وقيل عن اسطفانوس تلميذ أنبا صموئيل
كان ناسكا جيدا وقد شهد عنه أنه أقام ثمانية عشر سنة لم يتناول فيها إلا الخبز ومن كثرة نسكه أصابه مرض عظيم فأمر الآب أن يصنعوا له طعاما ليأكل ويتقوى، لكنه اعتذر وقال لا آكل طبيخًا قط إلى أن يفتقدني الرب، قال له أنبا صموئيل صدقني يا أسطفانوس أنه لابد أن تأكل طبيخًا وتشرب خمرًا. ذلك خير من سمع هذا الذي لا يليق بسيرة الرهبان، وهو عدم الطاعة. فلما سمع اسطفانوس ذلك بكى بمرارة. قال له الشيخ لماذا تبكى يا اسطفانوس؟ أمن أجل هذا الكلام اليسير الذي قلته لك؟ قال له: نعم حزنت يا أبى، لعلك رأيت هذا، انه هلاك يأتيني. قال له القديس لا تحزن يا ابني ليس قولي هذا لهلاك يأتيك، لكنك ستصير أسقفا -وتمت نبوة أنبا صموئيل.
طال مرضه ولم ينل راحة فأشار عليه القديس بالمضي إلى جبل البهنسا ليقيم أياما قلائل حتى يبرأ من مرضه، فمضى كما أمره ولما أقام هناك أياما قلائل شاع خبر محبته للإله في المدينة كلها من أجل مواهب الشفاء التي كان يصنعها في المرضى.
وبعد أيام تنيح أسقف كرسي البهنسا وهكذا وقع الاختيار على الآب اسطفانوس ورسموه أسقفا فرعى شعبه بطهارة وبر.