رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِلاهُنا سماويُّ لهُ ألتكبير وإِلاهكم أرضيُّ صغير
إِلاهُنا سماويُّ لهُ ألتكبير وإِلاهكم أرضيُّ صغير إبتدأ ألله في خلقِ الكونِ ومخلوقاتهِ بِإِختلافها ووضعهم على الارض, لكن الارض لم تكن كالارضِ التي نعرفها اليوم ! فألارض ما قبل سقوط إبليس وشياطينه عليها كانت في مرحلة من السلم والامان وكل ألمخلوقات التي كانت عليها كانت تعيش بسلام مع بعضها البعض, لأَنَّ الكتاب يقول بأنَّ الله لما أتمَّ كل خطوة من خطوات الخلق لغاية اليوم السادس, أعطى لكلِّ حيوانات الارض وطيور السماء العشب الاخضر مأكلاَ, فكل الحيوانات كانت تتعايش بسلام مع بعضها البعض ولا تقتل لتأكل بعضها بعضا, بل كانت بحسبِ أمر ألله تقتات على العشب الاخضر, وأما الانسان فأعطاه ألله كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا طَعَامًا, فالإنسان لم يكن ليأكل ما ينبت تحت الارض كالبطاطا مثلا, ولا ما ليسَ فيهِ بزرا من الفواكه كالموز مثلا, وفي كل الاحوال لا يقتل او يذبح حيوانا ليأكله! وما صنعَ أللهُ حقيقةَ مذكورُ في: تكوين(1-25): فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. (26) وَقَالَ اللهُ: " نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ". (27) فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. (28) وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: " أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ". (29) وَقَالَ اللهُ: "إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. (30) وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا". وَكَانَ كَذلِكَ. (31) وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا. وكان ألشيطان بالرغمِ من تكبرهُ وعصيانه يمثل أمام ألله كمشتكي على عباد ألله ألصالحين, كما في: أيوب(1-6): وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ. (7) فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: "مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟". فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: "مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا". (8) فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: "هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ". (9) فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: "هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟". لكن بعدَ هذهِ ألمرحلة ورد الآتي في سفر الرؤيا: ألرؤيا(12-7): وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ (8) وَلَمْ يَقْوَوْا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي السَّمَاءِ. (9) فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ. (10) وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ:"الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً. (11) وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ. (12) مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلاً". (13) وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَلَدَتْ الابْنَ الذَّكَرَ، (14) فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ. (15) فَأَلْقَتِ الْحَيَّةُ مِنْ فَمِهَا وَرَاءَ الْمَرْأَةِ مَاءً كَنَهْرٍ لِتَجْعَلَهَا تُحْمَلُ بِالنَّهْرِ. (16) فَأَعَانَتِ الأَرْضُ الْمَرْأَةَ، وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَمَهَا وَابْتَلَعَتِ النَّهْرَ الَّذِي أَلْقَاهُ التِّنِّينُ مِنْ فَمِهِ. (17) فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فما ألذي حصل؟ نعم تُخبرنا ألرؤيا عن حربِ حصلت في ألسماء بين ملائكة ألله تعالى برئاسة ميخائيل رئيس الملائكة الذي إستلم رئآسة ألملائكة مِنْ بعدِ رئيس ألملائكة ألسابق لوسيفر النوراني الذي تكَبَّرَ على ألله تعالى وأعماهُ غرورهُ فأعلنَ عصيانَهُ على ألله ألحيّ ألابدي, فأصبح بأمرِ ألله رئيساَ للشياطين, وألملائكة الذين آزؤوه في عصيانهِ أصبحوا أيضاَ أباليس وشياطين, وأصبح هناكَ عصيانا في السماء وتخريبُ متعمد متحديا لسلطة ألله على الارض, ولكن عندما تجسد الإقنوم الثاني وتعمذَ عمانوئيل في نهر الاردن, قامت حربا في السماء, ولأَنَّ رئيس الشياطين لوسيفر النوراني وألشياطين الذينَ معهُ لم يستطيعوا ولم يقووا على محاربة ملائكة الله, طُردوا جميعا من السماءِ وأُلقوا على ألأرض, وبهذا الفعل إِنتقلت ألحرب من السماء إلى الارض. وهذهِ الحرب بصيغتها ألجديدة أصبحت حربا أرضية دنيوية وحربا بالوكالة يتحاربُ بها البشر فيما بينهم, أي بين ألذين أسلموا أنفسهم للهِ تعالى وطريقة خلاصهِ, وبين من يُريد أن يُخلص ذاته بقوة ذراعه وبإسلحتهِ. لكن دعنا نعود بالأحداث إلى الوراء, فلما خَلَقَ أللهُ آدمَ وحواء ووضعهم في ألفردوس الارضي الذي يتخللهُ أنهر دجلة والفرات والنيل كخطوة أولى لخلقِ شعبِ سماويِّ لملكوتِ ألسماء, ولعدم فهمِ إبليس وبغبائِهِ ألمعهود إعتقد بأنَّهُ يستطيع إفسادِ خليقةِ ألله, نكاية منهُ بالله تعالى ألذي لم يستطيع مقاومتهِ في ألسماء, فإعتمد خطة محاربة ألله بإفسادِ مخاوقاتهِ فأغوى آدم وحواء واوقعهم في ألمعصية, ولم يفهم خطة ألله تعالى الحقيقية للخلقِ إلا متأخرا جدا, فإِعتقد بأنَّ ألله قد خَسِرَ ألمعركة الارضيةِ معه ولقد فسدت البشرية إلى ألابد لأَنَّهُ لم يفهم سبب خلق ألبشرية ومراحل خلقها, فتفاجأ بِتجسدِ إِقنوم ألابن ليصبح هو ألله ألسائر بين البشر أي عمانوئيل الرب يسوع ألمسيح, الذي قبلَ أن يتنازل ليصبح تحت ناموس أللعنة مع أبنائهِ مِن البشر, لكي يُنقذ ويُكمِلَ خليقته الارضية وليجعل من يقبل ألخلاص منهم بفدائِهِ شعبا روحانيا سماويا أبديا. أي لم يفهم إِبليس بأنَّهُ قد خَسِرَ ألمعركة الارضية أيضا إلا بعد تجسد الرب! فقد تنازلَ أللاهوت بتجسدهِ ليرفع ألبشرية إلى مرحلة السماويات, فهاهنا وضعت محبة ألله حداَ وبداية النهايةَ للحرب وألمعركة ألارضية مع إبليس, ففهم إبليس بأَنَّ القوة وأسلحةِ ألموت ألجسدي لا تستطيع تحقيق النصرِ لهُ, ولا إنقاذهُ من ألمصير ألنهائي ألذي ينتظرهُ, فأدركَ بأَنَّهُ قد فشلِ هذهِ ألمرة أيضاَ, فأخذَ غضبهُ يشتد وحنقهُ يستعِر, فإبتدأ بمعركة خاسرة لكِنَّهُ نوى على إيقاعِ أكبر خسارةِ ممكنة بالبشرِ وتفنن بأنواعِ ألقتلِ والتعذيب والترغيب والترهيب لايقاعِ أكبرَ عددِ ممكن من ألبشرِ ببراثِنِهِ لإسقاطهم في نفسِ مصيرهِ ومثواهُ ألاخير الذي ينتظرهُ في بحيرة النارِألابدية. ونُلاحظ إِنَّ ألله ألكامل ألمحبة خلق الكون وجميع المخلوقاتِ ووضع نظاما وسلاماَ وتناغما وتجانسا بين مخلوقاتِهِ بمختلفِ أنواعها لتتعايش مع بعضها ألبعض بسلامِ وأمان, ووضعهم على الارض, إلا أنَّ هذا النظام إختَلَّ بعد تمرد إبليس فدخلت الارض مرحلة جديدة, وهي مرحلة تخريب متعمد في طبائعِ مخلوقاتِ ألله, وهي مرحلة خطرة جدا, فتغير سلوك وحوش الارض وبدأت تقتل غيرها وتقتاتُ عليها, وطيور السماء والطيور والدجاج والبط وغيرها بدأت تأكل الديدان والحشرات, وبدأ ألإنسان هو الآخر يقتل الحيوانات ويأكلها وإِختل ألنظام الذي وضعه ألله لمخلوقاته, لا بل أصبحت الحيوانات أكثر رحمة من بعض البشر, فهي تقتل لتأكل ومتى ما شبعت فلا تعود تقتل, اما ألبشر فأدخل إِبليس ألشر إلى قلوبهم وعقولهم فبدأوا يقتلون من أجلِ القتلِ والإنتقام, وبإبتدأ القتل بأنْ قتل قائين أَخاه هابيل حسدا. وإِنقسمت فترات المرحلة الارضية بتواجد إبليس على الارض, إلى ثلاثة فترات زمنية وهي: 1- مرحلة ألسقوط في ألمعصية أو ما قبل ألناموس, وتبدأ بطرد آدم من الجنة ثم الطوفان في زمان نوح وغسل الارض بالماء ولغاية النبي إبراهيم, وفي هذهِ المرحلة سعى إبليس لإبعاد البشر عن خالقهم وإستعبادهم لشهواتهم وخطاياهم, وجعلهم يفكرون بأنَّ ألله قد نبذهم وإِبتعدَ عنهم, لذا لا يمكنهم طلبِ وجهِ ألله مباشرة, بل يجب أن يطلبوا الله عن طريقِ مخلوقاتهِ مثل الشمس والقمر والنار والاحجار والاصنام ضنّا منهم بأنَّها أقرب منهم لله, وهي تستطيع أن تتشفع لهم عند الله وهكذا بدأت عبادة الاصنام والمخلوقات توددا لطلبِ الخالقِ من خلالها, وهكذا أبعد إبليس الكثير من البشر عن خالقهم شيئا فشيئا, إلى أن تحجرت قلوبهم, ما عدا القلة القليلة الذين بقوا على إيمانهم بالله الحي مثل الآباء والأنبياء مثل نوح وغيرهم ولغاية النبي إبراهيم, وقد إختار ألله أخنوخ من هذهِ المرحلة ونقله وأبقاهُ حيا لكي لا يرى الموت ويبقى شاهدا لآخر الأيام للبشرية جمعاء. العبرانين(11-5): بالايمان نقل أخنوخ لئلا يرى الموت ولم يوجد لان الله نقله. 2- مرحلة ألناموس وتبدأ بإختيار النبي إبراهيم وبداية وعد الله بالخلاص والفداء المرموز له بالكبش المُعطى لإبراهيم بدل إسحق, ثم الخروج من مصر على يد النبي موسى ودخول أرض فلسطين وحُكم الملك داؤد والى ميلاد المسيح الرئيس وهذهِ المرحلة هي مرحلة الخلاص بالناموس والوصايا والتبشير بالفداء الاتي وقد تم إختيار النبي إِيليا كممثل لهذا الزمان وتم إختطافُه الى السماء ليكونَ شاهداَ على جميع أبناء هذهِ ألمرحلة. 2ملوك(2-1): وكان إذا أراد الرب أن يرفع إيليا في العاصفة نحو السماء, إن إيليا ذهب مع اليشاع من الجلجال ... (11) وفيما كانا سائرين وهما يتحادثان إذا مركبة نارية وخيل نارية قد فصلت بينهما وطلع إيليا في العاصفة نحو السماء (12) واليشاع ناظرُ وهو يصرخ يا أبي يا مركبة إسرائيل وفرسانه ثم لم يره أيضاَ. فأمسك ثيابه وشقها شطرين (13) ورفع رداء إيليا الذي سقط عنه ورجع ووقف على شاطيء الاردن. 3- مرحلة ناموس الفداء والخلاص بإستحقاقات دماء الرب يسوع المسيح وصليبه, وهنا بلغَ حنق إبليس أشدهُ لعلمهِ بأنَّ هذهِ هي المرحلة الاخيرة التي تسبق نهايته ومصيره المحتوم بدخول جهنم النار والكبريت الابدية من دونِ الخروج منها ثانية ابدا. لذا قال الرب بشروا الامم وقولوا لهم "قد إِقتربَ ملكوت ألله", اي " دخلتم المرحلة الاخيرة والنهائية" وتخبرنا الرؤيا عن اربعة فتراتِ وأحداث خلال هذهِ ألمرحلة, والتي تبدأ بفتحِ الأختام الاربعة الاولى وهي: ألختم الاول: ويخص تجسد الرب وفدائهُ وإنتصاره النهائي على إبليس, وهنا كما قلنا سابقا أدركَ إبليس بخسارته لمعركته الارضية كما خسر سابقا ألمعركة السماوية, فأدركَ بأنَّ ألله قد وضعَ للبشر ليسَ فقط إمكانية ألإنتصار على إبليس, بل وضع ألله لهم إمكانية ألتأله في ألمسيح ألفادي وطلب الرب من المؤمنين ألتشبه به, وقال: متى(5-44): وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، فدعنا نرى ماذا فعل إبليس كرد على محبة الرب وفدائه للبشر: فإبتدأ إبليس بالتشكيك بالعذراء مريم, ولما لم يستطيع ذلك إبتدأ بإعلان حربهِ على جميعِ نسلها اي أبنائها ألذين قبلوا فداء الرب لهم فأصبحوا أبناءِ لله تعالى بالتبني بفداءِ الربِ والموت عوضا عنهم وتخليصهم من عبودية الناموسِ وإبليس الارضية وألأخيرة في جهنم النار. فكانَ لابُدَ لإبليس من إبتداعِ الطرق وألوسائل ألمضادة لخطةِ الفداء وألمحبة ألإلاهية, بخطط أرضية شيطانية وعن طريقِ إغواءِ ألبشرِ بمالِ ألظلمِ ألارضيّ الزائل وبالشهوات الارضية من محبة التملك والشهواتِ ألجسدية وألجنسية وإبتدأ بإبتداعِ أديانِ أرضية منافسة ومظِلة لإيهام ألبشرِ بصدقها وإِضافة هالاتِ ألقدسيةِ عليها. وإبليس لا يهمهُ ألإيقاعِ بمنتسبي الأديان الارضية كالبوذية والهندوسية او الإلحادية او عابدي ألأصنام ألذين تمَت غوايتهم وتضليلهم بقدسية ألأديانِ ألتي إبتدعوها وتبعوها والتي لا تستطيعَ تخليصهم من المصير الذي ينتظر كُلَّ من سارِ في طريقِ ألخطايا والموت ألأبدي ألمحتوم, حيثُ لا خلاص لكل من أرتكب ولو خطيئة واحدة, فكل خطيئة توقع مرتكبها في النار الابدية. لذا ركزَ إبليس على الإيقاع بالذين قبلوا فداء الرب لهم وسلموا ذواتهم لهُ ولطريقةِ خلاصهِ لهم, اي إبتدأ بملاحقة أبناء الله ونسلِ ألعذراء بالإيمان الذين يحفظون وصايا ألله وشهادة الرب يسوع المسيح والذين إعتمدوا لاسمهِ. ألختم الثاني: ويخص ألإمبراطورية الرومانية بمراحلها المختلفة وإضطهاد أباطرتها للمؤمنين, ففي هذهِ المرحلة أي بعد صلبِ الرب غيّر إبليس تكتيكهُ وطريقة إنتقامة من الله بالإنتقام من ألبشرِ ومنعِ أكبر عدد منهم من الخلاص, فتفنن بإغواءِ بعضِ من البشرِ ليفتكوا بالمؤمنين ليثنوهم عن الايمان وتسليم ذواتهم للخالق, وهنا إشتَّدَ القتل والعذاب بالمؤمنين بفداء الرب, لكِنَّ ألمؤمنين زادوا عزيمة للخلاص فأسلموا ذواتهم للموت على أيدي مضطهديهم وسافكي دمائهم غير مبالين بالأرضيات وطالبين فقط السماويات ومحبة الله المتبادلة بينهم وبين إلاههم ومخلصهم. وبالحقيقة تقول الرؤيا بأنَّ ثلث كواكب السماء أي ثلث عدد الشُهداء في المسيح إستشهدوا في هذهِ ألفترة الزمنية. ألختم الثالث: ويخص ألإمبراطورية ألإسلامية بمراحلها السبعة, فكلما إقتربت النهاية إزداد تحريض إبليس على قتلِ ألمؤمنين بفداء الرب يسوع المسيح, وكذلك إزدادت وتنوعت إغرآتِ إبليس وطرق تضليله للبشر ليُبعدهم عن الإيمان والقبولِ بفداء الرب يسوع المسيح, فإبتكر إبليس ضلالة بأنَّ المسيح ليسَ سوى بشر شأنَّهُ شأن آدم وغيره من البشر, وبأَنَّهُ لم يُصلب ليفدي ألبشرية, بل شُبِهِ بصلبهِ, فأنكر إبليس وأعوانه من ألبشر صليب الرب وموتهِ وقيامته, لمنعِ ألبشرِ من ألخلاص, وألإعتماد على موازين أعمالهم وحسناتهم, ووهبهم إبليس ميزاناَ ليقيسوا ألحسنة بعشرةِ سيئات ومن ثقلت موازينة وضعَ إبليس في عقلهِ بأَنَّهُ سيخلص, وطلبَ من أتباعهِ نشرِ تعاليمهِ ألجديدة بقوةِ السيف, وأغوى من يموت منهم بتواجد الجنس والحوريات في ألجنة ليُمارس من يقتل منهم أثناء قتله للناس ومحاربتهم الجنس مع مئات وآلافِ الحوريات في السماء وأوهم هولاء القتلة والمجرمون بأنَّهم شهداء لله. ألختم الرابع: ويخص ألمسيح ألكذاب, أي إبليس ألمتجسد الذي ينتحل شخصية الرب يسوع المسيح زورا وبهتانا لغرض الايقاع بأكبر عدد من المؤمنين بفداء الرب يسوع المسيح وصليبه, وهو أي المسيح الكذاب سيقتل اولا الشاهدين الذين سيظهران في اورشليم قبله بثلاث سنوات, وسيجلب الضيقة العظيمة على المسيحيين في جميعِ البلاد الإسلامية, وسَيقْتِل مع أتباعهِ مُعظم اليهود ألمتواجدين في ما يُسمى دولةِ إسرائيل والذين جمعهم اليهود النورانيين عبدةِ إبليس من مختلف بقاع الارض في أرضِ فلسطين, لكي ينتقموا منهم فيُقٌتلوا ويُذبحوا بيد المسيح الكذاب وأتباعهِ في فلسطين, وسيُعلن الكذاب وأتباعهِ الحرب على العالم أجمع ليعبدوه ويتبعوا دينه ويخضعوا له, ليهلكوا معه في جهنم النار الابدية, وسيحرق أمريكا ويدمر روما وبعضِ مدن العالم نوويا, وستستمر حربه ومدة تواجدهُ ثلاثة سنوات ونصف. ثُمَّ يأتي الرب يسوع المسيح وأجواقِ ملائكتهِ وتتقدمهُ علامة ألصليب ردا حاسما على كُلِّ من قالَ شُبِهَ بصلبِهِ, ويطوف موكبه السماوي حول العالم مثل ما تفعل الشمس في خروجها, ويبقى في السماء ولن ينزل على الارضِ أبدا, وسيعلن المسيح الكذاب وأتباعهِ ألحرب على المسيح الرب وملائكته في هرمجدون ولأَنَّ إِلاهُنا سماويُّ لهُ ألتكبير, فبكلمة واحدة من فمهِ سيحترقون جميعا ويرمون وهم أحياء مع ألكذاب الذي أضلَّهُم ومع رئيسِ ألأباليس سيفورس النوراني إِلهُ هذا العالم الارضيَّ ألصغير في بحيرة النار والكبريت الابدية. وبعد نهاية الكذاب وأتباعه تبدأ القيامة الاولى لشهداء المسيح على ممر العصور وبعد رجوعِ ارواحهم إلى أجسادهم يتحولون إلى أجساد روحانية سماوية اسوة بفاديهم الذي كان هو باكورة الراقدين, ثُمَّ يلاقوا الرب في الجو في السماء. اما المؤمنين ألذين نجو من الضيقة العظيمة التي يجلبها الكذاب وأتباعه والذين تمَّ ختمهم بعد الزلزال العظيم الذي يلي الختم السادس, فهولاء لن تصيبهم الضربات والاهوال التي ستُهلك أتباع الكذاب بعد فتح الختم السابع والابواق السبعة التي ستليه, فهولاء سيُخطفون وهم أحياء بعد قيامة الشهداء الابرار, ولن يروا الموت الجسدي, بل تتحول أجسادهم الارضية إلى أجساد روحانية ويخطفوا ليُلاقوا الرب في السماء ايضا. وبعد الاختطاف ستبدأ القيامة الثانية لكل البشر ليدانوا بحسب أعمالهم فيهلكوا جميعا عدا الذين قد تمَّ تسجيل أسمائهم في سجل الحياة التي للحمل بسبب إيمانهم بفداء الرب وإعتماذهم باسمه. |
24 - 06 - 2015, 08:49 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: إِلاهُنا سماويُّ لهُ ألتكبير وإِلاهكم أرضيُّ صغير
ميرسي على الموضوع
ربنا يبارك خدمتك |
||||
24 - 06 - 2015, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
نشط | الفرح المسيحى
|
رد: إِلاهُنا سماويُّ لهُ ألتكبير وإِلاهكم أرضيُّ صغير
يسلموو على الطرح
وننتظر جديدك بكل شوق |
||||
24 - 06 - 2015, 02:51 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إِلاهُنا سماويُّ لهُ ألتكبير وإِلاهكم أرضيُّ صغير
شكرا على المرور |
||||
|