رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة لا تصدّق كل التعاليم والمعتقدات. يقول الرسول يوحنا في الآية الأولى المذكورة في بداية هذا الفصل: "أيها الأحباء لا تصدّقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم". ولماذا يستعمل اللفظة "روح" في المفرد والجمع؟ هذا لأنّ وراء كل تعليم، وكل معلم، روحاً ما. وهذا الروح هو إمّا روح الحق وإمّا روح الضلال، كما يقول يوحنا في 1يوحنا4: 6. روح الحق هو روح الله، وروح الضلال هو روح إبليس الذي يقتاد الأنبياء الكذبة والمعلمين الكذبة. وما أكثرهم في أيامنا! أمّا كيف نميّز بين روح الحق وروح الضلال، فذلك واضح من كلام الرسول يوحنا في الفصلين الرابع والخامس من رسالته الأولى. ففي 1يوحنا4: 2و 3 يقول رسول المسيح: "بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح". قال الرسول هذا في عصر انتشرت فيه الفلسفة المُنكرِة لناسوت المسيح. وبعد ذلك قدّم لنا في 1يوحنا4: 15 المحكّ الثاني لروح الحق وروح الضلال، فقال: "من اعترف أن يسوع المسيح هو ابن الله فالله يثبت فيه وهو في الله". فالمحكُّ الأوّل هو الاعتراف بناسوت المسيح، والثاني هو الاعتراف بلاهوت المسيح. وأمام هذين المحكّين تسقط بدَعٌ وضلالات وهرطقات كثيرة في الشرق والغرب ومن بينها بدعة شهود يهوه (شهود الزور) وخدعة المورمون (كنيسة آخر زمان) وجماعة مون التي تسمّي نفسها "الكنيسة التوحيدية"، وجمعية العلم المسيحي، وسوى ذلك من أضاليل الشيطان قديماً وحديثاً. بعد الحديث عن ناسوت المسيح ولاهوته يتحدّث يوحنا عن علامة أخرى من علامات روح الله فيقول في 1يوحنا5: 1: "كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد وُلد من الله". فالشهادة بدون ولادة لا تكفي، لأنه "إن كان أحد لا يُولد من فوق (من الله) لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا3: 3). والولادة الروحية هذه تتمّ بالتوبة القلبية عن الخطية والإيمان بالمسيح (الكلمة الذي صار جسداً) وبعمله الكفاري على الصليب. والولادة الروحية هي بعمل الروح القدس لا بعمل إنسان لأن "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يوحنا3: 6). يقول الرسول بولس في الفصل الأول من رسالته إلى غلاطية: "يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحوّلوا إنجيل المسيح. ولكن إن بشّرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشّرناكم فليكن أناثيما". ثم يضيف: "إن كان أحد يبشّركم بغير ما قبلتم فليكن أناثيما" (غلاطية1: 8و 9). واللفظة "أناثيما" تعني "مرفوضاً" أو "ملعوناً" وقد كرّرها مرتين للدلالة على تشدّده في ضرورة الحذر من كل تعليم غريب وكل روح مضاد لروح الحق. ولا يكفي أن نرفضه بل يجب أن نبغضه كما كان الرب يسوع يبغض "بدعة النقولاويين" الوارد ذكرها في الفصل الثاني من سفر الرؤيا إذ قال الرب لملاك (راعي) كنيسة أفسس: "إنك تبغض أعمال النقولاويين التي أبغضها أنا أيضاً" (رؤيا2: 6). وعندما يتحدث الكتاب المقدس عن بغض الضلالات فهو لا يقصد بغض الضالّين أنفسهم، بل بالحريّ بغض التعاليم الضالّة ورفض السموم التي ينشرونها. من جهة أخرى، يعلّم الكتاب المقدس بضرورة الصلاة من أجل الضالّين وإرجاعهم إلى جادّة الصواب. يقول يعقوب بهذا الصدد في رسالته 5: 19و 20: "إن ضلّ أحد بينكم عن الحق فردّه أحد، فليعلم أن من ردّ خاطئاً عن ضلال طريقه يخلّص نفساً من الموت ويستر كثرة من الخطايا". |
28 - 06 - 2015, 06:56 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: المحبة لا تصدّق كل التعاليم والمعتقدات.
ربنا يعوض تعب خدمتك
|
||||
28 - 06 - 2015, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المحبة لا تصدّق كل التعاليم والمعتقدات.
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أما عوارض أبوابها المُحكمة فهي التعاليم والمعتقدات المستقيمة |
المحبة لا تصدّق كل الآيات والعجائب. |
المحبة لا تصدّق كلّ مدّعٍ بالإيمان. |
المحبة لا تصدّق كل الشائعات. |
المحبة لا تصدّق كل الناس. |