رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبة في العهد القديم الرباط بين الجماعة والله كان دوماً معرضاً للانقطاع بسبب معاصٍ قد ترتكبها الجماعة أو شخص منها يؤثر قي الجماعة سلباً. لذا كانت النوائب والنكبات بمثابة المنبه لوعي وادراك الجماعة لخطيئتها، فتبادر إذ ذاك إلى استعادة الرباط مع الرب، فتعاقب المسؤولين عن المعصية (خروج32 : 25_28؛ عد25 : 7_9؛ يش7 : 24)، أو تسارع لالتماس العفو الإلهي بممارسات نسكية وترتيبات طقسية خاصة بالتوبة كالصوم (قض20 : 26؛ 1مل21 : 8_10)، وتمزيق الملابس ولبس المسوح (1مل20 :31_32؛ 2مل6 : 30 و19 : 1_2؛ أشع22 : 12)، وافتراش الرماد (أشع58 : 5). كما كانت الجماعة تلجأ، في بعض الأحيان، إلى الذبائح التكفيرية (عد16 : 6_15)، وفي أحيان أخرى، إلى طلب الشفاعة بواسطة رئيس ديني أو نبي (خر32 :30_33)، أو تلجأ إلى اعتراف جماعي أمام الرب (1مل8 :33_34).[5] وكثيراً ما نجد في الكتاب المقدس، أحداثاً لأشخاص يعترفون بخطاياهم، ويقدمون توبة صادقة. فعلى سبيل المثال، يعترف لامك لامرأتيه بأنه قد قتل رجلاً (تك4 : 23)، وداود يعترف لناثان النبي بإثمه الذي اقترفه بحق أوريا (2صم12 : 13)، ويصرخ إلى الرب: "قد خطئت إلى الرب" (2صم11 : 2).[6] الدعوة إلى التوبة، في العهد القديم، تركزت ابتداءً من القرن الثامن قبل الميلاد، نتيجةً لابتعاد إسرائيل عن الله وانتهاكه لعهد الرب. فانتقد الأنبياء التوبة الشكلية غير الصادقة، ولم يكتفوا بشجب الخطايا، بل طالبوا الشعب بتوبة حقيقية مقامها "البحث عن الله" (عا5 : 4_6)، وطلب الخير والابتعاد عن الخطيئة (عا5 : 4_15؛ أشع1 : 16_18)، والتوجه بالكلية إلى الله، والثقة به، والخضوع لمشيئته وإرضائه.[7] هكذا تجذَّرت التوبة في العهد القديم، حتى باتت نقطةً جوهريةً في بشارة الأنبياء وحياة الجماعة التقية. فقد فهم الأنبياء التوبة على أنها الطريق الوحيد لعودة الوصال مع الله. |
|