محلل سياسي أمريكي: مصر في انتظار المجاعة
الاقتصاد المصري سيتحول إلى نظام "المقايضة" وسيموت نحو 5 ملايين مصري جوعا كتب : قسم الترجمة الإثنين 11
لخص الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي ديفيد جولدمان وجهة نظره عن الأوضاع الاقتصادية الحالية في مصر في جملة واحدة "مصر في انتظار المجاعة"، مشيرا إلى أن مصر معرضة لنقص في المواد الغذائية والسيولة النقدية، ما سيؤدي لأزمة اقتصادية طاحنة، قد تقود البلاد إلى الإفلاس.
يشبّه جولدمان، في مقاله بجريدة "إيشا تايمز"، الأزمة الاقتصادية في مصر بأزمة تعرضت لها دول أمريكا اللاتينية خلال السبعينات والثمانينات، مع الفارق أن القمح يحتل 50% من واردات مصر من المواد الغذائية، كما أن انهيار ثقة المؤسسات الدولية في الاقتصاد المصري سيؤدى إلى منع إقراض مصر، ما يعني حدوث مجاعة.
ويري الكاتب أن "ازدياد العنف بين المدنيين في مصر ينبئ أن الأمور قد تسير من سيء إلى أسوأ، فأحد أهم الدوافع التي قامت من أجلها الثورات العربية كان توفير الغذاء، كما أن الفوضى السياسية في مصر تهدد بتعطيل الإمدادات الغذائية، إضافة إلى أن العنف في الشارع المصري أصبح قاعدة وليس استثناء، وعلاوة على ذلك فإن غموض النموذج السياسي الذي ستنتهجه مصر وعلاقاتها المستقبلية مع إسرائيل وعوامل أخرى، كل ذلك من المتوقع أن يؤدي إلى عدم قدرة الحكومة على توفير المواد الغذائية الضرورية".
وفصل جولدمان المشكلات السياسية في مصر، مثل العنف ضد الأقباط والتطرف الديني والفشل الاقتصادي، ويرى أن سوء الوضاع الاقتصادية في مصر "سوف يّجهض أي خطة سياسية يقوم بها التيار الديني للسيطرة على البلاد".
ويرى المحلل الأمريكي أن "انخفاض احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي وهروب رؤوس الأموال الكبيرة يفسر الانخفاض السريع في قيمة الجنيه المصري، لكن تدخل البنك المركزي في السوق المصرفي يجعل الانخفاض السريع في الاحتياطي النقدي مؤقتا، وإذا استمرت الأمور على هذا النحو فستحدث الأزمة الاقتصادية في مصر في سبتمبر".
ويرى جولدمان أنه من المرجح أن تلجأ الحكومة المصرية إلى صندوق النقد الدولي ووكالات المعونة الأخرى "للحصول على قروض من أجل التغلب على المشكلات الاقتصادية، وفي أفضل الأحوال ستكون القروض الأجنبية مجرد مسكنات لن يستمر مفعولها سوى أشهر، ثم يحدث انهيار للعملة المصرية، عندها ستقوم الحكومة بطباعة سندات لتوفير سيولة نقدية وسيرفض الشارع المصري هذا الحل لأنه يعود بالبلاد إلى نظام المقايضة".
ويتوقع جولدمان أن الأمر سيكون "أسوأ من جمهوريات "الموز" في أمريكا اللاتينية، وهي دول غير مستقرة سياسيا، وتعتمد اقتصاديا على الزراعة ومنها زراعة الموز، وتحكمها نخبة صغيرة فاسدة"، ويضيف أن المصريين "لن يجدوا حتى الموز، وستكون مصر جمهورية موز دون موز، ففي جمهوريات الموز مات عدد قليل من الجوع بسبب التضخم الاقتصادي، إلا أن مصر التي يحتل القمح نصف وارداتها كما تحتل المواد الغذائية الأخرى جزءا كبيرا، ستعاني من المجاعة".
واستطرد جولدمان "إن مقولة "الثورات تقتل أولادها" قاصرة، فالثورات تقتل أولادها كما تقتل أناسا عاديين، فقد قتلت المجاعة في روسيا عام 1921 نحو خمسة ملايين شخص بعد أربع سنوات من الثورة الروسية، ومن المرجح أن يموت عدد مشابه من المصريين جوعا".
الوطن