المحبة لا تصدّق كلّ مدّعٍ بالإيمان.
قال الرب يسوع: "ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب، يدخل ملكوت السموات"(متى7: 21). فالمدّعون والمتظاهِرون بالإيمان يملأون الأرض، ولكن الله لا تخدعه الأقوال لأنّه يعرف قلوب البشر. وقد أعطانا المسيح تعليمات كافية من جهة هؤلاء فقال في الفصل السابع من بشارة متى أنهم "يأتونكم بثياب الحملان وهم من داخل ذئاب خاطفة". ثم قال عبارته المشهورة والمشكورة: "من ثمارهم تعرفونهم". فالحياة والتصرُّفات هي خير حَكَم على هؤلاء. هل صدّق الرسول بطرس سيمون الساحر الذي تظاهر بالإيمان؟ لا، بل وبّخه قائلاً: "إن قلبك ليس مستقيماً أمام الله". ثم أضاف: "فتُبْ من شرّك هذا واطلب إلى الله عسى أن يُغفَر لك فكر قلبك" (أعمال8: 21و 22). فلو كان سيمون مؤمناً حقيقياً لسلك في طاعة الرب، ولكنه كالكثيرين في كلّ عصر وجيل مِمّن يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر. قال يوحنا في الفصل الثاني من رسالته الأولى: "من قال قد عرفته، وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه. من قال إنّه ثابت فيه ينبغي أنّه سلك ذاك (المسيح) هكذا يسلك هو أيضاً" (1يوحنا2: 4و 6).
عزيزي القارئ:
قال الرب يسوع: "من له أذنان للسمع فليسمع". وقال أيضاً: "احترزوا من الأنبياء الكذبة". وما عليك إلاّ أن تفتح أذنيك وعينيك وقلبك لئلا تساق بالتعاليم الغريبة وتتأثر بالضلالات والشائعات والأمور المنظورة فتصير كَريشةٍ في مهب الريح.
أنصحك، أولاً، أن تدرس الكتاب المقدس جيداً وتتعمّق في معرفته لأن كلمة الله ثابتة إلى الأبد. قال المسيح: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" ثانياً، أنصحك أن تقابل كل ما تسمعه وتقرأه في المجلات والكتب بما تقوله كلمة الله. فالكتاب المقدس يكشف كل شيء على حقيقته لأنّه المحكُّ الوحيد لمعرفة الحق والباطل. ثالثاً، أنصحك أن تصلي وتطلب إرشاد الروح القدس لكي تفهم الحق، وإلاّ تورّطت في ما أنت بغنى عنه. رابعاً وأخيراً، سلّم قلبك وحياتك للرب يسوع لكي تخلص وتنال الحياة الأبدية. حذارِ أن تعيش على الهامش وتهمل خلاص نفسك التي مات المسيح لأجلها. واذكر أن الخلاص هو عطيّة الله المجانية لكل من يؤمن بالمسيح وحده ويضع ثقته في عمله الكامل على الصيب وقيامته من بين الأموات (أفسس2: 8و 9).