رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله قد كلَّم البشرَ عن طريق الأنبياء، وهو يريدُ أن الجميعَ يستمعون إليه. الله يريدُ أن يكلِّمَنا من خلال كتبِ الأنبياء. والله لا يتغير أبداً، ولا كلمتُه أيضاً. في كلِّ جيلٍ، كان اللهُ يحمي كلمتَه؛ لأنه ‘‘لا يمكن أن يُنقَض المكتوب’’ (يوحنا 35:10) ، ‘‘ فالعالم يمضي .. وأما كلمةُ الربِ فتثبتُ إلى الأبد’’ (1يوحنا 17:2 ؛ 1بط 25:1). هذا هو ما يقوله الكتابُ المقدس. واليوم ، سنبحث أولَ جزءٍ في الكتابِ المقدس، وهو ‘‘التوراة’’. لقد بثَّ الله هذا الكتابَ في ذهنِ رجلٍ يُدعى ‘‘موسى’’، وأخبره بما يمكن أن يُكتَب، ثم كَتبَه موسى. ومر حوالي 3500 سنة من وقتِ موسى حتى الآن. وتتكون التوراةُ من خمسةِ أسفارٍ أو خمسةِ أجزاء. وأولُ سفرٍ هو سفرُ ‘‘التكوين’’. وهو يحوي خمسين فصلاً. ويسمَّي هذا السفر سفر ‘‘التكوين’’، أي ‘‘بداية’’، لأنه يخبرُنا عمَّا حدثَ في البداية .. بدايةِ كلِّ شيء. ومن المهم لنا أن نعرفَ السفرَ الأوَّل من التوراة معرفةً جيدةً جداً؛ لأنه هو الأساس الذي وضعه الله، كي ما نفهم ما قاله في أسفارِ الأنبياءِ الأخرى التي تتبعه. وفيما ندرسُ هذا الكتاب، ستتعمق معرفتُنا بحقائقَ هامةٍ كثيرة: .. سنتعلم عن اللهِ وعن طبيعتِه. .. وسندرسُ عن الشيطانِ والملائكة، وعن السماءِ والأرض، وعن الحيواناتِ والإنسان. .. وسنرى كيف دخلت الخطيةُ العالم، وجلبت معها الحزنَ والخرابَ العظيم. إلا أننا سنبحثُ بدقةٍ طريقَ الخلاصِ الذي دبَّره الله؛ كي ما يستطيعَ الخطاةُ الرجوعَ إلى الله . وفي القصةِ الأولى، .. سنرى أولَ ناسٍ، وأولَ خطيةٍ، وأولَ قاتل. .. سنقرأ عن أولِ الدياناتِ المزيَّفة، وأولِ الأنبياء، وأولِ الأمم. .. سنتأمل في قصةِ آدمَ وحواء، وقايين وهابيل، ونوحَ والطوفان، ونبيِّ الله إبراهيم، ولماذا دُعِيَ ‘خليل الله’. .. سنرى إسماعيلَ واسحق، وعيسو ويعقوب، ويوسفَ واخوته الأشرار. .. حقاً، إن السفرَ الأولَ من التوراة يحتوي على كلِّ هذا وأكثر. والآن ـ نبدأ دراستَنا التاريخية لكتبِ الأنبياء. في السفرِ الأولِ من التوراة، والفصلِ الأول، والعددِ الأول، يقول الكتاب: ‘‘ في البدءِ خلق الله السمواتِ والأرض ’’ (تكوين 1:1). وهذه هي النقطةُ التي ينبغي أن نبدأَ من عندِها درسَنا في الكتابِ المقدس، لأن من هذه النقطة يبدأُ اللهُ نفسُه كتابَه: ‘‘ في البدءِ خلقَ اللهُ السمواتِ والأرض ’’. وهناك شيءٌ في هذا العدد ينبغي أن نأخذَه في الاعتبار، وهو ما الذي كان موجوداً قبلَ أن يَخلِقَ اللهُ السماءَ والأرض؟ ما الذي كان هناك قبل أن يُوجد العالم ؟ توضِّحُ لنا كلمةُ الله أنه لم يكن هناك أيُّ شيءٍ موجودٍ، فيما عدا الله. ولذلك يقول الكتاب : ‘‘ في البدءِ .. الله’’. فكلُّ شيءٍ نراه ونلمَسه له بداية. وبالتالي ففي قديم قديم الزمان، .. كان هناك وقتٌ حيث لم يكن هناك أيُّ سماءٍ أو أرضٍ، أو محيطٍ أو بحر. .. في البداية، قبل أن يخلقَ الله السماءَ والأرض، لم يكن هناك شمسٌ أو قمرٌ أو نجوم. .. في البداية، لم يكن هناك بشرٌ أو ملائكة. .. لقد كان وقتٌ حيث لم يكن هناك أيُّ شيءٍ على الإطلاق مما نراه أو نعرفه اليوم ..لا شيءٍ على الإطلاق، فيما عدا .. الله ! ولهذا نقرأ في أولِ عددٍ من أولِ سفرٍ في الكتابِ المقدس: ‘‘ في البداية .. الله خلق السموات والأرض’’. إن الكتابَ لا يقولُ : ‘‘ في البدءِ .. اللهُ والملائكة ..’’، أو ‘‘ في البدءِ .. اللهُ والبشر’’. ولكنه يقول: ‘‘في البدءِ .. الله’’. ففي البدءِ ، عندما لم يكن بعدُ شيءٌ قد وُجِد، وقبل أن تُوجدَ الملائكةُ أو البشر .. كان هناك واحدٌ فقط حيٌّ وموجود. هذا الواحد .. كان الله. وفي عالمِنا هذا، يقولُ البعض: ‘‘ إني لا أستطيع أن أرى الله ، وبالتالي فالله غيرُ موجودٍ’’. ولهؤلاء ـ الذين ينكرون وجودَ الله ـ نقول لهم: ‘‘دعونا نسألكم بعض الأسئلة.’’ هل عمرك رأيتَ الذرة؟ أو الأكسجين الذي تتنفسه؟ هل عمرك رأيتَ الريح؟ إنك لا تستطيعٌ أن ترى الريح، ومع ذلك فإنك تعرفٌ أنها موجودة؛ لأنك تستطيعُ أن ترى تأثيرَها. فأنت تستطيعُ أن ترى الأشجارَ وهي تتحرك بفعلِ الريح، ولكن لا أحد يستطيعُ أن يرى الريح. إنك لا تستطيع أن تمسكَ الريحَ في يدِك، ولكنك تستطيع أن تشعرَ بنسيمِها العليل. .. وهذا هو الحالُ مع الله. فنحن لا نستطيعُ أن نرى الله؛ لأنه لا يُرى بالعينِ البشرية. ومع ذلك، فإننا نعرفُ أن اللهَ موجود؛ لأننا نرى خليقتَه. يقولُ الكتابُ: ‘‘ لأن أمورَه غير المنظورة تُرى منذُ خلقِِ العالم ، مدركةً بالمصنوعاتِ قدرتَه السرمدية ولاهوتَه، حتى أنهم بلا عذر.’’ (رو 20:1) هناك شيءٌ آخر يمكننا أن نتعلمَه من العددِ الأول من التوراة، ألا وهو أن اللهَ ليس له بداية. فالله لم يُخلَق في البداية ؛ لأنه هو ربُ الأزل. كل ما نراه ونعرفه هنا في العالم، له بداية؛ أما الله فليس له بداية. ليس له مصدرٌ، وليس له نظير، ولم يكن غيرُه في البداية. لم يلدْه أحد، ولم يخلقْه أحد، ولم يخلقْ نفسَه. ولهذا نقرأُ في الكتابِ المقدس: ‘‘في البداية .. الله ..’’. الله فقط هو الذي ليس له بداية. هو الوحيدُ الموجودُ دائماً، والحيُّ إلى الأبد. ‘‘الربُ الأزليُّ الأبدي’’ هو اسمه. وما هو عليه اليوم، هو ما كان عليه بالأمس. وما كان عليه بالأمس، هو ما سيكون عليه للأبد. لأن الله لا يتغير أبداً. وهناك شيءٌ آخر يمكن أن نتعلمَه من العدد الذي يقول: ‘‘ في البدءِ خلق اللهُ السمواتِ والأرض’’، وهو عظمة الرب. الله الذي خلق كلَّ شيءٍ هو أعظمُ من كلِّ شيءٍ ومن كلِّ إنسان. هو ربُّ الخليقة. حقاً ، يمكننا أن نعلنَ من كل قلوبِنا أن الرب أعظم من أيِّ شيءٍ في العالم: المحيط، والرياح، والشمس، والنجوم! هو أحكمُ وأقوى من كلِّ الأرواحِ والبشر. هو مستحقٌ المجد إلى الأبد! تماماً، كما أن باني البيتِ أعظمُ من البيتِ نفسِه، هكذا اللهُ أيضاً، هو أعظمُ من كلِّ شيءٍ؛ لأنه هو الذي خلقَ كلَّ شيء. وهو يحيا بقوَّتِه الذاتية، ولا يعتمد على أي شيءٍ آخر، ولا على أي شخصٍ آخر. الرب أعظمُ وأكبر من أي شيء، ولا يحتاج إلى شيءٍ ولا إلى إنسان. هو الواحدُ العظيم! نحن البشرُ لدينا احتياجاتٌ كثيرة. فكل يوم، نحتاج أن نتنفس وننام، ونأكل ونشرب. نحتاج إلى الشمس والمطر، والطعام والماء، والملبس والمأوى، وإلى الأب والأم، والأصدقاء والمال .. بل ونحتاج إلى ما هو أكثر بكثير من ذلك. حقاً ، ما أكثر احتياجاتنا نحن البشر! لكن الله .. الرب الذي خلقَ كلَّ الأشياء، لا يحتاج إلى شيء! فهو لا يجوع، ولا يعطش، ولا يتعبُ أبداً! ليس له جسمٌ كالإنسان. ليس له حدود، وليس له نهاية. فهو اللهُ الأبدي. هو الإلهُ الكلِّي القوة والقدرة .. الإلهُ القادرُ على كلِّ شيء. والآن، نأتي إلى سؤالٍ هام. وهو إن كان اللهُ ليس كالإنسان ، وليس له جسمٌ مثلنا، فما هي طبيعته ؟ إن الكتابَ المقدس يعطينا إجابةً واضحةً على هذا السؤال. فهو يقول: ‘‘إن اللهَ روح ، والذين يسجدون له فبالروحِ والحق ينبغي أن يسجدوا’’ (يو 24:4). إذاً، ما هي طبيعةُ الله ؟ الله روح. الإنسان جسدٌ وروح، ولكن اللهَ روحٌ فقط. وروحُ الله ليس له حدود؛ فهو في كلِّ مكان. اللهُ فوق كلِّ شيء، وفوق كلِّ إنسان. فهو يملأ كلَّ شيء، ويرى كلَّ شيء. الليلُ مثل النهار عند الله. فإن اختبأتَ في حجرتِك، فالله هناك، وهو يراك. اللهُ يعرفُ كلَّ شيء. يعرفُ أفكارَك، ونوايا قلبِك. فالله عظيم! في الدروسِ القادمة .. سنتعرَّفُ أكثر على طبيعةِ الله وشخصيتِه. ففي الكتابِ المقدس، نجدُ لله المئاتِ من الأسماء. فهو الربُّ، والعليُّ، والقادر على كلِّ شيء، والخالقُ، ومبدعُ الحياة، والنور، والبار، والقدُّوس، والرحيم، وهو الله .. إلهُ المحبة . هو الله الحيّ الحقيقيّ . وفي الحقيقة، فإن الله، الذي خلق السمواتِ والارض في البداية، هو اللهُ العظيم. وهو الذي يقولُ عنه الكتاب : ‘‘ يا لعمقَ غنى الله وحكمتِه وعلمِه. ما أبعدَ أحكامِه عن الفحص ، وطرقِه عن الاستقصاء .. لأن منه وبه وله كلَّ الأشياء’’ (رومية 33:11 ،26). ‘‘الله ، المباركُ العزيزُ الوحيد، ملكُ الملوكِ وربُ الأرباب، الذي وحدُه له عدمُ الموت، ساكناً في نورٍ لا يُدنى منه، الذي لم يره أحدٌ من الناس، ولا يقدر أن يراه أحد، الذي له الكرامةُ والقدرةُ الأبدية. آمين ’’ (1تي 15:6 ،16). وفي فصلٍ آخر ، نجد نبيَّ الله موسى، وهو يسبِّح الله بتسبحةٍ جميلةٍ، يقول فيها: ‘‘عظيمةٌ وعجيبةٌ هي أعمالُك أيُّها الربَّ الإلهَ القادرَ على كلِّ شيء. عادلةٌ وحقٌّ هي طرقُك يا ملكَ القديسين. من لا يخافُك يا رب ويمجِّدُ اسمَك؟ لأن وحدَك قدُّوس ..’’ (رؤ 3:15 ،4). إن الله عظيمٌ عظمةً لا نهائية! هذا هو ما يعلِّمه لنا العددُ الأولُ من كلمةِ الله، الذي يقول ‘‘في البدءِ .. الله ..’’. وهكذا، أصدقائي، فلنحتفظ في أذهانِنا بالحقيقةِ التي عرفناها اليوم: ‘‘ في البدء .. الله ..’’. .. فالله فقط هو الذي كان موجوداً في البداية. .. وبالتالي، فإن اللهَ وحدَه هو الذي يستطيع أن يكشفَ لنا حقيقةَ ما حدث في البداية. .. واللهُ وحدُه هو الذي يستطيع أن يكشفَ لنا حقيقةَ نفسِه. أصدقائي .. هذا هو ما سنتوقف عنده اليوم .. نشكرُكم على وجودِكم معنا اليوم .. والجزء القادم سوف نبحثُ موضوعاً شيِّقاً للغاية، وهو: ‘‘ الملائكةُ والشيطان ’’. هل تعرفُ القصةَ الحقيقية التي تتكلم عن أصلِهم ونشأتِهم ؟ ليباركُكم الرب ـ وأنتم تتأملون في هذه الآيةِ من الكتاب المقدس : ‘‘ اللهُ روح ، والذين يسجدون له فبالروحِ والحق ينبغي أن يسجدوا ’’. |
30 - 05 - 2015, 01:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: طبيعة الله
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبة هي طبيعة الله |
ما هي طبيعة الله؟ |
ما هي طبيعة الله؟ |
طبيعة الله بداخلك |
طبيعة الله |