أمل جديد لمرضى السكر
أعدت شركة "نوفو نورديسك" دراسة حديثة عن المرضى البالغين المصابين بمرض السكر من النوع الثاني أثناء الصيام، تحت اسم LIRA-Ramadan في إطار توعية مرضى السكر، من النوع الثاني بأهم التدابير الصحية الواجب عليهم اتخاذها عند صيامهم، وكيفية تفادي المخاطر الصحية المحتملة أثناء الصيام.
وأشارت الشركة في بيان لها اليوم الأربعاء إلى أنه تم إعلان نتائج الدراسة للمرة الأولى، خلال المؤتمر السنوي الخامس والسبعين للجمعية الأمريكية لمرضى السكر ADA، والذي عقد في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
7.5 مليون مريض
من جانبه قال الدكتور محمد الضبابي، المدير التنفيذي لشركة نوفو نورديسك بمصر: إن مرض السكر ومضاعفاته هو التحدي الأكبر الذي يعيق جهود مكافحة المرض في مصر، وتشير الإحصائيات أن هناك 7.5 ملايين شخص في مصر يعانون من مرض السكر، طبقًا للأرقام المعلنة أواخر 2014، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 13 مليون مريض بحلول عام 2035، مشيرا إلى أن الدراسة، سوف تتيح لمرضى السكر الصيام بأمان، بعد استشارة طبيبهم.
وقال إن الصيام خلال شهر رمضان يضيف المزيد من الأعباء الصحية على مريض السكر، إذ يؤدي عدم تناول أية مأكولات أو مشروبات على مدى اليوم إلى اختلال نسبة الجلوكوز في الدم، مع إمكانية تعرض المريض في الحالات الحادة لفقدان الوعي والغيبوبة السكرية وغيرها من المضاعفات الصحية الخطيرة.
وأضاف الدكتور صلاح شلباية، أستاذ ورئيس قسم الغدد الصماء والسكر بكلية طب عين شمس، أنه على الرغم من المخاطر الصحية المصاحبة لصيام مرضى السكر، إلا أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن معظم المرضى يواصلون الصيام خلال شهر رمضان؛ لذا من الضروري أن يتابع مريض السكر مع الطبيب المعالج أفضل العقاقير والبدائل العلاجية المتاحة، والتي يمكنهم استخدامها عند الصيام، هذا بالإضافة لقياس مستويات الجلوكوز في الدم على مدى اليوم لتفادي أية مضاعفات صحية محتملة.
وأشار إلى أنه بتوافر عقار " ليراجلوتيد"، سوف يمكن مرضى السكر من النوع الثاني من صيام رمضان بشكل أكثر أمانًا، حيث يمكنهم التحكم في مستويات السكر في الدم، وضبطه لمدة ٢٤ ساعة عبر تناول العقار مرة واحدة في اليوم، بدون التعرض لنوبات الدوخة والإغماء مقارنة بالعلاج التقليدي لمرض السكر.
وتشير النتائج التي توصلت إليها دراسة LIRA-Ramadan إلى أن تناول "ليراجلوتيد" مع عقار متفورمين يؤدي لتحسن مستوى الجلوكوز بالدم أثناء الصيام، مع تجنب إصابة المريض بنوبات هبوط السكر، بالإضافة لقدرة العلاج الجديد على إبطاء حركة المعدة، وزيادة الإحساس بالشبع وخفض الوزن الزائد بمعدل أكثر من ٥ كيلو جرامات بعد بداية العلاج، ويعد ذلك عاملًا هامًا في علاج مرضى السكر من النوع الثاني خاصة في ظل معاناة أغلب المرضى من السمنة.
وأثبت ليراجلوتيد، فعاليته في تحسين الأداء الوظيفي للبنكرياس، مما يسمح بزيادة إفراز الأنسولين، والحفاظ على مستوى السكر الطبيعي في الدم.
جدير بالذكر أن ليراجلوتيد يماثل في تركيبته ٩٧٪ من الهرمون الطبيعي داخل الجسم، مما يقلل الأجسام المضادة، وبالتالي تحتفظ بفاعليتها داخل الجسم، كما يستهدف حل المشاكل المرتبطة بمرضى السكر، وينجح في علاجها لدى أغلب مرضى السكر.
السكر التراكمي
وأوضحت الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بطب القصر العيني، أن 57% من مرضى السكر، لا يلتزمون بتناول علاجهم في المواعيد المحددة خاصة عند تناول الشخص لأكثر من نوع من الأدوية، وبالتالي ظهرت الحاجة إلى العقاقير التي تُؤخَذُ مرة واحدة في اليوم، ويمتد مفعولها إلى 24 ساعة، على أن تكون آمنةً، وذات تأثير فعال مثل عقار" ليراجلوتيد".
واضافت أنه عندما لا يلتزم المرضى بالعلاج فإنهم يكونون معرضين للإصابة بمضاعفات مرض السكر العديدة، ونعرف أيضا من الأبحاث الحديثة أن ثلث مرضى السكر فقط، يصلون إلى النتائج المستهدفة للعلاج ،ويكون مستوى السكر لديهم تحت السيطرة.
وأكدت أن مريض السكر يحتاج أن تكون حالته مستقرة قبل بدء رمضان، حتى يستطيع الصيام دون مشاكل، وهو ما يمكن تحقيقه عند الالتزام بالإرشادات الطبية، أما مرضى السكر الذين ننصحهم بالإفطار فهم المرضى المصابون بمضاعفات السكر على الأوعية الدموية والكليتين، وكذلك يجب ألا يصوم مريض السكر إذا صاحب مرض السكر عوامل خطيرة أخرى مثل: أمراض القلب، أو إذا كان مريض السكر يُعالَج بكميات كبيرة من الأنسولين، خاصة إذا تعددت جرعات الأنسولين خلال اليوم الواحد.
وتابعت "كما أنه من الضروري أن يلتزم المريض بالنظام الغذائي الذي حدده له الطبيب، وعدم تناول أنواع الحلوى التقليدية في رمضان، وقد تمكن المرضي الذين استخدموا عقار"ليراجلوتيد" خلال رمضان من الوصول إلى نسبة السكر التراكمي HbA1c المستهدفة، مع عدم حدوث نوبات انخفاض السكر، أو زيادة في الوزن بنسبة أكثر من الضعف عند المقارنة مع نتائج العقار المقارن."
ويقول الدكتور خليفة عبدالله، أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بكلية طب جامعة الإسكندرية، وعضو اللجنة القومية للسكر: "يصوم كل عام نحو خمسين مليون مسلم من المصابين بمرض السكر حول العالم، وتشير التقديرات إلى أن أغلبهم مصاب بالنوع الثاني من المرض، مما يزيد من احتمالية إصابتهم بخلل في مستوى السكر في الدم، سواء هبوطًا أو ارتفاعًا".
وأضاف أن من العوامل التي تؤدي لخطورة تلك الاحتماليات، الانقطاع عن الطعام لفترة طويلة، ثم الإفطار على وجبة كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك لمضاعفات مثل الاختلال الملحوظ في مستوى السكر في الدم أو الجفاف، مما قد يستدعي الحصول على رعاية طبية في المستشفى.
لذلك فإن على مرضى السكر الذين يرغبون في الصيام، اللجوء للعقارات التي لا تسبب هبوط السكر بعد استشارة الطبيب المعالج، خاصة وأن المضاعفات سابقة الذكر تجبر واحدا من كل ثلاثة صائمين من مرضى السكر حول العالم على كسر صيامهم.
وأشار أن من أهم أسباب الإصابة بمرض السكر هو الزيادة في الوزن، والإصابة بالسمنة؛ بسبب قلة الحركة وكثرة تناول السكريات وعدم ممارسة الرياضة واستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل خاطئ؛ لذلك فإن وجود عقاقير مثل عقار "ليراجلوتيد" فعال ويساعد على خفض الوزن مقارنة بعقارات السكر الأخرى، لذلك فهو يعتبر إضافة وتقدم في منظومة علاج مرض السكر."