رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حامل بالمسيح _ سمعان اللاهوتي كن أمَّا للمسيح طوبى لأولئك الذين قبلوا مجيئ المسيح كنور في الظلمة، لأنهم يصيروا أبناء نور وأبناء نهار. طوبى لأولئك الذين لبسوا نور المسيح من الآن، لأنهم بالفعل قد لبسوا ثياب العرس. لذا لن توثق أيديهم وأرجلهم، ولن يطرحوا في النار الأبدية. طوبى لأولئك الذين رأوا المسيح أثناء تجسده، أما أولئك الذين رأوه رؤى العقل بشكل روحي وسجدوا له فلهم تطويباً مثلثاً، لأنهم لن يروا الموت إلى الأبد. ولا تشك في هذا الأمر لكونه يحدث على الأرض، لأن المُدانين الذين يُسمَّح لهم برؤية الإمبراطور الأرضي يتم تحريرهم فوراً من الحكم المؤدي للموت. طوبى لأولئك الذين يتغذون يومياً على المسيح - بمثل تلك المعرفة والتأمل التي لإشعيا النبي عندما تغذى بالجمرة المتقدة - لأنهم يتطهرون من كل إثم للنفس والجسد. طوبى لأولئك الذين يتذوقون كل ساعة النور فائق الوصف بفم العقل، لأنهم يسلكون بلياقة كما في النهار (رو 13:13) ويمضون كل أوقاتهم في تهليل وفرح. طوبى لأولئك الذين ميَّزوا بالفعل هنا على الأرض نور الرب كما هو، إذ أنهم لن يخجلوا عندما يظهروا أمامه في الدهر الآتي. طوبى لأولئك الذين يعيشون دائماً في نور المسيح، لأنهم شركائه في الميراث وأخوته من الآن وإلى الأبد. طوبى لأولئك الذين أشعلوا النور في قلوبهم من الآن، وحفظوه غير منطفئ، لأنه عند مغادرتهم هذه الحياة سوف يتألقون عند مقابلة العريس، وسوف يذهبون معه إلى غرفة العرس حاملين مصابيحهم. طوبى لأولئك الذين لم يتفكروا في قلوبهم قائلين إن الإنسان في هذه الحياة ليس لديه أي ضمان للخلاص - ويناله عند رحيله من العالم أو بعد ذلك - لكنهم جاهدوا لكي ينالوه الآن. طوبى لأولئك الذين لم يترددوا في أي شيء قلته هنا، أو شكوا في عدم صحته، لأنهم حتى لو لم يختبروا أي شيء من هذه الأمور – الأمر الذي أصلي أن لا يكون هو الحال – إلا أنهم على الأقل يجاهدون لكي يختبروه. طوبى لأولئك الذين يسعون بكل قلوبهم للمجيئ للنور، محتقرين كل الأشياء الأخرى، إذ بالرغم من أنهم وهم ما زالوا في الجسد قد لا ينجحوا في القدوم للنور، إلا أنهم سوف يغادرون الحياة برجاء ثابت، وسوف يدخلون في النور. طوبى لأولئك الذين يبكون دائماً بمرارة على ذنوبهم، لأن النور سوف يستولى عليهم ويُبدِّل المرارة إلى حلاوة. طوبى لأولئك الذين يشعّون بالنور الإلهي، فيروا عجزهم الشخصي ويدركوا مقدار التشوه الحاصل في رداء نفوسهم، إذ أنهم سيبكون حتماً، ومن ثم يغتسلون ويتنقون من خلال قنوات دموعهم المنسكبة. طوبى لأولئك الذين إقتربوا من النور الإلهي ودخلوا فيه، وصاروا نوراً بالكلية وامتزجوا به، لأنهم قد خلعوا بالتمام ثيابهم المتسخة، ولن يبكوا بكاءً مراً بعد. طوبى للذين يرون ملابسهم الخاصة وهي مشرقة كثوب المسيح، لأنهم سيمتلئون كل ساعة بفرح لا يوصف، وسوف يبكون بدموع لها حلاوة مذهلة، مدركين أنهم قد صاروا بالفعل أبناء وشركاء مع الرب في القيامة. طوبى لذاك الذي عين عقله مفتوحة على الدوام، ويرى النور في الصلاة ويتحاور معه فماً لفم، إذ أنه يتساوى في الكرامة مع الملائكة، بل أتجاسر وأقول، أنه يصير أرفع من الملائكة، لأن الملائكة تنشد التسابيح أما هو فيتشفع. وإن كان قد صار على هذا الحال بينما هو مازال يعيش في الجسد معاقاً بفساده، فماذا يكون حاله بعد القيامة عند حصوله على ذاك الجسد الروحاني غير الفاسد؟ بالتأكيد، لن يكون مساوي للملائكة فقط بل مشابهاً لسيد الملائكة حقاً، كما هو مكتوب: "ولكن نعلم إنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (1 يو 3: 2). طوبى لذلك الإنسان المتواجد أمام الله في الصلاة، الذي يراه ويُرَّى من قبله، الذي يرى نفسه كما لو أنه قد ذهب إلى ما وراء العالم، متواجداً في حضرة الله فقط، غير مميزاً إذا كان في الجسد أم خارج الجسد، لأنه سوف يسمع كلمات لا ينطق بها (2 كو 12)، وسوف يرى "ما لم تره عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان" (1 كو 9:2). طوبى لمن رأى نور العالم وهو يتشكل في داخل نفسه، إذ أنه وهو يقتني المسيح كجنين في داخله سوف يُعتبر أُمَّاً للمسيح، كما وعد الرب ذاته – الذي لا يكذب – قائلاً: ها هم أمي وأخوتي وأصدقائي، من هم يارب؟ "هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" (لو 8). إذاً أولئك الذين لا يحفظون وصاياه، يحرمون أنفسهم طواعية من نعمة كبيرة للغاية، نعمة كانت ومازالت وسوف تكون ممكنة، نعمة حدثت وتحدث وسوف تحدث لجميع الذين يتممون شرائعه. ولكي لا نتوقف هنا بدون أي شاهد، لئلا يظن أحد أننا نتكلم من أنفسنا ونقدم تعليماً بأن ما هو مستحيل ممكناً، دعونا نقدم مرة أخرى بولس المبارك فم المسيح، فهو يشرح هذه النقطة بشكل واضح عندما يقول: " يا أولادي الذين اتمخض بكم ايضاً إلى ان يتصور المسيح فيكم" (غلا 4). والآن، أين أو في أي مكان أو جزء من الجسم يتشكل المسيح؟ هل تظنوا مثلاً أنه يتشكل على الحاجب أو في الوجه أو في الصدر؟! بالتأكيد لا، بل هو يتشكل في الباطن، في قلوبنا. ربما أفترض أحد أنه يتخذ شكلاً بصورة جسدية؟ بالطبع لا فهذا بعيد كل البعد. أنه بالأحرى يتشكل بالفعل لكن بصورة غير جسدية كما يليق بالله. علاوة على ذلك، تماماً كما تعرف المرأة الحامل دون أدنى شك بأن الجنين يقفز في رحمها، ولا يمكن أبداً أن تكون جاهلة بحقيقة وجوده في داخلها، كذلك يكون الأمر مع الشخص الذي يتشكل المسيح في داخله، فهو يكون مدركاً وواعياً لحركته - أي إضاءاته – ولا يكون جاهلاً بأي حال لقفزاته – أي ومضاته – ومن ثم يرى تكوينه في باطنه. إن حضور المسيح ليس – على سبيل المثال – مثل إنعكاس ضوء مصباح في مرآة، فهو ليس ظهور بدون جوهر كالإنعكاس، لكنه يظهر في نور شخصي وجوهري، في شكل بلا شكل، وهيئة بلا هيئة. يُرَّى بصورة غير مرئية، ويدرك بصورة غير مدركة. |
09 - 02 - 2015, 08:11 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: حامل بالمسيح _ سمعان اللاهوتي
ربنا يعوض تعب محبتك
|
|||
09 - 02 - 2015, 08:15 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حامل بالمسيح _ سمعان اللاهوتي
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صلاة للقدّيس سمعان اللاهوتي الجديد ... |
القدّيس البار سمعان اللاهوتي الحديث |
نصيب مُضاعف _ سمعان اللاهوتي |
الدهش والرؤية _ سمعان اللاهوتي |
آدم أين أنت؟ _ سمعان اللاهوتي الحديث |