**** مزمور 119 ****
==============
هذا المزمور هو " اطول اصحاح " فى الكتاب المقدس ..
ولم يجد له المفسرون اية علاقة باية مناسبة للآمة اليهودية , وانما هو تمجيد بحت لوصية الله , يكشف عن مدى كرامتها وسموها ونفعها , ويعلن عن التلذذ بناموس الرب .. فكل اعداد هذا المزمور تدور فى هذا الفلك , عدا عددين هما " 122, 132 " فلا يتحدثان عن كلمة الله ..
وهذا المزمور منصوص فى شكل صلاة , لهج بها داود النبى نهاره وليله , وكانت كلمة الله فيها هى مركز تفكيره واهتمامه وحبه ..
ويقسم المفسرون سفر المزامير الى خمسة اقسام , تقابل اسفار موسى الخمسة , ويقابل هذا المزمور سفر التثنية , الذى هو سفر الوصايا , او سفر الكلمة الالهية ..
ويقسم داود النبى البشرية فى هذا المزمور الى صنفين :-
1- الآتقياء : وهم الذين يرتبطون بكلمة الله لكى يصلوا الى ادراك ارادة الله ويتمموها ..
2- الاشرار : وهم الذين يرفضون كلمة الله ويقاومونها ...
وهذا المزمور هو انشودة تتمتع فيها النفس بكلمة الله .. ولذلك يحتل مركز الصدارة فى صلاة نصف الليل , فى وقت انتظار العريس السماوى .. وكأن الكنيسة بعد اجهاد طول النهار وتعب الليل , تتعزى به حتى يأتى العريس ويأخذها الى شركة مجده ...
يقول القديس أوغسطينوس " هذا المزمور عميق جدا , لا استطيع الوصول الى عمقه , ومع هذا فهو لايحتاج الى مفسر وانما يحتاج الى من يقرأه ومن يسمعه "...
ويتميز هذا المزمور بأنه :
----------------
1- مدرسة صلاة
-----------
حيث يكشف عن حياة الصلاة من خلال واقع حى عاشه المرتل ...
وفيه تتضح وحدة الانسان , فيشترك الجسد مع النفس , والقلب مع الفم , فيتحول الكيان كله الى قيثارة متنوعة الانغام تعزف سيمفونية حب من خلال الصلاة والطاعة ..
فتارة يقول المرتل : اخفيت اقوالك فى قلبى فلا تبعدنى عن وصاياك " 10 " ...
امل قلبى الى شهاداتك " 34 " ....
صرخت من كل قلبة فأستجب لى " 145 " ....
وتارة يقول : تفيض شفتاى السبح اذا ما علمتنى حقوقك .. ينطق لسانى بأقوالك "171" ...
ونلاحظ ان المرتل يرفع قلبه للصلاة فى كل نسمة من نسمات حياته :
لى كل حين " 20 " ...
وطول النهار " 97 " ...
سبع مرات فى النهار " 164 " ...
وفى الليل " 55 " ...
ويناجى الثالوث القدوس : الاب " 73 , 90 " ..
والابن " 176 " ...
والروح القدس " 131 " ...
2- وبأنه مزمور تعليمى
---------------
يقول القديس يوحنا فم الذهب تعليقا عليه :
" دع الفم يرنم , والعقل يتهذب , فهذا ليس بالامر القليل .. فما ان نعلم اللسان التسبيح حتى تخجل النفس من ان تسلك طريقا مضادا لما تسبح به " ...
ويقول القديس البابا اثناسيوس عنه :
يصف هذا المزمور منهج حياة القديسين :
+ المحاربات والالام والتجارب والهجمات الشيطانية .
+ اسلحة الغلبة " الناموس والتعليم والصبر والعون الاتى من السماء " .
+ مكافأة الاتعاب والاكليل .
كتاب غنى كلمة الله ولذتها للقمص تادرس يعقوب ملطى
زيزى جاسبرجر
_________________
Sissy gaisberger