08 - 07 - 2014, 02:38 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
ترجمات الكتاب المقدس
قصة: تحركت القافلة تاركة خلفها أورشليم بعد أن حصلت على الكنوز.. إنها قافلة عجيبة تضم عشرين عربة مغطاة، والحراس الأقوياء يحيطون بها، فكل واحد من الحرس يمتطي جواده في عظمة وثقة.. يسير يقظًا وعيناه ترصدان كل حركة، وأذناه منتبهتان لسماع أي أمر يصدره القائد، ويده قريبة من سيفه.. إنهم يسيرون في تشكيل عسكري منتظم يحيطون بالقافلة من كل ناحية واتجاه، والقافلة تجدُّ في السير.. لكن ما بال الحراسة مشدَّدة هكذا؟! وأي كنوز هي تحمل..؟! هل تحمل كنوز الملك سليمان..؟! إنها تحمل كنوزًا أعظم من كل كنوز الأرض.. كنوز ليست من فضة ولا ذهب ولا زمرد ولا ياقوت.. إنها تحمل الكتب الإلهَّية بصحبة اثنين وسبعين شيخًا من علماء اليهود الضالعين في اللغات العبرية والآرامية واليونانية، وفي إحدى العربات دار الحديث الآتي:
زكا: ما يحدث الآن يذكرني بنزول أبينا يعقوب وذريته إلى مصر.
حنانئيل: كان عددهم مقاربًا لعددنا.. نحو سبعين نفسًا.
سمعان: عربات فرعون حاكم مصر حملتهم، وعربات بطليموس حاكم مصر تحملنا.
ألياب: كان في انتظارهم يوسف أخاهم وأسرته، ونحن في انتظارنا إخوتنا اليهود المقيمين في الإسكندرية.
القافلة تسير لأيام متوالية.. تسير في ضوء النهار وتستريح في ظلام الليل، والعربات محمَّلة بكمية وافرة من الأطعمة، وكمية كافية من المياه لزوم التطهير والاغتسالات الكثيرة.. أخيرًا وصلت القافلة إلى الإسكندرية، وبعد استقبال حافل قاد ديمتريوس علماء اليهود إلى مقر إقامتهم في جزيرة فاروص، ووقف العلماء مندهشين أمام أحد عجائب الدنيا السبع أي فنار الإسكندرية بارتفاعه الشاهق والضوء المنبعث منه ليلًا ليهدي السفن للميناء.. زاروا مكتبة الإسكندرية التي حوت في أحشائها أكثر من نصف مليون كتاب، وكانت العادة المتبعة أن كل مؤلف يزور المكتبة يقدم نسخة من مؤلفاته هدية لها، والتقوا ببطليموس فلادلفيوس الذي رحب بهم كثيرًا وأمر بتوفير كل وسائل الراحة لهم، وطالبهم بترجمة الأسفار المقدسة من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية حتى يستضئ بتعاليمها العالم أجمع. عكف الآباء الشيوخ على عملهم في جزيرة فاروص، وكثيرًا ما كان يجلس سمعان صامتًا متأملًا ثم يعود إلى الترجمة في روح الصلاة والخشوع، وعندما كان يترجم سفر إشعياء وقف أمام الآية " ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل" (إش 7: 14) وأخذ يفكر كيف يقبل الإمبراطور والعالم كله أن عذراء تحبل وتلد بدون زرع بشر؟!! وفكر كثيرًا، وأراد أن يستبدل كلمة "عذراء" بكلمة "فتاة" ولكنه لا يستطيع أن يبدل ولا يستطيع أن يغير حرفًا واحدًا، وصار في حيرة.. وبينما هو هكذا راح في غفوة وسمع صوتًا يقول: سمعان سمعان.. اسمع يا سمعان.. هوذا العذراء تحبل وتلد، وأنت لن تَرى الموت حتى تعاين مسيح الرب، وتحمله على يديك..
آمن سمعان بالمكتوب وأكمل الترجمة وهو مستريح البال، حتى انتهى مع زملائه من أعظم عمل قاموا به، وقدموا للتاريخ وللعالم كله النور الإلهي الذي تسلمته الكنيسة وأكملت عليه أسفار العهد الجديد.. وعادت القافلة ومات شيوخ الترجمة السبعينية واحدًا تلو الآخر بينما عاش سمعان نحو ثلثمائة عام حتى أبصر الرب يسوع تحمله أمه العذراء الطاهرة في الهيكل، فحمله على ذراعيه مناجيًا إياه "الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور تجلى للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل" (لو2: 29-32).
والآن يا صديقي إلى الأسئلة التالية:
-
ألم يتعرض المترجمين إلى أخطاء بحكم ضعفهم البشري؟ وألا تعتبر الترجمات المختلفة واختلاف الألفاظ نوعًا من التحريف؟
-
قال البعض إن بعض الترجمات غيَّرت في العقائد المسيحية، فتغير الترجمة في (إش7:14) من الشابة إلى العذراء أوجدت عقيدة ولادة المسيح بدون زرع بشر، وتغيّر ترجمة (يو3: 16) خلقت عقيدة الابن الوحيد الجنس، وإضافة (1يو5: 7) خلق عقيدة التثليث والتوحيد في المسيحية، وإضافة (مر16: 19-20) خلق عقيدة الصعود.. فما رأيك في هذا؟ (خاص بالخدام)
-
ما هي أهم ترجمات الكتاب المقدس؟
|