رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الخدمة (2) ما هي الخدمة روحيا ؟ (2) بقلم: قداسة البابا شنودة الثالث 8- الخدمة هي دين علينا الخدمة هي جزء من الدين الكبير الذي علينا من نحو الكنيسة التي ربتنا وعلمتنا,وأرشدتنا الي طريق الله, وأعطتنا روح الخدمة. وعلينا أن نخدمها كما خدمتنا. بل الخدمة دين علينا نحو الله نفسه, الذي أحبنا كل الحب, ومنحنا أن نعرفه, وعلمنا طرقه. وعلينا أن نحبه بالمثل, ونظهر هذا الحب من نحو أولاده الذين تركهم وديعة في أيدينا. ولذلك نخرج بنتيجة مهمة وهي أن: 9- الخدمة واجب: إنها واجب روحي علي كل إنسان. كل إنسان يحب الله ويحب الناس, لابد أن يخدم. إنه لايستطيع أن يري أناسا يهلكون أمامه, بينما يقف صامتا مكتوف اليدين. كذلك الذي اختبر محبة الله له, يجد دافعا داخليا يدفعه الي الحديث عن محبة الله.... المرأة السامرية لما عرفت المسيح, ذهبت مباشرة لتخبر الناس وتحدثهم عنه قائلة تعالوا وانظروا... (يو 4:29). فتحولت ليس فقط من خاطئة الي تائبة, بل بالأكثر الي إنسانة كارزة, تحب المسيح, وتحدث الناس عنه... وحدث مثل هذا الأمر مع كثيرين من الذين شفاهم المسيح, فجالوا في كل مكان يتحدثون عنه... كل إنسان إذن يمكنه أن يخدم, ولكن حسب تنوع المواهب... هناك من يخدم في مجال الفقراء وعمل الرحمة, وآخر يخدم المرضي, وثالث يخدم في حل مشاكل الناس. ورابع يخدم في مجال التعليم, إن أذنت له الكنيسة بذلك. وخامس يخدم عن طريق القدوة الصالحة... أما الذي لا يخدم, فهو إنسان مقصر في واجب مفروض عليه في حدود إمكانياته. هو مقصر في حق إخوته... فإن قصرت في الخدمة أو امتنعت عنها. ينبغي أن تعترف بذلك أمام أبيك الروحي, لأن تقصيرك في الخدمة, يدل علي أن محبتك غير كاملة نحو الآخرين, ونحو الله وملكوته وأولاده... 10- الخدمة أمانة ووزنة ومسئولية: إن الأولاد الذين تركهم الله أمانة في أعناقنا, سوف يسألنا عنهم واحدا فواحدا: ماذا فعلنا في بنيانهم الروحي. الخدمة إذن مسئولية أمام الله والكنيسة ومسئولية خطيرة... وفي خطورتها أقول الآتي: اعلموا أن الخادم منكم, ربما يكون المصدر الوحيد لتعليم الدين في هذه الفترة من حياة تلاميذه. ربما لا يجدون في البيت ولا في المدرسة ولا في المجتمع مصدرا آخر يغذيهم روحيا ... وكذلك الكنيسة تركت هذه المسئولية إليكم, لتقوموا بها, واعتمدت عليكم في ذلك. فإن لم يجد الأولاد الغذاء الروحي في الكنيسة علي أيدي خدامها, فقد تضيع حياتهم بسبب إهمال الخدام!! إذن مصير الحياة الروحية لهذا النشء, لهذا الجيل الصاعد, تتوقف علي مدي أمانة الخدام: هل سيشعلون قلوبهم بمحبة الله, ويملأون عقولهم بالمعرفة الدينية السليمة, أم سيخرجونهم فارغين, تقف أرواحهم إلي الله من الفراغ الذين عاشوا, لأن مدرسيهم في التربية الكنسية لم يهتموا بهم... تري هل سيقول الله للخادم لا نفس تؤخذ عوضا عن نفس. وذلك حين يحاسب الخادم قائلا له أعطني حساب وكالتك (لو 16:2) قفوا إذن بخوف أمام الله. وتذكروا باستمرار أن الخدمة ليست مجرد نشاط, إنما هي مسئولية. هي وزنة لابد أن نقدمها لله بربحها (مت 25) 11- الخدمة هي قدوة وتسليم: الخدمة هي تسليم, أكثر من التعليم هي تسليم الحياة لآخرين, تسليم الصورة الإلهية لهم, تسليم النموذج الحي. فالخادم هنا, هو وسيلة إيضاح للحياة الروحية السليمة بكل فضائلها... الخدمة إذن هي المدرس, قبل أن تكون الدرس هي حياة تنتقل من شخص إلي آخر, أو إلي آخرين. هي حالة إنسان ذاق حلاوة الرب, ويذيقه لآخرين قائلا ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب (مز 34:8)..... إنها حياة تسري من روح كبيرة الي أرواح أخري. أو هي حياة إنسان امتلأ بالروح, ففاض من امتلائه علي غيره... ليس الأولاد محتاجين كثيرا إلي مدرس يملأ عقولهم كلاما ويحشوها أفكارا, بل هم يحتاجون إلي قلب نقي ملتصق بالله, يوصلهم إلي الله ويشفع فيهم عنده. هم محتاجون إلي قدوة يحاكونها, ويرون فيها المسيحية الحقة المنفذة عمليا. وربما يكون هناك مدرس في مدارس الأحد, ليس فصيحا كما يجب, ومعلوماته ليست كثيرة, ولكنه يؤثر كثيرا في الأولاد. مجرد منظره يغرس فيهم محبة الله. طريقة كلامه, طريقة معاملاته, أسلوبه الروحي, ملامحه الوديعة الهادئة البشوشة, كل ذلك يعلمهم عن الدين أكثر من الدروس. هم يرون صورة الله فيه :فيحبون الله الذي يعمل في حياته ويحبون أن يصيروا مثله, وأن تكون حياتهم كحياته. إن الأولاد يحبون التقليد, فكونوا نماذج صالحة أمامهم واعلموا أن روحياتهم أكبر من روحياتكم, وقلوبهم أكثر صفاء, ومبادؤهم أسمي. هم صفحات بيضاء في فترة طفولتهم, لم يكتب فيها العالم بعد شيئا رديئا- يحتاجون إلي مستوي عال لكي ينفعهم. والسيد المسيح حينما قالإن لم ترجعوا وتصيرو مثل الأطفال, فلن تدخلوا ملكوت السموات(مت 18:3) لم يقصد: إن لم تصغروا وتصيروا مثل الأطفال , وإنما أن لم تكبروا (في براءتكم) وتصيروا مثل الأطفال... فإن لم تكونوا قدوة لهم, فعلي الأقل لا تكونوا عثرة هم - ببساطتهم - يقبلون كل ما يصدر منكم, ويصدقون كل ما تقولونه لهم. فليكن كلامكم هو الحق والبر الذي ينتظرون معرفته ويتوقعون أنكم تنفذونه. أما عن العثرة - في التعليم أو الحياة - فقد قال عنها الرب من أعثر أحد هؤلاء الصغار... فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحي, ويلقي في البحر... (مت18:6). وبسبب القدوة الصالحة, يوجد ما يسمي بالخدمة الصامتة التي يقدم فيها الإنسان تعليما حتي دون أن يتكلم. يتعلم الناس من حياته دون أن يعظ. بل هو نفسه العظة... أما الذي لا يقدم عظة بحياته, فكلامه عن الخدمة باطل, ولا يأتي بثمر... إنه مجرد صنج يرن 12- الخدمة هي امتلاء وفيض: إنها حياة وليست كلاما. ليست مجرد معرفة ننقلها إلي الناس. بل الكلام الذي فيها, ينبغي أن يتحول إلي حياة. كما قال السيد المسيح له المجدالكلام الذي أقوله لكم هو روح وحياة (يو 6:63). فهل كلامك في خدمته فيه حياة تتسبب في حياة الآخرين؟ انظر ما يقول الرب: جئت لتكون لهم حياة ويكون لهم أفضل (يو 10:10) فهل ثمرة خدمتك هي تغيير حياة سامعيك إلي أفضل؟ هل أنت في خدمتك تعطي الآخرين حياة؟ أو تفيض عليهم من حياتك؟ أم ينطبق عليك المثل القائلفاقد الشئ لا يعطيه؟! إذن لابد أن تكون لك حياة وشركة مع المسيح وخبرة سابقة بالحياة الروحية لكي تستطيع أن تقدم الله إلي الناس... وهناك مثل معروف في مجال الخدمة وهو لا يفيض الا الذي امتلأ... 13- إذن الخدمة هي امتلاء وفيض: إن الناقص لا يمكنه أن يفيض, بل يمتلئ أولا ثم يفيض علي غيره. انظروا إلي الاثني عشر رسولا كمثال وكيف أعدهم السيد المسيح للخدمة..:لقد قضوا مع السيد الرب أكثر من ثلاث سنوات يمتصون الحياة منه... من المعلم الصالح, أكبر وأعمق معلم عرفته الأرض, يأخذون دروسا من قدوته, من تعاليمه النقية الخالصة, ومن تطبيقاته العملية, مع وسائل إيضاح عجيبة, تتمثل في الآيات والعجائب, وفي طريقة المسيح في الخدمة. وكانت الدروس كل يوم وكل ساعة, إذ كانوا يعيشون مع المسيح باستمرار ومع كل هذا قال لهملا تبرحوا أورشليم حتي تلبسوا قوة من الأعالي (لو24). ولكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودا (أع 1:8).... ولما حل الروح القدس عليهم في يوم الخمسين, بدأوا خدمتهم بهذا الامتلاء, ففاضوا من روحهم علي المسكونة كلها.... بل كان الامتلاء من الروح القدس شرطا لاختيار الشمامسة السبعة (أع 6:3) وأنتم أيها الأبناء الأحباء: هل امتلأتم من الروح القدس,حتي يقيمكم الرب علي خدمة أولاده؟ ولعلكم تسألون: ما مقياس هذا الامتلاء؟ علي الأقل هو ظهور ثمارالروح في حياتكم (غل 5:23,22). ولا أجسر أن أقول مواهب الروح, فهي مستوي عال ربما ليس لكل أحد... أنتم تدرسون أطفالا. والطفل في سن يتميز بأنه يلتقط الحياة ويقلد... وربما ينسي الأولاد كلامكم. ولكنهم لا ينسون حياتكم. فهل أنتم ينبوع حياة لهم؟ أم بلا تأثير؟ أم ينبوع عثرة؟ حاشا.... 14- الخدمة حياة تنتقل من إنسان إلي آخر ليس فقط في مجال القدوة والتسليم... بل أمامي مثال عجيب ورد في الكتاب المقدس عن خدمة السبعين شيخا الذين ساعدوا موسي النبي في الخدمة. قال الرب لموسياجمع إلي سبعين رجلا من شيوخ إسرائيل ... وأقبل بهم إلي خيمة الاجتماع... فأنزل أنا وأتكلم معك هناك. وآخذ من الروح الذي عليك وأوضع عليهم, فيحملون معك ثقل الشعب(عد 11:17,16).... صدقوني: كم وقفت متعجبا, أتامل هذه الآية: آخذ من الروح الذي عليك, وأضع عليهم...!! 15- الخدمة هي قوة فعالة هي قوة الروح العامل في الخادم وفي المخدومين هي قوة كلمة الله التي لا ترجع فارغة (أش 55:11) كقوة الحياة التي في البذرة: تلقيها في الأرض, فلا تكف عن العمل والنمو, حتي تعطيك ثمرا ثلاثين وستين ومائة (مت 13:8) 16- الخدمة روح وليست رسميات:يظن البعض أن الخدمة هي مجرد الشكل الخارجي: دفتر تحضير منظم, تتميم علي الأولاد, افتقاد, شرح, تحفيظ... وينتهي الأمر عند هذا الحد... بينما هي روح قبل كل شئ ... هي روح الخادم التي يمتصها أولاده منه. هي الروح التي يلقي بها الدرس, والروح التي يتعامل بها مع الأولاد هي قلب الخادم قبل لسانه. هي حرارته القلبية, قبل وسائله التربوية 17- الخدمة واسطة روحية للنمو: ليس للأولاد فقط, إنما للمدرس أيضا... الدرس الذي لا يتأثر به الخادم شخصيا, وتكون له فاعلية في حياته, لا يمكن لهذا الدرس أن يؤثر في المخدومين ... إذن فالدرس هو واسطة روحية له هو, ينمو بها روحيا, ومعه ينمو أولاده... والمدرس الذي يظن أن الدرس هو لتلاميذه فقط, ليس هو خادما بالحقيقة....... إنما الكلام الذي يقوله لهم, ينبغي أن يلتزم به هو أيضا. وهم يرون هذا الكلام منفذا في حياته. ومادمنا قد ذكرنا المدرس, فليكن الخادم الروحي هو موضوع تأملنا في العدد المقبل أو الأعداد المقبلة, إن أحبت نعمة الرب وعشنا... |
13 - 05 - 2012, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
ميرسي كتير لموضوعك الجميل ربنا يباركك |
||||
24 - 08 - 2016, 11:36 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة الخدمة (2) 06 ديسمبر 2009
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة الخدمة (4) 20 ديسمبر 2009 |
سلسلة الخدمة (5) الاحد,ديسمبر 27 ,2009 |
سلسلة الخدمة (3) 13 ديسمبر 2009 |
سلسلة الخدمة(19) |
سلسلة الخدمة (9) بقلم - البابا شنودة 24-1 -2010 |