رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العظة علي الجبل بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤ بل لأكملمت5:17(2) والكتاب يشرح أن محبتنا لله وللناس مرتبطتان معا: وفي هذا يقول القديس يوحنا الرسول إن قال أحد إني أحب الله,وأبغض أخاه فهو كاذب لأن من لايحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره ولنا هذه الوصية منه:أن من يحب الله يحب أخاه أيضا1يو4:21,20. وقال أيضا بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله,إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه فإن هذه هي محبة الله أن نحفظ وصاياه..1يو5:3,2 ننتقل إلي النقطة الثالثة التي بها أكمل السيد الناموس: 3- بشرحه وتوضيحه: أعطانا أن نفهم الناموس لكي نستطيع أن ننفذه كما ينبغي كان الناموس موجودا وكاملا ولكن الناس لم يفهموه كما ينبغي,وهلكوا من عدم المعرفةهو4:6وأيضا بسبب تضليل قادتهم العميان لهم! أمور كثيرة كانت أمامهم ولكنها محتاجة إلي تعريف سليم. ما معني الناموس؟وما معني المحبة؟وما معني القريب؟وما معني العدو:هل هو إنسان أم هو الشيطان؟وما معني النجاسة والتطهر؟وما معني الحرية؟وما معني تقديس السبت؟بل ما مفهوم الفضلة والخير وما هو مفهوم النور والظلمة؟..كلها أمور كثيرة كانت تحتاج إلي تعاريف واضحة لكي يفهم الناس الخير ويتبعوه,وهكذا يكملون الناموس. وبهذا الفهم أصلح لهم الموازين وأبطل التعاليم الخاطئة. واستجيبت صلاة داود النبي الذي قال اكشف يارب عن عيني لأري عجائب من شريعتكمز119وفتح أذهانهم ليفهموا ما في الكتبلو 24:45وحينئذ قال لهموأما أنتم فطوبي لعيونكم لأنها تبصرمت13:16. نقطة أخري في تكميل الناموس وهي أن السيد المسيح أكمل الناموس بتنفيذه وطاعته.. 4- بتنفيذه وطاعته: ما قيمة الناموس إن لم ينفذه الناس؟وهوذا الكتاب يقول الجميع زاغوا وفسدوا,ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحدمز14:3وأصبح الكل تحت حكم الناموس بل تحت لعنات الناموس التي وردت فيتث27:28التي كانت تقال علي جبل عيبال وكان الناموس في حاجة إلي من يقدم مثالا عمليا لتنفيذه فلا يتهم الناموس بأنه فوق مستوي الناس!! وجاء السيد المسيح فقدم هذا المثال الحي أمام الناس كقدوة وأمام الآب كرائحة سرور ترضي قلبه وأيضا قدس أقداس كما رمزت إلي ذلك تقدمة الدقيقلا2:9,2 وهكذا نفذ جميع الوصايا وعاشقدوسا بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة,وصار أعلي من السمواتعب7:26مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطيةعب4:15تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر1بط2:22,21 وهكذا استطاع أن يتمم كل مطالب الناموس ويكمله. حتي معمودية التوبة التي ما كان محتاجا إليها مطلقا لأنه ليس محتاجا إلي توبة تقدم إليها لكي يكمل الناموس,ولما أراد يوحنا المعمدان أن يعتفي من ذلك قائلاأنا المحتاج أن أعتمد منكأجابهاسمح الآن لأن هكذا يليق بنا أن نكمل كل برمت3:15. نقطة أخري في تكميل الناموس وهي أن الرب أكمل نبوءات الناموس ورموزه. 5-بإكمال نبوءاته: ففيه كملت جميع النبوءات الخاصة بالمسيح والخاصة بالفداء والخلاص وهكذا كانت بين الحين والآخر تتكرر عبارةلكي يتم ما قيل بالنبي القائل..أولكي يتم ما هو مكتوب..مت1:22مت2:23,17,15,6,5. ونري أن السيد المسيح لما ظهر لتلميذي عمواس بعد القيامةابتدأ من موسي والأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتبلو24:27وفي ظهوره لتلاميذه وقبل أن يصعد إلي السماء قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم إنه لابد أن يتم ما هو مكتوب عني في ناموس موسي والأنبياء وهكذا كان ينبغيلو24:44-46. 6-بإكمال رموزه: كل الرموز الموجودة في العهد القديم قد أكملها السيد المسيح… ومثال ذلك الذبائح مثلا والمحرقات بكل أنواعها التي وردت في سفر اللاويين,كما أكمل رمز الفصح الذي ورد في سفر الخروجخر1,12كو5:7ولكن لعل معترضا يقول إن الذبائح كانت موجودة في العهد القديم وقد نقضت أو ألغيت في العهد الجديد! كلا,إن فكرة الذبيحة بكل أركانها موجودة في العهد الجديد,وبصورة أروع وأكمل: عقيدة أن أجرة الخطية موت موجودةرو6:23كذلك فكرة الكفارة وموت نفس بريئة تحمل خطايا نفس مذنبةيو1:129يو4:10وأيضا وفاء العدل الإلهي بسفك دم الذبيحةعب9:22ولكن كل هذا قد كمل في ذبيحة المسيح التي أغنت عن الكل لأنها ذبيحة غير محدودة. إذن عقيدة الذبيحة والكفارة ظلت باقية ولم تنقض بل كملت وتحولت من الرمز إلي المرموز إليه. ونفس الوضع ينطبق علي باقي الرموز الأخري. نقطة أخيرة نقولها في تكميل الناموس وهي: 7- تكميل طريق الكمال: لم يكن الناس في العهد القديم يحتملون السمو العظيم الذي جاء به المسيح فقدم لهم الناموس مستوي كاملا يناسبهم كان لابد أن يتدرج الله معهم من عصر أغرق الله فيه العالم بالطوفان إلي عصر الأنبياء الذين قتلهم هؤلاء وجلدوهم إلي عصر النعمة الذي يعمل فيه الروح القدس في الكل وتتجدد فيه الطبيعة البشرية. وتكميل المستوي لايعني النقض. فمثلا طالب الثانوي له مستوي كامل يناسبه فإذا ارتفع إلي المستوي الجامعي لايكون هذا نقضا لمعلومات الدراسة الثانوية وإذا ارتفع إلي الدراسات العليا,لايكون نقضا للمستوي الجامعي,إنما هي مراحل من التدرج تكمل فيها كل مرحلة ما تسبقها دون أن تنقضها. ونقض المستوي كان في الناس وليس في الناموس. فأبرار العهد القديم وقديسوه استطاعوا بطاعة الناموس الوصول إلي مستويات من الكمال لم يصل إليها كثيرون جدا من الأبرار في العهد الجديد والأمر يتوقف علي استعداد الفهم والقلب والإرادة. |
|