رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الخدمة 3 الخادم الروحي هناك سؤال يجول في نفسي وفي أعماقي:أحقا نحن خدام؟سهل أن يرتئي الواحد منا فوق ما ينبغي رو 12:ويظن بأنه خادم لله بينما الخدمة في أعماقها الروحية لها مقاييس عالية,ربما نحن لم نصل إليها أو ربما نكون قد بدأنا كخدام روحيين ولكننا لم نحتفظ بهذا الطابع علي طول الطريق فلنبحث إذن معا من هو الخادم؟ الخادم الروحي هو لحن جميل في سمع الكنيسة وأيقونة طاهرة يتبارك بها كل من يراها ,هو سلم يصل إلي السماء دائما يصعد عليه تلاميذه إلي فوق. هو جسر ينقل غيره من شاطيء العالميات إلي شاطيء الروحيات أو ينقلهم من الزمن إلي الأبدية هو صوت الله إلي الناس وليس صوتا بشريا بل هو فم يتكلم منه الله ينقل إلي الناس كلمة الله. الخادم الروحي هو نعمة إلهية أرسلت من السماء إلي الأرض..هو زيارة من زيارات النعمة يفتقد بها الله بعضا من شعبه يقدم لهم مذاقة الملكوت وطعم الحياة الحقيقية. الخادم الروحي هو إنجيل متجسد وهو كنيسة متحركة هو صورة الله أمام تلاميذه,هو نموذج للمثل العليا وقدوة للعمل الصالح ووسيلة أيضا لكل الفضائل. الخادم الروحي يشعر بالدوام أنه في حضرة الله وتكون الخدمة بالنسبة إليه كمذبح مقدس وعمله فيها رائحة بخور.. مهمة الخادم الروحي هي إدخال الله في الخدمة وهو يردد في قلبه قول المرتل في المزمورإن لم يبن الرب البيت فباطلا تعب البناءونمز:1. الخادم الروحي له باستمرار شعور الانسحاق وعدم الاستحقاق. يشعر أنه فوق مستواه أن يعمل علي إعداد قديسين وإن يهييء للرب شعبا مبررا مدركا تماما أن تخليص النفوس البشرية أمر أعلي منه.إنه عمل الله وأن اشتراكه مع الله في العمل وشركته مع الروح القدس في بناء الملكوت وفي تطهير القلوب كلها أمور لايستحقها ولكنه علي الرغم من شعوره بعدم الاستحقاق لايهرب من الخدمة بل يدفعه هذا الشعور إلي مزيد من الصلاة حيث يقول للرب باستمر هذه الخدمة يارب هي عملك وليس عملي وأنت لابد ستعمل بي أو بغيري وأنا مجرد متفرج أتأمل عملك وأفرح وأسريو3:29. حقاليس الفارس شيئا ولا السباق شيئا لكن الله الذي ينمي1كو3:7 فاعمل يارب عملك وفرح قلوب أولادك ولاتمنع عنهم روحك القدوس بسبب أخطائي أو ضعفاتي أو تقصيري وهكذا بلجاجته في الطلب ينال الخادم نعمة من الله وعندما تنجح الخدمة يعطي مجدا للرب الذي عمل العمل كله. الخادم الروحي هو باستمرار رجل صلاة: بالصلاة يخدم أولاده وبالصلاة يحل مشاكل الخدمة وتكون الصلاة بالنسبة إليه كالنفس الداخل والخارج كما قال الآباء..بعض الخدام يظنون أن غاية الإخلاص للخدمة هي أن يعملوا..أما الخادم الروحي فيري أنه غاية الإتقان هي أن يعمل الله..ليس معني هذا أن يكسل ولايعمل!!كلا بل هو يعمل بكل جد وبكل بذل ولكن ليس هو بل الله الذي يعمل فيه كما قال القديس بولس الرسول لكن لا أنا بل نعمة الله التي معي 1كو15:10 وكما قال أيضا لكي أحيا لا أنا بل المسيح الذي يحيا في غل2:20 الخادم الروحي هو شعلة متقدة بالنار. هو غيرة ملتهبة لخلاص النفس يقول مع داود النبي لا أدخل إلي مسكن بيتي ولا أصعد علي سرير فراشي ولا أعطي لعيني نوما ولا لأجفاني نعاسا إلي أن أجد موضعا للرب في قلب كل أحدمز131. الخدم الروحي هو رائحة المسيح الذكية 2كو3:15 يشتم منه الناس رائحة المسيح لأنه رسالته المقروءة من جميع الناس..هو محرقة رائحة سرور للربلا1 تشتعل فيها النار الإلهية نار تتقد ولا تطفأ حتي تحولها إلي رماد.. الخادم الروحي هو حركة دائبة دائمة متجهة نحو الله أو هو حركة داخل قلب الله بسبب حركة إلهية داخل قلبه..إنه يتعب دائما لأجل راحة الآخرين وراحته الحقيقية في أن يوصل كل إنسان إلي قلب الله..هو شمعة تنير لكل من هو في مجال نورها وقد تذوب حرارة ونورا وحبا لكي يستضيء الناس بها ولكي يتحقق قول الربأنتم نور العالممت5:14. الخادم الروحي هو إنسان دائم الصراع مع الله يجاهد مع الثالوث القدوس من أجل نفسه ومن أجل الناس..لكي يأخذ منه وعدا لأجل المخدومين حتي تصير أنفسهم ناجحة3يو2ومقبولة أمام الله.. الخادم الروحي هو روح وليس مجرد عقل ليس مجرد مدرس ولامجرد حامل معلومات ينقلها إلي الناس بل هو روح كبيرة اتحدت مع الله واختبرت الحياة معه وذاقت ما أطيب الرب..وتريد أن تنقل هذه الحياة إلي غيرها..تنقلها بالمشاعر بالمثال الحي بالقدوة الصالحة بالصلاة والابتهال لأجل المخدومين. إنه لايلقي دروسا بل هو نفسه الدرس. إنه العظة قبل أن يكون واعظا..إنه يدرك أن تحضير الدروس أو العظة ليس هو مجرد تحضير المعلومات إنما هو تحضير ذاته لتكون صالحة لعمل الروح فيها..يذكر باستمرار قول الربمن أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم أيضا مقدسين في الحقيو17:19 ويضع أمامه العبارة التي قالها القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف لاحظ نفسك والتعليم وداوم علي ذلك لأنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا1تي4:.16 الخادم الروحي لايحتاج تلاميذه إلي افتقاد لأنهم من تلقاء ذاتهم يشتهون درسه اشتهاء وعندما يرونه في الكنيسة,يكونون كمن وجد غنائم كثيرة.إنهم ينتفعون من منظره ومن معاملاته كما ينتفعون من كلامه وربما أكثر كما أنه يستطيع أن يربطهم بالحب برباط قوي يجذبهم بشدة إلي الكنيسة وأن درسه شهوة لنفوسهم ولأرواحهم ولقلوبهم ولعقولهم. الخادم الروحي يحب تلاميذه ويحب خلاص نفوسهم محبته لهم هي جزء من محبته لله وملكوته وهو يحبهم كما أحب المسيح تلاميذه وقيل عنه إنهأحب خاصته الذين في العالم أحبهم حتي المنتهييو13:1 . الخادم الروحي يحب الله من كل قلبه ويريد أن تلاميذه يحبون الله مثله.فإن أحبوا الله تزداد محبته لهم.إشفاقا عليهم وسعيا لإنقاذهم..وبهذا الحب كله يعطيهم صورة مشرقة عن الدين وعن الله. الخادم الروحي أولاده روحيون مثله: لأنه يربيهم في حياة الروح فيكونون علي شبهه ومثاله وعلي نفس القياس..الخادم الاجتماعي أولاده اجتماعيون والخادم العقلاني لايهتم إلا بالعلم,يكون أولادة مجرد كتب تحمل معلومات,ما أصدق قول الكتاب في قصة الخليقة إن الله خلقشجرا ذا ثمر,يحمل ثمرا كجنسه..شجرا يحمل ثمرا بذره كجنسه تك 1:,12 إن كان الأمر هكذا فلنحترس نحن كيف نكون..لأنه علي شبهنا ومثالنا سيكون أولادنا. الخادم الروحي يشعر أن أولاده أمانة في عنقه: سيعطي عنهم حسابا أمام الله في يوم الدين إنهم أولاد الله وقد تركهم في يديه ليقوم بخدمتهم ويعطيهم طعامهم في حينه لو12:42 لذلك هو يعمل علي الدوام بخوف الله شاعرا بمسئوليته أريد من كل خادم أن يسأل نفسه عن ثلاثة أمور: خدمته روحانية حياته وروحانيته روحانية حياته من أجل أبديته وخلاص نفسه وبسبب تأثير حياته علي مخدوميه وروحانية خدمته حتي تكون ذا تأثير مثمر في إيجاد جيل روحاني أما عن روحانية أولاده فتحتاج منه إلي جهد وصبر وطول أناة. الخادم الروحي يطيل باله جدا حتي تنبت بذوره وتنمو وحتي تخضر وتزهر وتثمر ولايضيق صدره ولا يياس إن تأخر إنباتها أو إزهارها أو إثمارها إنما يجاهد علي قدر ما يستطيع ويشرك الله معه ويضع أمامه قول الرسول يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضعفاءرو15:1. إن بعض النفوس لاتعطي ثمرا وبعضها لايستطيع أن يتخلص من أخطائه بسرعة,وهؤلاء وأولئك يحتاجون إلي من يطيل روحه عليهم حتي يخلصوا كما يطيل الله أناته علينا ليقتادهم إلي التوبة رو2:4 قال القديس يوحنا ذهبي الفم إن كان الجنين الجسدي يحتاج إلي شهور طويلة إلي أن يتكامل نموه ويخرج فلنصبر إذن علي الجنين الروحي حتي يكمل نموه. وبعد.. الست مستطيعا أن أكمل كل ما قيل عن الخادم الروحي في هذا المقال وحده فإلي اللقاء في المقال المقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة الخدمة (2) 06 ديسمبر 2009 |
سلسلة الخدمة (4) 20 ديسمبر 2009 |
سلسلة الخدمة (5) الاحد,ديسمبر 27 ,2009 |
سلسلة الخدمة(19) |
سلسلة الخدمة (9) بقلم - البابا شنودة 24-1 -2010 |