إقامة أبللو تلميذ الأنبا صموئيل مدبرًا
بعد ذلك كان الشعب يأتي من كل موضع ويتبارك من القديس أنبا صموئيل ويسألونه أن يعلمهم ما يجب أن يعملوه لأجل خلاص نفوسهم.
وكان يعلم الجميع كل واحد بما ينفع نفسه إلا أنه كان حزين القلب لكونهم لم يتركوه يتفرغ للاختلاء مع نفسه، وكانوا يتبعونه جدا لكن الروح القدس كان يرشده لما ينفع نفوسهم. ثم أتى القديس أنبا صموئيل بالآب أنبا أبللو في الوسط وأقامه على الدير مدبرا على جميع الإخوة وأعطاه سلطة لكي يصنع كل شيء مثله، وصار أبونا القديس صموئيل في هدوء عظيم منفردا مثل إيليا النبي حيث كان بجبل الكرمل، لأنه كان غربي الدير واد يدعى "نهر بوار" بعيدا عن الوادي الذي فيه الدير مقدار ست ساعات سيرًا على الأقدام.
نزل إليه أنبا صموئيل بعد أن أخذ معه قربانا ولم يكن يصعد إلى الدير سوى دفعة في كل ستة أشهر أو كل سنة.
واتفق في تلك الأيام أن صدر أمر من جهة السلطان أن يسخروا الجمال،فسخروا جمال الدير إلى مدة ستة شهور.
ومن أجل ذلك لم يقدروا أن يحملوا مؤونة الدير، ومن كثرة الجموع المترددة عليهم وكثرة الصدقات التي يعطونها احتاجوا إلى الخبز، ولم يبق عندهم إلا اليسير. فدعا أبللو الخازن وقال له امض واهتم بالإخوة الآتين إلينا لأنه تذكار سيدتنا والدة الإله القديسة مريم فيأتي إلينا الجموع فقال له الوكيل ليس هناك خبز لهذه الجموع وبالكاد يكفى اليوم. قال له الآب أبللو اذهب واحضر ما تجده والله تعالى بصلاة أبينا صموئيل يبارك في ذلك. وكان أنبا أبللو مكتئبا لأنه لم بجد أنبا صموئيل ليخبره بنفاذ الخبز إذ كان داخل البرية بسبب الجموع المتزاحمة.
وفى المساء قال أنبا أبللو للإخوة والوكيل اهتموا بالإخوة وأعدوا له ما يأكلون في هذا الوقت، وفي غد يكون تدبير الرب إذ نرسل الإخوة إلى الريف ليأتوا بما نقتات به فقال له الوكيل: "كيف استطيع ذلك؟" قال له اذهب إلى المخزن واجمع ما تجده واصنع طعاما يسيرا للإخوة مع قليل تمر ليأكلوه وابذل ما في وسعك للاهتمام بهم، وأنا أؤمن بالله وبصلوات أبينا أنبا صموئيل أن في الغد يتوفر لنا الخبز. فأطاع الخازن ومضى إلى المخزن وقد صلى أنبا أبللو هكذا قائلا: "يا إله القديس أنبا صموئيل استجب لي وأرسل إلينا اليوم بركتك، فإن نفسي قلقت جدًا من أجل الجموع الذين اجتمعوا في هذا الدير. وكما انك لم تتخل عن أبينا صموئيل فلا تتركني أنا أيضا من أجل خطاياي، لأنه مكتوب أن بركة الرب تغنى ولا يكون معها تعب. ولما دخل الخازن إلى المخزن وجد خبزا توفرا وقدم للإخوة.
ثم جاء في المخطوطة هذه النصيحة:
والآن اجتهدوا يا أولادي في صلواتكم وخدمتكم كل حين. أحبوا بعضكم بعضا بمحبة روحية فإن سيدنا يسوع المسيح له المجد يقول في إنجيله المقدس أطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذا كله تزدادونه..