رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاحظت في الأيام القليلة الماضية انتشار فكرة جهنّميّة بين الشباب، وهي إبطال الأصوات في انتخابات الإعادة لرئاسة الجمهوريّة.. اسمحوا لي أن أسجِّل بعض الخواطر حول هذه الفِكرة الشّاذّة: 1- صوت الناخِب هو قوّته، فإذا أضاع الناخِب صوته صارت قيمته السياسيّة صفرًا. 2- في السياسة يجب أن نفهم متى وكيف وبأ...ي وسيلة نلعب، لكي نكسب المعركة.. وقد تستغرق المعركة جولات طويلة.. وتحتاج لتغيير التكتيك من آن لآخَر.. بمعنى أنّ الهتاف يصلح في جولة، والمسيرات الصامته في جولة أخرى، والضغط بأصوات الناخبين في جولة ثالثة.. وهكذا.. وأعتقد أن انتخابات الإعادة القادمة هي جولة المكسب فيها بعدد أصوات الناخبين وليس بعدد المُبطلين أصواتهم..! 3- النضج السياسي يُلزمنا بأن نكون واقعيين، ونحاول الفوز بأكبر قدر من المكاسب لصالح بلدنا.. وصوتنا في الانتخابات هو حقّنا الذي لا ينبغي أبدًا أن نفرّط فيه.. كما أنّنا في هذه المرحلة الخطيرة جدًّا لا نملك ترف إبطال الأصوات من أجل إثبات حالة ضدّ البعض، على حساب مستقبل البلاد بأكملها..! 4- لنتذكّر أن السياسة هي لغة المصالح وليست لغة العواطف.. ويبدو لي أنّ الذين يريدون تسجيل موقف بإبطال أصواتهم يحاولون استخدام لغة العواطف في غير مكانها..! 5- رأيت إحدى أوراق الذين صوّتوا بالخارج وقد كتب في ورقته: "المجد للشهداء" ووضع بعض العلامات على ورقته لكي يبطُل صوته.. وفي الحقيقة مع احترامي لمشاعره، فأنا أختلف معه كلّيًّا، بل أنا حزين أنّ ورقته ستُلقى في سلّة المهملات.. لأني أرى أن تحيّة الشهداء والوفاء لذكراهم لا تكون بأن أدفن رأسي في التراب، وأنسحب من الصراع، وأتنازل عن التصويت بمثل هذه الصورة الساذجة.. لنتذكّر أنّ ما لا يُدرَك كلّه لا يُترَك كلّه، بمعنى أنّنا إذا لم نستطِع تحقيق كلّ أهداف الثورة، فلا نبيع القضيّة بالكامل ونترك بلادنا فريسة سهلة للطامعين فيها من المتطرّفين المخادعين.. 6- إبطال صوتك معناه تضييع قيمتك كناخِب.. إبطال صوتك معناه أنّك تدفن رأسك في الرمال حتى لا ترى الواقع الصعب.. ومعناه أنّك تنسحب من المعركة وهي في أحرج لحظاتها.. كيف يُعقَل أن تلغي نفسك بنفسك..؟! 7- موضوع إبطال الأصوات في رأيي ليس فيه أدنى شجاعة أو شهامة بل هي فكرة تحمل الكثير من قِلّة النضج السياسي، وأعتقد أن أولاد الله المستنيرين سينتبهون سريعًا إلى خطئها قبل فوات الأوان.. فالتنازل عن التصويت معناه ببساطة تضييع حقّ هام من حقوقنا السياسيّة، وتفريط في مكتسَب مؤثّر وهبته لنا الثورة.. 8- مع الحيرة التي سبّبتها نتائج الجولة الأولى في الانتخابات، انشغل الكثيرون بموضوع إبطال الأصوات عن طريق كتابة اسم شخص ثالث أو بوضع علامات رمزيّة أو شعارات على ورقة التصويت.. مع أنّ الأهم في هذه الأيام القليلة التي ستسبق جولة الإعادة أن نتفاوض بجديّة وننتزع بعض التعهدات الإيجابيّة المكتوبة من المرشّح المعتدل، مثل أن يمكث فترة رئاسيّة واحدة، ويلتزم بتحقيق مبادئ الثورة.. بدلاً من الجدل الفارغ حول كيفيّة إبطال أصواتنا بطرق مبتكرة، ليس لها في النهاية إلاّ معنى واحد وهو أنّنا ألقينا بأنفسنا خارج المعركة..! 9- في رأيي الشخصي، الذي لا يعبِّر بالضرورة عن رأي رسمي للكنيسة، أنّ فكرة إبطال الأصوات لن تمثِّل ضغطًا على أحد، بل هي فقط خسارة سياسيّة وإضعاف لوزن الكتلة المعتدلة القادرة على توجيه الميزان لصالح الاتجاه المدني الديمقراطي.. 10- أنا أعطيت صوتي منذ يومين لشفيق على الرغم من قناعتي بمحدوديّة إمكانيّات العقل العسكري.. ولكنّ بصيص النور أفضل من الظلام الدامس.. لنكُن رِجالاً، والرجال لا ينسحبون من المعركة أبدًا.. لأن الجولة الحالية إذا مرّت بسلام نستطيع تحريك عجلة التغيير إلى أفضل في الجولات القادمة أمّا إذا جاء الإسلاميون فسيهدمون جميع قواعد اللعبة السياسيّة على رأس الشعب المصري كلّه.. والخاسر الأكبر سيكون الشباب الجميل الذي سيُفاجأ بإظلام الدنيا من حوله.. ولكن وقتها لن يكون لصوته قيمة مثل اليوم..! القمص يوحنا نصيف |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أين هذه الأصوات التى لا تسكت |
حتى الأصوات ثقيلة على أذنيك |
الأصوات في القيادة بالروح |
خواطر حول إبطال الأصوات |
عصام شرف : مقاطعة الانتخابات او إبطال الأصوات سيدعم اختيار التصويت ضد الثورة |