كان الشاب "اندراوس كورسيني" من أسرة نبيلة، واعتاد على حياة الطيش واللهو.
وفي أحد الأيام عاد الى قصره في الهزيع الأخير من الليل. فوجد أمه جاثية امام صورة العذراء تصلي منتظرة عودة ابنها الوحيد الذي علقت عليه الآمال.
حاول الشاب ان يخفي قدومه فانسل الى غرفته بهدوء. لكن أمه احست بوطأة قدميه فابتدرته بالكلام قائلةً : حتى متى يا بني تمزق قلبي بطيشك ؟ اني اتركك منذ هذه اللحظة بين يدي السيدة العذراء فلتساعدك الأم القديسة.
تأثر الشاب من هذا العتاب الرقيق فاعتذر الى أمه ووعدها بتغيير سيرته. ولما اختلى الى نفسه إستعاد ذكريات طفولته يوم كانت امه ترافقه الى هذا المكان فيركعان سوية أمام العذراء ويصليان بخشوع.
في الصباح الباكر خرج من القصر لا يلوي على شئ، لكنه مر بكنيسة فشعر بالرغبة بدخولها وجثا امام مذبح العذراء باكياً متنهداً. وفي تلك الساعة حدث ما غير مجرى حياته كلياً إذ قرر هجر العالم واعتناق الحياة الرهبانية، ولما اطلع امه على قراره شجعته وعانقته متمنية له النجاح وشاكرة السماء.
لقد اصبح هذا الشاب مثالاً وقدوة في الدير وتوغل في طريق الكمال الروحي حتى اضحى في عداد القديسين الذين تكرمهم الكنيسة.