![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العظة علي الجبل32 .. بل لأكملمت5:17 بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح: البابا شنوة الثالث ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤ ![]() هل كان الناموس ناقصا ليكمله؟ كلا,لأنناموس الرب كامل يرد النفس,شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيمامز19:7,وأ يضا في كمال الناموس يقول داود النبي للربلكل كمال رأ يت منتهي أما وصاياك فواسعة جدامز119 مادام الناموس كاملا,فما معنيبل لأكمل؟ إن تكميل الناموس كان بالنعمة والمحبة فكيف ذلك؟ 1-بالنعمة: وهذا الأمر واضح في بداية إنجيل يوحنا,إذ يقول: لأن الناموس بموسي أعطي,أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارايو1:17 فما هي هذه النعمة التي أعطاها المسيح ليكمل بها الناموس. 1-إنها نعمة الولادة الجديدة,الميلاد الثاني من فوق,من الماء والروح يو3:5,3وعنه قال القديس بولس الرسولبل بمقتضي رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغني عليناتي3:5. بتجديد طبيعتنا في العهد الجديد وبهذا الميلاد الثاني وبالنعمة التي نلناها وبمواهب العهد الجديد يمكننا تنفيذ الوصايا التي في الناموس ولذلك قال القديس يوحنا الرسول..ووصاياه ليست ثقيلة لأن كل من ولد من الله يغلب العالم1يو5:4,3. إذن تكميل الناموس يمكن أن يحمل معني تنفيذه. أي أن السيد المسيح قد جاء لكي يمنح القوة التي يمكنها أن تنفذ الناموس وأن يمنح الطبيعة التي يمكنها أن تغلب العالم,وذلك بموت الإنسان العتيق فينا وقيامة إنسان جديد علي شبهه ومثاله وذلك كما قال الرسولعالمين إن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لانعود نستعبد أيضا للخطيةرو6:9. وتكميل الناموس بمعني تنفيذه ورد في قول المسيح للمعمدانيليق بنا أن نكمل كل برمت3:15. ننتقل إلي النقطة الثانية وهي:تكميل الناموس بالمحبة: 2-بالمحبة: جاء المسيح لكي ينقلنا إلي محبة الله,وبهذه المحبة يمكن تنفيذ كل وصايا الناموس. وكما قال السيد المسيح لتلاميذه إن أحبني أحد,يحفظ كلامي ويحبه أبي..الذي لايحبني لايحفظ كلامييو14:24,23إن تكميل الناموس هنا,ناتج عن الحب وقد شرح القديس بولس هذا الأمر بكل وضوح فقال عبارته الجامعة: المحبة هي تكميل الناموسرو13:10 وشرح في ذلك كيف أن جميع الوصايا تتركز في وصية المحبة لله والناس,بحيث الذي يصل إلي هذه المحبة يصل إلي الشخصية الروحية المتكاملة أي التي تتكامل فيها كل الفضائل وهكذا قال الرسول:لاتكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضا لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس لأن لاتزن, لاتقتل,لاتسرق,لاتشهد بالزور,لاتشته وإن كانت وصية أخري هي مجموعة في هذه الكلمة تحب قريبك كنفسك المحبة لاتصنع شرا للقريب فالمحبة هي تكميل الناموسرو13:8-10. والقديس يعقوب الرسول يعلم بنفس المعني فيقول:فإن كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب:تحب قريبك كنفسك فحسنا تفعلونيع2:8. بمحبتك للناس تنفيذ وصايا لوح الشريعة الثاني وبمحبتك لله تنفذ وصايا لوح الشريعةالأول وكيف ذلك؟ لأن العلاقة مع الله قد تبدأ بالمخافة ثم تكمل بالمحبة. وذلك لأن الكتاب يقول بدء الحكمة مخافة الربأم9:10وهكذا قيل عن قاضي الظلم الذي لم يبدأ طريق التوبة بعد:إنه كانلايخاف الله ولا يهاب إنسانالو18:2. وهكذا يكون بدء الطريق هو المخافة:يخاف الإنسان أن يعصي الله ويكسر وصاياه. يخاف الموت ويستعد له يخاف يوم الدينونة الرهيب يخاف عقوبات الله.. وبالخوف ينفذ الوصايا ويطيع الناموس وحينئذ يجد في وصايا الله متعة ولذة فيكملها عن حب. تساعده المحبة علي تكميل الناموس لأنه أصبح يحبه كما كان داود النبي يقول للرب كلماتك حلوة في حلقي أفضل من العسل والشهد في فميناموس فمك خير لي من ألوف ذهب وفضةمز119. إن وصايا الله تصبح ثقيلة علي الإنسان الذي يحب العالم الحاضر لأنمحبة العالم عداوة للهيع4:4إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب1يو2:15أما الذي يحب الله فإنه يجد لذة في حفظ وصاياه وحينئذ المحبة تطرح الخوف إلي خارج 1يو4:18. فالناموس الذي بدأناه بمخافة الله نكمله بالمحبة. وقد جاء السيد المسيح يقدم هذه المحبة التي نستطيع أن نكمل بها الناموس,كما قدم أيضا النعمة التي تساعدنا علي تكميل الناموس والتي توصلنا أيضا إلي المحبة لأن محبة الله تنسكب في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنارو5:5. والمقصود طبعا:المحبة بشقيها :محبتنا لله,وللناس. والكتاب يشرح أن محبتنا لله وللناس مرتبطتان معا: وفي هذا يقول القديس يوحنا الرسول إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب لأن من لايحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره ولنا هذه الوصية منه:أن من يحب الله يحب أخاه أيضا1يو4:21,20. وقال أيضا بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله,إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه فإن هذه هي محبة الله أن أن نحفظ وصاياه..1يو5:3,2 ننتقل إلي النقطة الثالثة التي بها أكمل السيد الناموس: 3- بشرحه وتوضيحه: أعطانا أن نفهم الناموس لكي نستطيع أن ننفذه كما ينبغي كان الناموس موجودا وكاملا ولكن الناس لم يفهموه كما ينبغي,وهلكوا من عدم المعرفةهو4:6وأيضا بسبب تضليل قادتهم العميان لهم! أمور كثيرة كانت أمامهم ولكنها محتاجة إلي تعريف سليم. ما معني الناموس؟وما معني المحبة؟وما معني القريب؟وما نعني العدو:هل هو إنسان أم هو الشيطان؟وما معني النجاسة والتطهر؟وما معني الحرية؟وما معني تقديس السبت؟بل ما مفهوم الفضلة والخير وما هو مفهوم النور والظلمة؟..كلها أمور كثيرة كانت تحتاج إلي تعاريف واضحة لكي يفهم الناس الخير ويتبعوه,وهكذا يكملون الناموس. وبهذا الفهم أصلح لهم الموازين وأبطل التعاليم الخاطئة. واستجبت صلاة داود النبي الذي قال اكشف يارب عن عيني لأري عجائب من شريعتكمز119وفتح أذهانهم ليفهموا ما في الكتبلو 24:45وحينئذ قال لهموأما أنتم فطوبي لعيونكم لأنها تبصرمت13:16. نقطة أخري في تكميل الناموس وهي أن السيد المسيح أكمل الناموس بتنفيذه وطاعته.. 4- بتنفيذه وطاعته: ما قيمة الناموس إن لم ينفذه الناس؟وهوذا الكتاب يقول الجميع زاغوا وفسدوا,ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحدمز14:3وأصبح الكل تحت حكم الناموس بل تحت لعنات الناموس التي وردت فيتث27:28التي كانت تقال علي جبل عيبال وكان الناموس في حاجة إلي من يقدم مثالا عمليا لتنفيذه فلا يتهم الناموس بأنه فوق مستوي الناس!! وجاء السيد المسيح فقدم هذا المثال الحي أمام الناس كقدوة وأمام الآب كرائحة سرور ترضي قلبه وأيضا قدس أقداس كما رمزت إلي ذلك تقدمه الدقيقلا2:9,2 وهكذا نفذ جميع الوصايا وعاشقدوسا بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة,وصار أعلي من السمواتعب7:26مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطيةعب4:15تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر1بط2:22,21 وهكذا استطاع أن يتمم كل مطالب الناموس ويكمله. حتي معنودية التوبة التي ما كان محتاجا إليها مطلقا لأنه ليس محتاجا إلي توبة تقدم إليها لكي يكمل الناموس,ولما أراد يوحنا المعمدان أن يعتفي من ذلك قائلاأنا المحتاج أن اعتمد منكأجابةاسمح الآن لأن هكذا يليق بنا أن نكمل كل برمت3:15. نقطة أخري في تكميل الناموس وهي أن الرب أكمل نبوءات الناموس ورموزه. 5-بإكمال نبوءاته: ففيه كملت جميع النبوءات الخاصة بالمسيح والخاصة بالفداء والخلاص وهكذا كانت بين الحين والآخر تتكرر عبارةلكي يتم ما قيل بالنبي القائل..أولكي يتم ما هو مكتوب..مت1:22مت2:23,17,15,6,5. ونري أن السيد المسيح لما ظهر لتلميذي عمواس بعد القيامةابتدأ من موسي والأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتبلو24:27وفي ظهوره لتلاميذه وقبل أن يصعد إلي السماء قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم إنه لابد أن يتم ما هو مكتوب عني في ناموس موسي والأنبياء وهكذا كان ينبغيلو24:44-46. 6-بإكمال رموزه: كل الرموز الموجودة في العهد القديم قد أكملها السيد المسيح… ومثال ذلك الذبائح مثلا والمحرقات بكل أنواعها التي وردت في سفر اللاويين,كما أكمل رمز الفصح الذي ورد في سفر الخروجخر1,12كو5:7ولكن لعل معترضا يقول إن الذبائح كانت موجودة في العهد القديم وقد نقضت أو ألغيت في العهد الجديد! كلا,إن فكرة الذبيحة بكل أركانها موجودة في العهد الجديد,وبصورة أروع وأكمل: عقيدة أن أجرة الخطية موت موجودةرو6:23كذلك فكرة الكفارة وموت نفس بريئة تحمل خطايا نفس مذنبةيو1:129يو4:10وأيضا وفاء العدل الإلهي بسفك دم الذبيحةعب9:22ولكن كل هذا قد كمل في ذبيحة المسيح التي أغنت عن الكل لأنها ذبيحة غير محدودة. إذن عقيدة الذبيحة والكفارة ظلت باقية ولم تنقض بل كملت وتحولت من الرمز إلي المرموز إليه. ونفس الوضع ينطبق علي باقي الرموز الأخري. نقطة أخيرة نقولها في تكميل الناموس وهي: 7- تكميل طريق الكمال: لم يكن الناس في العهد القديم يحتملون السمو العظيم الذي جاء به المسيح فقدم لهم الناموس مستوي كاملا يناسبهم كان لابد أن يتدرج الله معهم من عصر أغرق الله فيه العالم بالطوفان إلي عصر الأنبياء الذين قتلهم هؤلاء وجلدوهم إلي عصر النعمة الذي يعمل فيه الروح القدس في الكل وتتجدد فيه الطبيعة البشرية. وتكميل المستوي لايعني النقض. فمثلا طالب الثانوي له مستوي كامل يناسبه فإذا ارتفع إلي المستوي الجامعي لايكون هذا نقضا لمعلومات الدراسة الثانوية وإذا ارتفع إلي الدراسات العليا,لايكون نقضا للمستوي الجامعي,إنما هي مراحل من التدرج تكمل فيها كل مرحلة ما تسبقها دون أن تنقضصها. ونقض المستوي كان في الناس وليس في الناموس. فأبرار العهد القديم وقديسوه استطاعوا بطاعة الناموس الوصول إلي مستويات من الكمال لم يصل إليها كثيرون جدا من الأبرار في العهد الجديد والأمر يتوقف علي استعداد الفهم والقلب والإرادة. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
|