخر من كل رجل الحكومة، وأكرم حسني نفسه كان يظهر في التليفزيون المصري ويسخر من أشياء كثيرة، كما أننا كمصرين نتناول الأشقاء العرب في أفلامنا بشىء من السخرية طوال الوقت ولم يعترضوا، وإذا تعاملنا مع الأشياء بهذه الحساسية "ماحدش هايشتغل".
نقلا عن التحرير
