الأب زينون
ترك زينون العالم في فجر حياته وذهب ليضع نفسه تحت ارشاد القديس سلوانس أحد مشاهير الآباء المتوحدين في هذا الوقت.ومثل كل أبطال الرهبنة الشجعان،تدرب في ممارسة أكثر الفضائل صعوبة.
عناية الله بالقديس:
في أثناء وجوده في الاسقيط ترك مرة قلايته ليلاً بقصد ذهابه الي المستنقعات القريبة،لكنه ضل الطريق ومشي في البرية ثلاثة أيام بلياليها فتعب ووقع كالميت.فوقف مقابله شاب ومعه خبز وماء قائلاًيا زينون قم وكل)،فقام وصلي،لأنه ظن أنه خيال فقال له ذاكحسنا صنعت).أما القديس فعاد يصلي مرة ثانية ومرة ثالثة مع الاستحسانات المتكررة من الشاب العجيب الذي أضافقم اكسر هذا الخبز وكل بدون خوف لأنه بقدر ما مشيت ثلاثة أيام بقدر ما يبقي لك في الطريق لتقطعه كي ترجع الي مكان عزلتك ولكن تشجع واتبعني).فأطاع زينون وللحال وجد نفسه عند قلايته فقال الشيخ لذاك الشابادخل معي لنصنع صلاة) فلما دخل الشيخ غاب الشاب ولم يظهر. انتصاره في التجربة:
مرة كان سائراٍ باحدي نواحي فلسطين،فتعب وجلس ليأكل بقرب مقثاة،فقال له فكرهخذلك ثمرة من ثمار القثاء وكلها،فماذا يصيبك من هذا؟) فأجاب فكره قائلاًان الله قال لاتسرق،والذي يخالف وصايا الله،يلقيه في النار،فجرب أنت نفسك أولاً،ان كنت تحتمل النار).فوقف تحت أشعة الشمس المحرقة عارياً مقدار ساعة حتي التهب،حينئذ قال لفكره(اذا كنت لاتحمل العذاب،فلاتسرق،ولا تأكل المسروق). محبته للغرباء:
هذا القديس قيل عنه في الابتداء انه ما كان يأخذ من احد شيئاً.وكان اذا جاء.انسان بشئ لم يأخذه منه،فكان ينصرف ذلك الانسان حزيناً.وكذلك الذين كانوا يأتون اليه يطلبون منه شيئاً مثل شيخ كبير لم يكن يعطيهم،فكانوا ينصرفون أيضاً حزاني.فقالماذا أصنع؟اذا كانوا يجيئون يطلبون يحزنون،والذين يحضرون يحزنون أيضاً،ولكن هذا أفضل وأنفع جداً والآن من أحضر شيئاً أخذته منه.ومن جاء يطلب شيئاً سأعطيه له) فصنع هكذا واستراح.واقنع وطيب قلوب الناس جميعاً الذين كانوا يأتون اليه وأرضاهم. – أي يطلبون منه شيئاً علي سبيل البركة معتبرين أنه شيخ قديس.