إن البشر في هذا العالم تحكمهم الغرائز البشرية، وهكذا أيضا الجنة التي يحلمون بها. لكن هذا العالم سيزول وكل غرائزه معه وسيعطي الله للمؤمنين الحقيقيين طبيعة جديدة بعد ان تتوارى طبيعتنا القديمة في التراب وبعد أن تفنى أجسادنا وتلحق بأجساد أجدادنا. إن جنة الله وسماؤه التي يحدثنا عنها الكتاب المقدس فيها تلبس أرواحنا كمؤمنين أجسادا نورانية. هناك نبتهج دائما بتواجدنا معا كاحباء في حضور خالقنا. وفي تلك الجنة يقوم رب الكون بتعليمنا كثيرا كما علم أدم أولا بأسماء الحيوانات وغيرها. فإن الله صاحب المجد والقدرة سيقوم بتعليمنا عن ملائكته وكذلك عن كثير من عظائمه وخاصة تلك التي عملها لأجلنا و لم ندركها ونحن في أجسادنا الدنيوية. فسنتعلم هناك ما لا نهاية له من الامور الربانية السماوية الطاهرة والجميلة. فلن نحتاج إلى الراحة هناك حيث لا يوجد تعب ولن نحتاج إلى الطعام حيث لا يوجد جوع ولن نحتاج إلى مضاجعة ونكاح لأن متعتنا الغير محدودة ستكون في الوجود مع المؤمنين الاحباء في حضور خالق الوجود القدوس الطاهر غير المحدود له العظمة والسلطان منذ الازل وإلى الأبد.