فضيلة السلام (2)

[tito227]

فضيلة السلام (2)

الأنبا بنيامين – أسقف المنوفية

١٩ نوفمبر ٢٠١٤

وللسلام أبعاد ثلاثةهي:- - السلام مع الله
- السلام مع الناس
- السلام مع النفس

السلام مع الله:
ويعنى عدم دخول الإنسان في خصومه مع الله بسبب الخطيئة.. فالله قدوس كامل في قداسته وبطبيعته يكره الشر.. وكل من يحب الشر لا يستطيع أن يكون في سلام مع الله.. وإذا دخل الإنسان في مجال الخصومة مع الله، فقد سلامه وإطمئنانه القلبي ودخل في الخوف والرعده..
فمن ذا الذي يستطيع أن يحتمل الخصومة مع الله أو أن يكون الله عدواً له؟!!! فالله هو الحق وكل من يضاد الله لابد وأن يكون قد دخل دائرة الباطل.. والباطل لابد أن يكشف لذلك يخاف الإنسان من الفضيحة التي ستناله بسبب ما هو فيه من باطل.. وكذلك الباطل لابد وأن يتلاشى وكل من يسلك فيه.. لذلك يخاف الإنسان من ضياع نفسه يوماً.. إذ لابد وأن يقود الباطل أصحابه إلى العقوبة الأبدية المخيفة وهذا أمر مقلق يفقد الإنسان سلامه أيضاً..

السلام مع الناس:
وهذا يعنى عدم دخول الإنسان في عداوات مع الناس نتيجة خلافات أو تعارض في الرغبات أو إساءات في حقهم أو تعدى على حقوقهم، أو المساس بكرامتهم أو ..الخ، فالأسباب كثيرة بلاشك.. وإذا فقد الإنسان سلامه مع الله ودخلت الخطيئة حياته، بكل تأكيد ستؤثر هذه الحاله على سلامه مع الناس، حتى أقرب الناس إليه.. وحتى من إشترك معه في الخطيئة.. فالشر يبدد المحبة ويؤدى قطعاً إلى الخصام والقلق وفقدان السلام بين الناس.. والدخول في تقاطعات مع الآخرين..

السلام مع النفس:
ويعنى عدم إنقسام الإنسان على نفسه، بمعنى أن لا تتعارض رغباته الداخلية ولا يحب الشئ وعكسه، ولا يميل إلى المتناقضات، ولا يسير فى طرق متقاطعة فيصيبه التيه ويحدث شرخاً داخل نفسه يصعب عليه إلتآمه..
لذلك فسلام الإنسان مع نفسه من أهم أنواع السلام لأنه نتيجة حتمية، سلام الإنسان مع الله ومع الناس.. فكيف يهرب الإنسان من نفسه؟!!! بالطبع لا يستطيع أن يهرب من إحساسه بالقلق والضياع وهو إحساس مؤلم بلا شك يصعب الانتصار عليه..
إن مثلث السلام هذا يتحقق بقرب الإنسان من الله، وإقترابه من المقدسات، ومعايشة الفضائل وتنفيذ الوصايا الإلهية التي تنهي عن الشر وتقود إلى فعل الخير بكل قوة.. وهذا هو التدين الحقيقي.. في مناسبة ميلاد السيد المسيح رنمت الملائكة (المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة).. فالله الممجد في الأعالي يحيا بسلامة على الأرض فيملأ الناس مسرة وفرحاً وسروراً..

لذلك أدعو الله أن يسكب سلامه في كل قلب قلق أو مضطرب أو حزين، وينزع الحروب والعداوات من العالم فنعيش في عالم هادىء خال من المشاحنات والإنقسامات… وأن يمسح الله دموع المظلومين والمضطهدين والمفترى عليهم وعلى حقوقهم… فكم من المشردين الباكية الذين ينتظرون من ينصفهم ويحققه سلامهم مثل الفلسطنيين والألبان والعراقيين وغيرهم في هذا العالم المملوء بالصراعات والخلافات على أمور زائلة لا تستحق كل هذا الاضطراب والضيق وضياع حقوق الإنسان..

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يبارك حياتك