![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فضيلة السلام (1) الأنبا بنيامين – أسقف المنوفية ٥ نوفمبر ٢٠١٤ ![]() السيد المسيح ملك السلام: لذلك جاء لكي ينشر السلام على الأرض.. واهتم بنشر السلام حتى بعد تركه للأرض وصعوده إلى السماء، لذلك قال لتلاميذه “سلاماً أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع” (يو 14: 27) وليس هذا فقط ولكن أوصى تلاميذه قائلاً: ” أي بيت دخلتموه فقولوا سلام لأهل هذا البيت وإذا كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه” (لو 10 : 5) و حل عليهم الروح القدس الذي يمنح من ثمارك السلام (غلا 5: 22) لأن ثمر الروح هو محبة، فرح، سلام… أي أن الروح القدس يملأ النفس سلاماً، وحينذ يفيض على الآخرين سلاماً وهدوءًاً وطمأنينة.. وحتى لو وجد مقاومون لعمل الله فهذا لا يؤثر على السلام الداخلي الذي منبعه روح الله. وأوصانا الكتاب في هذه الحالة قائلاً “على قدر طاقتكم سالموا جميع الناس” (رو 12: 18) فقد يكرهك إنسان – حسداً منه أو غيرة، وقد يوجد إنسان شرير يكرهك لأجل شره أو لأنك لا تسايره في الشر، ففي هذا أيضاً نسلك في سلام غير متضررين من شر هذا الإنسان لأن شره يؤذيه هو ولا يؤذينا نحن. فالاضطراب يكون فيه لأنه شرير بينما السلام يكون فينا لأنه سلام نابع من روح الله المعزي.. ولا يمكن أن يُتعب الخارج الداخل في شئ.. مثل سفينة تحيط بها المياه من الخارج ولكنها لا تضرها إلا إذا وصلت المياه إلى داخل السفينة فتغرقها. هكذا المتاعب طالما توجد خارج الإنسان وسلام الله يملأ القلب فلا تستطيع أن تؤثر عليه إلا إذا دخلت إلى قلبه وأفقدته سلامه.. السلام مركز لدائرة الفضيلة: السلام يتماشى مع الإيمان.. فكلما ازداد إيمان الإنسان ازداد سلامه القلبي كنتيجة لحياة الإيمان، فالمؤمن الحقيقي يثق في الله وعمله في حياته وقيادته لكل أموره، وبهذه الثقة يسلم حياته في يد الله ويكون ثمن هذا التسليم السلام العميق الذي يملأ القلب. والسلام فضيلة تتماشى مع فضيلة التسامح، فكلما تسامح الإنسان وغفر للمسيئين إليه، كلما شعر بالسلام من جانب من سامحه.. إذ تنتهي أحاسيس العداء والتربص والترقب للانتقام.. وبذلك يتعمق الإحساس بالسلام. كذلك فضائل الإحسان والعطف والشفقة والعطاء.. كلها تعمق إحساس الإنسان بالسلام، لأنها فضائل تقوي روابط الحب والمودة والرحمة بين الناس، مما ينشر السلام في المجتمعات البشرية. ويطول بنا الحديث إذا بحثنا عن بقية الفضائل.. كالاتضاع والطاعة والوداعة والعفة والطهارة..إلخ، فكلها تعمق الإحساس بالسلام أيضاً. وبذلك نجد أن السلام مركز لدائرة الفضيلة وكل الفضائل تكون محيط هذه الدائرة.. وكل نقطة على محيط تلك الدائرة لها علاقة مباشرة بالمركز الذي هو السلام. لذلك إن وجد إنسان يعيش في سلام داخلي عميق، فاعلم أنه إنسان يعيش حياة الفضيلة ويتمسك بالقيم والأصالة ويعيش في سلام مع الجميع.. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() جميل جدااااا
ربنا يباركك |
||||
![]() |
![]() |
|