منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 07 - 2014, 05:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

هل وجود الله يحد من حرية الإنسان ويُلغي كرامته ووجوده؟ وهل نجح الإلحاد في أن يهب السعادة للإنسان؟

س56: هل وجود الله يحد من حرية الإنسان ويُلغي كرامته ووجوده؟ وهل نجح الإلحاد في أن يهب السعادة للإنسان؟
قال المُلحدون أن الإنسان هو إله هذا الكون، وقال " كارل ماركس": "أن الإلحاد هو إبراز الإنسان بواسطة إلغاء الدين" (95) وقال " فويرباخ": "أن نقطة التحوُّل الكبرى في التاريخ ستكون في اللحظة التي سيعي فيها الإنسان أن الإله الواحد هو الإنسان نفسه" (96) كما قال أيضًا أن الإنسان هو إله نفسه " الإنسان الذي يؤمن بالله لا يؤمن بنفسه، فالله هو الإنسانية، لا أكثر ولا أقل، والدين يجب أن يموت، فيقوم على أنقاضه عالم على مقاييس الإنسان، الذي يلزمه أن يكون إله نفسه" (97) وقال " إيتان بورن " أن وجود الله ضد وجود الإنسان " يجب ألاَّ يكون الله، حتى يكون الإنسان" (98) وظن " باكونين " أن وجود الله يسلب الإنسان حريته فقال " أن كان الله موجودًا فلستُ بحرٍ. أنا حر فالله إذًا غير موجود" (99) ورأى " سارتر " أن حرية الإنسان تطرد فكرة وجود إله، فقال " إذا انفجرت الحرية مرة أخرى في روح الإنسان، لم يبق للآلهة على هذا الإنسان أية سلطة" (100).
ولسان حال المُلحد: أنني لا أريد ملكوتًا سماويًا لأنني بشر، إنما أنا في حاجة إلى ملكوت أرضي، وأخذ الإنسان يحلم بفردوس أرضي يجد فيه سعادته، فقال " فيشينسكي " سكرتير الدولة في رومانيا " ستبني هذه الحكومة فردوسًا أرضيًا، وعليه لن نكون بحاجة إلى فردوس سماوي" (101) وصدقه الكثيرون، فقام أحد الكهنة ويُدعى" سرجيوس " بتكوين كنيسة باسم " الكنيسة الحيَّة " وقال " ليس قصدنا أن نعيد بناء الكنيسة إنما هدمها وإبادة الديانة كليًّا" (102).
ج : لنا على كل ما سبق التعليقات الآتية:

1- الصورة التي وضعها المُلحدون عن الله صورة مغلوطة وغير حقيقية، فالإله كما تصوَّره المُلحدون هو إله ينافس الإنسان في الوجود، إله نادم لأنه عندما خلق الإنسان وهبه حرية الإرادة، ولذلك فهو يسعى دائما لإخضاع الإنسان وإذلاله والحد من حريته عن طريق وصايا ثقيلة، فالإنسان الذي يؤمن بوجود الله هو بمثابة عبد ذليل لسيد قاسٍ، يحاسبه على أقل خطأ يرتكبه، وقد أعد له العذاب الأبدي. إله سيفرح ويُسر بعذاب الإنسان في جهنم النار.. وهكذا كان تصوُّر الملحدين المقلوب عن الله، ولذلك نادوا بإنكار وجود الله لكيما يظهر ويبرز الإنسان للوجود، فالإنسان الذي يؤمن بالله، لا يستطيع أن يؤمن بنفسه، لأن وجود الله ضد وجود الإنسان، ووجود الله ضد حرية الإنسان، ولكيما ينال الإنسان حريته ينبغي أن يرفض السلطة الإلهية، وأن يكون الإنسان إله نفسه.
ولم يدرك الملحدون الصورة الحقيقية لله، ولم يدركوا أن الله نبع يفيض على كل أحد، وشمس تشرق على كل أحد، وخير يعم على الكل، وحب يشمل الجميع.. شاء بإرادته أن يخلق الإنسان حرًّا مريدًا، ولم يندم قط على أنه وهب حرية الإرادة للإنسان، حتى لو استخدم الإنسان هذه الحرية ضد الله ذاته، ورفضه وجدَّف عليه، بل أنه لا يقبل الإنسان إلاَّ إذا جاء إليه بكامل إرادته.. الله لا يقبل إلاَّ البشر الأحرار، والله لم ولن يكون عدوًا للإنسان قط، فالإنسان الذي جبله الله على صورته هو موضع حبه واعتزازه.. الله أب يتراءف علينا أكثر من أنه سيد يحاسبنا ويعاقبنا.. تنازل وأخذ شكل العبد وجاز الموت، موت العار والسخرية من أجل إنقاذ أولاده من فم الموت.. وضع نفسه عنا إلى الموت، فليس حب أعظم من هذا.. أنه يسعى لخلاص ونجاة كل أحد، وقد أعد لنا ملكوتًا يتسع للجميع، وفي احترامه لحرية الإنسان فأنه لن يجبر أحد قط للدخول لهذا الملكوت السماوي السعيد، وحقًا قال القديس أغسطينوس أن الذي خلقك بدون إرادتك لن يخلصك بدون إرادتك.

هل وجود الله يحد من حرية الإنسان ويُلغي كرامته ووجوده؟ وهل نجح الإلحاد في أن يهب السعادة للإنسان؟
وأوضح " الأب خوان إرياس " أنه من المستحيل أن يؤمن بالإله كما صوَّره الملحدون، ونقتطف عبارات قليلة من مقاله:
" أن ما لا يؤمن به الكثير من الملحدين (أي الإله الذي يرفضه الملحدون) هو إله لا أؤمن به أنا أيضًا..
أجل لن أؤمن أبدًا ،
بإله يباغت الإنسان في خطيئة ضعف..
إله يعترض على أفراح البشر ،
إله يُعقّم عقل البشر ،
إله منجَّم مشعوَّذ ،
إله يفرض رعبه في القلوب..
إله لا يحتاج إلى الإنسان..
إله يرسل الناس إلى جهنم ،
إله لا يحسن الرجاء..
إله لا يستطيع افتداء البؤساء ،
إله لا يفهم أن " الأطفال " لابد أن يتوسَّخوا، وأنهم معرَّضون للنسيان..
إله لا يخشاه الأثرياء، ممن يقوم على أبوابهم البؤساء والجياع..
إله يستطيع أن يقول "سوف تدفع لي الثمن " ،
إله يتندم على أنه أعطى الحرية للإنسان ،
إله يُؤثر الظلم على الفوضى ،
إليه يرضى عن المرء الذي يسجد ولا يعمل ،
إله أخرس لا شعور له أمام المشاكل الخانقة التي تؤلم البشرية..
إله أفيون..
إله يحب الحروب..
إله يرفض للإنسان حرية الوقوع في الخطيئة..
إله ينقصه الغفران لأية خطيئة ،
إله يفضل الأغنياء والأقوياء..
إله لا يمكن مخاطبته إلاَّ ركوعًا..
إله لا يخلص الذين لم يجدوه..
إله يرسل الولد على جهنم بعد خطيئته الأولى..
إله لا يسرع لملاقاة من تولى عنه ،
إله لا يستطيع أن يجعل كل الأشياء جديدة ،
إله لا يوجه كلمة مميَّزة، شخصية، خاصة، إلى كل فرد ،
إله لم يعرف السبيل إلى البكاء بسبب الناس ،
إله لا يكون النور..
إله لا يكون موجودًا حيث يحب الناس بعضهم بعضًا ،
إله يقترن بالسياسة..
إله يهدم الأرض، والأشياء التي يحبها الإنسان، بدل أن يطوُّرها..
إله يزيل جسدنا إلى الأبد بدل أن يقيمه من الأموات..
إله يقبل صديقًا له من يجُور في الأرض ولا يسعد أحدًا..
إله لا يكون سخاؤه كسخاء الشمس..
إله لا يحسن تقديم فردوس، نكون فيه جميعًا أخوة حقًا..
إله لا يكون محبة ولا يحسن تأويل كل ما يمسه إلى محبة..
أجل، إن إلهي هو الإله الآخر" (103).
2- يجهل الإنسان المُلحد سبب خلقة الله للإنسان، فالله لم يخلق الإنسان ليسخره، ولا ليسلب حريته، ولا حتى ليعبده، لأن الله كامل في ذاته متكامل في صفاته، فهو لم يكن محتاجًا إلى عبوديتي بل أنا المحتاج إلى ربوبيته. خلق الإنسان لكيما يتمتع بنعمة الوجود في حضرته، فالإنسان هو وليد ونتاج محبة الله، ولهذا عندما أراد أن يخلقه رتب له الكون كله، ودبر له كل احتياجاته، ثم خلقه على أفضل صورة ممكنة، إذ خلقه على صورته ومثاله، وتوَّجه ملكًا على الخليقة كلها، " وقال الله لنعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى كل الدبابات التي تدب على الأرض. فخلق الإنسان على صورته.. وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا املأوا الأرض وأخضعوها وتسلَّطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تك 1: 26-28) وترنَّم داود النبي قائلًا " فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن الإنسان حتى تفتقده. وتنقصه قليلًا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلّله. تسلطه على أعمال يديك. جعلت كل شيء تحت قدميه. الغنم والبقر جميعًا وبهائم البر أيضًا. وطيور السماء وسمك البحر السالك في سُبُل المياه. أيها الرب سيدنا ما أمجد أسمك في كل الأرض" (مز 8: 4-8).
ويقول "القديس غريغوريوس النيزنزي": "أيها الإنسان تأمل في كرامتك الملوكية. أن السماء لم تُصنع على صورة الله مثلك ولا القمر ولا الشمس ولا شيء مما يُرى في الخليقة. انظر.. لا شيء في الموجودات يستطيع أن يسع عظمتك" (104).
وقد دعى الكتاب المقدَّس الله " ينبوع المياه الحيَّة" (أر 17: 13) والينبوع في طبيعته يفيض على الآخرين، والله كينبوع يفيض حبًا " لأن الله محبة" (1 يو 4: 8) فعلاقة الله مع الإنسان هي علاقة حب وعطاء " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية" (يو 3: 16)،وقال لتلاميذه الأطهار " ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13) وفي محبته انحنى وغسل أرجل تلاميذه (يو 13: 5) وفي محبته يقول "هآنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ 3: 20) فالله لا يقتحم حرية الإنسان، إنما يدعونا للحرية " إن حرَّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (ي 8: 36).. " فإنكم إنما دُعيتم للحرية أيها الأخوة" (غل 5: 13).. " وحيث روح الرب هناك حرية" (2 كو 3: 17).
3- الله لا يسعى للحد من حرية الإنسان، بل وهبه حرية الإرادة للدرجة التي يستطيع فيها أن يرفض وجود الله في حياته، ويجدف على إسمه المبارك، والله لن يجبر أحد قط على دخول ملكوته، ويقول الفيلسوف المسيحي " أوليفيه كلمانت": "الله يتقدم ويعلن عن حبه، ويرجو أن يحيا الإنسان عليه.. فإذا رُفِض أنتظر على الباب. ومقابل كل الخير الذي صنعه لنا لا يطلب إلاَّ حبنا، ولقاء هذا الحب يعتقنا من كل دين" (105) وقال " بردياييف " بعد عودته إلى الإيمان " أن كرامة الإنسان تفترض وجود الله.. وإنكار الله يجر مع إنكار الإنسان" (106).
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "الله ليس عدو لحرية الإنسان كما كرَّر الماركسيون، ولا يقوم وجوده على عجز الإنسان وذله، إنما خلق الإنسان على صورته ليقبل خالقه صديقًا له.. نرى الله يجري وراء الإنسان ليضمه إليه لا ليحطمه، ويرفعه إلى ما فوق الحياة الزمنية. حتى بعد السقوط سمع السيد المسيح كلمة الله يقول {لا أعود أسميكم عبيدًا لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكنني سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي} (يو 15: 15).
وجود الله لا يقوم على إهدار حياة الإنسان وكرامته، إنما نزل الله إلينا لكي يرفعنا إليه، وقد جاء اللاهوت الشرقي في القرون الأولى ملخصًا في العبارة المشهورة التي كرَّرها كثير من الآباء وإن كان بأسلوب مختلف: {صار الله إنسانًا، لكي يصير الإنسان إلهًا}. إن ما يحمله الملحدون المعاصرون من شوق نحو الألوهية إنما هو عطش داخلي نحو الأبدية يقوم خلال الصورة التي تمتع بها الإنسان دون سائر الخليقة الأرضية. وكما يقول كوستي بندلي: {أماني الإنسان اللامحدودة هي في الإنسان صورة الله غير المحدود الذي يدعوا إلى مشاركته حياته}. لقد ظن ماركس أن يقيم من نفسه إلهًا لنفسه بإنكاره وجود الله، ولم يدرك أن ما في داخله من شوق نحو الألوهية إنما هو ثمرة خلقه على صورة الله، وإن كانت قد انحرفت في اتجاهاتها" (107).
ويقول "القديس غريغوريوس النيزنزي": "الإنسان إذ حُلق على صورة الله يجب أن يتمتع بكل خيرات سيده وبين هذه الخيرات الحرية" (108). ويقول "بردياييف": "أن الحرية في الحياة الدينية واجب الإنسان. مُلزم بأن يحمل عبء الحرية وليس له الحق بأن يتخلص منه، الله لا يقبل إلاَّ البشر الأحرار. أنه لا يحتاج إلاَّ إلى بشر أحرار.. الدين المسيحي إنما هو الحرية في المسيح. الخلاص القسري مستحيل وبدون جدوى" (109).
وعندما قال " سارتر " أن الإنسان يشبه في علاقته بالله المقص في يد الصانع، رد عليه " شاول ميللر " قائلًا: "أن هذا المفهوم للخلق يفترض أنه لا يمكن أن تكون للإنسان أية ذرة من الحرية والمبادرة كما هو وضع مقص الورق الذي هو سلبي تمامًا بين يدين من يصنعه أو يستعمله" (110) كما قال " إذا كان الخلق هو صنع أدوات فلم يعد للإنسان سوى أن يدع نفسه يُستخدم من صانعه، في هذه الحالة لم يعد بوسعنا أن نرى في العالم سوى أمرين: إما السلبية المخزية، سلبية عبيد يزحفون أمام إله طاغية أو الاكتفائية المتكبرة، اكتفائية كأن يدَّعى أن لا أب ولا أم له" (111) وأيضًا قال " هكذا فالمخلوق كيان قائم بذاته مستمد من الله فمن هذا الكيان القائم بذاته بالضبط يستمد المخلوق قوة التمرد على الله، فيقبل الله بأن يستخدم المخلوق تلك الحرية التي وهبه إياها لينقلب عليه ليكون " إلهًا دون إله".." (112).
وأحد العائدين للإيمان من الشيوعية، عندما سُئل: ما أكثر موقف تأثرت به وقادك للإيمان بالمسيح؟ أجاب: موقف يسوع مع تلميذي عمواس، إذ لم يرد أن يقحم نفسه عليهما، فلم يدخل البيت إلاَّ بعد أن ألزماه بذلك، فالسيد المسيح له المجد لا يفرض نفسه على أحد بالقوة، إنما الشيوعيون هم الذين لا يكفون عن فرض مبادئهم بالقوة، وذلك من خلال الضغط والإلحاح عبر المدرسين بالمدارس، وفي الإذاعة والتليفزيون والسينما والاجتماعات والرحلات والدراسات، حتى أن المؤمنين داخل السجون كانوا يتعرضون لعملية غسل المُخ، فلمدة سبعة عشر ساعة يوميًا يظلون يذيعون عليهم عبارات بعينها: "الشيوعية حسنة.. الشيوعية حسنة.. الشيوعية حسنة.. المسيحية سخيفة.. المسيحية سخيفة.. المسيحية سخيفة.. ليس من يحبكم فيما بعد.. ليس من يحبكم فيما بعد.. ليس من يحبكم فيما بعد.. فاستسلم.. استسلم.. استسلم".
4- لا يمكن أن تهب الشيوعية الإنسان السعادة الحقيقة، لأنها أختزلت كل أبعاد الإنسان في بُعد واحد هو البُعد البيولوجي، والإنسان ليس جسدًا فقط، فالأمور الجسدية لا تُشبع إلاَّ الجسد فقط، أما روح الإنسان فستظل قلقة طالما هي بعيدة عن الله، ولذلك يمتزج الإلحاد دائمًا بالكآبة والقلق حتى لو كان الإنسان المُلحد يعيش في رغدة من العيش، ولكنه سيظل جائعًا للامحدود، ويقول "وورمبلاند " مهما زادت إمكانات الإنسان الشيوعي المادية، فأنه يظل قلقًا، مكتئبًا، حزين النفس. بينما الإنسان المؤمن الذي سُجن من أجل إيمانه، ويتعرض للجوع والعرى ويفترش الأرض في زمهرير شتاء سيبيريا، وقد قُيدت قدماه بسلسلة غليظة، وتقرَّح جسده، حتى أن الحشرات صنعت منه وليمة، ومع كل هذا فإن هذا الإنسان البائس المسكين يفيض قلبه بالسلام ويترنم بمدائح الخلود ويتمسك بإيمانه وإلهه للنفس الأخير، فما هو السر الذي يملأ الكأس بالأفراح، حينما تتناقص مباهج الحياة، ويُسكَب فيها العلقم؟ أليس لأن هناك عنصر آخر في كيان الجسد، وهو الروح (راجع جواب المسيحية على الإلحاد الشيوعي ص 157) والكاتب الكبير المُلحد " فاديف " بعد أن أنهى كتابة روايته " السعادة " والتي قال فيها أن السعادة تأتي من العمل الدءوب من أجل الشيوعية أطلق الرصاص على نفسه وانتحر (العذاب الأحمر ص 138) وقال المُفكر المُلحد " دانتك " أن " أول نتيجة للإلحاد -إذا عم- أن يكثر الانتحار حتى يصير كالوباء" (113).
وإن كانت المسيحية تهتم بالفرد اهتمامها بالجماعة، فإن الشيوعية تُضحي بالفرد في سبيل الجماعة، فاستولت الشيوعية على كل الأملاك الشخصية، وحارب الشيوعيون كل ما هو شخصي، حتى أنه عندما ضُبط شخص معه كتاب " علم النفس الشخصي " صرخ فيه الضابط: شخصي! أليس كذلك؟ دائمًا شخصي لِمَ لا جماعي؟! ثم تعرض هذا الشخص للسجن.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن الله يترك للإنسان حرية الحركة واختيار ما يناسبه
مزمور 46 - يرد للإنسان كرامته ودالته لدى الله
السعادة هي هدف وجود الإنسان
إن كان الإلحاد لا يهب السعادة، فهل اللاأدرية تهب السعادة والحرية للإنسان؟
التجسد ردَّ للإنسان كرامته


الساعة الآن 12:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024