رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (1).. لاهوت العهد الجديد السبت 22 مارس 2014 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة يؤمن المسيحيون بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله المقدسة, كتبها رجال الله القديسون محمولين بإلهام من الروح القدس: لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بط1:21). ولقد لاحظ دارسو الكتاب المقدس أن أسلوبه يتميز بكثرة استعمال صيغة الفعل العمل خاصة عند الحديث عن الله أكثر جدا من الحديث عن صفاته الأزلية أو أسمائه أمثلة لهذه الملاحظة الهامة: - (تك1:1): في البدء خلق الله السموات والأرض (الله الخالق, الله في عمل الخلق). - (يو1:14): الكلمة صار جسدا وحل بيننا.. (الله المتأنس, الله في عمل التجسد). - (يو3:16): .. هكذا أحب الله العالم حتي.. (الله المحب, الله في عمل الحب). - .. بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به (الله الفادي, الله في عمل الفداء). - (رؤ22:20): نعم أنا آتي سريعا... (الله الديان, الله في عمل الدينونة). ولكن: ما قيمة هذه الملاحظة في فهمنا للكتاب المقدس؟ الواقع أن هذه الملاحظة تقدم لنا حقيقتين أساسيتين هما: أ- الله يعلن نفسه في أعمال عظيمة يقوم بها:إنه لايعلن نفسه في كلمات أو معارف أو صفات أو نظريات (والأعمال العظيمة هنا تختلف عن ما نسميه بأعمال العناية الإلهية) وهذه الأعمال العظيمة مثل: دعوة إبراهيم- خروج بني إسرائيل من مصر- العودة من السبي- التجسد الإلهي- الفداء والقيامة- حلول الروح القدس. ب- الله يعلن نفسه بالكلمة القوية فمثلا نراه يقول: وقال الله ليكن نور فكان نور (تك 1:3- 14) كذلك في (مز107:20): أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم... وأيضا في (إش 55:11): هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إلي فارغة, بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له. وهذه الكلمة الإلهية هي نفسها قوة وعمل وهبها الله للأنبياء في العهد القديم وللرسل في العهد الجديد: - (إر1:9, 10): .. وقال الرب لي: ها قد جعلت كلامي في فمك... - (رو1:16, 17): .. لست أستحي بإنجيل المسيح, لأنه قوة الله للخلاص... - (1كو2:4, 5): .. وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام.. بل بقوة الله. - (رو10:8, 17): .. الكلمة قريبة منك, في فمك.. أي كلمة الإيمان. هذه الكلمة ظهرت في أسمي مجدها في شخص ربنا يسوع المسيح (يو 1:1-18). وعلينا أن نفرق بين: 1- الكلمة الذاتي (المذكر) وهو الأقنوم الثاني, اللوغوس Logos وهو الحكمة الإلهية أو Word within. 2- الكلمة المنطوقة: المقروءة, المكتوبة: (مؤنث) وهي الكلمة حين تخرج إلي أسماعنا أو نقرأها في كتاب ونطلق عليها تعبير Word without. وهي ليست عقلا أو أقنوما بل ألفاظا تشرح شيئا. إعلان العهد الجديد فوق الزمان: وهذا واضح من هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو3:16). .. إن كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة, وكل تعد ومعصية نال مجازاة عادلة, فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصا هذا مقداره؟ قد ابتدأ الرب بالتكلم به, ثم تثبت لنا من الذين سمعوا, شاهدا الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس, حسب إرادته (عب 2:2-4). السؤال الآن: هل يتساوي العهدان في الإعلان عن عمل المسيح؟ الإجابة علي هذا السؤال هي: نعم, لا. وهي مبنية علي الآيات: الله, بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما, بأنواع وطرق كثيرة, كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شئ, الذي به أيضا عمل العالمين (عب 1:1-2). نعم: يتساويان في موضوع الإعلان. فالله الذي أعلن في القديم هو الذي أعلن في الجديد, وهو الذي أجري أعماله العظيمة في العهدين.. فالذي يربط العهدين ليست النبوات ولا المواعيد, ولكن الذي يربط العهدين هو الله نفسه لأنه عامل. لا: يختلفان في كيفية الإعلان جاء الإعلان الكامل في الابن. أما إعلان الأنبياء ففيه نقص وتقصير فالإعلان واحد في العهدين لأنه إعلان الله لنفسه فاديا ومخلصا, ولكنه إعلان متفاوت إذ وصل سموه الكامل في المسيح يسوع ربنا. - (غلا1:4): الذي بذل نفسه لأجل خطايانا, لينقذنا من العالم الحاضر الشرير. - (أع 10:43): له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا. - (أع 3:24): وجميع الأنبياء أيضا من صموئيل فما بعده, جميع الذين تكلموا, سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام. إذن فالعهد القديم الذي هو إعلان الله فاديا كان ينظر إلي المستقبل نحو الإعلان الكامل في المسيح يسوع كما أوضحه العهد الجديد. لكن أبناء العهد الجديد ينظرون إلي المستقبل أيضا لأننا الآن نعرف بعض المعرفة. - (1كو13:9-12): .. الآن أعرف بعض المعرفة, لكن حينئذ سأعرف كما عرفت. - (1 يو 3:1, 2): .. أيها الأحباء, الآن نحن أولاد الله, ولم يظهر بعد ماذا سنكون. - (رو8:19): لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله. - (2 تس1:7): .. عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته. - (1بط1:7): (لكي تكون تزكية إيمانكم.. للمدح.. عند استعلان يسوع المسيح. يترتب علي ما سبق عدة ملاحظات هامة: 1- إن الترتيب الزمني في الأسفار وما تحتويه من أحداث غالبا ما يحمل في طياته ترتيبا لاهوتيا. بمعني أن سرد قصة ربنا يسوع المسيح لا تكون أبدا بدون لاهوت, وحتي الخبر التاريخي لابد له من أن يحمل حقيقة لاهوتية. 2- إن الكتاب المقدس بعهديه هو قناة إعلان الله ولذا فهو كتاب الحياة لأن فيه نري الله عاملا في حاة الناس. وهذا هو ما نسميه بلاهوت الكتاب المقدس. فصفحات الكتاب المقدس هي بيان وتقرير أعمال الله القوية في التاريخ والتي تكشف أنه يعمل عملا ومستعد أن يعمل لكل إنسان يقترب إليه بالإيمان والتوبة. 3- إن كلمة يكرز preach لها معنيان في أصلها اليوناني: I- Evangelize= إعلان أخبار سارة وعادة تترجم بـالكرازة بالإنجيل أو البشارة بالأخبار السارة II- Kerysso= الإعلان الجماهيري- الإعلان العام- الإعلان الجمهوري. وهذا ما نسميه بالكيريجما= Kerygma= تعليم الرسل. والملاحظة في كل الفقرات التي تتحدث عن الكرازة وغالبا في الإنجيل فإن محتوي الكرازة أو موضوعها الأوحد هو الأخبار السارة عن الملكوت وأفضل الأمثلة نجدها في: - عظتان للقديس بطرس الرسول: (أع 2:14- 41, 3:11- 26). - عظتان للقديس بولس الرسول: (أع13:16- 43, 17:22- 31). ومحور هذه العظات أن السيد المسيح- المسيح التاريخي- صلب وقام كما في الكتب, وأنه المسيا المنتظر. يجب تقبله بالإيمان والتوبة. مع ملاحظة أن كل عظة تفتح وتختم بالتوبة والإيمان بأن يسوع المسيح رب ومخلص. |
|