مات مُمسِكًا بكنزٍ أرضيٍّ لا يَستطيع أن يَعبُرَ به إلى الأبدية
في إحدى القُرى، كان رجلٌ طريحَ الفِراش، يَصارِعُ ساعَةَ المَوت. كان مُمدّدًا على وسادَتِه، مُحتَضِنًا إيّاها بِكُلِّ ما أُوتِي مِن قُوَّة. حاول أهلُه أن يُريحوه، فأرادوا أن يُزيحوا الوسادة لِيَضعوا له وسادَةً أَليَنَ وأَكثَرَ راحة، لكنّه أبَى وأصرّ، مُتمسِّكًا بها بِشِدَّة حتّى لفظ أنفاسَه الأخيرة.
وبَعد موتِه، فتَحوا الوِسادة، فإذ بها مَملوءةٌ بمالِه وثروتِه. كان يَخشى أن يُفارِقها، لأن قلبَه تعلَّق بها، فمات مُمسِكًا بكنزٍ أرضيٍّ لا يَستطيع أن يَعبُرَ به إلى الأبدية. عِندَها تَذكَّر الحاضرون كَلامَ يسوع: "فحَيثُ يَكونُ كَنزُكُم، يَكونُ قَلبُكُم" (لوقا 12: 34).
إن العِبرة من هذه القصة هي أنَّ الإنسان الذي يُعلِّق قلبَه بِثَرواتِ العالَم يَصعُبُ عليه أن يُغادِرَها، فيَرحل مُتَثاقِلًا، مأسورًا بما لا يَنفع. أمّا الذي يجعل كَنزَه في السَّماء، فإنّه يَرحلُ مُشتاقًا إلى لِقاءِ رَبِّه، مُرتاحَ القلب، لأن قلبَه كان مُسبَقًا حيث كَنزُه، أي في الله.