مفهوم الشجاعة فى المسيحية
المسيحية لا تدعو الإنسان إلى الخوف، أو إلى الجبن، بل تدعوه أن يكون قوياً شجاعاً، ولكن الشجاعة ليست أن يحمل سلاحاً، ولا يطمئن لشئ يحميه إلا السلاح. فيبدو فى الظاهر أنه شجاع لكنه فى الحقيقة من الداخل لا يجد سلاماً أو طمأنينة.
أما القديسون فيشعرون دائماً بعدم خوف.. لماذا؟ لأن “ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم” (مز33: 7). الإنسان القديس أو الإنسان المؤمن، بل الإنسان المسيحى الحقيقى، يشعر أن الملائكة تحرسه، ويشعر أن أرواح القديسين تحرسه وتشفع من أجله. فيشعر بالطمأنينة ويصدّق كلمات السيد المسيح الذى قال: “بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاة” (لو12: 7)، و”شعرة من رؤوسكم لا تهلك” (لو21: 18)، بذلك يشعر أنه ليس بحاجة إلى أن يرخِّص سلاحاً كى يحميه. فاستخدام السلاح هو إلقاء وقود على النار، بينما الكتاب المقدس يقول “لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير” (رو12: 21).. أفضل سلاح تستخدمه هو سلاح المحبة، سلاح الوداعة.. السيد المسيح قال: “طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض” (مت5: 5).