رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (58) كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ٢٥ أبريل ٢٠١٥ دراسة تفصيلية لمقاطع مختارة من الإنجيل ثالثا: ألقاب ومصطلحات دراسة حول مثل: الراعي الصالح (يو10:1-16) صورة الراعي: فكرة كتابية قديمة- مألوفة في الشرق القديم وهي صورة ولقب (رعاية/ راعي) منسوبين إلي الله (مز23:1), (مز80:1) وتعتبر أغني تعابير العهد بين الله وشعبه في القديم. والمقصود هو عمل الرعاية الكبير (مز78:52) وقد أوكل مهمة الرعاية إلي أناس يختارهم (حز34), وقبل أن نخوض في شرح يوحنا 10 من الضروري أن نرجع إلي (حز34:1-31) حتي نتعرف علي الصورة الروحية واللاهوتية العميقة والتي تشمل كل عمل الخلاص وتفتح نافذة علي سر المعرفة المتبادلة بين الآب والابن. ما قبل النص: في (7:37-39) أعلن المسيح أنه معطي ماء الحياة. في (8:12) أعلن المسيح أنه نور العالم. في (8:24) أعلن أن الإيمان به قضية حياة أو موت. في (8:31-32) أعلن أنه محرر/ أنه الحق. في (8:58) أعلن أنه كائن قبل إبراهيم. وهذا كله يعتبر تجديفا في نظر اليهود ولذا أخذوا حجارة ليرجموه (8:59). وفي أصحاح 9 شفي المولود أعمي. وفي (9:41) قال: تقولون إننا نبصر, فخطيتكم باقية (ثابتة). وفي أصحاح 10 قدم إدانة للرعاة الأردياء مقارنة معه باعتباره الراعي الصالح الوحيد أي الذي له حق قيادة البشر إلي الحياة. هيكلية النص: يعتبر هذا النص هو المثل الوحيد في إنجيل يوحنا وهو مأخوذ من الحياة الرعويةفي فلسطين. ويمكن تقسيم النص إلي قسمين: * (1:5) المثل. * (6:21, 26-30) عدم فهم المستمعين مع مفاتيح فهم المثل. * وهو يقدم ثلاثة أنماط للعلاقة مع القطيع الخراف: أ- الراعي. ب- الغريب سارق أو أجير. ج- الذئب. + الراعي: يبذل/ يضحي. يعرف خاصته واحتياجاتها.. يبحث عن الجميع.. يقود ويرشد لأنه قدوة.. + السارق: يقتحم الخدمة: يخطف/ يسرق.. يتخفي/ يذبح.. ذاتي (ذاته أولا) يهلك.. + الأجير: لا يبذل.. فاتر.. شكلي.. لا يهتم/ يهرب.. + الذئب: يفترس/ يخطف.. لا يعرف الرحمة/ يبدد.. إنه الشيطان بعينه.. له سبعة رؤوس+ عشرة قرون.. منتهي المكر+ منتهي القسوة.. مفاتيح المثل: إننا يمكننا أن نضع هذا المثل في مجموعتين من الأعداد: الأولي: {(1-5)+ (7-10)+ (14-16)}= علاقة الراعي ومعرفته وثقته. الثاني: {(11-13)+ (17-18)}= تفاني الراعي في سبيل خرافه. ع7: أنا باب الخراف إن رعاية القطيع الشرعية توجب المرور به. أي أن حق رعاية شعب الله ليس لها مصدر غير المسيح. ع8: المقصود هم المعلمين اليهود المعاصرين الذين لا يؤمنون به. ع9: أنا هو الباب أي باب الخلاص الوحيد, ولا سبيل آخر غير الوصول إلي مراعي الحياة الأبدية. إنه المخلص الوحيد ونور العالم. ع11: أنا هو الراعي الصالح= الراعي المعتمد. الراعي الحقيقي أي الراعي الجديد بهذا الاسم (الجميل الصالح) كما قيل عنه: النور الحقيق- الخبز الحقيقي- الكرمة الحقيقية. أنا هو فيها معني: الحضور- العمل- الوعد- الالتزام- الكشف- الديمومة. ولكن لماذا هو الراعي الصالح لأنه: - يوفر الحياة بسخاء وبوفرة للخراف. - لا يتردد في بذل نفسه في سبيل خرافه. - الخراف خاصته: المعرفة المتبادلة برباط وثيق. أما أنا فإني الراعي الصالح, وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني (ع14). ’I am the good shepherd; and I know My sheep, and am knownby My own’ تعتبر كلمة أعرف أغني كلمة في المثل كله, وهي تتعدي المعني العلمي لتعبر عن اختبار شخصي حياتي فيه: + الحضور الحميم بين شخصين. + التبادل في الثقة والاستقبال. + التشارك في القلب والأفكار. + التشبع بالحنان والأمان والطمأنينة. + الشعور بالارتباط في الرضي والمحبة هذا هو الحب الخاص الذي يجمع الراعي والقطيع.. يقول القديس مارأفرام السرياني: أي راعي يغذي قطيعه بأعضاء جسده؟! هكذا فعل السيد المسيح لأجلنا.. إذ قدم ذاته للخراف… مميزات الخراف: تسمع صوتي: لا تنخدع- تنجذب لكلمته ولصوته. تتبعني: تطيع- تؤمن- تتلمذ. يعلق القديس أغسطينوس علي هذا النص ويربطه بالثالوث الأقدس قائلا: لاهوت اللقب. والسؤال الآن: هل أنا خروف يتبع راعيه؟! هل أنا راعي يبحث عن خرافه؟! إن السيد المسيح لم يعط الحياة بتعليمه فقط, وإنما أعطاها بموته أولا, ولذا فهو المعلم والمخلص. هذا المثل يقدم صورة حقيقية للفردية والجماعية في الكنيسة, يقول في (ع16) لي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة, ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي, وتكون رعية واحدة وراع واحد هذا منتهي استعلان سر الوحدة في الكنيسة, ولذا نطلق علي الكنيسة في قانون الإيمان صفات واحدة- مقدسة- جامعة- رسولية. المسيح هو الراعي والكنيسة هي الرعية, وهنا ارتباط والتزام الواحد بالآخر.. + كأن المسيح حينما يقول: أنا هو الراعي الصالح. + ترد الكنيسة وتقول: وأنا هي الرعية المدعوة والمختارة والمحبوبة … الإيمان هو الرباط الذي يربطها به… الكنيسة تقول: إلي من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك, ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي (يو6:68, 69). والمسيح يرد: أليس أني أنا اخترتكم, الاثني عشر؟ (يو6:70). يجب أن نلاحظ أن المسيح يستخدم كلمات الراعي/ الباب/ الخراف/ كشفرة أو رمز لموضوع حقيقي علي مستوي علمه الإلهي وهو: كيف سيخلص المؤمنين باسمه الذين عرفوه وعرفهم؟ وسوف يعطيهم الحياة الأبدية؟ وكيف ستكون الصلة بينه وبينهم؟ |
25 - 04 - 2015, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مفتاح العهد الجديد (58)
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|