+ عصيتم قول الرب إلهكم... وقلتم: الرب بسبب بُغضه لنا قد أخرجنا... لكي يهلكنا... فقلتً لكم لا ترعبوا ولا تخافوا منهم، الرب إلهكم السائر أمامكم هو يحارب عنكم حسب كل ما فعل معكم في مصر أمام أعينكم وفي البرية حيث رأيت كيف حملك الرب إلهك، كما يحمل الإنسان ابنه، في كل الطريق التي سلكتموها حتى جئتم إلى هذا المكان، ولكن في هذا الأمر (تملك الأرض حسب وعد الرب) لستم واثقين بالرب إلهكم السائر أمامكم في الطريق ليلتمس لكم مكاناً لنزولكم، في نار ليلاً ليُريكم الطريق التي تسيرون فيها. وفي السحاب نهاراً.
فأجبتم وقلتم لي: قد أخطأنا إلى الرب ونحن نصعد ونُحارب حسب كل ما أمرنا الرب إلهنا... فقال الرب لي قُل لهم لا تصعدوا ولا تحاربوا لأني لست في وسطكم لئلا تنكسروا أمام أعدائكم، فكلمتكم ولم تسمعوا، بل عصيتم قول الرب وطغيتم وصعدتم.. وطردوكم (الأموريين الذين حاربوهم) وكسروكم.. فرجعتم وبكيتم أمام الرب ولم يسمع الرب لصوتكم ولا أصغى إليكم... (أنظر تثنية 1: 22 – 46)
+ وقال لهم في ذلك اليوم – لما كان المساء – لنجتاز الى العبر. فصرفوا الجمع واخذوه كما كان في السفينة، وكانت معه أيضاً سُفن أُخرى صغيرة. فحدث نوء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلئ. وكان هو في المؤخر (مؤخرة السفينة) على وسادة نائماً فايقظوه وقالوا له يا معلم: "أما يهمك إننا نهلك". فقام وانتهر الريح وقال للبحر: أسكت أبكم، فسكنت الريح وصار هدوء عظيم. وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا كيف لا إيمان لكم. (مرقس 4: 35 – 40)
في الحقيقة الإنسانية، نجد بسبب الانعزال عن الله أن الإنسان يحيا أسير العبودية نتاج الخوف الناشئ من سلطان الموت، وهذا هو السبب الذي اتى شخص ربنا يسوع لكي يفكنا منه: [ ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين 2: 15)
فالخوف يدل على ضعف الإيمان أو عدم وجوده من الأساس، لأن ساعات الظلمة هي عينها امتحان ثقة الإيمان الحي، لذلك فأن كل ضيق أو كل صعوبة تقف أمامنا في واقع حياتنا المعاش هي امتحان حقيقي لإيماننا لا لكي يميزه الله لأنه يعرف خفايا القلب الداخلي، ولكن لكي نعرف أنفسنا بامتحان إيماننا: [ جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان، امتحنوا أنفسكم، أم لستم تعرفون أنفسكم، أن يسوع المسيح هو فيكم أن لم تكونوا مرفوضين ] (2كورنثوس 13: 5)
فصدق الإيمان يظهر وقت الأزمات، ويظهر في حفظ الوصية وطاعة قول الله بثقة شديدة بلا مناقشة بل في قبول ورضا تام، وعدم دخول فلسفتي في تزويق الكلمة وتحويرها لتتناسب مع وضعي أنا الشخصي كما فعل شعب إسرائيل كما قيل في التثنية !!!
[ لذلك كما يقول الروح القدس اليوم "أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم، كما في الاسخاط يوم التجربة في القفر. حيث جربني آباؤكم، اختبروني وأبصروا أعمالي أربعين سنة. لذلك مقت ذلك الجيل وقلت إنهم دائما يضلون في قلوبهم ولكنهم لم يعرفوا سُبلي. حتى أقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي".
انظروا أيها الإخوة ان لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي. بل عظوا أنفسكم كل يوم ما دام الوقت يُدعى اليوم لكي لا يُقسى أحد منكم بغرور الخطية. لأننا قد صرنا شركاء المسيح أن تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية. إذ قيل: "اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الاسخاط"،
فمن هم الذين إذ سمعوا اسخطوا !!! أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى.
ومن مقت أربعين سنة !!! أليس الذين أخطأوا، الذين جثثهم سقطت في القفر.
ولمن أقسم لن يدخلوا راحته !!! إلا للذين لم يطيعوا. فنرى أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الإيمان ] (عبرانيين 3: 7 – 19)
[ ولكن بدون إيمان لا يُمكن (مستحيل) إرضاؤه، لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يُجازي الذين يطلبونه ] (عبرانيين 11: 6)
[ اطلبوني، أنا الرب متكلم بالصدق مخبر بالاستقامة ] (إشعياء 45: 19)
[ وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكم ] (إرميا 29: 13)
[ وإنما احرصوا جداً أن تعملوا الوصية والشريعة التي أمركم بها موسى عبد الرب: "أن تحبوا الرب إلهكم وتسيروا في كل طرقه وتحفظوا وصاياه وتلصقوا به وتعبدوه بكل قلبكم وبكل نفسكم" ] (يشوع 22: 5)
[ يا ابني لا تنس شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي ] (أمثال 3: 1)
[ احفظ وصاياي فتحيا وشريعتي كحدقة عينك ] (أمثال 7: 2)
[ ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر ] (إشعياء 48: 18)
[ أن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي ] (يوحنا 14: 15)
[ الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي، وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي ] (يوحنا 14: 21)
[ أن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما إني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته ] (يوحنا 15: 10)
فرفض الوصية، وصية المحبة، وصية ربنا يسوع الذي يحورها الكثيرين لتتناسب معهم ومع وضعهم ليقلبوها لبغضة وحنق وحكم دينونة أبدية ونقمة على الآخرين، بحجة أن هذا هو الحق، وان الرب لا يقصد أن نحب أعداءنا بالمعنى المباشر للكلمة، ووضع أمثلة من العهد القديم وكلام عن العدل والقصاص، وطلب الصلاة من أجل الانتقام، كل هذا يدل على التمرد والتذمر على الله الحي الذي نراه لا يتدخل وينزل نار من السماء لتحرق المضادين بل يتأنى عليهم جداً، كما انه ترك الزوان مع الحنطة ينميان معاً، ولم يفصل بينهما ولم يوقع القضاء فور ارتكاب المعاصي والشرور، لأنه لم يأتي ليهلك أحد بل ليُخلِّص، حتى انه غفر لصالبيه وقال: [ يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ] (لوقا 23: 34)
فان كنا بني النور والنهار، مصلوبين مع المسيح، مائتين عن اركان هذا العالم الضعيف، عالمين أننا مرفوضين لأن العالم لا يعرف يسوع المسيح، كيف لا نغفر ونصفح عن صالبينا ومُعيرينا بل وقاتلينا !!!
[ لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته، ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم ] (يوحنا 15: 19)
[ انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه ]ٍ (1يوحنا 3: 1)
[ أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنه أصابكم أمرٌ غريب. بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضاً مبتهجين. أن عُيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم، أما من جهتهم فيُجدف عليه، وأما من جهتكم فيُمجد. فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شرّ أو متداخل في أمور غيره. ولكن أن كان كمسيحي (متألم بسبب انه مسيحي) فلا يخجل، بل يُمجد الله من هذا القبيل... فإذاً الذين يتألمون بحسب مشيئة الله، فليستودعوا (يسلموا) أنفسهم كما لخالق أمين في عمل الخير ] (1بطرس 4: 12 – 19)