|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا24 ..التمجيد والخشوع والسفر المختوم (2) بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث ٦ سبتمبر ٢٠١٤ السفر المختوم ويبدأ الإصحاح الخامس بقول القديس يوحنا الرائي: ورأيت علي يمين الجالس علي العرش سفرا مكتوبا من داخل ومن وراء مختوما بسبعة ختوم ورأيت ملاكا قويا ينادي بصوت عظيم:من هو مستحق أن يفتح ويفك ختومه؟فلم يستطع أحد في السماء ولا علي الأرض ولاتحت الأرض أن يفتح السفر دون أن ينظر إليه فصرت أنا أبكي كثيرا لأنه لم يوجد أحد مستحقا أن يفتح السفر ويقرأه فقال لي واحد من الشيوخ :لا تبك هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة. رأيت علي يمين العرش سفرا مختوما بسبعة ختوم سفر علي يمين الجالس علي العرش,معناه أهمية السفر أما عن كونه مكتوبا من داخل ومن وراء فقد قال النبوءات الواردة في العهد القديم وفي العهد الجديد. مكتوب من الناحيتين تعني أنه مملوء كتابة.. أما كونه مختوما بسبعة ختوم تعني أنه في منتهي السرية ,بحيث لم يستطع أحد من القوات السمائية ولا من سكان الأرض أن يفك ختومه …فإن كان قد قيل شيء من هذا عن بعض من سفر الرؤيا فهذا يعني أنه ليس كل شيء في هذا السفر واضحا أمامنا وليس عيبا أن يقول الحكيم لا أعرففالقديس يوحنا الحبيب نفسه وقف أمامه وهو لايعرف وتساوي معه في عدم المعرفة الأربعة والعشرون كاهنا في كل مايمثلونه من رموز… معني هذا أنه ليس في مقدرونا أن نعرف ونفسر كل شيء وإلا كان الواحد منا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئيرو12:3. فلا نحاول-بالحق وبالباطل-أن ندعي تفسير كل ما في سفر الرؤيا..وبالتالي يكون معرفة الغيب والمستقبل من المفروض أنها مختومة بسبعة ختوم لأنها في علم الله وحده مهما حاول البشر بأنواع وطرق شتي أن يتنبأوا بشيء عن المستقبلبغير وحي من اللهيقول الرائيلم يستطع أحد في السماء ولا علي الأرض ولاتحت الأرض أن يفك ختوم السفرأي ليس الأمر في مقدور السمائيين ولا الأرضيين ولا الشياطين الذين تحت الأرض. فلا يجوز أطلاقا أن ندعي معرفة أمور هي فوق قدرتنا. يقول القديس يوحنا الرائي:فصرت أنا أبكي كثيرا لأنه لم يوجد أحد مستحقا أن يفتح السفر ويقرأه ولا أن ينظر إليه. يصل به التأثر الشديد إلي البكاء بشدة هذا يدل بلاشك علي مقدار حساسية هذا الرسول ومقدار عاطفته وحنوه ومقدار تقديره للموقف وانفعاله به لقد كتب القديس يوحنا كثيرا عن المحبة مما يدل علي أنه كان رقيقا ولطيفا للغاية فلما وجد كل الذين أمامه عاجزين تماما تأثر وظل يبكي كثيرا ولم يستطع أن يخفي انفعاله. هنا من يرون غيرهم عاجزين فينتقدونهم ويقولون كيف أنهم غير قادرين؟وكيف أنهم لايعرفون ؟!أما يوحنا فبكي. وكان غريبا أن يبكي أحد في السماء وبالقرب من عرش النعمة!في الوضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد في موضع القديسين!! مفروض أن سعادة القرب من عرش الله تطغي علي كل حزن …علي أن القديس يوحنا لم يكن يبكي من أجل نفسه وإنما من أجل أنه لم يوجد أحد مستحق أن يفك ختوم السفر أو حتي أنت ينظر إليه. إننا في انفعالنا الأرضي من أجل الآخرين نبكي من أجل إخوتنا الأرضيين ولكن العجيب أن يوحنا بكي لأجل السمائيين العاجزين..!!إذ يري كل الملائكة والقوات السمائية في عجز أمام السفر المختوم. علي أن بكاء القديس يوحنا قد ترك تأثيره في أحد الشيوخ فقال له:لاتبك هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا.. عزاه بأن هناك من سوف يفك ختوم السفر وهذا يظهر لنا حنو أهل السماء علي غيرهم فذلك الشيخ لم يحتمل بكاء يوحنا فعزاه بأن المسيح قادر أن يغلب إن عجز السمائيون والأرضيون ومن تحت الأرض إن وقع أحد منكم أيها الإخوة في مشكلة ولم يجد من يحلها وكأنها قد ختمت بختوم سبعة فليتذكر الأسد الخارج من سبط يهوذا.. مشكلة القديس يوحنا-علي الرغم من قلبه الوسع ومن قداسته العظيمة أنه جعل تفكيره وقتذاك في المخلوقات التي في السماء وعلي الأرض وما تحت الأرض!!ولم يفكر وقتذاك في من أعلي من كل هؤلاء, القادر علي كل شيء..فنبهه ذلك الشيخ إلي الأسد الخارج من سبط يهوذا. وهذه شهادة أن الأسد الخارج من سبط يهوذا كان أعلي من جميع السمائيين ومن جميع الأرضيين ومن تحت الأرض.. هذا الذي كان من نسل داود وهو أيضا أصل داودرؤ5:5رؤ22:16نلاحظ أن الشيخ الذي ساعد يوحنا وعزاه فعل ذلك دون أن يطلب منه يوحنا لأن السمائيين يحسون بإحساساتنا وأنهم أيضا أرواح عطوفة وخدومة ترقب البشر وتحن عليهم. لقد غلب الأسد الخارج من سبط يهوذا لأنه سبق فغلب العالم أيضا يو16:23. السيد المسيح أسد وفي نفس الوقت كان كأنه مذبوح نرجو متابعة هذا في العدد المقبل,إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
|